هذه محاولة لتقديم تحليل نفسي لشخصية الرئيس صدام ...اعتمدت فيها على عرض سمات وملامح من شخصيته قبل تقديم التحليل النهائي لنفسيته..أعتقد أن تقديم تلك المحاولة يتطلب عرضا وتوثيقا لاحداث تاريخية حدثت في عهده حيث تلقي تلك ألاحداث نظرة على شخصيته وهو هدفنا الرئيس وفي نفس الوقت نفسر مجرى تلك الأحداث من خلال نفسيته.
الخميس، 23 يوليو 2009
مصادر وملاحظات عن "رباط القربى"...
أرفق هنا صورتين ونسخة من ميثاق للولاء وهي ماخوذة من كتاب
"أزمة القيادة في العراق" للعقيد أحمد الزيدي.
القسوة لدى صدام حسين … "رباط القربى"... الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين - الجزء الأخير عن .."رباط القربى"
الجمعة، 17 يوليو 2009
ملاحظات ومصادر عن "تدمير حزب البعث" ..عدد قديم من جريدة العراق
في الوقت الذي تحدث فيه الرئيس عن دور الشعب في أحباط "الموامرة" كانت الغالبية من "الشعب" وبضمنهم الحزبيين لا تعرف ما حدث.. بل أن بعض من "المتامرين" أنفسهم لايعروفون شيئا عنها.. هنا ألحق نسخة قديمة من جريدة العراق ورد فيها جزء من حديثه.
الجمعة، 10 يوليو 2009
ملاحظات ومصادر عن "تدمير حزب البعث" ....عدد قديم من جريدة النهار اللبنانية
القسوة لدى صدام حسين ....... "تدمير حزب البعث"...الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين ....... الجزء الأخير عن "تدمير حزب البعث"
ملاحظات ومصادر عن " تدمير حزب البعث"...."النقطة السوداء"...فصل من كتاب محاولات اغتيال صدام حسين..لبرزان التكريتي..القسم الأول من ألفصل
ملاحظات ومصادر عن " تدمير حزب البعث"...."النقطة السوداء"...فصل من كتاب محاولات اغتيال صدام حسين..لبرزان التكريتي..القسم الثاني من الفصل
الأحد، 5 يوليو 2009
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن
(أين تكمن حتى ألان اعظم انتصاراتنا؟
البعض قال: أن أعظم انتصارهو في عبور مضيق كلي علي بك وفق الخطة المعروفة. ولكننا قلنا: لا، انما أعظم انتصار هو أنه حتى ألان لم يطلق جندي واحد الرصاص على فرد من الخندق المقابل حينما ينفد عتاده ويرفع بندقيته للتسليم، وأعظم انتصار حتى ألان لم ينتهك عرض أمرأة خلال العمليات القتالية, واعظم انتصار هو أنه لم تكرر حوادث النهب التي كانت تجري في السابق، واعظم انتصار هو أنه رغم الدماء فان من يسلم نفسه بعد نفاد عتاده يأتي ليأكل مع الجندي في اناء واحد وكأن شيئا لم يحدث"……..صدام حسين....خندق واحد أم خندقان..
كما قلنا في جزء سابق من هذه السلسلة ,بعد أن دمرت المرحلتين الأولى والثانية القرى التي كانت قريبة من سيطرة الدولة في عام ١٩٨٧ , كان لابد من وضع خطة هدفها اكمال مهمة حسم نشاط المخربين والتي اساسها كما قلنا سابقا اخلاء مساحات شاسعة من أراضي كردستان من البشر وتحريم العيش فيها لكونها اعتبرت عصب الحياة للحركة الكردية المسلحة، اكمال تلك المهمة تطلب ازالة ما تبقى من القرى المحذورة أمنيا والتي كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الحزبين الكرديين.تلك الخطة كانت هي عمليات الأنفال التي كانت مهمتها الأولى مهمة عسكرية وهي القضاء على وجود الحزبين الكرديين ومن ألتحق بهم من المعارضين والهاربين من الخدمة العسكرية والمهمة الثانية هي ما يمكن اعتباره على أنه كان المرحلة الثالثة لتجميع القرى ، أي تدمير وازالة ما تبقى من القرى المحذورة أمنيا, أما مصير سكان تلك القرى من المدنيين فقد اختلف مصيرهم عن سكان المرحلتين السباقتين لتجميع القرى, فقد قتل قسم منهم أثناء العمليات العسكرية وقسم أخر حجز ليتم اعدامه بعد فترة من الحجز وقسم أخر أطلق سراحه فيما بعد. من أطلق سراحه الزم أيضا كالمرحلين في مرحلتي تجميع القرى بالسكن في المجمعات السكنية.
