" أگوللهم من هينه اللي يجي أهلا وسهلا....اللي ما يجي راح نضربكم نوبتين أخرى بالكيمياوي القاضي...ما أگوللهم بالكيمياوي ...أگوللهم بالسلاح الجديد اللي يقضي عليكم انشاء الله..هذاك الساع.... كل سيارات الله ما تگدر تشيلهم....أني متوقع انشاء الله...يعني والله وتالله وبالله... مثل ما أشوفكم ألان…."علي حسن المجيد ...
استخدام السلاح الكيمياوي..
لاحظنا من الأجزاء السابقة من هذه السلسلة أن الاجراءات التي استخدمتها السلطة لمواجهة كلا الحزبين الكرديين كانت تصاعدية في شدتها ,فشل اجراء يؤدي الى ابتكار اجراء أشد قسوة من الأجراء السابق , كذلك توسع تعريف من يقع عليه ثقل الاجراء فبدلا من أن يكون محصورا بمن أرتكب الفعل "التمرد والتعاون مع الأجنبي أثناء الحرب" امتد ليشمل محيط أولئك الأفراد أي عوائلهم ثم توسع ليشمل قرى باكملها وجميع سكانها.
وكنتيجة لامتداد التعريف خولت الدولة اجهزتها العسكرية والامنية قتل من تواجد في تلك القرى وتدميرها بكافة الأسلحة البعيدة المدى أي الطيران والمدفعية.. لكن كما قلنا سابقا قدرة الدولة على ايقاع الهزيمة بالمخربين باستخدام الأسلحة التقليدية كانت كما يبدو محدودة.. وكأي اجراء اداري أخر, فشل أداة قتل في تحقيق الهدف , أدى الى استخدام أداة قتل غيرها, لذلك , وتقريبا في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين علي حسن المجيد كحاكم مطلق لكردستان ، كانت الدولة ويبدو هنا الرئيس نفسه تفكرباستخدام السلاح الكيمياوي كسلاح جديد مضاف للاسلحة الأخرى لمجابهة وقتل "المخربين"..
ورد ذلك في كتاب رئاسة الجمهورية وبتوقيع السكرتير حامد يوسف حمادي انذاك, المرقم ٧ / ج٢ / ٨٠٨ / ك وبتاريخ ١٢/٣/١٩٨٧ ونصه " أمر السيد الرئيس القائد بأن تدرس مديريتكم مع الأختصاصيين توجيه ضربة مباغتة (لقواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني ) بالعتاد الخاص وامكانية تنفيذها بأي من الوسائل التالية( القوة الجوية ، طيران الجيش ،المدفعية ) "
بعث معاون مدير الأستخبارات العسكرية كتابا الى مدير الشعبة الثالثة وليد نايف شبيب بتاريخ ١٣/اذار/١٩٨٧ يورد فيه ملحوظاته بكيفية وتوقيت تنفيذ الضربة وكانت "١ . أرى ان تكون الضربة بالقوة الجوية للأسباب :
آ . اكثر تأثير ودقة .
ب . تحقيق مباغتة عالية .. إذ ان حركة المدفعية لنفس الغرض قد يمثل كشفا مسبقا لنوايانا .
ج . لاشك ان البعض من الأهداف خارج مدى المدفعية والسمتيات .
٢ . ظروف ومتطلبات الضربة الجوية (الخاصة ) لغرض احداث التأثير المطلوب وجعلها شديدة التأثير :
آ . معلومات دقيقة عن الأهداف وتزويد القوة الجوية بها .
ب . من الضروري التفكير بايجاز الطيارين استنادا لمعلوماتنا عن الأهداف واي وصف لها .. والاستفادة من الصور الجوية للأيجاز .
ج . تنفيذ الضربة وقت الضياء الأول أو بعده بقليل .
د . تخصيص جهد فائق (اكثر من طائرة .. لكل هدف ) وكذ التفكير بتكرار الضربة بطائرات متعاقبة .. او جعل الضربة مركبة ( عتاد خاص وقنابل انفجار عالي وصورايخ جو/أرض ) بالتداخل أو بالتعاقب .
ه .ضرب جميع الأهداف بوقت واحد وبأقصى جهد ممكن تخصيصه .
٣. يمكن التفكير باستخدام المدفعية بعد فترة مناسبة (ايام ) لضرب الأهداف الكائنة ضمن المدى" ..
رد الاستخبارات العسكرية على أمر الرئيس وبتوقيع صابر الدوري مديرها انذاك , كان أقتراحا بدراسة ضرب مقرات حزب جلال الطالباني "عملاء ايران" المتواجدة في محافظة السليمانية وان يتم تأجيل ضرب مقرات حزب مسعود البارزاني "سليلي الخيانة" المتواجدة في محافظة دهوك ورد ذلك في في كتابها المرقم م١ / ش٣ / ق٢ / ٦٤١٤ بتاريخ ١٨/٣/١٩٨٧ حول موضوع استخدام العتاد الخاص "١. مايلي الامكانيات المتيسرة لدينا لاستخدام العتاد الخاص تجاه قواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني :-
أ . لاتساعد الظروف الجوية على استخدام عامل (الزارين ) في الوقت الحاضر نظرا لتغطية منطقة الأهداف المعنية بالثلوج التي تؤدي الى تحليل العامل وتحويله الى مادة غير سامة وتنطبق هذه الحالة على عامل (التابون) ايضا .
ب . تتيسر لدينا كميات جيدة من عامل (الخردل ) الا ان تأثيراته المتوقعة تعتبر (معجّزة ) الا في حالة استلام جرعة مركزة منه اضافة الى انه بطئ التبخر في المناطق الثلجية .
ج . يمكن استخدام القوة الجوية والقاذفات الأنبوبية وكذلك السمتيات ليلا لهذا الغرض .
