الاثنين، 18 يناير 2010

القسوة لدى صدام حسين...... " دولاب الدم"….الجزء الأخير




"كل الرفاق اللي مسجلوا للتطوع يكونون على الجناح الأيمن من هذه القاعة ..من الصفوف ال...حتى خمس كراسي ألان من هالجناح ألان الخمس كراسي من هلجناح تفرغ للرفاق اللي لم يتطوعوا ..."
"صدام مخاطباً أحد الرفاق : اكعد.. اكعد.. الكل تطلعون تروحون على بيوتكم انتوا مفصولين من الحزب ... يلله!"
صدام مخاطبا الرفاق الذين فصلهم : بس الرفيقات .. الرفيقات فقط يرجعن ..بس الرفيقات يرجعن لأن الرفيقات ما مطلوب منهن عمل كالرجال"
.
"مانريد مانريد مناقشة كلمن ما مسجل أسمه بالتطوع قبل هذه الندوة يطلع يغادر يلله!
يلله حماية كلمن مايطلع اضربوه!"

أحد الحضور المفصولين ابتدا بالهتاف
"ماريد كلام ..ماريد كلام ..ماريد كلام الثورة الهه رجالها والهه قادتها والهه جماهيرها ..راح تطلعون انتوا مفصولين من الحزب ..قسماً بالله اللي أسمعه همساً يحجي مع مواطن عراقي أو بعثي أله أطره بيدي أربع وصل! سمعتوا زين الى أن تقرر القيادة مصيركم.. يلله اطلعوا أنعل الله على هالشوارب!"....
صدام حسين أوائل الحرب العراقية الأيرانية مخاطباً مجموعة من الحزبيين لم يسجلوا كمتطوعين للقتال في الحرب.

وزير التعليم العالي غانم عبد الجليل أعدم في عام ١٩٧٩ .
مواليد ١٩٣٨ في بغداد خريج كلية الحقوق. انتمى لصفوف حزب البعث عام ١٩٥٤ .تعرض للاعتقال عدة مرات وسجن في قضية محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم مدة أربع سنوات، رغم أنه لم يكن من المشاركين في تلك المحاولة. تولى منصب محافظ كركوك ثم محافظ بعقوبة بعد انقلاب ١٩٦٨ .كان أول مدير لشركة كركوك لدى تسلمها من الشركات الأجنبية بعد قانون تأميم النفط في بداية السبعينات حيث ساهم في تأسيس شركة النفط الوطنية ، تولى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اضافة الى كونه عضو في مجلس قيادة الثورة . شغل لفترة منصب مدير المكتب الخاص لصدام عندما كان نائباً.
ساهم أيضاً في صياغة قانون الحكم الذاتي للاكراد. ذكر نجله تعرضه "قبيل إلقاء القبض عليه ورفاقه عدنان الحمداني ومحمد محجوب في ذات الليلة لعملية اصطدام مدبرة لدى عودتهم معا في سيارة واحدة من مجلس عزاء أحد أقارب صدام، حيث طاردت السيارة شاحنة خرجت فجأة من طريق جانبي، ولولا تمرس السائق وقدرته على تجنب الاصطدام لكان موتهم محققا". كتب عنه الكاتب المصري أحمد عباس صالح في كتابه " عمر في العاصفة" " كان غانم عبد الجليل شاباً بسيطاً ينحدر من الطبقة الوسطى الصغرى ، مثله مثل كثيرين من كوادر الحزب ،بمن فيهم صدام حسين نفسه. كان شاباً ممتلئا بالحماسة ومجتهدا في قراءاته، والى جانب ذلك كان له مزاج فني ، فكان محباً للموسيقى متذوقاً لها ، قارئا للشعر مالكاً القدرة على التمييز بين جيده ورديئه. واكاد اكرر هذه الشهادة في أكثر من شخصية بعثية أخرى، كانوا كمجموعة من الشباب السياسي نماذج ممتازة في رأي وقادرة بالفعل على أن تقود سفينة العراق قيادة صحيحة.
واذكر أنني عندما وصلت للعراق ، كان غانم عبد الجليل قد عين رئيساً لمجلس أدارة شركة النفط بعد تأميمها ، وهو الذي جائني ليهمس : اطمئن اننا نملك أكبر احتياطي نفطي في المنطقة بعد السعودية ، وقد نكون أكثر. كان قد تسلم كل الملفات وظل يراجعها مع موظفيه حتى تاكد من ضخامة الثورة التي يمتلكها العراق".
"كان حلماً رائعاً ، ولكن ماوراء الظاهر كان مخيفاً ، اذ رحنا نسمع بين يوم واخر أن أحد هذه الكوادر المتقدمة دبر محاولة انقلاب فالقي القبض عليه ثم أعدم هو وزملاوه. وكنا نجد هذه القيادات تختفي واحدا وراء الأخر ، حتى تملكتنا الدهشة واستولى علينا اليأس".

وزير التخطيط عدنان الحمداني أعدم في عام ١٩٧٩ خريج كلية الحقوق عنه كتب حسن العلوي في كتابه " العراق دولة المنظمة السرية" "انتمى الى حزب البعث في الخمسينات ، اتصل بعد دخوله كلية الحقوق بعدد من المعجبين بعبد الناصر وجمد من الحزب لخروجه على تعاليم ميشيل عفلق عام ١٩٦١ أعيد الى التنظيم في الأيام الأولى من انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ وعين مديراً لناحية المدائن ولم تمض سوى أربعة أشهر حتى حدث انقلاب عبد السلام عارف على حزب البعث وفصل عدنان من وظيفته وانقطع عن الحزب ثم عاد اليه بعد انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ وبجهود شقيق زوجته الموصلية الذي كان عضواً في المكتب العسكري للحزب والذي قتل في حادث طائرة مدبر. وكامتحان ومقدمة لتصعيده أرسل عدنان الحمداني عضواً في القيادة القطرية المؤقتة التي شكلت في الأردن داخل معسكرات الجيش العراقي المرابط هناك..وعاد الى بغداد بعد مجازر أيلول وصار من المقربين الى صدام حسين وانتقل بسرعة من موقع حزبي ورسمي الى أخر حتى وصل الى عضو قيادة قطرية ووزيراً للتخطيط والمسؤول الأول عن تسويق النفط العراقي والرجل الثاني بعد صدام حسين في مجلس التخطيط وقد أثبت جدارة عالية في مسؤولياته فوصفه صدام حسين وهو يقدمه الى جاك شيراك رئيس الوزراء الفرنسي بقوله هذا هو عقل الحزب الأقتصادي واليد النزيهة التي تتحكم بواردات النفط.
كان عدنان الحمداني أهم عضو في مجلس قيادة الثورة بعد صدام حسين فاثار هذا حفيظة رفاقه في قيادة الحزب وفي قواعده.
وكانوا يسمونه مدلل صدام وهي تسمية سيئة وغير صحيحة فقد كان عدنان مدلل والده الذي وضع تحت تصرفه وهو في الخامسة عشرة من عمره سيارة دوج أمريكية يوم كان صدام حسين لا يجد دابة تنقله من قرية العوجة الى مركز تكريت."
و كتب أيضاً عنه الدكتور فخري قدوري في كتابه "هكذا عرفت البكر وصدام"
" كان عدنان يتصف بالتواضع والكياسة في التصرف وحسن اختيار الحلول بسرعة. وكم من مرة كنت أجلس في مكتبه في المجلس الوطني واتداول معه في بعض المسائل. وفي أحيان كثيرة كان صدام يتصل هاتفيا عارضا عليه مشكلة ما، فيقدم عدنان الرأي والحل ويخاطبه من خلال مكالمته الهاتفية بعبارة أستاذ".
ويستمر حسن العلوي "عند عقد الميثاق الوحدوي مع سورية كان عدنان من أشد المتحمسين له .بعد استلام صدام المركز الأول عين عدنان الحمداني رئيساً لديوان الجمهورية بدرجة نائب رئيس الوزراء لمدة ٤٨ ساعة. وكان قد زار دمشق مبعوثاً عن الرئيس الجديد صدام حسين ليبلغه بان مؤامرة اكتشفت ضد الرئيس الجديد وقد أعتقل المتورطون بها!".
عن لقاء عدنان الحمداني والرئيس الأسد ذكر مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري في مذكراته "
"وبعد أن استمع إلى مضمون رسالة صدام إليه التي نقلها الحمداني، سأل الأخير، هل أنت مقتنع بأننا في دمشق شاركنا في المؤامرة المزعومة؟
فرد الحمداني: «لا أدري,, أنا حامل رسالة وعليَّ توصيلها»،
فصمت الرئيس الأسد قليلاً، وقال: «إنني أخشى عليك يا رفيق عدنان,, ابق بضعة أيام في دمشق وسترى العجب في العراق»
فضحك الحمداني ساخراً من كلام الرئيس الأسد، قائلاً: «إنّ مهمات كثيرة تنتظرني في بغداد، أنا عائد اليوم,, لأنّ وظيفتي الحقيقية يا سيادة الرئيس هي رئيس وزراء".
وعاد عدنان الحمداني الى بغداد فاستدعى لاجتماع مع الرئيس صدام حسين ولم يعد الى داره!
ذكر صباح سلمان في كتابه "صدام حسين قائد وتاريخ" أن الرئيس "بعد أن أصدر أوامره باعتقال أعضاء القيادة المتورطين في التآمر ، كان كل من عدنان حسين الحمداني وغانم عبد الجليل ، قبيل حضورهما الى جلسة القيادة المكرسة لهذا الغرض ، معتقلين في غرفتيهما في المجلس الوطني كان عدنان حسين في غرفة غانم عبد الجليل وكان غانم عبد الجليل في غرفة عدنان حسين .. كان المتهمان يقبعان في الغرفتين ، اللتين قطعت أسلاك الهاتف عنهما."
وصف ما دار بعد أحضار عدنان الحمداني الى الأجتماع تايه عبد الكريم حيث قال "احضر عدنان الحمداني واحد اعضاء القيادة الآخرين واستدعاهم صدام حسين، وقال يا رجال ستشوفون المتآمرين، وقال صيح للمتآمرين، وقال هؤلاء المتآمرين والله سأجعل من رؤوسكم نفاضات للسجائر، ولم يتحدثوا أو يردون عليه، وما بقى إلا دقائق، فصاحوهم، وكان عليهم علامات الإرهاق والتعب، وقد يكون مارس عليهم بعض أنواع التعذيب النفسي او الجسدي".
نفذ فيه الأعدام رمياً بالرصاص بعد أن كسروا عموده الفقري واعلن في قرار التجريم أن عدنان الحمداني كان يستلم راتباً شهرياً من حافظ الأسد مقداره ٢٠٠ دينار!
وعدنان الحمداني كما يعرفه العراقيون كان هو الذي يمنح القروض للدولة ويوقع على صفقات النفط الكبرى وتحت تصرفه مخصصات مناهج الأستثمار. سلمت جثته بلا عيون!
وزير التربية محمد محجوب أعدم في عام ١٩٧٩.. مواليد الدور خريج معهد المعلمين ببغداد عام ١٩٥٨..بعد انقلاب عام ١٩٦٨ عين محافظا للكوت ,انتخب عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث في عام ١٩٧٣ . عين فيما بعد وزيرا للتربية عام ١٩٧٧. نفذت وزارته حملة محو الأمية التي شارك فيها الأف من المدرسين. نفذ فيه حكم الأعدام في ٨/٨/١٩٧٩ بتهمة التآمر.
كان أعلام السلطة والدعاية الحزبية ,بعد انفراد الرئيس بالسلطة, ينسب كافة ماتم انجازه في العقد الأول الى الرئيس ويهمل دور الباقين من الحزبيين وأهم تلك الأنجازات كانت تأميم النفط ، مشروع محو الأمية ، التنمية الأنفجارية ، وقانون الحكم الذاتي. الشيء الذي لم يذكره أعلام السلطة هو أن لكل عملية من تلك العمليات رئيس تنفيذي كان عضواً في القيادة القطرية عادة.
فقد ساهم في قيادة تاميم النفط غانم عبد الجليل ومرتضى الحديثي وقاد عمليات المفاوضات مع الأكراد واعلان بيان ١١ اذار مرتضى الحديثي وساهم بصياغة قانون الحكم الذاتي غانم عبد الجليل. قاد محو الأمية محمد محجوب ، وقاد التنمية الأنفجارية والتخطيط عدنان الحمداني.
هولاء لم يتم شطب دورهم فقط , فقد اعدموا جميعاً.
رأي الرئيس بمن ينسب دور الأخرين لنفسه ذكره في اجتماع مجلس الوزراء في ٣/٧/١٩٨٠ "أن الذي ينسب عمل الأخرين وابداعاتهم اليه هو سارق. المدير العام الذي يتجاهل الأخرين ، الوزير الذي يتناسى الركائز الذين هم قد جعلوه ناجحاً ، ويضع نفسه بالامام دون أن يوضح للجهة المعنية بالتقييم ، دور الصفوف الثانوية التي بعده ، هو سارق ، لا يفرق عن أي سارق أخر ، الذي ينشر بحثه بأسمه، وهو مكتوب من خبراء عنده ، هذا سارق ، حاله حال أي واحد يذهب ويكسر أقفال الدكاكين ، والذي يقدم الفكرة بأسمه ، وهي من غيره ، سارق بالتقييم الخلقي والعملي ، ويراد أن نتجنب هذه الأمور ونعتبرها خلقياً بمستوى السرقة ".
وزير الصناعة محمد عايش :من الدليم / الأنبار في أعقاب انقلاب ١٩٦٨ عين رئيسا لاتحاد نقابة العمال ثم عين وزيرا للصناعة. قبل ثلاث سنوات من اعدام محمد عايش كان الرئيس جالساً معه في نقابة العمال ويمتدح الرجل الذي أعدمه فيما بعد في حديث طبع بكراس في منتصف السبعينات.
لكن الرئيس عبر عن رأيه الصريح بمحمد عايش وربما الدافع الحقيقي لاعدامه في حديثه في الاجتماع الأستثنائي في ٢٢/٧/١٩٧٩ حيث قال أنه يرى نقطة سوداء في قلب وعقل محمد عايش ورغم أنه بعث كل من عزة ابراهيم وطارق عزيز ليتحدثوا له ورغم محاولتهم لتطمين الرئيس بقي الرئيس يشك في أنه يتامر ضده ذلك الشك أدى الى أعدام محمد عايش في النهاية. قيل أنه تلاسن مع الرئيس صدام قبل اعدامه حين قال صدام له ؛هل تتذكر أننا جئنا بك من عامل يحمل الدرج وينتظر لوريات حمل التراب لنقله من الفلوجة الى بغداد وجعلناك قائدا ووزيرا.. فقال له محمد عايش ؛ نعم أن الذي جاء بصدام من العوجة الى القصر الجمهوري هو الذي جاء بي الى وزارة الصناعة. وهناك اشاعة متداولة في حينها أن لسانه قطع قبل اعدامه, تم تعذيب وحبس زوجته أيضا.
وزير التصنيع العسكري وزير الدفاع في فترة سابقة حسين كامل قتل عام ١٩٩٦ وسنتطرق لذلك في فصل أخر.