بعد أن وضعت خطة عملية الانفال الأولى تم الشروع بها في شباط من عام ١٩٨٨ حيث دارت تلك العملية في منطقة في الجهة الشمالية الشرقية من الاراضي العراقية، وبالتحديد دارت في رقعة من الارض تحدها من الشمال بحيرة دوكان ومن الجنوب مدينة السليمانية ومن الغرب وادي جمي ريزان ومن الشرق الحدود الأيرانية (أنظر الخريطة المرفقة).جزء كبير من تلك المنطقة كان خاضعا لسيطرة حزب الأتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني ، حيث قيادة الحزب كانت في قرية ياغ سمر و اذاعته في قرية سركلو أما قرية بركلو فكانت مركزاً أخر لذلك الحزب.
ابتدأ الهجوم بتطويق المنطقة بحزام عسكري من قرية بنكرد شمالا ، وحتى قرية ماوت جنوباً, بعد ذلك بدا القصف التمهيدي بالراجمات والقوة الجوية، أستطاعت القوة المهاجمة , بعد حصار ومقاومة من البيشمركة دامت ثلاثة اسابيع ، من احتلال مقر " التمرد " في سركلو وبركلو في يوم ١٨/٣/١٩٨٨.
ورد في أفتتاحية جريدة الثورة المؤرخة في ١٩/٣/١٩٨٨ عن عملية الانفال الاولى ما يلي” أن قوات جحافل الدفاع الوطني الأول البطل وقوات بدر الباسلة وقوات القعقاع الشجاعة وقوات المعتصم الظافرة وافواج الدفاع الوطني المقتدرة قد نفذت أمس عملية (انفال)، حيث اندفعت قواتنا لمهاجمة مقر التمرد الذي يقوده الخائن جلال الطالباني العميل للنظام الأيراني ، عدو العرب والاكراد ،وذلك في منطقة سركلو وبركلو وزيوه والمناطق الجبلية والوعرة ضمن محافظة السليمانية .. وفي الساعة الواحدة من ظهر أمس تمكنت قواتنا الباسلة من احتلال مقر التمرد والقاء القبض على أعداد من الضالين والخونة بعد أن قتل منهم من قتل وهرب منهم من هرب”.