٢ . نقترح مايلي :
أ . ارجاء تنفيذ الضربة على قواعد حرس خميني ضمن مقرات زمرة البارزاني حتى شهر حزيران المقبل لوقوع الأهداف في منطقة الشريط الحدودي العراقي - التركي يفضل اختيار الأهداف الواقعة خارج التأثير المحتمل على القطعات الحدودية التركية او القرى التركية .
ب . المباشرة بالتخطيط لتنفيذ عمليات محددة بأتجاه مقرات عملاء ايران" .
أعلم حامد يوسف حمادي سكرتير رئيس الجمهورية مديرية الأستخبارات العسكرية العامة بعد يوم واحد من اصدار كتابها السابق بحصول الموافقة على مقترحاتها ورد ذلك في كتاب رئاسة الجمهورية المرقم ٧/ ج٢ / ٨٧٧ / ك وبتاريخ ١٩/٣/١٩٨٧ " مديرية الاستخبارات العسكرية العامة . م/ استخدام العتاد الخاص نشيركم للفقرة (٢-أ وب ) من كتابكم المرقم م١ / ش٣ / ق٢ / ٦٤١٤ في ١٨/٣/١٩٨٧. حصلت الموافقة على المقترحين الواردين فيها. لاتخاذ ما يقتضي " .
بعد حوالي أسبوع من ذلك قدمت الأستخبارات الى رئاسة الجمهورية دراستها عن الأهداف التي تقترح ضربها من مقرات جلال الطالباني وكذلك العوامل الكيمياوية التي تقترح استخدامها في الضربة ورد ذلك في الكتاب ش٣ /ق٢ / ٦٨٨٥ في ٢٥/٣/١٩٨٧ الموقع من قبل صابر الدوري أيضا " الى رئاسة الجمهورية - السكرتير . الموضوع - استخدام العتاد الخاص . كتابكم السري للغاية والشخصي وعلى الفور ٧/ ج٢ / ٨٧٧ / ك وبتاريخ ١٩/٣/١٩٨٧
١. تمت دراسة اماكن تواجد مقرات عملاء ايران وانتخاب الأهداف أدناه إستنادا الى حجم التواجد المعادي فيها وتأثير هذا التواجد على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية بما يتلائم والأمكانيات المتيسرة من العتاد الخاص ووسائل الأطلاق :-
أ. مقرات عملاء ايران في منطقة حوض باليسان (قرى باليسان ، توتمة ، ختي وشيخ وسان ) الكائنة قرب الطريق العام جوارقرنة - خليفان …
ب . مقرات عملاء ايران في حوض قرى (تكية ، بلكجار وسيوسنان ) التابعة لناحية قره داغ …
٢ . الأهداف المشار اليها اعلاه من المقرات المهمة لعملاء ايران وأفراد العدو الأيراني وان حجم التواجد المعادي فيها يؤثر على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية وهي بعيدة بعدا كافيا (كأهداف للعتاد الخاص) عن مواقع قطعاتنا وتعتبر ملائمة اكثر من غيرها لأستخدام هذا العتاد لوقوعها في مناطق منخفضة تساعد على ركود ابخرة العامل الكيمياوي وبالأمكان معالجتها بالوسائل المتيسرة (القوة الجوية / القاذفات الأنبوبية والسمتيات ليلا)…
٣. لمحدودية الكمية المتيسرة من العتاد الخاص في الوقت الحاضر يفضل العمل بأحد البديلين ادناه :-
أ .البديل الأول :- توجيه الضربة للهدفين المنتخبة خلال هذه الفترة باستخدام ثلثي المتيسر من العتاد الخاص (عامل الزارين ) إضافة الى ثلث المتيسر من العتاد الخاص (عامل الخردل ) والأحتفاظ بالمتبقي للحالات الطارئة في قواطع العمليات …
ب . البديل الثاني تأجيل تنفيذ الضربة الى منتصف شهر نيسان ١٩٨٧ ولحين تيسر الكميات الكافية من العتاد الخاص وتحسن موقف الأنتاج …
٤. نؤيد العمل بالبديل الأول … يرجى التفضل بالأطلاع وما ترونه مناسبا واعلامنا … "
بعد أربعة أيام من ذلك وافقت الرئاسة على توجيه الضربة باستخدام العتاد الكيمياوي" الخاص" بالكتاب ٩٥٣ / ٩٦٥ / ك بتاريخ ٢٩/٣/١٩٨٧ والموجه الى مديرية الأستخبارات العسكرية العامة والموقع أيضا من حامد يوسف حمادي " م / استخدام العتاد الخاص . كتابكم المرقم ش٣ /ق٢ / ٦٨٨٥ في ٢٥/٣/١٩٨٧. حصلت الموافقة على توجيه الضربة على ان يتم استثمار النتيجة … حيث ان القصد ليس ايذاء المخربين فحسب . لأتخاذ ما يقتضي وبالتنسيق مع الفيلق المعني ، واعلامنا قبل المباشرة بالضربة ".
كان هامش صابر الدوري على كتاب السكرتير " نعم..وارى أن يجري التنسيق مع رئاسة أركان الجيش باعتبارها الدائرة المسؤولة".
ولذلك نسقت مديرية الاستخبارات العسكرية العامة مع الدائرة المسؤولة أي رئاسة اركان الجيش حول موضوع استخدام العتاد الخاص بكتابها المرقم ٧٣٧١ ٣١/اذار/١٩٨٧ ونصه : "١. امر السيد الرئيس القائد (حفظه الله ) بأن تدرس مديريتنا مع الأختصاصيين توجيه ضربة مباغتة (لقواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني ) بالعتاد الخاص وامكانية تنفيذها باي من الوسائل التالية (القوة الجوية - طيران الجيش - المدفعية ) .٢. تم دراسة امر السيد الرئيس القائد (حفظه الله ) مع الأختصاصيين واقترحنا ما يلي :-
آ . ارجاء تنفيذ الضربة على قواعد حرس خميني ضمن مقرات زمرة البارزاني حتى شهر حزيران المقبل لوقوع الأهداف في منطقة الشريط الحدودي العراقي - التركي يفضل اختيار الأهداف خارج التأثير المحتمل على القطعات الحدودية التركية او القرى التركية .