وزير المالية أمين عبد الكريم قتل في عام ١٩٧٠

وزير الصحة رياض ابراهيم أعدم في عام ١٩٨٢ هناك قصة متداولة لسبب اعدامه أنه اقترح على صدام التنحي لصالح البكر ثم يعود الى القيادة بعد توقف الحرب لكن نفى تلك الرواية كل من الدكتور علاء بشير والسيد صباح سلمان.الرواية الرسمية كانت اتهامه بالتقصير لموافقته على استيراد عقار بوتاسيم كلورايد الذي أدى الى وفاة بعض الجنود. وفي الحقيقة "أن ذلك العقار هو عقار لاتخلوا أي مستشفى منه يكون ضروريا لعلاج حالات معينة يودي الى الوفاة اذا أعطي بتركيز عال وهي مسؤولية الطبيب المعالج لا مسؤولية الوزير". قالت ابنته ريا ان عمها عندما تسلم جثة والدها وجد رأسه مهشما وملفوفا بالضمادات وكانت هناك كسور في غالبية انحاء جسده وآثار رصاصات، وتم اصدار شهادة وفاة صادرة عن مستشفى الرشيد العسكري باعتبار اسباب الوفاة الاعدام رميا بالرصاص.

أمين سر مجلس قيادة الثورة محي عبد الحسين مشهدي الشمري أعدم في عام ١٩٧٩. ولد في بغداد / الكرخ محلة الجعيفر عام ١٩٣٥.
درس في المدرسة الجعفرية المناصب التي تقلدها عضو في مكتب العمال المركزي في حزب البعث العربي الاشتراكي, وزير دولة بلا وزارة في عام ١٩٧٤ .انتخب عضواً في القيادة القطرية عام ١٩٧٧ . كان عضواً بمجلس قيادة الثورة وسكرتيرا للرئيس البكر قبل القاء القبض عليه بتهمة التآمر.
ظهر في شريط الأجتماع الأستثنائي معترفاً بتلك التهمة وكما عرضنا في فصل "تدمير حزب البعث". يعتقد الكثيرون أن الرجل قد أجبر على تلك الاعترافات تحت ضغط التهديد ومنهم تايه عبد الكريم حيث ذكر "محيي أجبر لأنه يعرف انه سينعدم، وساوموه تحكي هذا الحكي سنعفو عنك ولو ما تحكي تنتهي، وهو صدق وكان مثل الغريق تشبث بقشة، فما حكى وما تحدث به محيي الشمري وحدد به من أسماء إنما كان شيئاً معداً له في التحدث به وفي تشخيص بعض العناصر والاسماء التي عرضها عليهم". نفذ فيه حكم الأعدام في ٨/٨/١٩٧٩
طارق حمد العبدالله - حسب البيان الحكومي مات منتحراً عام ١٩٨٦ لكونه يعاني من مرض الكآبة.. عسكري ينتمي الى عشيرة المحامدة من أهل الفلوجة. ولد في بداية الثلاثينات وانخرط في الكلية العسكرية رشحه حماد شهاب من ضمن ثلاثة اخرين كمرافق للبكر الذي عينه في هذا المنصب.
درس العبدالله في كلية الأركان وتخرج منها وكانت أخر رتبة عسكرية شغلها: عميد ركن .
أما المناصب الرسمية التي تولاها فكانت -رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية- وزارة الصناعات الخفيفة.
اشيع أن الرئيس صدام اقنعه بعد التهديد بالعمل لصالحه بأن يكون عين صدام على البكر..
ذكر مزهر الدليمي في كتابه " محطة الموت" أن العبدلله أسر له قبل مصرعه بفترة قصيرة
" أنت تعمل في المخابرات والامن، لا تنس أنك أبن عشيرة ، وابن حمولة وانصحك أنك كلما رقيت وكثرت معلوماتك السرية ، كلما قصرت حياتك أو عشت بقية حياتك في جحيم الرعب والخوف".
وعن حادث أنتحاره يكمل مزهر الدليمي في نفس الكتاب "فور صدور البيان الرسمي الزاعم
أنتحار العبدالله توجه علي حسن المجيد مدير الأمن العام في حينه الى دار الضحية ، وفور دخول البيت نادى زوجة القتيل قائلاً
- اسمعي يا سيدتي ... زوجك انتحر لأسباب نفسية تخصه ، وأي حديث أخر سيكون شائعة مغرضة تستحق أقصى العقاب.
وواصل حديثه التهديدي قائلاً ؛
ورغم أن الحادث أنتحار ، فأن السيد الرئيس أمر باعتباره شهيداً، وستمنحون مرتب الشهيد ومخصصاته ، وكل مصروفات الفاتحة التي ستقام منذ الغد، في جامع ١٤ رمضان ستتولى الدولة تسديدها.
قال هذا وخرج..
في مساء اليوم نفسه ، زرنا عائلة المرحوم العبدالله- ولم تستطع زوجته أن تتستر على الجريمة..
زرنا الغرفة التي قيل أنها شهدت عملية الأنتحار، فاذا بي أرى زجاج شباكها مهدماً.
قلت لزوجة الفقيد ما هذا؟
قالت : مكان اطلاقة. أنظر الى الدماء التي لطخت الحائط المقابل. لقد ضربه قناص من الدار المقابلة لنا ، ونظراً لقوة الضربة، فلقد اخترقت رأسه من الخلف وخرجت من جبينه..
رجوتها أن تسمح لي بمحاولة العثور على الرصاصة ، واستطعت فعلاً اخراجها ، وتأكد لي أنها أطلاق قناص محترف.. كانت زوجة الفقيد في غاية الغضب والارتباك فرجوتها أغلاق دارها والأكتفاء بمراسم الفاتحة الرسمية.
ومن خلال تتبعي للقضية تبين لي أن أمر التنفيذ صدر من علي حسن المجيد مدير الأمن العام - والذي كان في حينه مسوولاً عن التصفيات الجسدية.
أمين سر مجلس قيادة الثورة شفيق الدراجي.
كان مديراً للاستخبارات العسكرية في عهد الرئيس عارف . شغل منصب أمين سر مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب عام ١٩٦٨ استبعد من المجلس في عام ١٩٧٨ وعين
سفيراً في السعودية واستدعي للتحقيق في بغداد في عام ١٩٨٢ وخضع للتحقيق والاعتقال بعد توجيه تهمة التخابر مع دول أجنبية وتسريب معلومات عسكرية عن الجيش العراقي . تعرض الى تعذيب وتنكيل وهو كان يعاني أصلاً من ارتفاع السكر وهبوط في القلب وقد أطلق سراحه وهو نصف مشلول وغير قادر على الكلام وتوفي بعد ذلك.
أمين العاصمة عبد الوهاب المفتي: أعدم في عام ١٩٨٦
ظهر في التلفزيون بتاريخ ١٥ كانون الثاني عام ١٩٨٦ حيث قلده الرئيس وسام الرافدين لدوره في حملة قص القصب في الأهوار. جاء في المرسوم الجمهوري "تقديراً للجهود المخلصة والجليلة التي أبداها عبد الوهاب محمد لطيف في معاونة القوات المسلحة البطلة وهي تخوض حرباً عادلة دفاعاً عن العراق العظيم وعزته وكرامته ضد العدو الأيراني العنصري واستناداً الى أحكام الفقرة "ز" من المادة الثامنة والخمسين من الدستور والفقرة أولاً من المادة الخامسة من قانون الأوسمة رقم ٩٥ لسنة ١٩٨٢ رسمنا بما هو ات منح عبد الوهاب محمد لطيف أمين العاصمة وسام الرافدين من الدرجة الثانية من النوع المدني " ومنح في ذلك اليوم أيضاً نوط الشجاعة .تحدث الرئيس في حفل التكريم ذلك فقال " مدنيين عزل ألا من الأيمان الذي يعمر قلوبهم بالله وبالوطن وبالقضية يذهبون أمام المواضع الدفاعية يقصون القصب حتى يوفروا ساحة رمي جيدة للمقاتلين على السداد أو على الأرض خلفهم وليس امامهم ألا الحجابات والحجابات هم قلة من العسكريين يخرجون أمام الموضع الدفاعي حتى يكونوا عين الموضع الدفاعي الى أمام ويتعرضون حتى للاسلحة الخفيفة وقنص القناصة.."
"اتمنى لويأتي المهندسون العرب ويشاهدون كيف اشتغلتم .."
"عندما كان يزورنا صديق أو عربي ويقول لي أنه محتاج ، لا نستطيع أن نرده ونعطيه ما يريد ، ألا قضية واحدة هي منح نوط الشجاعة ووسام الرافدين ، فانا شحيح جداً بهما ولكن أشهد بالله انكم جميعاً تستحقون نوط الشجاعة".
رغم كلمات الثناء تلك ورغم ذلك التكريم صدر مرسوم جمهوري بعد ستة أشهر بطرده من منصب أمين العاصمة " لثبوت خيانته أمانة المسؤولية ومستلزماتها الشريفة في المحافظة على أموال الدولة " ليعدم بعد ذلك.