وابرق قائد الفيلق الأول انذاك اللواء سلطان هاشم أحمد الى الرئيس برقية بتاريخ ١٩/٣/١٩٨٨ ورد فيها“ أزف إليكم انتصار القطعات المشاركة في عملية الأنفال على فلول بعض عملاء ايران حيث تم بعون الله تعالى تدمير مقرات المخربين في المناطق ( سركلو , بركلو , زيوة – مولان – قمر خان – كاني تو – هلدن – جالاو – ياخان – جوخماخ - ياغ سمر – قزلر ) والمناطق والمرتفعات المحيطة بها من قبل رجالك الشجعان أبناء القادسية من القطعات العسكرية والغيارى من أبناء شعبنا الكردي المتمثلة بمنتسبي أفواج الدفاع الوطني الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يجتثوا هذه الحثالة التي تعاونت مع الأجنبي لتدنيس أرض الوطن حيث تم قتل أعداد منهم ومطاردة الاخرين الذين لاذوا بالفرار هاربين باتجاه أسيادهم وتم الاستيلاء على أجهزة الاذاعة للعملاء وأعداد من الأسلحة والمعدات والتجهيزات والعجلات .سيدي الرئيس القائد حفظكم الله لقد قاتل جنودكم الأبطال من منتسبي رجال المشاة والدروع والمدفعية وطيران الجيش والهندسة والصنوف الاخرى من منتسبي قيادة قوات جحفل الدفاع الوطني الأول وقيادة قوات بدر وقيادة قوات القعقاع وقيادة قوات المعتصم وبتعاون واسناد تام من قيادة الفيلق الأول البطل وقيادة الفيلق الخامس البطل وبتوجيه مباشر من السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة والسيد رئيس أركان الجيش وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ومشاركة التنظيم الحزبي لفرع الرشيد العسكري .وفق الله الجميع لخدمة عراقنا الحبيب بقيادتكم الفذة ونعاهدكم على الاستمرار بالطرق على رؤوس هذه الفئة الضالة حتى تعود الى صوت الحق” .بعد اتمام الجيش المهمة الأولى الموجزة له وهي كما قلنا الحاق الهزيمة بالمقاتلين الأكراد، تم انجاز المهمة الأخرى وهي ازالة أو تدمير قرى تلك المنطقة وكانت منها سركلو ,بركلو ,ياغ سمر, بنكرد، مالومة، هلدن وزيوه.
بعد احتلال مقراتهم أنسحبت بيشمركه الحزب شمالا ، أما سكان تلك القرى من المدنيين فقد استطاع اغلبهم الهرب الى ايران. عدا من قتل في المعارك, يبدو أن عددا قليلا من المدنيين قد فقد في الأنفال الأولى مقارنة بالعمليات اللاحقة , ويعود سبب قلة نسبة المفقودين منهم لهروبهم الى ايران عند بدء العمليات العسكرية.
من فُقد من تلك المنطقة فقد فُقد بعد انتهاء تلك العملية ، حيث ذكر بعض أهالي تلك القرى في كتاب منظمة مراقبة حقوق الأنسان وفي محكمة الأنفال, أن الدولة أعلنت عن عفو لم يكن حقيقياً ، ومن عاد من أهالي تلك القرى ألقي القبض عليه واختفى كالاخرين من ضحايا الأنفال. بعد انتهاء عملية الانفال الأولى عقد اجتماع للقيادة العامة للقوات المسلحة في 19/3/1988 دارت فيه مناقشة "العبر والدروس من تلك المعركة" وكذلك التخطيط للعمليات القادمة كما ورد في كتاب مكتب أمانة السر للقيادة العامة للقوات المسلحة المرقم آ/13/177 بتاريخ 20/3/1988 "أمر السيد الرئيس القائد العام للقوات المسلحة يوم السبت 19 اذار 1988 بما يلي 1- يجب التفكير منذ الآن بالترتيبات المطلوبة في قاطع عمليات الأنفال عند حلول الصيف ، لكي لا يتكرر تواجد المخربين فيها ، وقد نحتاج الى قطعات اضافية أو بديلة". وكما عرضنا في الجزء السادس من هذه السلسلة كانت فكرة استخدام السلاح الكيمياوي عام 1987 مصدرها الرئيس وعند بدء الأنفال اقترح عليهم كيفية استخدامه كما ورد في نفس الكتاب " في قاطع شرقي دربندخان وفي قاطع عملية الأنفال... يجب الأستمرار بضرب العدو والمخربين بالنار ، مدفعية وقوة جوية ، وعدم اعطاءهم فرصة للاستقرار أو التقاط الأنفاس. يفضل ضرب العتاد الخاص بالمدفعية ليلاً ، أما بشكل مباغت ، أو تطعيم ضربات المدفعية بضربات عتاد خاص".