ب . المباشرة بالتخطيط لتنفيذ عمليات محددة مماثلة باتجاه مقرات عملاء ايران .
٣ . حصلت الموافقة على المقترحين في(٢) اعلاه وقامت مديريتنا بدراسة اماكن تواجد مقرات عملاء ايران وانتخاب الأهداف ادناه استنادا الى حجم التواجد المعادي فيها وتأثير هذا التواجد على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية بما يتلائم والأمكانيات المتيسرة من العتاد الخاص ووسائل الأطلاق :-
آ . مقرات عملاء ايران في منطقة حوض باليسان ( قرى باليسان ، توتمة ، ختي ، شيخ وسان ) الكائنة قرب الطريق العام جوارقرنة - خليفان .
ب . مقرات عملاء ايران في حوض قرى (تكية- بلكجار - سيوسنان ) التابعة لناحية قره داغ .
٤ . ان الأهداف المشار اليها في (آ-ب ) من المادة (٣ ) اعلاه من المقرات المهمة لعملاء ايران وافراد العدو الايراني وهي بعيدة بعدا كافيا (كأهداف للعتاد الخاص ) عن مواقع قطعاتنا وتعتبر ملائمة اكثر من غيرها لاستخدام هذا العتاد لوقوعها في مناطق منخفضة تساعد على ركود ابخرة العامل الكيمياوي وبالأمكان معالجتها بالوسائل المتيسرة (القوة الجوية - القاذفات الأنبوبية والسمتيات ليلا ).
٥ . اقترحت مديريتنا توجيه الضربة للهدفين المشار اليهما في (٣) اعلاه خلال هذه الفترة وباستخدام ثلثي المتيسر من العتاد الخاص (عامل الزارين ) اضافة الى ثلث المتيسر من العتاد الخاص (عامل الخردل ) والأحتفاظ بالمتبقي للحالات الطارئة في قواطع العمليات" .
أكدت الرئاسة مرة أخرى بتعليقها على كتاب الأستخبارات العسكرية لرئاسة أركان الجيش السابق على أن يتم استثمار نتيجة الضربة وان لا يتم تنفيذ الضربة قبل معرفة كيفية استثمارها كما ورد في كتاب رئاسة الجمهورية الى رئاسة اركان الجيش المرقم ٩٥٣/١٠١٦/ك وتاريخ ٢/٤/١٩٨٧ " اشارة لكتاب مديرية الاستخبارات العسكرية العامة المرقم ٧٣٧١ والمؤرخ في ٣١/اذار/١٩٨٧. لا تنفذ الضربة قبل اعلامنا بكيفية استثمار نتائجها" .
ارسلت نسخة من كتاب الرئاسة السابق الى مديرية الأستخبارات العسكرية "للعلم" ، فكان هامش المدير صابر الدوري الايعاز الى الشعبة الثالثة "لمتابعة وعرض ما يستجد".
أعلم مدير الشعبة الثالثة وليد نايف شبيب معاون مديرية الأستخبارات العسكرية بناء على ايعازها له أن خطة استثمار نتيجة الضربة ستعد من قبل الفيلق ألاول في حوض (تكية ، بلكجار ) وستعد من قبل الفيلق الأول والخامس في حوض (باليسان ) كما ورد في كتابه المورخ ٦/٤/١٩٨٧ " ١ . بمقترح من مديريتنا حصلت موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على توجيه ضربة بالعتاد الخاص الى مقرات عملاء ايران في حوض ( تكية ،بلكجار ) التابعة لناحية قره داغ وحوض (باليسان) على الطريق العام جوارقرنة - خليفان وتنسب عدم تنفيذ الضربة الا بعد اعلام رئاسة الجمهورية - السكرتير بكيفية استثمارها.
٢ . استنادا لأمر الرئاسة اعلاه تنسب بكتاب رئاسة اركان الجيش المرفق والمعنون الى (فل ١ وفل ٥ وصورته الينا) مايلي :- أ. القيام بعمليات ضرب عملاء ايران وحرس خميني في الأماكن المشار اليها في المادة (١) اعلاه بالأستفادة من العتاد الخاص .
ب . يقوم فل١ باعداد بأعداد خطة استثمار الضربة في حوض (تكية ،بلكجار ) وعرضها أمام السيد رئيس أركان الجيش خلال زيارة سيادته لمقر الفيلق يوم ٩ نيسان ٨٧ .
ج . تعد قيادتي فل١ وفل ٥ الخطة المشتركة لضرب مقر عملاء ايران في حوض (باليسان ) وترسل الى رئاسة اركان الجيش للقرار عليها .
د . ترسل زمرة العتاد الخاص الى فل١ يوم ٧ نيسان ٨٧ لتقديم المشورة .
٣ . سنتابع الأجراءات . يرجى التفضل بالأطلاع . "
بعد الأنتهاء من أعداد خطة استثمار نتيجة الضربة تم توجيه أول ضربة بالسلاح الكيمياوي ضد القرى المحذورة أمنياً وكانت لقرى باليسان وبلكجار في نيسان من عام ١٩٨٧.
كانت كلا القريتين من القرى ألمحذورة أمنياً لسيطرة حزب الأتحاد الوطني الكردستاني على وادي باليسان.. حسب كتاب منظمة مراقبة حقوق الأنسان Human Rights Watch كان تاريخ الضربة هو يوم ١٦ نيسان ١٩٨٧ .
بعد تنفيذ الضربة هرب سكان القريتين الى القرى المجاورة ومنها نقلوا الى مستشفى في رانيا . في اليوم التالي تم نقلهم من قبل الجهات الأمنية الى طوارىء مستشفى اربيل وبعد فترة قصيرة من وصولهم الى مستشفى اربيل ألقي القبض على المصابين واودعوا في السجن.... تم أطلاق سراح النساء والاطفال فيما بعد وذلك بقذفهم في العراء في ناحية خليفان.. حسب كتاب المنظمة لا يعرف مصير الرجال بعد ذلك.