ناظم كزار مدير الأمن العام أعدم عام ١٩٧٣.
عنه كتب حسن العلوي في كتابه " العراق دولة المنظمة السرية" "ناظم كزار طالب المعهد الصناعي الذي جيء به الى معتقل عسكري على الحدود العراقية الايرانية عام ١٩٦١ وخرجنا سوية فتوجهت بعد انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣ باحثاً عن جريدة الحزب حيث اقيم مع عمودي اليومي وذهب ناظم كزار الى هيئة التحقيق التي اتخذت مكانها في مبنى على نهر دجلة كان في الاصل دار لاحد ولاة بغداد لقد اثار مشهده الدهشة وهو يحمل تابوتاً استله من حانوتي في شارع الرشيد ومشى به نصف ساعة قبل ان يدلف الى غرفته الخاصة في هيئة التحقيق ثم لتخرج بعد اقل من ساعة مجاميع المعتقلين الى باحة المبنى، عارضين تفريغ اعترافاتهم على اجهزة التسجيل بعد ان قاوموا رجال التعذيب لأكثر من ثلاثة اسابيع!
اما ناظم كزار فقد امر مساعديه بحمل التابوت وقد انشطر الى نصفين في كل نصف منه ، نصف جثة.
لقد استدعى ناظم كزار من يعتقد انه كان اصلب معتقل سياسي بين رفاقه ولف الحبل حول رجليه ويديه وجسده وادخله في التابوت ثم اغلق الغطاء بالمسامير وقطعه من وسطه بالمنشار على مرأى من الموقوفين جميعاً.
تجربة ناظم كزار هذه في معايير المنظمة السرية تمنحه اختصاصاً نادراً دفع صدام حسين لأن يختاره مديراً للامن العام ويمنحه رتبة لواء عسكري تنحني له قامات العمداء والعقداء في الجيش والشرطة. هذا هو اول جنرال من جنرالات المنظمة يمنح الرتبة قبل ان يحملها صدام بأربع سنوات".
وكتب غسان شربل عنه أيضا "كلما أوردت اسم كزار عاد إلى بالي ما قاله لي قبل أعوام عزيز محمد، الأمين العام السابق للحزب الشيوعي العراقي، ومفاده أن سجناء في "قصر النهاية" الشهير شاهدوا كزار يتناول الكباب مبتهجاً ويضغط برجله في الوقت نفسه على عنق سجين يحتضر".
جمع ناظم كزار حوله مجموعة من الأشخاص ميزتهم القسوة ويصفهم الكثيرون بالانحراف كانوا زملاء له في سجن بعقوبة كتب عنهم هارون محمد في جريدة الموتمر بتاريخ ٦-١٢ تموز ٢٠٠٢ "عين ثلاثة مساعدين له وهم حسن المطيري ، ناصر فنجان من سكنة حي الصرائف جوار مدينة الوشاش وزامل كزار في سجن بعقوبة أثر سجنه ثلاث سنوات لطعنه شخصاً تحرش بشقيقته وسالم الشكرة من مدينة الموصل وضمت لجنة التحقيق أعضاء عرف منهم برهان رضوان وكان خادماً لدى عائلة كشمولة ومحمود البطل وهو راعي غنم قام بتعذيب وزير العمل الأسبق عبد الكريم هاني ، الذي وصفه ذات مرة ، بأنه قزم وضيع ، وعبدالله الأعور نشال مسجل في شرطة بغداد وكل من الشقيقين الشقيين صباح ومحمود وهما من سكنة الصليخ وكانا يعملان مستخدمين في سينما الأعظمية ، وصباح ميرزا العاطل عن العمل رغم تخرجه من معهد اللغات وكان يحمل أسم الملازم يوسف قبل إن يسحبه صدام ويعينه مرافقاً له ، اضافة الى شاكر حميد من سكنة البياع واسمه الحركي الملازم زهير ، و طه المشهداني ويلقب بالسيد وسلمان داوود من سكنة حي جميلة ويعمل الأخيران في الأمن العامة".
أعدم بسرعة ومن دون تحقيق عام ١٩٧٣ في محاولة أنقلابية تزعمها سنتطرق اليها في فصل أخر.

طاهر أحمد أمين أحد أعضاء مكتب العلاقات العامة الذي تحول فيما بعد الى دائرة المخابرات حيث تولى منصب معاون مدير المخابرات. صرخ الرئيس فيه أطلع أطلع ! في الأجتماع الأستثنائي ليقوده عنصر من عناصر المخابرات ليعدم في ٨/٨/١٩٧٩ .
المفارقة أن طاهر أحمد أمين أتهم مع تلك المجموعة بالتآمر مع عبد الخالق السامرائي ضد الرئيس صدام ، والمفارقة هي أن طاهر أحمد أمين كان عضواً في المحكمة الخاصة التي شكلت عام ١٩٧٣ بعد محاولة ناظم كزار واصدرت تلك المحكمة حكم الأعدام بحق عبد الخالق السامرائي ، أي أن القاضي الذي حكم على المتهم بالاعدام عاد ؛ حسب الرواية الرسمية ، وتآمر مع ذلك المتهم ليتم أعدامه مع ذلك المتهم بنفس الساعة ونفس الساحة!


مدير الأمن العام فاضل البراك أعدم في عام ١٩٩٣ :ينحدر من عشيرة (البيجات) ، حصل على شهادة الدكتوراة من الأتحاد السوفيتي وكانت اطروحته عن الجيش العراقي ودوره في حركة رشيد عالي الكيلاني ضد الإنجليز عام ١٩٤١ حين كان ملحقا عسكريا هناك. عين مديرا للامن العام في أواسط السبعينات ولعب دورا رئيسيا في تصفية عناصر الحزب الشيوعي وعناصر حزب الدعوة وبقسوة شديدة. عين في منصب رئيس المخابرات بعد تولي هشام الفخري ذلك المنصب لفترة قصيرة بعد أبعاد برزان شقيق الرئيس من ذلك المنصب. أبعد عن ذلك المنصب عام ١٩٨٩ وأعتقل عام ١٩٩١ بتهمة التجسس لصالح ألمانيا الشرقية ويقال أنه عذب من قبل شخصا كان خادما له حين كان مديرا للمخابرات.
عن اعتقاله واعدامه ذكر وفيق السامرائي في كتابه "حطام البوابة الشرقية" نتيجة لخلافات بينه وبين فاضل صلفيج العزاوي أبن خالة صدام تم تشكيل هيئة تحقيقية برئاسة عزة الدوري وحسين كامل والفريق صابر الدوري نقل على اثرها فاضل البراك الى منصب مستشار رئيس الجمهورية لشوون الأمن القومي ثم أعتقل بعدها بتهمة التجسس لصالح ألمانيا الشرقية وقد حضر صدام مجلساً في العوجة جمع فيه أقاربه ، واقتيد فاضل البراك الى جانب من المجلس -منهار القوى متهالك البنية نتيجة السجن والتعذيب- وقال لهم صدام ماجزاء الذي يخون كهذا غير الأعدام ؟ ولم يكن فاضل في وضع يساعده حتى على النطق.. واقتيد خارج المكان ليعدم... ".


محمد فاضل عضو قيادة قطرية ومدير مكتب العلاقات العامة "المخابرات "أعدم مع ناظم كزار عام ١٩٧٣.
وزير الأوقاف والشؤون الدينية عبدالله فاضل قتل عام ١٩٩٦اغتيالاً في أحد شوارع بغداد .
وكيل وزارة النفط عبد المنعم السامرائي أعدم عام ١٩٨٦ .
وزير الدفاع- عدنان خير الله: لقي مصرعه في حادث تحطم طائرته الهليكوبتر في عام ١٩٨٩. وسنعرض لمحة عنه في فصل أخر.
وهاب كريم عضو قيادة قطرية مساهم في ٨ شباط قتل بحادث مدبر بعد أن كلف هو بقتل أشخاص كثيرين على رأسهم أول وزير خارجية بعد ١٩٦٨ الدكتور ناصر الحاني.
جبار كردي وعدد من اشقائه قتل بعد تكليفه باغتيال عدد من مناضلي الحركة الوطنية . كان صديقاً مقرباً من صدام حسين.

منيف الرزاز من مواليد دمشق ، خريج كلية طب القاهرة، أنتمى لحزب البعث في الأربعينات وانتخب أمينا عاما للحزب خلفا لعفلق عام ١٩٦٥ فانتقل الى دمشق ثم عاد الى الأردن عام ١٩٦٧. في عام ١٩٧٧ عين أمينا عاما مساعدا للحزب فانتقل الى بغداد من عمان.
في أب عام ١٩٧٩ نحي من ذلك المنصب "أثر استيلاء صدام حسين على رئاسة الدولة والحزب في العراق.التنحية جاءت أثر اعتراضه على المسرحية التي افتعلها صدام والتي أدت الى مجزرة أب التي صفي فيها عدنان حسين ومحمد محجوب ، ومحمد عايش وعبد الخالق السامرائي وغيرهم..
طالب الرزاز بالعودة الى دستور الحزب ، وعقد موتمر قومي استثنائي وفور مواجهته صدام بهذا المطالب أعتقل ، وتنازل صدام فأبقى على حياة الرزاز مكتفياً بفرض الأقامة الجبرية عليه في منزله ببغداد كانت أقصى حرية يتمتع بها مفكر الحزب". توفي عام ١٩٨٤ وقيل أنه مات مسموما بالثاليوم.

عمر الهزاع, ضابط تكريتي شارك في انقلاب عام ١٩٦٣ وكان ولائه محسوبا على البكر فاحيل على التقاعد بعد ازاحة البكر. وضع تحت المراقبة وقيل وقتها أن امراة سجلت له انتقاده للرئيس وقوله أن صدام مجهول الأب.. أعدم مع ولديه بعد قطع لسانه. وهدمت داره في حي اليرموك بالبلدوزرات.