بعد اقرار الخطط المطلوبة وبعد ثلاثة أيام من اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة ابتدأت عملية الأنفال الثانية في منطقة تقع جنوب منطقة عملية الأنفال الأولى وبالتحديد في منطقة قره داغ والقرى المحيطة بها , وتحد تلك المنطقة من الشمال بجبل كله زرده ومن الجنوب ببحيرة دربنديخان ومن الغرب بسهل كرميان ومن الشرق بطريق دربنديخان -سليمانية. (أنظر الخريطة المرفقة). ابتدأت هذه العملية ليلة ٢٢/٢٣ اذار , بقصف عنيف بالسلاح التقليدي والكيمياوي, أولى القرى التي قصفت بالكيمياوي كانت قرية سيوسينان وهي أكبر القرى في تلك المنطقة وتواجد فيها عناصرحزب الأتحاد الوطني الكردستاني ، وكذلك تواجد فيها أيضا عناصرمن الحزب الشيوعي. بعد ذلك شمل القصف الكيمياوي قرى بلكجار، تكية، جافران , دوكان.
عن قصف بعض من تلك القرى بالسلاح الكيمياوي ورد في كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ق ٣ / قادسية صدام / ٤٠٤ بتاريخ
٢٦/٦ /١٩٨٨ ما يلي "خلال شهر أذار قامت طائراتنا بقصف مقرات زمر التخريب في قريتي سيوان وبلكجار وتوجيه ضربة كيمياوية نتج عنها قتل ٥٠ مخرب وجرح ٢٠ مخرب أخر".
بعد ذلك القصف ابتدأ الهجوم البري من أربعة محاورعلى المنطقة المحصورة بين قره داغ ودربنديخان , بقوات تألفت من الجيش وجحافل الدفاع الوطني وبأمرة اللواء اياد خليل زكي.
لم تلقَ تلك القوات مقاومة كالتي لاقتها عملية الأنفال الأولى لقلة عدد مقاتلي البيشمركة وذلك لتوجه اعداداً منهم الى قرى سركلو وبركلو للمساهمة في القتال في عملية الأنفال الأولى فانتهت الأنفال الثانية بعد أسبوع من بدايتها وكان ذلك في يوم ١ نيسان من عام ١٩٨٨.
وكعملية الأنفال الأولى فقد تم تدمير قرى المنطقة بعد نهبها ، كقرى سيوسنان ، قره داغ، دوكان ، كوشك، تكية ، جافران، بلكجار، عمر قلعه.
هرب من نجا من سكان تلك القرى باتجاهين ، مجموعة اتجهت شمالاً نحو مدينة السليمانية والمجمعات القريبة، ومجموعة أخرى اتجهت جنوباً نحومنطقة كرميان. اختفت نسبة كبيرة من المجموعة التي اتجهت جنوبا ، أما المجموعة التي اتجهت نحو السليمانية فقد سمحت لها السلطة بالذهاب اليها. لكن ذلك الحال لم يدم طويلاً حيث صدرت تعليمات من مكتب تنظيم الشمال بالقبض على العوائل التي تنزح من القرى المحذورة أمنيا ًكما ورد في برقية مكتب تنظيم الشمال المرقمة ٤١٣ في ١٠/٤/١٩٨٨ ونصها "١-تحجز جميع العوائل التي تأتي الى المدن والمجمعات والتي تنزح من القرى المحذورة أمنياً.
٢- تنشط جميع الأجهزة الأمنية والحزبية والعسكرية واعلامنا باسمائهم فوراً وتتولى مديرية الأمن حجزهم. "
فالمجيد ، كما رأينا من كتاب مكتب تنظيم الشمال المرقم ٤٠٠٨ ، قد اعتبر كافة سكان تلك القرى المحذورة أمنياً والتي جرت فيها عمليات الأنفال من المخربين وحسب هذا المنطق كان لابد من القاء القبض على الجميع حتى النساء والاطفال , كتاب فرقة راوندوز المرقم ٥٢/٤٦١ بتاريخ ١٩/٤/١٩٨٨ يشير الى ذلك بوضوح حيث يتم " ١. التعامل مع العوائل التي وصلت من مناطق المخربين معاملة المخرب وتقوم المنظمات الحزبية بالتفتيش وجمع المعلومات واخبار الجهات الأمنية بذلك أن وجدت عوائل.