تم استثمار الضربة الكيمياوية في اليوم التالي للقصف, تنفيذاً لطلب الرئاسة كما تقدم, حيث هوجمت القريتين من قبل جحافل الدفاع الوطني المدعومة بالجيش وتم تدميرها..
أما بالنسبة للهدف الذي اقترحت الأستخبارات العسكرية تأجيل قصفه ، أي مقر الأتحاد الديمقراطي الكردستاني ,وهو الهدف الأول الذي طلب الرئيس دراسة ضربه بالسلاح الكيمياوي كما رأينا, فقد قصف في حزيران من عام ١٩٨٧
ورد ذلك في كتاب يحمل تاريخ الخامس من حزيران ٨٧ وبتوقيع مدير الشعبة الثالثة ونصه " ملاحظة حول حصول موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على المقترح الوارد في الفقرة (آ) من المادة (٢ ) من كتابنا المرفق و المتضمن ارجاء الضربة بالعتاد الخاص على قواعد حرس خميني ضمن مقرات الفرع الأول لزمرة البارزاني الى شهر حزيران ٨٧ .
١ . في ٤ حزيران تمت دراسة موضوع توجيه ضربة جدية بالعتاد الخاص الى تلك القواعد والى مقرات الفرع الأول لزمرة البارزاني في (زيوه ، بارزان ، كاني رش ، كلي رش ) وتمت الدراسة في مديرية التخطيط بحضور ممثلين عن ( ضباط مركز البحوث ، التخطيط ، طيران الجيش ، مديريتنا والصنف الكيمياوية .
٢ . تم تأييد ضرب قرية زيوه مع ملاحظة قربها من الأراضي التركية ولم تؤيد ضرب الأهداف ادناه للأسباب المؤشرة ازائها ،
آ .كاني رش - قربها من الأراضي التركية .
ب . كلي رش - قربها من قطعاتنا في جبل كويتا .
ج . بارزان لتوزيع قوة المخربين وحرس خميني على شكل مجموعات صغيرة في عموم قرى حوض بارزان وانهم لا يشكلون هدفا ملائما" .
تاريخ ضرب قرية زيوه ونتائج تلك الضربة ورد في كتاب الأستخبارات العسكرية المرقم ١٢٧٠٣ في ١٠ حزيران ١٩٨٧ والذي ورد فيه " تم توجيه ضربة جوية بالعتاد الخاص الى مقر الفرع الأول لزمرة البارزاني في منطقة زيوه ألكائنة شمال شرق العمادية / محافظة دهوك والتي يتواجد بالقرب منها مقر القاطع الشمالي (قاطع بهدينان) لزمرة الحزب الشيوعي العراقي العميل وكانت الضربة مؤثرة وان خسائرهم ٣١ قتيل و ١٠٠ مصاب.
تعددت الضربات بالسلاح الكيمياوي فشملت كافة مقرات العملاء حسب طلب وزير الدفاع كما ورد في كتاب ديوان وزارة الدفاع المرقم ١٣٧٤ في ١/٥/١٩٨٧ " أطلع السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة على ماجاء برسالة مديرية الأستخبارات العسكرية العامة ونسب ما يلي تضرب كافة مقرات العملاء بسلاح الجو التقليدي والخاص وكل الأسلحة ضمن المدى. "
وربما بناء على ذلك الأمر ورد في كتاب مديرية الأستخبارات العسكرية المرقم ١٩٣٣٠ في ٨/٩/١٩٨٧ "في الساعة ١٦٠٠ يوم ٣ أيلول ١٩٨٧ تم توجيه ضربة مركزة بالمدفعية (استخدام العتاد الخاص) على ثلاث من مقرات زمرة عملاء ايران الكائنة شرق الخط العام دوكان بيره مكرون بضمنها مقر الزمرة المذكورة الذي يتواجد فيه المجرم جلال الطالباني وبعض من قيادة زمرته وكانت خسائرهم قتيلين و ١٢ مصاب من عملاء زمرة ايران فضلاً على عدد من القتلى والجرحى من مخربيهم واهالي القرى المجاورة للمقرات".
نتائج الضربة بالسلاح الكيمياوي تم تدوينه من قبل الأستخبارات أو من قبل أجهزة الأمن فقد وردت نتيجة ضربة قرية بلكجار في برقية الى منظومة استخبارات المنطقة الشرقية بالعدد ١٥٩٦٥ في ٢٥/٥/١٩٨٧ "سقطت أربع قنابر كيمياوية انفجرت واحدة منها فقط وبقيت الثلاثة لحد ألان حيث كانت الاصابات لاربعة من نساء القرية بتدمع أعينهن وتم معالجتهن في مستشفى بلكجار".
ووردت نتائج قصف قرى أخرى بالسلاح الكيمياوي في كتاب مديرية أمن محافظة اربيل العدد ش س ٢ / ٤٩٤٧ بتاريخ ١١/٦/١٩٨٧ حيث "بتاريخ ٢٧/٥/١٩٨٧ قامت طائراتنا بضرب قرى ملكان وتاليتان وكندور ويلي العليا ويلي السفلى التابعة لناحية خليفان التي يتواجد فيها زمر التخريب ونتيجة القصف أصيب بالعمى الربو عمر عبد الله شقيق المجرم مصطفى عبدالله مستشار ف ٨٨ دفاع وطني الذي التحق الى جانب المخربين في الفترة الأخيرة. كما قتل عدد من المخربين كما فقد بحدود ٣٠ شخص بصرهم نتيجة القصف".
كما تبين مما سبق تم استخدام السلاح الكيمياوي قبل البدء بعمليات الأنفال بحوالي سنة , تم ذلك في نفس الوقت الذي نفذت فيه عملية تجميع أو تدمير القرى , واستمر استخدامه خلال تلك العمليات الى أن انتهت بخاتمة الأنفال.