شفيق الكمالي عضو القيادة القطرية والقومية وشاعر كلمات شعره كانت النشيد الوطني السابق .
ولد في عام ١٩٢٩ في مدينة البو كمال السورية ، أنتمى الى حزب البعث في اواخر الاربعينات ،
وتخرج من كلية الأداب قسم اللغة العربية عام ١٩٥٥ ، كان هارباً في القاهرة مع الرئيس صدام عن تلك الفترة ذكر الدكتور فخري قدوري في كتابه هكذا عرفت البكر وصدام
"عندما كان طالباً للماجستير في القاهرة رشح لرئاسة الأتحاد الوطني للطلبة العراقيين هناك ، فانتخبه الطلاب بالاكثرية فيما حصل صدام على صوتين فقط!
صاغ شفيق البيان الأول الذي تلاه البكر على الشعب من راديو بغداد صبيحة ١٧ تموز ١٩٦٨
وكلف شفيق بحمل قرار تشكلية الوزارة الأولى بعد ٣٠ تموز الى دار الأذاعة لأعلانه وتسنم هو حقيبة وزارة الشباب.
وقد عين عضواً في مجلس قيادة الثورة في تشرين الثاني ١٩٦٩ واخرج منه عام ١٩٧٠ ، كما اعفي من وزارة الشباب وعين سفيراً في أسبانيا حيث بقي في مدريد للفترة ١٩٧٠-١٩٧١ ، ثم جرى تعيينه وزيراً للاعلام واعفي من المنصب أواسط ايار ١٩٧٢ وعين عضواً في مكتب الشوون التربوية التابع لمجلس قيادة الثورة.
حين كان وزيراً للثقافة والاعلام أسس داراً لثقافة الأطفال التي اصدرت مجلة مجلتي وانشأ دار الأزياء العراقية وامر بتشكيل الفرقة القومية للرقص الشعبي. . كان رئيس اتحاد أدباء العراق والامين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ورئيس تحرير أفاق عربية.
وكتب عنه أيضاً جليل العطية في كتابه "فندق السعادة" "عندما تسلل صدام الى رئاسة الجمهورية عام ١٩٧٩ كان الكمالي ضمن لائحة التصفية ، ونجا بأعجوبة من أكبر مجزرة علنية شهدها العراق الحديث، وراح ضحيتها خيرة القادة الحقيقيين للحزب الحاكم.
انهار الكمالي ، ووجد نفسه مضطراً لكتابة قصائد مديح ركيكة للرئيس الجديد!
وراح المغنون يغنون قصائده في تمجيد صدام بينما كانت السلطات الأمنية تقمع الألوف من المواطنيين وتزجهم في المعتقلات والسجون، مما أثار استهجان واستغراب محبيه ومقدري مكانته الأجتماعية.
في هذه الفترة انزوى لادارة دار أفاق عربية وبدأت أعراض الضغط والسكر والقلب تتناهبه ووجد صعوبة بالغة في ترك التدخين - بناء على نصائح الأطباء- وكان يتألم لكل ما يجري داخل العراق بينما لايزال يحمل منصباً حزبياً هو : العضو المساعد للقيادة القطرية !
التقيت بصديقي العتيق شفيق في الكويت أثناء أحدى زياراته لها ، انفردت به في مقهاة تطل على البحر، وكنت كعادتي احتفظ بقصاصات مما نشره في تلك الفترة المحزنة.سألته :- لماذا أبا يعرب تكتب خلافاً لرأيك الحقيقي في صدام . تقول في قصيدة محجلة تلقيها بنفسك في في تلفزيون بغداد ، "رأيت الله في عينيك؟"
سقطت الدموع من عينيه ونفث سيجارة- رغم المنع الطبي الشديد واعترف لي قائلاً :- أسمي على لائحة التصفيات، ولم يبق سوى تحديد موعد التنفيذ ، وانت تعرف حقده علي وعلى أمثالي ممن يعرفون ماضيه.
قلت له:أنت ألان خارج العراق- أبق حيث أنت يمكنك العيش
أجابني بحزن عميق:واسرتي؟... لقد فكرت كثيراً بالابتعاد ، ولكنني أعرف أنه سيبيد عائلتي كلها..".
ويكمل فخري قدوري " أدرك شفيق قبل رحيله بسنوات أن الحكم بات يناصبه العداء لارائه وانتقاداته المريرة ، لكن لم يكن من يد سوى الأذعان لانحسار دوره في الحزب والدولة خشية مما هو أعظم. في أخر لقاء جمعني به في داره ببغداد يوم ٢٩ حزيران ١٩٨٢ تحدث عن سياسات الحكم الطوباوية بقلب مليء بالاسى وعينين تراقبان أياماً سوداء أتية. قال لي : يا فخري ، لقد نفذ الصبر ولم يعد لي ألا تجنب ما يحاك لي في الظلام ، ولم يعد يهم حتى العمل بالبقالة في عمان بضمير مرتاح! وفي ختام حديثه ألح علي بعدم العودة الى بغداد ، دفعاً لما قد يدبر ضدي أنا الأخر من مكائد.
كان شفيق يعلم "أن صدام لا ينظر الى الرفاق الذين سبقوه انتماءاً الى الحزب ويحضون بمكانة أجتماعية بعين الرضا، فاستخدم شعره ، في اطراء صدام والنظام لكن هذا لم يجده في شيء فدفع الثمن الباهض الذي دفعه غالياً السابقون والذين لحقوا به".
ففي "أوائل شهر تموز ١٩٨٣ ألقت أجهزة الأمن العراقية القبض أولاً على نجله الأكبر يعرب- الطالب في كلية العلوم جامعة بغداد- أمام منزله واقتادوه الى سيارة أمن كانت تنتظر .
وعلم ابنه أثناء التحقيق والتعذيب أن السبب يكمن في شريط مسجل له مع بعض زملائه خلال تبادل دعابات ساخرة بالسلطة وبعض رموزها.
قبع الأبن في أقبية اجهزة الأمن اسابيع دون أن يتمكن والده فعل شيء ، فقد كان الأخر مغضوباً عليه من قبل صدام ومراقباً من قبل أجهزة الأمن والمخابرات.
وبعد مضي نحو شهر اضطر الأبن ، تحت تأثير التعذيب ، للاعتراف أن كل ما ردده في الشريط المسجل كان مقتبساً من والده ونحو الساعة الثالثة بعد ظهر أول أيام شهر أب ١٩٨٣ توجهت أجهزة المخابرات الى دار شفيق بهدف القاء القبض عليه.
وحين لم يجدوه اقتادوا زوجته وجميع من كان في المنزل أنذاك الى أحدى السيارات الأربع أمام الدار.
في ذلك الوقت كان شفيق مايزال في مدينة الموصل ، ويبدو أن المخابرات خشيت افلاته من قبضتها ، فرددت اشاعة حول نيته الهرب الى سوريا.
جيء بشفيق الى المخابرات في بغداد عند الساعة الحادية عشرة والنصف مساء. وفي منتصف الليل أخلت المخابرات سبيل الزوجة والمحتجزات الأخريات وتركتهن أمام البناية في حيرة ...
منعتها المخابرات من العودة الى منزلها نتيجة قرار بحجزه وبقية املاكه الأخرى.
من المفارقات التي يصعب على الأنسان استيعابها أنه فيما كان النشيد الوطني العراقي (وطن مد على الافق جناحا..) يذاع صباح مساء وتردده ملايين الحناجر كل يوم كان مؤلفه شفيق الكمالي يئن من العذاب في المخابرات العراقية.
أطلق سراحه بعد ثلاثة شهور واضطر بعد ذلك الى المكوث في منزله لا يبارحه ، بعد أن منع من ممارسة نشاطه الأعلامي ، وشطبت عضويته في المجلس الوطني لغيابه ثلاثة شهور بدون عذر مشروع ! كما ورد حرفياً في قرار الشطب ، وهي الفترة التي امضاها في المخابرات مكرهاً.
وحتى تكتمل السبحة سحبت منه سيارته التي كان تلقاها من صدام في وقت سابق ، فبات يمضي وقته كئيباً منزوياً في منزله.
تعرض بعد أطلاق سراحه الى تغيرات صحية حيث اكتشف الأطباء اصابته بسرطان الدم مؤكدين أنه لن يحيا ألا فترة وجيزة .
أسر الى زوجته تلقيه حقنة أثناء وجوده في المخابرات على أساس مساعدتها في خفض ضغط الدم الذي كان يعاني منه وظلت هذه الحقنة محل تساؤل الجميع بعد مغادرته المعتقل ثم وفاته بعد فترة قصيرة.
وليد محمد صالح الجنابي
عنه كتب حسن العلوي في كتابه " العراق دولة المنظمة السرية"
"كان وليد الجنابي معلماً في أحد المدارس الأبتدائية حين استدعي في عام ١٩٦٨ عضواً في لجنة لدعم منظمة فتح الفلسطينية مرتبطة بنقابة المعلمين العراقيين التقنية هناك حيث كنت المسوول الأعلامي عن اللجنة. بعد ذلك كان أحد أعضاء لجنة التحقيق مع المعتقلين في قصر النهاية وقيل أنه شارك في تعذيب عبد الرحمن البزاز.
روى لحسن العلوي ما يلي " واحدة من المهمات الخسيسة التي كلفت بها والتي تطاردني أشباحها وانا في المغرب وانا على جبال البلقان فقد ابلغني المسؤول الحزبي بقرار نقلي من التعليم الى هيئة التحقيق في معتقل قصر النهاية وقد اشرفت على عمليات ألتعذيب ضد شخصيات معروفة من بينهم عبد الرحمن البزاز
وقد دعيت بعد منتصف ليلة الى غرفة ناظم كزار في قصر النهاية وكان الى جانبه عدد من أعضاء القيادة من بينهم صدام حسين وعبد الكريم الشيخلي وطلب الي ناظم كزار التوجه الى مستشفى التويثة (مستشفى التدرن الروئي) وجلب أربعة مرضى من المصابين بحالات ميئوس من شفائها ، فزودت بكتاب وقعه في الحال أحد الحاضرين صادراً من مجلس قيادة الثورة الى مدير المستشفى لاختيار العدد المطلوب من المرضى وتسليمهم لي على أن لا أترك كتاب المجلس هناك.
يقول الجنابي أن الأمر أختلط علي وانا في طريقي الى المستشفى فما علاقة هيئة التحقيق بمرضى السل ولم أفكر بأن مهمتي كانت لارسال هولاء المرضى للمعالجة في الخارج لكني كنت على يقين أن أجهزة جديدة أو أساليب جديدة لنزع الاعترافات ستجرب على هولاء المرضى ولم يكن لي أن أسأل عن شيء من ذلك اذعاناً لطقوس الحزب والتزاماً بمبدأ نفذ ثم ناقش وكان علي أن انفذ وقد لا يكون من حقي أن أسأل بعد التنفيذ.
حينما عدت بالمرضى في سيارة لاند روفر كنت أمد رأسي خارج النافذة وانا أسوق السيارة بسرعة طائشة خوفاً من ات تختلط انفاسهم بأنفاسي حتى اذا دخلت الى المعتقل وقد توضحت خطوط الفجر ففوجئت بصف من الموقفين معصوبي العيون وهم من القوميين العرب والبعثيين المنشقين فبدا ناظم كزار يتحدث اليهم وكان صدام حسين مايزال في مكتبه في المعتقل ينتظر خطوات تنفيذ العملية (اننا قررنا الأفراج عنكم فاذا تسرب شيء عن حياتكم هنا فستعودون الينا حالاً وستتحملون مسوولية ما يصيبكم من عقاب) واشار الى المرضى الأربعة بالتقدم وواصل حديثه الى الموقفين بأنه سيودعهم بعد أن يفتح كل واحد فمه ليبصق الرفاق فيه.!
وتقدم المرضى فنفذوا ماطلبه ناظم كزار وعدت بهم فاستفسر احدهم عن سبب ذلك فقلت أن الحزب قرر ارسالكم للخارج للمعالجة فقال صاحب السؤال ولماذا بصقنا اذا في أفواههم؟ فقلت لكي ننقل المرض من أجسام المواطنين الطيبين الى أجسام الخونة والجواسيس وانتم مواطنون فقراء لايجوز أن تموتوا ليعيش هولاء الأثرياء أعداء الوطن ففرح الجميع وقالوا: الله ينصركم.
فسألته من أين تأتيهم هذه الأفكار : كيف فكروا بمرضى السل والبصاق في أفواه المعتقلين؟ قال : هذه أفكار عبد الكريم الشيخلي وزير الخارجية انذاك والطالب السابق في كلية الطب وهو يستخدم معلوماته الطبية في قضايا من هذا القبيل.
يضيف وليد الجنابي أنه لم يعد يستطيع الأستمرار في عمله بهيئة التحقيق. فقدم التماساً الى ناظم كزار بأن يسعى لارساله في أحدى الملحقيات الصحفية أو التجارية خارج العراق ، وهكذا وصل الى المغرب لكنه لم يتخلص من ذكريات قصر النهاية.وفي بغداد عين وليد الجنابي معاوناً لمدير عام وكالة الأنباء العراقية أصبح الجنابي مديراً عاماً لدار الثورة التي تصدر عنها جريدة الحزب اليومية ، فالتقينا مرة أخرى في الأجتماع الأسبوعي الموسع لمكتب الثقافة والاعلام القومي والذي يترأسه صدام حسين وقد سأل مرة عن رفيق غائب أسمر اللون بنظارات سميكة واشار الى مكانه فقيل له أن هذا الرفيق هو وليد الجنابي.
وعندما عاد الجنابي من سفره الذي حال بينه وبين حضور الأجتماع أخبرته عن استفسار السيد النائب والذي لم يكن يعرفك حتى وانت تحضر اجتماعات المكتب الأسبوعية فذعر وليد الجنابي وقال : ماذا يقصد السيد النائب.. أنه هو الذي أصدر قرار تعييني قبل عام مديراً لدار الثورة بعد مقابلتي له وقد مررت عليه في الأسبوع الماضي لمناقشة أوضاع دار الثورة والتي على اثرها سافرت الى الخارج.وحين هدأ روعه.. قال وليد الجنابي : أن شيئاً لا أعرفه وراء تجاهل صدام حسين معرفته بي فماذا أفعل ؟قلت : هذه مخاوف وقد يكون السيد النائب قد التبس عليه الأمر.
قال وليد : لا....أن الأمر يتعلق بدوري في قصر النهاية. وقد يكون صدام مستاءاً من موقف سابق لي معه في أحدى الموتمرات الحزبية عام ١٩٦٦ فأشار صدام الى خاصرته حيث موقع المسدس قائلاً :اتركوا الموضوع لي. فرديت عليه بعنف قائلاً :أن حزباً له تنظيمات قديمة ونظرية سياسية وتجربة كالحزب الشيوعي لا نستطيع القضاء عليه بالمسدس. ولدينا تجربة سابقة معه فلم ننجح واضفت أن علاقتنا بالشيوعين يجب أن تناط لمثقفي الحزب.
وتوقف الجنابي عن حديثه ثم قال سأطلب تفرغي من الوظيفة لاكمال دراستي الجامعية أو الأنتقال الى وظيفة صغيرة لاتجعلني أمام الضوء.وهكذا انتقل وليد الجنابي الى وزارة الصناعة وتقدم لدراسة الماجستير.
كان وليد الجنابي أحد الأشخاص الذين قرأ الرئيس اسمهم في قاعة الخلد عام ١٩٧٩ كمتهم ومتامر ضد الرئيس ليعدم
بالرصاص في أب من تلك ألسنة.