٢. الجهاز الحزبي مسؤول عن نظافة الرقعة الجغرافية التي يعمل فيها حول العوائل المشار اليها في الفقرة (١). "
ويشرع الكتاب عقوبة الحجز والهدم والاعدام فقد ورد فيه" يتم تبليغ المختارين بان أي عائلة تسكن في منطقته ولم يخبر عنها يحجز هو وعائلته وتهدم داره واذا كان لم يعلم بذلك يحجز لمدة ثلاثة أيام.
٣. اذا وجدت خمسة عوائل فأكثر في محلة المختار المسؤول عنها يعدم مختار المحلة.
٤.يمنع منعاً باتاً تسليم أي مخرب الى أفواج الدفاع الوطني ويسلم فقط الى الأمن".
وهنا نلاحظ الفرق في المعاملة مابين العوائل التي تسربت الى المدن في المرحلتين الأولى والثانية لتجميع القرى المحذورة أمنياً , و مابين معاملة العوائل التي تسربت اليها بعد بدء الأنفال ففي الحالة الأولى كان المطلوب من الجهاز الحزبي العثور على تلك العوائل لاجبارها على السكن في المجمعات أما في الحالة الثانية فقد تم اعتبار كافة تلك العوائل من المخربين ولذلك كان المطلوب من الجهاز الحزبي التفتيش عليهم وتسليمهم لجهاز الأمن.
بعد صدور تلك التعليمات ابتدت ظاهرة اختفاء سكان القرى ألمحذورة أمنياً من الذين ألقي القبض عليهم ,لكن نسبة المفقودين كانت مختلفة من منطقة عملية انفال الى منطقة أخرى، كذلك اختلفت نسبة النساء والاطفال المفقودين عن نسبة الرجال المفقودين في مناطق عمليات الأنفال.
عملية الأنفال الثالثة ابتدأت بتاريخ ٧/٤/١٩٨٨ وانتهت في ٢٠/٤/١٩٨٨ , ودارت في منطقة تقع الى الشرق من منطقة عمليات الأنفال الثانية وبالتحديد تحد تلك المنطقة بطريق كركوك - طوز خرماتو شرقاً ، وبجبال قره داغ غرباً ، وبطريق كركوك جم جمال شمالاً وتحد جنوباً بكفري ،كلار وبيباز (أنظر الخريطة المرفقة).
كان مكتب قيادة تنظيم الشمال مشغولاً ليس فقط بفعل هدم القرى، فقد كان مشغولاً أيضا باللغة المستعملة في مراسلات أجهزة الدولة لوصف فعل هدم القرى فنسب
بكتابه المرقم ١٤٦٣ في ١٦/٤/١٩٨٨ " عدم ذكر كلمة القرى المهدمة ويستعاض عنها بكلمة القرى المزالة ".
تم جعل نقاط لتجميع المدنيين من الذين ألقي القبض عليهم أو سلموا أنفسهم في قرى تلك المنطقة قبل ارسالهم الى مقرات الأمن كأمن التأميم كما ورد مثلاً في كتاب قيادة قوات حماية النفط المرقم ٢٨٩ في ١١/٤/١٩٨٨ "الى مديرية أمن التأميم نرسل لكم العوائل المدرجة اسمائهم في القائمة في المرفقة والذين سلموا أنفسهم لقطعاتنا العسكرية يوم ١١ نيسان ١٩٨٨ نرجوا اتخاذ ما يلزم بصددهم حسب توجيهات مكتب تنظيم الشمال واعلامنا الاستلام ".
كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١١٠٢٩ في ٧/٤/١٩٨٨ الذي تقترح فيه "أطلاق سراح عدد من المخربين والهاربين المحجوزين في المعسكرات وبعض العوائل وحسب قناعة اللجنة التحقيقية في كل ناحية وكل قضاء لتشجيع بقية المخربين للعودة والذين لهم الرغبة يلتجأ اغلبهم في الغابات وينتظرون نتيجة المحجوزين" يشير أيضاً الى وجود عوائل محجوزة لدى السلطة في معسكراتها.
في الوقت الذي كانت فيه عوائل القرى المحذورة أمنياً تستسلم فيه للقطعات العسكرية نشرت جريدة الثورة في عددها الصادر يوم ١٧/٤/١٩٨٨ ما يشير الى مصير مظلم ينتظر هؤلاء حيث جاء فيها " استمراراً في تنفيذ عمليتي الأنفال الأولى والثانية وبعد أن شددت قواتنا المسلحة الباسلة والمقاتلون الأبطال من أبناء شعبنا الكردي من قبضتها على مناطق تواجد المخربين وسدت بوجهوهم منافذ الهروب فقد سلمت الى قواتنا الباسلة أعداد من هولاء الذين باعوا أنفسهم وضمائرهم للعدو الأجنبي الطامع بثمن بخس وارتضوا مسلك الخيانة لصالح النظام الأيراني الصهيوني المعتدي المتخلف عدو شعبنا العراقي بعربه واكراده. ولطالما ارتضى هولاء لانفسهم أن يكونوا جواسيس للعدو وادلاءه في ظروف الحرب المفروضة على بلادنا ولم يترددوا عن ارتكاب الجرائم بحق مواطنينا وفي مقدمتهم أبناء شعبنا الكردي . أن الخونة الشقاة قد تنكروا لارض العراق الطاهرة ولمائه ولاهدافه العظيمة ولمنجزات ثورته ، ولاسيما تجربة الحكم الذاتي الفريدة من نوعها والبناء الشامخ الذي أرست ثورتنا المعطاء دعائمه في شمال الوطن الحبيب وفي شتى مناطق العراق. ومرة أخرى وكما سقطت بقية الرهانات للنظام الأيراني المجرم فأن رهانهم على الجيب العميل يسقط هو الأخر وترتد نصال الغدر الى اصحابها ".
" نصال الغدر" ارتدت الى من أرسل الى أمن التاميم والذي قام بمهمة حجز العوائل في معسكر طوب زاوة ثم عزل النساء والاطفال عن الرجال قبل تنفيذ اعدامهم لاحقاً. ومنهم عائلة جندي مكلف احتياط عائد من الاسر حيث كتب الى الرئيس طلبا يستفسر فيه عن مصير عائلته ونص طلبه كان
"السيد الرئيس القائد المهيب الركن صدام حسين المحترم (حفظه الله)- رئيس الجمهورية ورئيس مجلس قيادة الثورة المحترم أحييكم تحية الرفاق المناضلين واقدم لكم نفسي بأني أحد المواطنين المخلصين. أناشدكم باسم عدالة البعثيين قضاء حاجتي التي أقضت مضجعي ليل نهار فخيبت امالي ولما لم أجد سواكم ملجأ عرضت عليكم مشكلتي هذه علها تحضى باهتمامكم. سيدي أني الموقع أدناه عاصي مصطفى أحمد العائد من الاسر في ٢٤/٩/١٩٩٠ جندي احتياط من مواليد ١٩٥٥ ساهمت في معركة قادسية صدام المجيدة في قاطع الشوش فوقعت في الأسر في ٢٧/٣/١٩٨٢ وبقيت في الأسر الى يوم صدور القرار بتبادل الأسرى فرجعت الى أرض الوطن وقبلت تراب الوطن الحبيب وركعت أمام صورة السيد الرئيس القائد المظفر صدام حسين. وكان في قلبي الشوق الطاغي للوصول الى أسرتي ويفرحون بلقائي وافرح بلقائهم في فرحة غامرة لاتوصف.ألا أنه يا لخيبتي فقد وجدت الدار خاوية فلم أجد زوجتي واولادي.فيا للكارثة ويا للهول فقد أخبروني بان الأسرة كافة وقعت في يد قوات الأنفال في عملية الأنفال التي جرت في المنطقة الشمالية بقيادة الرفيق علي حسن المجيد ولا أعلم عن مصيرهم شيئا وهم ١- عزيمة علي أحمد تولد ١٩٥٥ زوجتي
٢-جرو عاصي مصطفى تولد ١٩٧٩ بنتي
٣- فريدون عاصي مصطفى تولد ١٩٨١ ابني
٤- روخوش عاصي مصطفى تولد ١٩٨٢ ابني
عليه جئتكم بعريضتي هذه راجيا التفضل بالعطف علي واعلامي عن مصيرهمالمستدعي العائد من الأسر ج. احتياط / عاصي مصطفى أحمد بلا سكن ولا مأوى في السليمانية/ قضاء جم جمال محلة بيكس/ مسجد حاجي ابراهيم."