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الرابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع
القسوة لدى صدام حسين....الجزء الأخير عن "عمليات الأنفال البطولية "
استخدام السلاح الكيمياوي..
لاحظنا من الأجزاء السابقة من هذه السلسلة أن الاجراءات التي استخدمتها السلطة لمواجهة كلا الحزبين الكرديين كانت تصاعدية في شدتها ,فشل اجراء يؤدي الى ابتكار اجراء أشد قسوة من الأجراء السابق , كذلك توسع تعريف من يقع عليه ثقل الاجراء فبدلا من أن يكون محصورا بمن أرتكب الفعل "التمرد والتعاون مع الأجنبي أثناء الحرب" امتد ليشمل محيط أولئك الأفراد أي عوائلهم ثم توسع ليشمل قرى باكملها وجميع سكانها.
وكنتيجة لامتداد التعريف خولت الدولة اجهزتها العسكرية والامنية قتل من تواجد في تلك القرى وتدميرها بكافة الأسلحة البعيدة المدى أي الطيران والمدفعية.. لكن كما قلنا سابقا قدرة الدولة على ايقاع الهزيمة بالمخربين باستخدام الأسلحة التقليدية كانت كما يبدو محدودة.. وكأي اجراء اداري أخر, فشل أداة قتل في تحقيق الهدف , أدى الى استخدام أداة قتل غيرها, لذلك , وتقريبا في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين علي حسن المجيد كحاكم مطلق لكردستان ، كانت الدولة ويبدو هنا الرئيس نفسه تفكرباستخدام السلاح الكيمياوي كسلاح جديد مضاف للاسلحة الأخرى لمجابهة وقتل "المخربين"..
ورد ذلك في كتاب رئاسة الجمهورية وبتوقيع السكرتير حامد يوسف حمادي انذاك, المرقم ٧ / ج٢ / ٨٠٨ / ك وبتاريخ ١٢/٣/١٩٨٧ ونصه " أمر السيد الرئيس القائد بأن تدرس مديريتكم مع الأختصاصيين توجيه ضربة مباغتة (لقواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني ) بالعتاد الخاص وامكانية تنفيذها بأي من الوسائل التالية( القوة الجوية ، طيران الجيش ،المدفعية ) "
بعث معاون مدير الأستخبارات العسكرية كتابا الى مدير الشعبة الثالثة وليد نايف شبيب بتاريخ ١٣/اذار/١٩٨٧ يورد فيه ملحوظاته بكيفية وتوقيت تنفيذ الضربة وكانت "١ . أرى ان تكون الضربة بالقوة الجوية للأسباب :
آ . اكثر تأثير ودقة .
ب . تحقيق مباغتة عالية .. إذ ان حركة المدفعية لنفس الغرض قد يمثل كشفا مسبقا لنوايانا .
ج . لاشك ان البعض من الأهداف خارج مدى المدفعية والسمتيات .
٢ . ظروف ومتطلبات الضربة الجوية (الخاصة ) لغرض احداث التأثير المطلوب وجعلها شديدة التأثير :
آ . معلومات دقيقة عن الأهداف وتزويد القوة الجوية بها .
ب . من الضروري التفكير بايجاز الطيارين استنادا لمعلوماتنا عن الأهداف واي وصف لها .. والاستفادة من الصور الجوية للأيجاز .
ج . تنفيذ الضربة وقت الضياء الأول أو بعده بقليل .
د . تخصيص جهد فائق (اكثر من طائرة .. لكل هدف ) وكذ التفكير بتكرار الضربة بطائرات متعاقبة .. او جعل الضربة مركبة ( عتاد خاص وقنابل انفجار عالي وصورايخ جو/أرض ) بالتداخل أو بالتعاقب .
ه .ضرب جميع الأهداف بوقت واحد وبأقصى جهد ممكن تخصيصه .
٣. يمكن التفكير باستخدام المدفعية بعد فترة مناسبة (ايام ) لضرب الأهداف الكائنة ضمن المدى" ..
رد الاستخبارات العسكرية على أمر الرئيس وبتوقيع صابر الدوري مديرها انذاك , كان أقتراحا بدراسة ضرب مقرات حزب جلال الطالباني "عملاء ايران" المتواجدة في محافظة السليمانية وان يتم تأجيل ضرب مقرات حزب مسعود البارزاني "سليلي الخيانة" المتواجدة في محافظة دهوك ورد ذلك في في كتابها المرقم م١ / ش٣ / ق٢ / ٦٤١٤ بتاريخ ١٨/٣/١٩٨٧ حول موضوع استخدام العتاد الخاص "١. مايلي الامكانيات المتيسرة لدينا لاستخدام العتاد الخاص تجاه قواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني :-
أ . لاتساعد الظروف الجوية على استخدام عامل (الزارين ) في الوقت الحاضر نظرا لتغطية منطقة الأهداف المعنية بالثلوج التي تؤدي الى تحليل العامل وتحويله الى مادة غير سامة وتنطبق هذه الحالة على عامل (التابون) ايضا .
ب . تتيسر لدينا كميات جيدة من عامل (الخردل ) الا ان تأثيراته المتوقعة تعتبر (معجّزة ) الا في حالة استلام جرعة مركزة منه اضافة الى انه بطئ التبخر في المناطق الثلجية .
ج . يمكن استخدام القوة الجوية والقاذفات الأنبوبية وكذلك السمتيات ليلا لهذا الغرض .
٢ . نقترح مايلي :
أ . ارجاء تنفيذ الضربة على قواعد حرس خميني ضمن مقرات زمرة البارزاني حتى شهر حزيران المقبل لوقوع الأهداف في منطقة الشريط الحدودي العراقي - التركي يفضل اختيار الأهداف الواقعة خارج التأثير المحتمل على القطعات الحدودية التركية او القرى التركية .