أحمد العزاوي قتل في عام ١٩٧٥ بعد عدة محاولات فاشلة لاغتياله من قبل أجهزة الأمن ، أهمها كانت عام ١٩٧٤ عندما فجرت سيارته. كان عضواً في قيادة فرع بغداد والقيادة العامة للحرس القومي عام ١٩٦٣ ، ثم عضو القيادتين القومية والقطرية ومسؤولاً للمكتب العسكري لحزب البعث ، لعب دوراً كبيراً في التحضير وتنفيذ معركة ٨ شباط ١٩٦٣ في بغداد.
بدن فاضل مساهم في ٨ شباط رئيس اتحاد نقابات العمال في العراق نفذ فيه حكم الأعدام في ٨/٨/١٩٧٩.
اللواء بشير الطالب أعدم مع ابنه وكان أمراً للحرس الجمهوري في عهد عارف وساهم في ٨ شباط بعد اعلانها.

كردي سعيد عبد الباقي الحديثي قيادي في حزب البعث قتل في سجن أبو غريب عام ١٩٨٢ أخوه مرتضى الحديثي وزير خارجية.
ذكر وفيق السامرائي في كتابه حطام البوابة الشرقية "في نفس اليوم الذي توفي فيه شقيقه مرتضى الحديثي طلب السجانون من كردي الحديثي السجين هو الأخر ، الغناء والرقص على رأس أخيه الميت وحوله.
جعفر محمد رضا الذهب مدير مصرف ومحافظ قتل في السجن .

جعفر العيد عضو قيادة قطرية احتياط وسفير في موريتانيا قتل مسموماً بالثاليوم مباشرة بعد اعلان الحرب العراقية- الأيرانية..
محسن الشعلان كان رئيساً للجمعيات الفلاحية ،أعدم . كان رفيقاً للرئيس في مكتب الفلاحين عند عودة الرئيس من القاهرة بعد انقلاب عام ١٩٦٣ . أعدم بتهمة استمرار علاقة قديمة له مع شقيق أحد المحكومين بالاعدام في وقت سابق خلافاً للتعليمات التي تقضي بمقاطعة عوائل المعدومين.

محمد رضا الجيلاوي بعثي أعتقل في قصر النهاية ومورس التعذيب ضده أربعة سنوات متواصلة واطلق سراحه ناسياً أسمه يدور في الشوارع ، وذلك بسبب اتهامه لصدام وجهاً لوجه بأنه هرب من السجن المركزي باتفاق مدبر مع مدير الأمن العام رشيد محسن.
محمد صبري الحديثي وكيل وزارة الخارجية أعدم عام ١٩٧٩.
وليد ابراهيم الأعظمي بعثي قتل في ١٩٧٩ وكان في حينها مديراً عاماً لمعمل شهرزاد للبيرة.
العميد الركن محمد رشدي الجنابي ساهم في ٨ شباط بعد اعلانها أعدم في شباط ١٩٧٠.
غازي أيوب بعثي مساهم في ٨ شباط مدير معمل أسمنت السدة ومعاون وزير التنمية الصناعية أعدم عام ١٩٧٩
العميد رياض القدو منفذ أساس لحركة ٨ شباط من عائلة بغدادية بسيطة تعمل في تجارة المصارين والجلود دخل الكلية العسكرية ضمن وجبة شباب البعث عام ١٩٥٩ لتعزيز عدد البعثيين داخل القوات المسلحة ، واصبح قائد فرقة قتل في السجن مع مرتضى الحديثي ، تزوجت أخته من محمد محجوب الذي أعدم عام ١٩٧٩.
عبد الخالق السامرائي ولد في مدينة سامراء عام ١٩٣٥. كان مسؤول الرئيس صدام الحزبي في الخمسينات .عضو القيادة القطرية لحزب البعث منذ عام ١٩٦٤ وعضو القيادة القومية للحزب منذ عام ١٩٦٥ . ساهم في ٨ شباط . أصبح عضواً في مجلس قيادة الثورة عام ١٩٦٩.
عرف بين أوساط الحزبيين بالنزاهة فلم يستغل منصبه ولم يغير من بساطة معيشته فرفض أن يغير مسكنه كما فعل الباقين من هم بمنزلته من الحزبين ولم يبدل أثاثه البسيط الذي وصفه البعض بكونه مؤثث بكرويتات خشبية .
كان عبد الخالق السامرائي محط اعجاب الكوادر الحزبية الدنيا لنزاهته فكان ذلك مثار عدم ارتياح البعض من الكوادر العليا ومنهم الرئيس صدام فسعوا الى تشويه سمعته فوصفوه بكونه متصنعاً للبساطة حيث لم يفهموا رفضه لاغراءات السلطة وعدم مشاركتهم بالتنعم بها بعد انقلاب عام ١٩٦٨.

كان من الصعب أن يبق مثل عبد الخالق في السلطة وهوالرافض لاغرائتها المادية والرافض أيضاً لأسلوب التصفيات والقسوة في مواجهة خصوم الحزب. كتب جليل العطية عنه " كان عبد الخالق السامرائي - القائد البعثي الوحيد الذي وعى خطورة أن يتحكم صدام بمقدرات العراق والعراقيين متخذاً قصر النهاية أداة لتنفيذ مخططاته التصفوية ، فكتب مقالة في الثورة لسان الحزب الحاكم أوائل السبعينات رفض فيها : سجن الحزب في قصر النهاية.
فهم صدام أنه المعني بها ، فأصدر حكمه باعدام عبد الخالق ، وكل من يؤيده ".
سنحت الفرصة الأولى للتخلص من عبد الخالق عام ١٩٧٣ عندما أتهم بالتأمر مع ناظم كزار فحكم بالاعدام فتدخلت بعض الأطراف اليسارية انذاك فخفف الحكم الى المؤبد. ولاحت الفرصة ثانية عام ١٩٧٩ فحشر أسمه ضمن قائمة المتامرين عندما وقف علي حسن المجيد في قاعة الخلد طالبا الحديث من الرئيس فقال


إنا عندي ملاحظة صغيرة
فرد عليه صدام نعم رفيق علي ......
فقال علي حسن المجيد :هذه الفقاعة التي ذكرتها ما أظن أنها تسبب لنا انكسارات نفسية ولكن لو نرجع إلى الخلف ولا أريد لوم القيادة ولا أريد ألوم نفسي ولا أي احد مهما يكون لان كل ما عملته القيادة صحيح وكل ما ستعمله هو صحيح ومؤمنين بيها إيمان مطلق .لكن وجود عبد الخالق السامرائي طالما هو حي يشتم الهوا اگو عناصر لازم ترجع مرة أخرى وتعيد الكرة وتعمل على أعادة عبد الخالق السامرائي مرة أخرى ...فآني أرجو تنبيه أو انتباه القيادة...... عفوا مو تنبيها لهذه المسألة... وضرورة أن يحاكم مجددا عبد الخالق السامرائي وضرورة أن يعدم عبد الخالق السامرائي.
فتعالى صوت التصفيق والثناء على طلب علي حسن المجيد !!!
هنا قال صدام :على أي حال عبد الخالق .. هو مثل ما حچولكم.. بعد ألان ما نرحمو ..ما أكتمكم سر أذا ما گلت......... انو آنا المسؤول الأول عن بقاء عبد الخالق السامرائي حي.
ورد عليه الرفيق علي حسن : والذي عملته صحيح
فرد صدام :وكلها ضمن قيم ...يعني القيم البعثية هذي.... ونگول لا كون خاف نخسرنا بعثي صغير بسببه هل البعثي الصغيرهذا ما لازم نخسره ..بس لا…..قضية أمن الثورة والحزب هي أكبر من أي شي رفيق علي".
في تلك اللحظة أكمل التحقيق وتمت المحاكمة وصدر حكم الأعدام بحق عبد الخالق السامرائي ولم يسأل أحداً ممن كان حاضراً عن كيف استطاع المتآمرون الأتصال به وهو كان مسجوناً بسجن انفرادي منذ سنوات وتحت مراقبة مشددة وحتى لو هم كانوا يفكرون في اختياره زعيماً لهم كما ذكر برزان في كتاب محاولات اغتيال صدام حسين فلايعني هذا أنه سيوافق أو هو متآمر معهم لتتم محاكمته بنفس تهمتهم ويدان بلحظة .أخرج عبد الخالق من سجنه في يوم ٨/٨/١٩٧٩ واطلقت عليه رصاصات ممن كانوا رفاق له في حزب تنبأ هو بدفنه يوم ما في قصر النهاية.