رد ديوان الرئاسة الموقع من قبل سعدون علوان مصلح بكتابه المرقم ش. ع/ ب/٤/١٦٥٦٥ بتاريخ ٢٩/١٠/١٩٩٠ ورد فيه " طلبك في ٤/١٠/١٩٩٠ أن زوجتك واولادك فقدوا أثناء عمليات الأنفال التي جرت في المنطقة الشمالية عام ١٩٨٨".
ومن ضحايا الأنفال الثالثة أيضا عائلة تيمور عبد الله احمد وهو أحد الناجين من عملية اعدام نفذت ضد العوائل حيث أعتقل في البداية مع عدد كبير من افراد عائلته في معسكر طوب زاوه. وكان انذاك صبيا يبلغ من العمر ١٢ سنة حين اعتقل مع النساء والاطفال في ظروف اعتقال سيئة للغاية حرموا خلالها من الاكل وعوملوا بقسوة.بعد ذلك نقلوا بواسطة سيارات الى مكان معزول ثم وضعوا في حفر واطلق النارعليهم واصيب هو باطلاقة في الكتف وتظاهربالموت ورأى والدته تقتل بطلقة في رأسها وشقيقاته الثلاث وخالته وعددا اخر من اقربائه وهم قتلى داخل الحفرة. بعد ذلك خرج من المكان وعالجته عائلة عربية وبقي لاكثر من سنتين عند الرجل الذي انقذه متنقلا بين القرية والمدينة بعد ذلك طلب منهم العودة الى منطقته حيث يوجد عدد من اقربائه في شمال العراق.
حجز واعدام سكان تلك القرى, الذين اعتبروا جميعاً من المخربين حسب كتاب قيادة مكتب تنظيم الشمال ٤٠٠٨ والذي عرضناه سابقاً ، تم على الأغلب استناداً الى الفقرة الخامسة من نفس الكتاب والتي نصت على" يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة و تحقق معه الاجهزة الامنية و ينفذ حكم الاعدام بمن يتجاوز عمره ( ۱٥) سنة داخل صعودا الى عمر( ۷۰ ) سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته واعلامنا".
عبارة "نرجوا اتخاذ ما يلزم بصددهم حسب توجيهات مكتب تنظيم الشمال" بخصوص العوائل التي ارسلت الى أمن التأميم والتي وردت في كتاب قيادة قوات حماية النفط المرقم ٢٨٩ في ١١/٤/١٩٨٨ والذي عرضناه أعلاه قد تعني تطبيق الفقرة الخامسة بحقهم أي اعدامهم فتلك كانت ”توجيهات مكتب تنظيم الشمال”.
قرى منطقة عملية الأنفال الثالثة كانت من أكثر القرى تضرراً بعمليات الأنفال فقد اختفت منها أعلى نسبة من النساء والاطفال مقارنة بمناطق الأنفال الأخرى وسنعود لمناقشة هذه الملاحظة فيما بعد.
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الرابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء السا د س
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع
القسوة لدى صدام حسين....الجزء الأخير عن "عمليات الأنفال البطولية "