ب . المباشرة بالتخطيط لتنفيذ عمليات محددة بأتجاه مقرات عملاء ايران" .
أعلم حامد يوسف حمادي سكرتير رئيس الجمهورية مديرية الأستخبارات العسكرية العامة بعد يوم واحد من اصدار كتابها السابق بحصول الموافقة على مقترحاتها ورد ذلك في كتاب رئاسة الجمهورية المرقم ٧/ ج٢ / ٨٧٧ / ك وبتاريخ ١٩/٣/١٩٨٧ " مديرية الاستخبارات العسكرية العامة . م/ استخدام العتاد الخاص نشيركم للفقرة (٢-أ وب ) من كتابكم المرقم م١ / ش٣ / ق٢ / ٦٤١٤ في ١٨/٣/١٩٨٧. حصلت الموافقة على المقترحين الواردين فيها. لاتخاذ ما يقتضي " .
بعد حوالي أسبوع من ذلك قدمت الأستخبارات الى رئاسة الجمهورية دراستها عن الأهداف التي تقترح ضربها من مقرات جلال الطالباني وكذلك العوامل الكيمياوية التي تقترح استخدامها في الضربة ورد ذلك في الكتاب ش٣ /ق٢ / ٦٨٨٥ في ٢٥/٣/١٩٨٧ الموقع من قبل صابر الدوري أيضا " الى رئاسة الجمهورية - السكرتير . الموضوع - استخدام العتاد الخاص . كتابكم السري للغاية والشخصي وعلى الفور ٧/ ج٢ / ٨٧٧ / ك وبتاريخ ١٩/٣/١٩٨٧
١. تمت دراسة اماكن تواجد مقرات عملاء ايران وانتخاب الأهداف أدناه إستنادا الى حجم التواجد المعادي فيها وتأثير هذا التواجد على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية بما يتلائم والأمكانيات المتيسرة من العتاد الخاص ووسائل الأطلاق :-
أ. مقرات عملاء ايران في منطقة حوض باليسان (قرى باليسان ، توتمة ، ختي وشيخ وسان ) الكائنة قرب الطريق العام جوارقرنة - خليفان …
ب . مقرات عملاء ايران في حوض قرى (تكية ، بلكجار وسيوسنان ) التابعة لناحية قره داغ …
٢ . الأهداف المشار اليها اعلاه من المقرات المهمة لعملاء ايران وأفراد العدو الأيراني وان حجم التواجد المعادي فيها يؤثر على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية وهي بعيدة بعدا كافيا (كأهداف للعتاد الخاص) عن مواقع قطعاتنا وتعتبر ملائمة اكثر من غيرها لأستخدام هذا العتاد لوقوعها في مناطق منخفضة تساعد على ركود ابخرة العامل الكيمياوي وبالأمكان معالجتها بالوسائل المتيسرة (القوة الجوية / القاذفات الأنبوبية والسمتيات ليلا)…
٣. لمحدودية الكمية المتيسرة من العتاد الخاص في الوقت الحاضر يفضل العمل بأحد البديلين ادناه :-
أ .البديل الأول :- توجيه الضربة للهدفين المنتخبة خلال هذه الفترة باستخدام ثلثي المتيسر من العتاد الخاص (عامل الزارين ) إضافة الى ثلث المتيسر من العتاد الخاص (عامل الخردل ) والأحتفاظ بالمتبقي للحالات الطارئة في قواطع العمليات …
ب . البديل الثاني تأجيل تنفيذ الضربة الى منتصف شهر نيسان ١٩٨٧ ولحين تيسر الكميات الكافية من العتاد الخاص وتحسن موقف الأنتاج …
٤. نؤيد العمل بالبديل الأول … يرجى التفضل بالأطلاع وما ترونه مناسبا واعلامنا … "
بعد أربعة أيام من ذلك وافقت الرئاسة على توجيه الضربة باستخدام العتاد الكيمياوي" الخاص" بالكتاب ٩٥٣ / ٩٦٥ / ك بتاريخ ٢٩/٣/١٩٨٧ والموجه الى مديرية الأستخبارات العسكرية العامة والموقع أيضا من حامد يوسف حمادي " م / استخدام العتاد الخاص . كتابكم المرقم ش٣ /ق٢ / ٦٨٨٥ في ٢٥/٣/١٩٨٧. حصلت الموافقة على توجيه الضربة على ان يتم استثمار النتيجة … حيث ان القصد ليس ايذاء المخربين فحسب . لأتخاذ ما يقتضي وبالتنسيق مع الفيلق المعني ، واعلامنا قبل المباشرة بالضربة ".
كان هامش صابر الدوري على كتاب السكرتير " نعم..وارى أن يجري التنسيق مع رئاسة أركان الجيش باعتبارها الدائرة المسؤولة".
ولذلك نسقت مديرية الاستخبارات العسكرية العامة مع الدائرة المسؤولة أي رئاسة اركان الجيش حول موضوع استخدام العتاد الخاص بكتابها المرقم ٧٣٧١ ٣١/اذار/١٩٨٧ ونصه : "١. امر السيد الرئيس القائد (حفظه الله ) بأن تدرس مديريتنا مع الأختصاصيين توجيه ضربة مباغتة (لقواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني ) بالعتاد الخاص وامكانية تنفيذها باي من الوسائل التالية (القوة الجوية - طيران الجيش - المدفعية ) .٢. تم دراسة امر السيد الرئيس القائد (حفظه الله ) مع الأختصاصيين واقترحنا ما يلي :-
آ . ارجاء تنفيذ الضربة على قواعد حرس خميني ضمن مقرات زمرة البارزاني حتى شهر حزيران المقبل لوقوع الأهداف في منطقة الشريط الحدودي العراقي - التركي يفضل اختيار الأهداف خارج التأثير المحتمل على القطعات الحدودية التركية او القرى التركية .
ب . المباشرة بالتخطيط لتنفيذ عمليات محددة مماثلة باتجاه مقرات عملاء ايران .