فليح حسن الجاسم وزير للصناعة وعضو القيادة القطرية ، اعفي من مناصبه الحكومية والحزبية لرفضه التوقيع على أوامر الأعدام التي أمليت عليه كونه عضو للمحكمة الخاصة التي شكلت لمحاكمة الأشخاص المتهمين عقب أحداث خان النص عام ١٩٧٧ حيث اعتبر الأحكام مغالية في قسوتها.
ذكر طالب الحسن في كتابه "حكومة القرية "أن فليح حسن الجاسم قال له أن صدام مجرماً وهي "أول كلمة اسمعها من بعثي كبير وصل الى القيادة القطرية وفي داخل العراق. ثم أضاف كنت أناقش كثيراً في اجتماعاتنا في القيادة القطرية ومجلس الوزراء وأرد على الأفكار الخاطئة وبعد كل اجتماع كان محمد محجوب الدوري يمسك بيدي ويقول لي : يا أبا محمد أترك النقاش لأن هولاء مجرمون، ولا يتحملون نقدك، وسوف يقطعون رأسك.ثم يضيف قائلاً : يا سبحان الله كان محمد محجوب يحذرني من هولاء المجرمين ويخشى علي أن يقطعوا رأسي فقتلوه". ولكنهم لم يهملوا فليح حسن الجاسم فلاحقته مجموعة تابعة للسلطة واطلقت عليه النار وأردته صريعاً قرب محطة تعبئة البنزين في مدينة المقدادية وبقيت جثته تصهرها الشمس يوما كاملا ، ولم يقترب منها أحد خشية لبطش السلطة.
مدلول ناجي المحنة عضو قيادة فرع بغداد ، أصبح سفيراً للعراق في عدة دول عربية، اخرها الأردن.أستدعي الى بغداد للتشاور مع الرئيس صدام، واختفى عن الوجود. توسطت زوجته لدى الملك حسين في أحدى زياراته الى العراق لمعرفة مصير زوجها.اتصل بها الملك حسين بعد يومين ونصحها بالكف عن التفتيش والاستفسار عنه.

اللواء قوات خاصة الركن عصمت صابر عمر, اللواء قوات خاصة بارق الحاج حنطة الفريق الركن كامل ساجت الجنابي مصير هولاء ورد في كتاب سعد البزاز " الجنرالات أخر من يعلم " حيث ذكر " عاد من الكويت ثلاثة ضباط كبار وهم الفريق الركن كامل ساجت قائد قوات الخليج العربي التي سيطرت على الكويت واللواء الركن عصمت صابر عمر مدير صنف القوات الخاصة ومعاون قائد قوات الخليج واللواء الركن بارق عبدالله الحاج حنطة رئيس أركان تلك القوات..
مكث الأول في البصرة حيث انقطع عليه سبيل العودة بعد سقوط سيطرة الدولة على المدينة أما عصمت وبارق فوصلا بغداد، حيث طلب اليهما الرئيس الذهاب الى كردستان لتحمل مسوولية أخرى جديدة ...لكنهما كانا يفكران على نحو مختلف ، فقد عادا محملين بمشاعر الهزيمة والمذلة وكانا - على طول الطريق من البصرة الى بغداد- يتحدثان أمام ضباط اخرين عن خطأ احتلال الكويت.. وسوء أسلوب الانسحاب وتوقيته.. ويتردد في أوساط الجيش أن الضابطين لقيا مصرعهماعلى نحو ما يرد في هذه الوقائع المتداولة؛
قال عصمت في طريق العودة الى بغداد : لقد ورطنا قادتنا..أما بارق فقال: انتهت مهمة الكويت .. وعلينا ألان أن ننجز المهمة الأكبر في بغداد ...وعلم الرئيس بحديث الضابطين، فغضب عليهما.. ثم اتهمها بالانسحاب من الكويت قبل صدور الأوامر اليهما تاركين جنودهما عرضة للهلاك.
واستدعي الضابطان من شمال البلاد ليمكثا في مقر مديرية القوات الخاصة ثم جاء من يقول لهما انهما مدعوان على العشاء في القصر الجمهوري..دخل عليهما الرئيس مع عدد من حراسه، وكانا قد قيدا في أيديهما وانزلت أغطية الرأس العسكرية عنهما وبقيا بملابس القوات الخاصة ..
وبادرهم بالقول: ها أيها الخونة..فقال بارق: سيدي لست خائناً ولا جباناً .. أنا بطل معركة أم الرصاص..أنني من ابطال الحرب مع ايران.. وانا مخلص لك..فقاطعه عصمت: اسكت يا بارق ..لسنا نحن الخونة.. كان قرار اعدامهما قد اتخذ قبل أيام من هذه اللحظة.بأنتهاء اللقاء تناوب أفراد من الحرس على تفريغ جسدي الضابطين من احشائهما حتى خرا كتلتين من لحم غارق بالدم".
أما كامل ساجت الجنابي فقد ذكر أخيه في مقابلة مع جريدة الزمان في ٢٦/١١/٢٠٠٠ " شارك في ظهر السادس عشر من كانون الأول عام ١٩٩٨ في اجتماع لكبار الضباط المتقاعدين حضره الرئيس صدام ونجله قصي وابن عمه علي حسن المجيد جرى فيه أستذكار صور ومواقف حدثت في ماضي الأيام من دون أن تطرح فيه قضية ذات بال. وفي الساعة الحادية عشرة والنصف حضر الى مكتب الفريق الركن كامل ساجت في دائرة الأحتياط القريب التي كان مديراً لها العميد الركن حاجم محمد حسين مدير مكتب قصي وطلب اليه مرافقته لمقابلة صدام لأمر عاجل، وحين ابلغه أنه كان مع الرئيس قبل نصف ساعة سأله عدم المناقشة وتنفيذ الأمر.. كما طلب اليه عدم حمل سلاحه الشخصي.. وعند خروج الفريق من مبنى الدائرة وجده محاطاً بعناصر من جهاز الأمن الخاص.
ساورنا قلق شديد لغياب الفريق يومين عن أسرته دون علمها.. وحين سألت مدير مكتبه عن سر غيابه ، أخبرني أنه في مهمة خاصة مع الرئيس ، ألا أن رده لم يبدد قلقنا خاصة بعد أن تناهى الى سمعي أنه غادر دائرته برفقة مدير مكتب قصي ، الأمر الذي دفعني الى الأتصال بضباط من معارفي في جهاز الأمن الخاص ، فأخبرني احدهم بأن أخي قتل بعد دخوله مكتب قصي بخمسة دقائق على أثر نقاش حاد بين الأثنين، وان مدير الجهاز أطلق من مسدسه رصاصة اخترقت رقبة الفريق كامل فسقط أرضاً حيث أطلق عليه ضابطان من الحماية رصاصتين استقرتا في صدره.
بعد ما يقارب شهرين على غياب الفريق وتحديداً في السابع من شباط اتصل بي مدير سجن أبي غريب العقيد حسن العامري وطلب مني الحضور لأمر ضروري وعند مقابلتي وعدد من أفراد أسرتنا له بادرنا بمحاضرة طويلة مفادها أن التزموا الصمت واخبرنا أن أفراداً من أسرة العقيد الطيار محمد مظلوم والذي نفذ فيه حكم الأعدام قبل عامين ما زالوا رهن الأعتقال والتعذيب بسبب الضجة التي اثاروها بعد مصرعه.وعند الكشف على جسد أخي الذي كان ملقى على الأرض في أحدى غرف السجن تأكدت من مواضع اصابته التي ابلغني صديقي الضابط في جهاز الأمن الخاص وتأكد لي على وجه اليقين أن قصي هو قاتله.


اللواء الركن صلاح القاضي من أهالي عانه في محافظة الأنبار، شغل منصب ضابط ركن في لواء الحرس الجمهوري قبل انقلاب عام ١٩٦٨ عرضت عليه المشاركة فيه لكنه رفض ذلك ألا أنه قطع عهداً أن لا يخبر أحد من المسوولين عن ما كان يدبر ضد أبن محافظته عبد الرحمن عارف.
كان قائدا للفرقة الالية الخامسة بعد نشوب الحرب مباشرة عام ١٩٨٠ ثم قائدا للفيلق الثالث. اشتهر بعد أن زار الرئيس صدام عانه وذهب لزيارة أهله حيث تحدث معهم بلطف وعرضت الزيارة في التلفزيون.أعدم بعد معركة المحمرة عام ١٩٨٢ حيث اتهمه الرئيس بالفشل في أدارة المعركة.

الفريق الركن ثابت سلطان التكريتي من أهالي تكريت عمه حماد شهاب وزير الدفاع في عهد البكر ، كان متزوجاً من أبنة حردان التكريتي نائب رئيس الجمهورية بعد انقلاب عام ١٩٦٨ ، ترقى بسرعة لقرابته من العائلة الحاكمة من مرافق أقدم لعمه حماد شهاب الى أمر كتيبة دبابات الى أمر لواء ثم قائدا للفرقة المدرعة العاشرة ثم قائداً للفيلق الرابع حتى وصل الى منصب رئيس أركان الجيش عام ١٩٨٦
ذكر وفيق السامرائي في كتابه حطام البوابة الشرقية كتب الفريق الركن صابر الدوري مدير الأستخبارات مذكرة الى صدام يفيد فيها ، ونقلاً عن الفريق الطيار الركن الحكم الحسن العلي ، بأن الفريق ثابت قال في مجلس خاص للشرب في نادي كركوك العسكري " لاندري لمن نقول سيدي ونودي التحية هل لرئيس العرفاء علي حسن المجيد (أبن عم صدام) أم للعريف حسين كامل (صهر صدام) ؟ والاثنان منحا رتبة فريق أول ركن " وعلى الفور ومن دون تحقيق أو حتى أستفسار أو توضيح من الفريق ثابت تم تنزيل رتبته في ١٤ تموز ١٩٨٧ الى رتبة عميد ركن ونقله من معاون رئيس أركان الجيش للعمليات وسابقاً قائد فيلق الى آمر اللواء المدرع السادس عشر الفرقة المدرعة السادسة في قاطع شط العرب ، ثم احيل الى التقاعد وبواسطة من عمه الشيخ أمين شهاب اعتبر برتبة لواء متقاعد
، بعدها أعتقل لعام كامل ، وفي العام ١٩٩٣ اختطف هو وسيارته من أحد شوارع بغداد على يد عناصر الأمن الخاص، واقتادوه الى جنوب بغداد في منطقة زراعية وهناك قتل برصاصتين واحدة في رأسه والاخرى في نحره ، ووضعت هوياته الشخصية على صدره. أما عمه الحاج أمين شهاب فلم يسلم هو الأخر من صديقه صدام، فقد حرضت المخابرات أحد الفلاحين السودانيين في مزرعته فقام بقتله وجرى قتل الفلاح السوداني في الوقت نفسه وطمست الجريمة..

الفريق راجي التكريتي، طبيب عسكري تدرج في الوظائف العسكرية حتى أصبح مديراً للامور الطبية في الجيش العراقي عضو في المكتب السياسي لحزب الوحدة الأشتراكي ، وانتخب نقيباً للاطباء في العراق بعد احالته على التقاعد عام ١٩٨٨. ذكر سعد البزاز أن الدكتور راجي التكريتي ، وهو من أقارب نوري الويس سفير العراق في الأردن انذاك ، زار عمان لالقاء محاضرة في التراث في موسسة شومان ، وبعد انتهاء فترة الضيافة الرسمية ، تنقل الدكتور راجي من مجلس لاخر ورحبت به شخصيات عراقية ثقافية وسياسية دون أن تنقطع صلته اليومية مع السفير الذي استدعاه في أحد الأيام على العشاء في منزله ، وابلغه أنه مرشح لشغل منصب وزير في التشكيلة الجديدة التي ستعلن ببغداد بعد أيام وعليه التوجه الى هناك بسيارة السفير الدبلوماسية ، وماكادت السيارة تعبر نقطة طريبيل الحدودية حتى تسلمت أجهزة الأمن راجي التكريتي من سيارة قريبه السفير ليواجه مصيره.
العميد الركن حامد الدليمي ضابط ساهم في ٨ شباط كان عضواً في المكتب العسكري بعد عام ١٩٦٣ ثم أصبح سفيراً في نيجيريا استدعي واعتقل في المطار بعد أن اعتدى عليه أمام المسافرين وحكم بتهمة التامر عام ١٩٧٩ حيث حكم بالسجن لمدة خمس سنوات لكنه قتل في السجن حيث ذكر وفيق السامرائي في كتابه حطام البوابة الشرقية " تم شده الى سلم معلق وجرى اشعال النار في خشب وضع تحت قدميه واخذ يصيح من شدة الألم والحروق حتى أصيب بالجنون وذهب الى مثواه الأخير بعد بضعة أيام.

العميد الركن برهان خليل آمر لواء مشاة ٣٨ ذكر وفيق السامرائي طلب الرئيس دفع لواء المشاة ٣٨ بقيادة العميد الركن برهان خليل ، والذي منح من قبل صدام رتبتين في معارك قصر شيرين قبل ٢٧ شهراً ، حيث رفع من رتبة مقدم ركن الى عميد ركن ، لفك الحصار عن الفوج الأول المحاصر في قاطع زرباطية .. وفشل هذا اللواء في تحقيق المهمة لشدة النيران الموجهة الى واد يفصل الفوج المحاصر عن قواتنا سمي وادي الموت وجلب العميد الركن برهان خليل للتحقيق من قبل اللواء الركن حسين رشيد التكريتي واللواء الركن ماهر عبد الرشيد والد زوجة قصي . وقد شاهدته يبكي ويمسح دموعه ويقول قبل سنتين اعطيتموني رتبتين لشجاعتي والان تحققون معي بتهمة التخاذل والجبن.نفذ حكم الأعدام به بعد ذلك.

جاسم أمين مخلص ولد عام ١٩٢١ في تكريت خريج الكلية العسكرية وخريج كلية الحقوق . تقلد عدة مناصب منها نائب في مجلس النواب خلال الخمسينات ، وهو مستقل وضمن تيار المعارضة في مجلس النواب. عمل سفيراً في فيينا وغانا خلال الستينات. طيار مدني وعضو جمعية الطيران المدني . في منتصف تموز ١٩٩٣ تمت مداهمة داره وتطويقه باكثر من أربعين شخصاً مسلحين من عناصر الأمن الخاص فالقوا القبض عليه وبعد أربعة أشهر من التحقيق والتعذيب تم الأتصال هاتفياً بدار جاسم مخلص واخبروهم أن لديهم مقابلة معه فذهبت ابنته وحفيده وهنالك بدلاً من مقابلة والدها حياً تم تسليمها جثته. كان الرجل في السبعين من عمره وقتل باطلاقه في رأسه.
وعسكر اخرون لا يتوفر لدي من الكثير من معلومات سوى أنهم اعدموا جميعاً وفي فترات ولأسباب مختلفة كالعميد الركن محمد حسن وتوت قائد فرقة، واللواء حسين خضير مدير الحركات الجوية، ، والفريق الركن سالم سلطان البصو، واللواء الطيار الركن حسن الحاج خضر، واللواء بشير الطالب ، والفريق الركن حميد التكريتي ، والعميد الركن حامد أحمد الورد مدير مدفعية مقاومات الطائرات واللواء الركن عبد الزهرة شكارة المالكي،والعميد الركن عبد الرحيم عبد الغني ، والعميد الركن حسين خادم، والعميد الركن حسن جاسم خميس، والعميد بديوي حسن السامرائي، , وقائد الفرقة المدرعة الثالثة العميد الركن جواد أسعد شتينة والعميد نزار النقشبندي ,العميد الركن ابراهيم السياب قائد فرقة، والعميد الركن غازي جاسم الزبيدي قائد فرقة، العميد الركن كامل صالح الحمداني قائد فرقة..
طرق الموت كانت متعددة فقسم اغتيل وقسم أعدم أو سمم وواحد "انتحر" لكن هناك مجموعة أخرى سقطت صريعة لحوداث سيارات غامضة منهم
سعدون البريماني أحد المساهمين في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم حيث قتل مع عائلته عام ١٩٧٢ في الطريق العام بين بغداد- ألكوت ، وعبد الوهاب كريم عضو القيادة القطرية قتل في حادث اصطدام سيارته في الطريق العام بغداد -الحلة ، نافذ جلال وزير زراعة أسبق في حادث أصطدام في طريق اربيل كركوك ، وغالب الراوي وكيل وزارة الزراعة والاصلاح الزراعي في حادث اصطدام ١/١/١٩٧٣ وحبيب الجاسم وعامر الدجيلي عضوي قيادة فرع الفرات الأوسط في حادث اصطدام ، وجاسم هجول رئيس بلدية الحلة ومعاون محافظ التاميم الأسبق أيضاً في حادث اصطدام.
ومحمد أحمد حسن البكر مع زوجته وشقيقاتها في حادث أصطدام على
على الطريق العام بغداد -تكريت ، ومظهر المطلك زوج أبنة البكر بحادثة اصطدام وغرق سيارته في النهر.
عدا حوادث السيارات فمجموعة أخرى قتلت بحوادث سقوط الطائرات كمصرع العقيد الركن عدنان شريف التكريتي أبن شقيق الفريق حماد شهاب بتحطم طائرة هليكوبتر وتحطم الطائرة التي كانت تنقل وفد التهنئة بنجاح حركة الرائد هاشم العطا في تموز ١٩٧١ في السودان والذي كان يرأسه محمد سليمان عضو القيادة القومية وكان على متنها أيضاً صلاح صالح عضو المكتب العسكري واحد المساهمين في انقلاب ١٩٦٨.
وربما كان أشهر حوادث الطائرات تلك هي تحطم طائرة عدنان خيرالله وزير الدفاع وابن خال الرئيس.


لم يكن ضحايا من عرفوا الرئيس من الحزبيين أو العسكر فقط حيث طالت العقوبة أفراد كلفتهم معرفته بهم ثمناً غالياً منهم عائلة مكونة من زوج وزوجته والاثنين ينحدران من الموصل هي من عائلة سياسي معروف في العهد الملكي وهو أبن تاجر معروف.لم يرزقوا باطفال وكان لديهم زوجين من الكلاب يقومون بتربيتها.
تعرفوا على السيد النائب في نادي الفروسية في أوائل السبعينات حيث كان السيد النائب يذهب في بعض الأحيان لممارسة رياضة ركوب الخيل التي كانوا من ممارسيها.
في أوائل الثمانينات بعد بدء حملة التبرع بالذهب تذكرهم الرئيس واذا به ينتقدهم في التلفزيون وذلك "لقيام عائلة من زوج وزوجة ومن دون أطفال ولهم كلبين بتبرع بمبلغ اعتبره ضئيل وقدره خمسة الأف دينار".حاول الأثنان أن يتبرعوا مرة أخرى بعد حديث الرئيس لكن محاولتهم رفضت ، وضعوا تحت المراقبة والقي القبض على الاثنين بتهمة التهجم على الرئيس وعذب الرجل واصيب بالشلل. أطلق سراح الأثنين بعد فترة اعتقال ليموت الرجل بعد فترة قصيرة من أطلاق سراحه وقيل أنه سمم في السجن أما الزوجة فقد هاجرت العراق. عندما سألت أحد البعثيين عنهم أجابني ببرود كان خطئهم وعندما سألته ماذا يقصد ، قال خطئهم أنهم حاولوا التعرف عليه فكلما تكون قريب من دائرة المعرفة كلما تزداد الأضواء عليك وتؤدي الى حرقك.

دولاب الدم لم يكن مجرد حكاية صراع مجموعة أشخاص على السلطة بل هو عهد أبيحت فيه كميات من الدماء وقطعت أوصال ورقاب وخربت نفوس ودمر بلد.
دموية ذلك العهد وعنفه لم يكن وليد الفراغ حتماً لكن هو نتاج الدكتاتورية والحزبية والعشائرية .
لكن يبقى حاكم ذلك العهدمتحملاً للقسط الأكبر من المسؤولية خصوصاً أن كان ذلك الحاكم صدام حسين الذي اختار أن يكون مسؤولاً على كل التفاصيل حتى أتفه التفاصيل.
وهو الذي يدفعنا لمحاولة معرفة كيف يفكر ذلك الحاكم لنفهم كيفية اتخاذ القرارات والدافع لذلك العنف وتلك القسوة ..في أجزاء قادمة من هذه السلسلة ..


القسوة لدى صدام حسين...... " دولاب الدم"...الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين..."دولاب الدم"... الجزء الثاني