٣ . حصلت الموافقة على المقترحين في(٢) اعلاه وقامت مديريتنا بدراسة اماكن تواجد مقرات عملاء ايران وانتخاب الأهداف ادناه استنادا الى حجم التواجد المعادي فيها وتأثير هذا التواجد على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية بما يتلائم والأمكانيات المتيسرة من العتاد الخاص ووسائل الأطلاق :-
آ . مقرات عملاء ايران في منطقة حوض باليسان ( قرى باليسان ، توتمة ، ختي ، شيخ وسان ) الكائنة قرب الطريق العام جوارقرنة - خليفان .
ب . مقرات عملاء ايران في حوض قرى (تكية- بلكجار - سيوسنان ) التابعة لناحية قره داغ .
٤ . ان الأهداف المشار اليها في (آ-ب ) من المادة (٣ ) اعلاه من المقرات المهمة لعملاء ايران وافراد العدو الايراني وهي بعيدة بعدا كافيا (كأهداف للعتاد الخاص ) عن مواقع قطعاتنا وتعتبر ملائمة اكثر من غيرها لاستخدام هذا العتاد لوقوعها في مناطق منخفضة تساعد على ركود ابخرة العامل الكيمياوي وبالأمكان معالجتها بالوسائل المتيسرة (القوة الجوية - القاذفات الأنبوبية والسمتيات ليلا ).
٥ . اقترحت مديريتنا توجيه الضربة للهدفين المشار اليهما في (٣) اعلاه خلال هذه الفترة وباستخدام ثلثي المتيسر من العتاد الخاص (عامل الزارين ) اضافة الى ثلث المتيسر من العتاد الخاص (عامل الخردل ) والأحتفاظ بالمتبقي للحالات الطارئة في قواطع العمليات" .
أكدت الرئاسة مرة أخرى بتعليقها على كتاب الأستخبارات العسكرية لرئاسة أركان الجيش السابق على أن يتم استثمار نتيجة الضربة وان لا يتم تنفيذ الضربة قبل معرفة كيفية استثمارها كما ورد في كتاب رئاسة الجمهورية الى رئاسة اركان الجيش المرقم ٩٥٣/١٠١٦/ك وتاريخ ٢/٤/١٩٨٧ " اشارة لكتاب مديرية الاستخبارات العسكرية العامة المرقم ٧٣٧١ والمؤرخ في ٣١/اذار/١٩٨٧. لا تنفذ الضربة قبل اعلامنا بكيفية استثمار نتائجها" .
ارسلت نسخة من كتاب الرئاسة السابق الى مديرية الأستخبارات العسكرية "للعلم" ، فكان هامش المدير صابر الدوري الايعاز الى الشعبة الثالثة "لمتابعة وعرض ما يستجد".
أعلم مدير الشعبة الثالثة وليد نايف شبيب معاون مديرية الأستخبارات العسكرية بناء على ايعازها له أن خطة استثمار نتيجة الضربة ستعد من قبل الفيلق ألاول في حوض (تكية ، بلكجار ) وستعد من قبل الفيلق الأول والخامس في حوض (باليسان ) كما ورد في كتابه المورخ ٦/٤/١٩٨٧ " ١ . بمقترح من مديريتنا حصلت موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على توجيه ضربة بالعتاد الخاص الى مقرات عملاء ايران في حوض ( تكية ،بلكجار ) التابعة لناحية قره داغ وحوض (باليسان) على الطريق العام جوارقرنة - خليفان وتنسب عدم تنفيذ الضربة الا بعد اعلام رئاسة الجمهورية - السكرتير بكيفية استثمارها.
٢ . استنادا لأمر الرئاسة اعلاه تنسب بكتاب رئاسة اركان الجيش المرفق والمعنون الى (فل ١ وفل ٥ وصورته الينا) مايلي :- أ. القيام بعمليات ضرب عملاء ايران وحرس خميني في الأماكن المشار اليها في المادة (١) اعلاه بالأستفادة من العتاد الخاص .
ب . يقوم فل١ باعداد بأعداد خطة استثمار الضربة في حوض (تكية ،بلكجار ) وعرضها أمام السيد رئيس أركان الجيش خلال زيارة سيادته لمقر الفيلق يوم ٩ نيسان ٨٧ .
ج . تعد قيادتي فل١ وفل ٥ الخطة المشتركة لضرب مقر عملاء ايران في حوض (باليسان ) وترسل الى رئاسة اركان الجيش للقرار عليها .
د . ترسل زمرة العتاد الخاص الى فل١ يوم ٧ نيسان ٨٧ لتقديم المشورة .
٣ . سنتابع الأجراءات . يرجى التفضل بالأطلاع . "
بعد الأنتهاء من أعداد خطة استثمار نتيجة الضربة تم توجيه أول ضربة بالسلاح الكيمياوي ضد القرى المحذورة أمنياً وكانت لقرى باليسان وبلكجار في نيسان من عام ١٩٨٧.
كانت كلا القريتين من القرى ألمحذورة أمنياً لسيطرة حزب الأتحاد الوطني الكردستاني على وادي باليسان.. حسب كتاب منظمة مراقبة حقوق الأنسان Human Rights Watch كان تاريخ الضربة هو يوم ١٦ نيسان ١٩٨٧ .
بعد تنفيذ الضربة هرب سكان القريتين الى القرى المجاورة ومنها نقلوا الى مستشفى في رانيا . في اليوم التالي تم نقلهم من قبل الجهات الأمنية الى طوارىء مستشفى اربيل وبعد فترة قصيرة من وصولهم الى مستشفى اربيل ألقي القبض على المصابين واودعوا في السجن.... تم أطلاق سراح النساء والاطفال فيما بعد وذلك بقذفهم في العراء في ناحية خليفان.. حسب كتاب المنظمة لا يعرف مصير الرجال بعد ذلك.