الثلاثاء، 5 يناير 2010

كيف اعدمت المخابرات العراقية الفنان صباح السهل؟....جريدة الصباح


كيف اعدمت المخابرات العراقية الفنان صباح السهل؟
يذكر المتهم برزان ابراهيم مدير المخابرات لنظام الطاغية، أن المخابرات لم تتدخل بالشأن العراقي الداخلي، ولم تمارس يوميا ملاحقة أو معـاقبة أحد.هذه الوثائق تدحض ما قاله المجرم برزان، فهذا الفنان صباح السهل قد حكم عليه في المخابرات ونفذ فيه حكم الاعدام فيما يسمى بالحاكمية.ولندع الوثائق تتحدث..
تشير الوثيقة التي حصلت عليها ” الصباح “الصادرة من رئاسة جهاز المخابرات، الى أنه تم القاء القبض على المتهم صباح محسن محمد والمعروف بالاسم الفني صباح السهل. من قبل جهاز الامن الخاص، بتاريخ 4 / 4 / 1993 ، ثم اودع في سجن المخابرات ، وسبب التهمة كما مبين في الامر الاداري الصادر من رئاسة المخابرات السري هو تهجمه على شخص الرئيس المخلوع وعائلته والقيادة السياسية .نورد هنا قصة احدى ضحايا ابشع نظام استبدادي عرفه التاريخ الحديث والقديم. فلم تسلم من شره وظلمه، شرائح المجتمع كافة، وهذه المرة وقع بطش النظام على احد الفنانين المعروفين للسانه وذاكرته، في كشف الكثير من الحقائق والاسماء ، التي سنوردها لاحقاً، وقد اعترف ان الكلام بصوته ، لان الخطة كانت محكمة، على ضياعه واعدامه، لكنه كرر انه كان في حالة سكر، ومثلما هي مدونة بملف التحقيق الذي اجراه اياد طه شهاب، لكن الفدان الذي تبرع به للمعركة لم ينفع، كما لم تنفع توسلاته بطلب الرحمة من الرئيس السابق. وكان الفنان صباح السهل يؤكد في اكثر من مرة في التحقيق بان هذا الكلام تفوه به في بيته وامام زوجته فقط .
قرار الاعدام تشكلت محكمة المخابرات ببغداد بتاريخ 2 / 5 / 1993 برئاسة القاضي ابراهيم سهيل نجم وعضويه راضي سعد احمد وصلاح مهدي كريم المأذونين بالقضاء واصدرت قرارها الاتي:القرار: حكمت المحكمة على المدان صباح محسن محمد حسين السهل بالاعدام شنقاً حتى الموت استناداً لاحكام المادة” 225 “ من قانون العقوبات الشق الثاني الفقرة الاولى، مع احتساب مدة موقوفيته اعتباراً من 4 / 4 / 1993 ولغاية 3 / 5 / 1993 ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة .
الذي يدقق النظر بتاريخ اعتقال صباح السهل وهو يوم 4 / 4 / 1993 وصدور حكم الاعدام وهو بتاريخ 2 / 5 / 1993 سيجد ان المدة بين استجماع فصول التحقيق في جهاز المخابرات وتشكيل المحكمة واصدار الحكم، هو مدة شهر واحد فقط، لان التهجم على شخص الرئيس بألفاظ نابية تعد في عرف النظام السابق جريمة لاتغتفر، ومن الكبائر ، التي تؤدي بصاحبها الى حبل المشنقة، لذلك طويت صفحة الفنان السهل بشكل سريع وسهل ايضاً، ليس هذا فحسب بل مصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة، وماهو المبرر القانوني، لشخص اساء بالكلام الى الرئيس السابق بمصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة ؟
نص الادانة ورد نص الادانة للفنان صباح السهل، التي تم تفريغها من الشريط المسجل، وحسب ما مدون في ملف جهاز المخابرات وفيه الكثير من التفاصيل التي تعري مسؤولي النظام السابق من رئيس الجمهورية الى ابنائه ومروراً باخوته ووزراء العهد المباد، والذي يطلع عليها يلاحظ مدى السقوط الاخلاقي والشذوذ السلوكي والتربية المنحرفة لدى هؤلاء الذين كانوا يقودون سدة الحكم، وبالنظر لاحتواء ملف الادانة على الكثير من التفاصيل، سنقتصر على ابرز الاعترافات ، مع تعديلنا للعبارات التي اطلقها المرحوم السهل باللهجة العامية التي تتضمن مفردات القذف والتهجم على ازلام النظام السابق، بلغة فاحشة لاتتماشى مع توجهات الصحيفة ولغة الصحافة واليكم ما تضمنه التسجيل بصوت الفنان السهل وحسب ما مدون في الوثيقة :
عدي والفنانات العرب بعد انتهاء حفلة المطربة سيمون... الناس كلها تطلع من القاعة بعد انتهاء الحفلة، طالب القره غولي يقول لسيمون: اكعدي،
يابه ليش اكعد موخلصت الحفلة اريد اروح،
قال: عندنا اوامر انه تبقين ، يابه طالب كلتله ليش تبقه... كلي صباح انت مالك علاقة... اباوع فوك اشوف عدي والعصابة مالته فوك، اكو صالة فوك ، الحماية نزلوا واخذوها... وحق هذا الماي، شاورني ياسين الشيخلي يتمضحك كلي صاحبك ظل يكود لعدي. بس فلتت منهم وحدة ، حتى ماجدة الرومي اخذوها، بس فلتت امينة فاخت، انهزمت واخذت تكسي من الشارع وعافت فرقتها الموسيقية، هم جان عدي فوك وكال احجزوها، لكن امينة فاخت شلعت!!زوجته : مو اني ما اصدك ليش ينزلون سمعة العراق لهذه الدرجة؟
صباح: وداعتج هي بالضبط ليش ما تصدكين، مو اني بالوسط الفني واعرف.
زوجته: يعني اكول معقولة سمعة ابوهم ؟
صباح: ابوهم انكس منهم... ابوهم كله هنديات وفرنسيات ، هذا صدام من يسكر يطلع الزباد من حلكه .
زوجته : منو .
صباح: صدام حسين، وحق هذه النعمة، ما عنده غير السكر والبنات لعد شنو هذه الصورة، التي تشوفيها انت في التلفزيون والاعلام تختلف عن الحياة الطبيعية... هذا سعد نسيب ابو علي، هذا يكود لعدي، شكو بنات بالمعهد او بالاكاديمية يجيبهم.. لعد شعبالج، وحق هذه النعمة... البارحة كدامي اجتني وحدة، كالتلي انت موصديق عدي... بنات ياخذوهن بالكوة، الكلية تمنح شهادات لو..... شلون احنا درسنا في المعهد .
هذه النعمة... البارحة كدامي اجتني وحدة، كالتلي انت موصديق عدي... بنات ياخذوهن بالكوة، الكلية تمنح شهادات لو..... شلون احنا درسنا في المعهد .

زوجته: زين شلون يفتهمون لعد هالفهم هذا ؟
صباح: مو فهم هذا سياسي.. العصابات الدولية يعرفوها كلش زين برزان بدايته معروفة على الشقاوات اللي بغداد في البداية الشقاوات كلهم خلاهم يكتلون الحزبيين المعروفين اللي جانوا كبله كلهم اغتالهم، بعدين كتل الشقاوات اللي كتلوا هذولة في النهاية... لادراسة ولا صخام هذا بالثالث راسب.
زوجته: معقولة؟
صباح: هذولة عصابة، عزايمهم سهر وليل... عدي ما له علاقة بالاذاعة والتلفزيون، له علاقة بعادل عكلة ومحمود انور وهسه هل الايام كاظم الساهر وعلي العيساوي يومية حفلات وهو كاعد بيها.ويذكر صباح السهل في معرض حديثه، كنا انا وقيس” المقصود هو قيس حاضر “، كاعدين وراح عدي للتواليت، قيس كال كوم نطلع احسن، ولا كانا في الممر ، لاكينا ابن رئيس الجمهورية عدي الكلب، قيس كال من نسلم عليه، راح يسلم علينا، سألني لو لازم نسلم عليه كتله قابل نحتقره ونطلع منسلم عليه، لا كاني بوجهي، كال: ها صباح شو انت ماكو، كتله الشغلة يمكم ، كل ما اسأل التنسيق يكولولي يمكم الفوق انتم الفوق فقال: لا ما يكون الا خاطرك طيب... من طلعنا كلي قيس بغضب موكتلك، لاتسلم عليه، كتله قابل يلاكينا ابن رئيس الجمهورية بالممر ومنسلم عليه. هم الهم كعداتهم وكحابهم، اني ليش انهزمت.
زوجته: الرئيس يسمع هيج يسوي ابنه؟
صباح: لايسمع الرئيس ويدري ابنه
صباح: ويسكتله ، قتل المرافق ما له، الخادم اللي يشيل سترته ويداريه، كتله وعفه عنه، مو قتل كامل حنا، على اساس سجنه، كلاوات ، بعدين وزارة العدل تطلب الرحمة من صدام حسين بخصوص عدي، شنو ها الكلاوات .ويضيف صباح: يخطفون المرأة من ي الطفل، ذولة كرايبهم واخوان الرئيس وولد خير الله.
كما يسترجع شيئاً من ذكرياته ضمن الشريط المسجل والمدون في ادانة في ملفات المخابرات ، على صعيد التربية التسلطية وبعض ما خلفوه من عقد سادية لدى ابنائهم . ومعاملة الاخرين وحتى الفنانين وكانهم عبيد، اقتداءً بآبائهم.
ويذكر الفنان السهل، انه ذهبت الى تكريت أغني بحفلتين ، رادوا يكتلوني اني وامل خضير وسهام محمد، نجدة اجت حمتنا رادوا يبوكون امل وسهام، اطفال بعمر 14 ـ 15سنة ، بايدهم مسدسات، وفي نيتهم ان ياخذوهن، صدام حسين كلاوجي وسختجي.... يغارون من كل الشعب ومن المحافظات، لانهم عشائر وعندهم اصل، وهـم ماعدهم اصل .
يستطرد السهل وهو يكشف عن واقع الفن في العراق، وان دائرة الاذاعة والتلفزيون صارت بيد ابناء المسؤولين، ويذكر ان ولد خير الله طلفاح، أكو واحد يحجي وياهم، بالنعال يضربون مدير التلفزيون ومدير الاذاعة .
السهل يتنبأ باعدامه!
زوجته: معقولة ينزلون هل نزلة ؟
صباح: معقولة شنو، انت شعبالج، هذوله سفلة كاولية، جان يدكون بالربابة، هذولة عصابة في الجعيفر والله اني مستعد ان اعدم واحجي هذه واموت، احجي وارتاح، خلي يعدموني روحي كليلهم ، واني اواجه هذولة السفلة. انه موعندي علاقات ويه ناس بالمخابرات والقصر ويحجولي، حجي يخبل من يسكر صدام يخر من حلقه الويسكي والزباد، وجلساته بيه بنات هنديات واسبانيات وفرنسيات... الله اكبر كلها كلاوات.
وكاي انسان رافض لظلم صدام وحكم عائلته، كان ناقماً على الوضع المزري للعراق، الذي تحول الى اقطاعية يتصرف بها الصداميون والبعثيون، بمجون واستهتار ، فهو يذكر في حوار مع زوجته العشائر العراقية وكيف اخضعها الى سيطرته ، ويقول :صباح: بالروح بالدم نفديك ياصدام،
لسان رؤساء العشائر مستولي عليهم، ماكو رؤساء العشائر، كتل وذبح الشرفاء منهم، يطعمهم ويطمهم فلوس، الانسان طماع، كل رئيس عشيرة، يشعر بضعف من صدام، واي واحد، يثير غضبه يكتله ويكتل عائلة طريقة انكليزية مضبوطة، يعني هم ازمايل الانكليز!.
زوجته: بس العشائر يجونه من كل مكان؟
صباح: صدام حول البلد الى اقطاعية وعشائرية، وانطاهم سلاح، شلون مختار المحلة ترشيه بالفلوس، اتكله جيب فلان وفلان، تطلبهم الدولة، حول البلد الى مجموعة اقطاعيات في كل مكان، وكل واحد يؤذي الحكومة، يؤذوه ويؤذون عائلته ويجيبوه، وهو ضد الحرية والوحدة الاشتراكية، هذا مبدأ الحزب، عبد الكريم قتلوه، لانه بنا بيوت للفقراء، احمد حسن البكر، ما قبل يعتدي على ايران ويعمل حرب، استولى عليه وكتله بالابر ، والاميركان سهلولة المهمة .
واخر كلمات قرأناها في ملف الفنان المرحوم صباح السهل كانت في افادته ومنها: ان صدام حسين حقير، بس عدنان خير الله شريف، وان صدام اميركي ومتفق مع اسرائيل على ضرب النجف، خطة... اميركا واسرائيل هم اللي انطوا ، الحبل مثل ما انطوه الحبل واعتدى على ايران .سبعاوي، هسه دكتور ومدير الامن العامة وجان مدير مخابرات ، وهو كان بنجرجي في تكريت، كلهم لا شهادة، ولاشيء... هذولة لازم يخلوهم في ساحة التحرير ويقطعونهم بمنشار كهربائي، معقولة الطماطة تصير 250 دينار ابو اللحم عدي وابو الدجاج عدي، والاراضي اخذها خير الله طلفاح واشتراها بالقوة .