تم استثمار الضربة الكيمياوية في اليوم التالي للقصف, تنفيذاً لطلب الرئاسة كما تقدم, حيث هوجمت القريتين من قبل جحافل الدفاع الوطني المدعومة بالجيش وتم تدميرها..
أما بالنسبة للهدف الذي اقترحت الأستخبارات العسكرية تأجيل قصفه ، أي مقر الأتحاد الديمقراطي الكردستاني ,وهو الهدف الأول الذي طلب الرئيس دراسة ضربه بالسلاح الكيمياوي كما رأينا, فقد قصف في حزيران من عام ١٩٨٧
ورد ذلك في كتاب يحمل تاريخ الخامس من حزيران ٨٧ وبتوقيع مدير الشعبة الثالثة ونصه " ملاحظة حول حصول موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على المقترح الوارد في الفقرة (آ) من المادة (٢ ) من كتابنا المرفق و المتضمن ارجاء الضربة بالعتاد الخاص على قواعد حرس خميني ضمن مقرات الفرع الأول لزمرة البارزاني الى شهر حزيران ٨٧ .
١ . في ٤ حزيران تمت دراسة موضوع توجيه ضربة جدية بالعتاد الخاص الى تلك القواعد والى مقرات الفرع الأول لزمرة البارزاني في (زيوه ، بارزان ، كاني رش ، كلي رش ) وتمت الدراسة في مديرية التخطيط بحضور ممثلين عن ( ضباط مركز البحوث ، التخطيط ، طيران الجيش ، مديريتنا والصنف الكيمياوية .
٢ . تم تأييد ضرب قرية زيوه مع ملاحظة قربها من الأراضي التركية ولم تؤيد ضرب الأهداف ادناه للأسباب المؤشرة ازائها ،
آ .كاني رش - قربها من الأراضي التركية .
ب . كلي رش - قربها من قطعاتنا في جبل كويتا .
ج . بارزان لتوزيع قوة المخربين وحرس خميني على شكل مجموعات صغيرة في عموم قرى حوض بارزان وانهم لا يشكلون هدفا ملائما" .
تاريخ ضرب قرية زيوه ونتائج تلك الضربة ورد في كتاب الأستخبارات العسكرية المرقم ١٢٧٠٣ في ١٠ حزيران ١٩٨٧ والذي ورد فيه " تم توجيه ضربة جوية بالعتاد الخاص الى مقر الفرع الأول لزمرة البارزاني في منطقة زيوه ألكائنة شمال شرق العمادية / محافظة دهوك والتي يتواجد بالقرب منها مقر القاطع الشمالي (قاطع بهدينان) لزمرة الحزب الشيوعي العراقي العميل وكانت الضربة مؤثرة وان خسائرهم ٣١ قتيل و ١٠٠ مصاب.
تعددت الضربات بالسلاح الكيمياوي فشملت كافة مقرات العملاء حسب طلب وزير الدفاع كما ورد في كتاب ديوان وزارة الدفاع المرقم ١٣٧٤ في ١/٥/١٩٨٧ " أطلع السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة على ماجاء برسالة مديرية الأستخبارات العسكرية العامة ونسب ما يلي تضرب كافة مقرات العملاء بسلاح الجو التقليدي والخاص وكل الأسلحة ضمن المدى. "
وربما بناء على ذلك الأمر ورد في كتاب مديرية الأستخبارات العسكرية المرقم ١٩٣٣٠ في ٨/٩/١٩٨٧ "في الساعة ١٦٠٠ يوم ٣ أيلول ١٩٨٧ تم توجيه ضربة مركزة بالمدفعية (استخدام العتاد الخاص) على ثلاث من مقرات زمرة عملاء ايران الكائنة شرق الخط العام دوكان بيره مكرون بضمنها مقر الزمرة المذكورة الذي يتواجد فيه المجرم جلال الطالباني وبعض من قيادة زمرته وكانت خسائرهم قتيلين و ١٢ مصاب من عملاء زمرة ايران فضلاً على عدد من القتلى والجرحى من مخربيهم واهالي القرى المجاورة للمقرات".
نتائج الضربة بالسلاح الكيمياوي تم تدوينه من قبل الأستخبارات أو من قبل أجهزة الأمن فقد وردت نتيجة ضربة قرية بلكجار في برقية الى منظومة استخبارات المنطقة الشرقية بالعدد ١٥٩٦٥ في ٢٥/٥/١٩٨٧ "سقطت أربع قنابر كيمياوية انفجرت واحدة منها فقط وبقيت الثلاثة لحد ألان حيث كانت الاصابات لاربعة من نساء القرية بتدمع أعينهن وتم معالجتهن في مستشفى بلكجار".
ووردت نتائج قصف قرى أخرى بالسلاح الكيمياوي في كتاب مديرية أمن محافظة اربيل العدد ش س ٢ / ٤٩٤٧ بتاريخ ١١/٦/١٩٨٧ حيث "بتاريخ ٢٧/٥/١٩٨٧ قامت طائراتنا بضرب قرى ملكان وتاليتان وكندور ويلي العليا ويلي السفلى التابعة لناحية خليفان التي يتواجد فيها زمر التخريب ونتيجة القصف أصيب بالعمى الربو عمر عبد الله شقيق المجرم مصطفى عبدالله مستشار ف ٨٨ دفاع وطني الذي التحق الى جانب المخربين في الفترة الأخيرة. كما قتل عدد من المخربين كما فقد بحدود ٣٠ شخص بصرهم نتيجة القصف".
كما تبين مما سبق تم استخدام السلاح الكيمياوي قبل البدء بعمليات الأنفال بحوالي سنة , تم ذلك في نفس الوقت الذي نفذت فيه عملية تجميع أو تدمير القرى , واستمر استخدامه خلال تلك العمليات الى أن انتهت بخاتمة الأنفال.
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الرابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع
القسوة لدى صدام حسين....الجزء الأخير عن "عمليات الأنفال البطولية "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق