‏إظهار الرسائل ذات التسميات عمليات الأنفال. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات عمليات الأنفال. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 6 أغسطس 2009

القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع

"منذ وقت مبكر قبل الحادي عشر من آذار ١٩٧٠، قلنا أنه إذا ما عولجت القضية الكردية بتصور عسكري صرف نكون خاسرين حتى إذا ما اندحر آخر خندق من خنادق القوات المضادة في أعالي الجبال، أما إذا عولجت المسألة معالجة مبدئية وسياسية وفي إطارها الصحيح فسوف نربح المعركة حتى لو كان العدد المضاد كبيراً"……..
صدام حسين....خندق واحد أم خندقان..

بالنسبة الى عملية الأنفال الرابعة فقد وقعت في المنطقة التي تقع شمال منطقة عمليات الأنفال الثالثة والى الغرب من منطقة عمليات الأنفال الأولى.
وبالتحديد دارت تلك العملية في منطقة يحدها من الشمال كويسنجق ومن الجنوب جمجمال ومن الشرق بحيرة دوكان ومن الغرب ألتون كوبري وتركزت بالتحديد في قرى حوض نهر الزاب الصغير (أنظر الخارطة المرفقة). أعلن المجيد في اجتماع حزبي في ٤/٥/١٩٨٨ بدء الهجوم البري كما ورد كتاب قيادة فرع اربيل المرقم ١٧/٦٦٥٠ بتاريخ ١٥/٥/ ١٩٨٨ حيث قال "ربما تألم البعض منكم قبل ١١ شهر من ازالة القرى المحذورة وتجميعها في مجمعات والسبب عزل الخيرين عن الأشرار ولكي يقتربوا منكم ويكونوا أجزاء من هذا المجتمع ...واعطينا للاشرار (المخربين) فرصة وحين بدائنا في ضرب رؤوس التخريب في عملية الأنفال الاولى والثانية والثالثة وتزامناً مع افتتاح أو ترديد القسم لكم شرع رفاقكم في التنظيم العسكري وافواج الدفاع الوطني في عملية الأنفال الرابعة ".وهو أوصى بنزع الرحمة من قلوب الحزبيين نحو"المخربين" بنفس الحديث بقوله "وعليكم بعد أن اصبحتم أعضاء أن تقولوا بالكلام المفتوح وبالصوت العالي لكل البشر ماكو عفو عام بعد هذا اليوم هذا قرارنا... نعطي فرصة أخيرة لمن يسلم بسلاحه قبل الشروع لذلك الحوض.. وارجوا من كل الرفاق أن ينزعوا من قلوبهم الرحمة عن المنحرفين وعن المخربين ..لا رحمة للمخربين "
ابتدأ الهجوم يوم ٣/٥/١٩٨٨ بقصف بالسلاح الكيمياوي استهدف قريتى كوبتبة و عسكر والاخيرة كانت القرية التي أنسحب لها مقاتلوا حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من منطقة عمليات الأنفال الثالثة. أدى القصف الى مقتل حوالي ١٥٠ فرداً من سكان القريتين أما الناجون منهم فقد تفرقوا بعدة اتجاهات.
بعد ذلك القصف هاجمت قطعات الجيش وجحافل الدفاع الوطني منطقة حوض الزاب الصغير من ١٣ أتجاههاً , قسم منها قدم من جنوب تلك المنطقة من جمجمال مهاجماً القرى التي تقع على الضفة الجنوبية من النهر ، وقسم أخر من القطعات قدم من من شمال تلك المنطقة من كويسنجق مهاجماً القرى التي تقع على الضفة الشمالية من النهر وقسم أخر من تلك القطعات قدم من الجهة الشرقية لتلك المنطقة قادماً من طق طق. لم تواجه تلك القطعات مقاومة تذكر حيث تمت السيطرة على تلك المنطقة بعد يومين من بدء الهجوم.
أعلن اللواء الركن سلطان هاشم احمد قائد الفيلق الاول بالبرقية المرقمة ١٨٠٧ بتاريخ ٧/٥/١٩٨٨ المرسلة الى علي حسن المجيد انتهاء عملية الأنفال الرابعة ونصها " بعون الله تعالى وعزيمة المقاتلين من ابناء العراق الغيارى ،تمكنت قيادة الفيلق الاول والوحدات الملحقة بها من قيادة قوات النصر بقيادة العميد الركن خالد احمد ابراهيم، وقيادة القوات السادسة والاربعين بقيادة العميد الركن علي احمد محمد صالح، وقيادة قوات جحفل الدفاع الوطني ١ بقيادة العميد الركن سعد شمس الدين، وقيادة حماية النفط بقيادة العميد الركن بارق عبدلله الحاج حنطة، ,آمرية مواقع الفيلق الاول بقيادة العميد الركن علاء محمد طه،ومفارزطوارئ السليمانية من تنفيذ عملية الانفال الرابعة.حيث تمت مهاجمة وجود وتجمعات المخربين التي هربوا اليها بعد تدمير مقراتهم في عمليات الانفال السابقة،وقد تقدمت قطعاتنا باكثر من ١٣ اتجاها وسحقت الخونة في كل من: (سورقاوشان، كوبتبه وعسكر ،جمي ريًزان، كليسه،بوكد،كه وره ديً،بولقاميش،كومشين،شيوه جان، كنداغاج، شيخ بزيني، فقي ميرزا،وته به كوره،سى كردكان،وشوكير) وحيث تم قتل عدد منهم والقاء اقبض على اعداد اخرى ، وتم الاستيلاء على اعداد كبيرة من الاسلحة والآليات والمعدات والمواد الغذائية ، والطبية التي زودهم بها اسيادهم من خارج الحدود، والعمل الجاد لتفتيش الغابات والوديان وتهديم القرى في عموم عمليات الانفال الرابعة.. والحمدلله على نصره انه نعم المولى ونعم النصير". نتائج تلك العملية حسب كتاب المنظمة Genocide in Iraq كانت هدم (٧٥) قرية تابعة لناحية آغجلر و(٢٤) قرية تابعة لناحية كويسنجق و(٥٢) قرية في ناحية طق طق و(٦١) قرية تابعة لناحية شوان.فقد من سكان تلك القرى من المدنيين حسب كتاب المنظمة بحوالي ١٦٨٠ فرداً ,اكثر قرى المنطقة تضررا كانت ستة وهي (كليسة، بوكرد، كاني بي، قزلو، كاني هنجير وكومشين).
وكما حصل في العمليات السابقة لم يستطع سكان القرى الهاربين من العمليات العسكرية من الاختباء لفترة طويلة في المدن التي نزحوا اليها حيث جرت عمليات تفتيش من قبل السلطة بحثاً عنهم كما ورد في كتاب قيادة قوات حماية النفط المرقم ٧٧ بتاريخ ١٩/٥/١٩٨٨ "١- حصلت الموافقة على تفتيش قصبة كويسنجق لدخول أعداد كبيرة من أهالي القرى المحذورة أمنياً الى احيائها..
٢-بتاريخ ٩/٥/١٩٨٨ قامت قيادتنا تنفيذ تفتيش القصبة والقت القبض على عدد منهم واثناء عملية التفتيش وردتنا معلومات موكدة أن أعداد منهم يتواجدون في دور مستشاري أفواج الدفاع الوطني وخصوصاً في دار مستشار ف ٨٦ وطني مام يحيى عثمان ومستشار ف ٨٥ قاسم فارس اغا.
٣- تم تفتيش داري المستشارين أعلاه والقي القبض على عدد كبير من أهالي القرى ألمحذورة مزودين بنماذج اجازات مختومة بختم الفوجين كما ألقي القبض على أعداد من أهالي كويسنجق من الهاربين والمتخلفين مزودين أيضا بنماذج اجازات.
٤- بعد التدقيق مع الملقى القبض عليهم ظهر أن مستشاري الأفواج زودوا أهالي القرى المحذورة والهاربين من أهالي كويسنجق بنماذج واوراق عدم التعرض قبل التفتيش وبعد اعلان منع التجول في الأحياء المشمولة بالتفتيش لغرض خدع القطعات بانتساب المطلوبين أعلاه لافواجهم.
٥- من جملة الذي ألقي القبض عليهم يدينون بالديانة المسيحية واخرين عرب يدعون انتسابهم الى ف ٨٥ دفاع وطني غير مشمولين بضوابط التطوع.
٦- بلغ عدد الملقى القبض عليهم ٢٩٩ شخص منهم ١٣٦ شخص من أهالي القرى ألمحذورة و ١٠٨ شخص هاربين ومتخلفين اغلبهم من أهالي كويسنجق و٥٥ منهم أطلق سراحهم لسلامة موقفهم ".
لم يصف شهود محكمة الأنفال وكذلك افادات من نجا من سكان تلك المنطقة في كتاب شاهد عيان على الأنفال لعارف قرباني أو في كتاب المنظمة بالقسوة من ضباط العمليات العسكرية أكثر من العميد الركن بارق عبدلله الحاج حنطة.
ويبدو أن السلطة نفسها حققت في بعض اعماله حيث ورد في تذكرة من مدير منظومة استخبارات المنطقة الشرقية الى نقيب س م ١ س كويسنجق ما يلي
"يجرى تدقيق ما يلي من قبلكم شخصياً بكل دقة
١. بتاريخ ١١/٥ قام قائد قوات النفط عميد ركن بارق الحاج حنطة والذي كان مكلف بواجب انفال ٤ في سهل كويسنجق بربط رجل مع امراة أو أكثر بالحبال ووضعهم في صندوق السيارة وقيام أفراد الحماية بضربهم أمام تجمع الأهالي.
٢. بتاريخ ١٢/٥ قام بالقاء ثلاثة مخربين من الطائرة وعلى ارتفاع عالي جداً فوق مقر امرية قاطع كويسنجق أمام معظم مقاتلي أفواج الدفاع الوطني.
٣. قام بتفيش دور المستشارين في كويسنجق واستولت قوة التفتيش على (٦٠) ستون ألف و ثلاثمائة دينار وحزام ذهب ومسدس من دار احدهم و ٦٠٠٠ ستة الأف دينار مع ساعة ذهب من دار مستشار أخر.
٤. قام بسجن عناصر الحماية المخصصة لدور المستشارين والاعتداء على نسائهم واطفالهم. "
نتيجة ذلك التحقيق وردت بتقرير رفع الى مدير منظومة استخبارات المنطقة الشرقية ورد فيه "١. المادة (١) من تذكرتكم أعلاه . لم تتأيد صحة ما ورد فيها والتي كانت بصدد ربط رجل وامراة بالحبال والاعتداء عليهم بالضرب من قبل أفراد حماية العميد الركن بارق الحاج حنطة.
٢. المادة (٢) مؤيدة بصدد قيام العميد الركن بارق بالقاء ثلاثة مخربين من طائرة سمتية قرب امرية قاطع كويسنجق والذين ألقي القبض عليهم أثناء عملية تفتيش قرى سهل كويسنجق وبعد مصادمة جرت مع القطعات العسكرية أدت الى استشهاد اثنين من مراتب القوة العسكرية وجرح أخر ".
وغير الواضح من التقرير أن من تم رميهم من الطائرة أن كانوا من المشاركين في مهاجمة قوة التفتيش أم لا. كان هامش مدير المنظومة على التقرير "حفظ المعلومات في اضبارة خاصة في الشعبة المعنية للرجوع اليها عند الحاجة".
أما عمليات الأنفال الخامسة والسادسة والسابعة فقد دارت في منطقة يحدها من الجنوب بحيرة دوكان ومن الشمال راوندوز ومن الغرب الحدود الأيرانية ومن الشرق شقلاوة (أنظر الخريطة المرفقة). في تلك المنطقة يقع وادي باليسان وهو المعقل الأخير لحزب الأتحاد الوطني الكردستاني بعد أن تم احتلال مقرات الحزب في عمليات الأنفال السابقة. كعمليات الأنفال الأخرى ابتدأ الهجوم بقصف بالسلاح الكيمياوي استهدف قرية ورى ، بالرغم من عدم تواجد أفراد البيشمركة فيها و قصفت كذلك قرية شيخ وسان وقرية باليسان وكانتا من القرى المهجورة بعد أن قصفت بالسلاح الكيمياوي في نيسان من عام ١٩٨٧ كما عرضنا ذلك سابقاً.
حاول كل من البيشمركه وسكان تلك القرى من التقليل من الخسائر الناتجة عن الضربات الكيمياوية فاستخدموا المضادات لها وعلمت السلطة بذلك كما ورد في
كتاب مديرية الأستخبارات العسكرية العدد م ٥ /ش ٣ /ق ٢ /٩٨٧٩ في ١٨/٥/
١٩٨٨ "بعد الضربات الخاصة التي تم توجيها الى القرى التي تتواجد فيها مقرات وقواعد العملاء وزعت تنظيماتهم كميات من الادوية الطبية المضادة للضربات الكيمياوية (أبر وحبوب) على أهالي تلك القرى والقرى المجاورة".
بعض محاولات التقليل من ضحايا الأسلحة الكيمياوية كانت بدائية كمحاولة استخدام (دهن البريك) كما ورد في كتاب أمن اربيل في ٧/٧/١٩٨٨ "توفرت معلومات تفيد بتهريب مادة الزيت (دهن البريك) الى القرى المحذورة أمنياً والى الجهات التخريبية لاستعمالها أثناء القصف الكيمياوي ولانها تقي الجسم بعد الأصابة بالمادة الكيمياوية مع فقدان هذه المادة من السوق وارتفاع سعر الكارتون من الزيت المذكور من ٣٠ دينار الى ١٢٠ دينار".
أدى القصف الذي ابتدأ يوم٢٣/٥/١٩٨٨ الى هروب اهالي القرى وانقسامهم الى ثلاث مجموعات، مجموعة منهم التجأت الى ايران ومجموعة وصلت الى مجمع (حاجي اوا) واطرافها والمجموعة الثالثة بقيت مع البيشمركه في الجبال والوديان.
في نفس الليلة ابتدأ الهجوم البري على تلك المنطقة ونتيجة للمقاومة ووعورة المنطقة استمر القتال لمدة ثلاثة اشهر, حيث اضطرت السلطة كنتيجة لتلك المقاومة الى شن عمليات الأنفال السادسة والسابعة في هذه المنطقة خلال تلك الفترة.
تم التأكيد خلال تلك الفترة على مهمة الأنفال الأخرى وهي ازالة القرى والدورمن منطقة عمليات الأنفال كما ورد في كتاب امرية قاطع قره داغ المرقم ٦ س / ٢٨/٦٥ في ٣١ /٥/١٩٨٨ ونص على "١- وردت معلومات تشير الى وجود قرى ودور متفرقة لم تتم ازالتها بالشكل المطلوب حتى ألان في المناطق المحذورة أمنياً والتي شملتها عمليات الأنفال.
٢. تنسب الأسراع بعملية تهديم وازالة كافة القرى والدور المتفرقة أعلاه باسرع ما يمكن واعطاء الموضوع أسبقية أولى ضمن سقف زمني لا يتجاوز ١٠ حزيران ١٩٨٨.
٣. ستقوم زمر من استخبارات الفيلق واستخبارات القيادة بتدقيق القرى التي لم تتم ازالتها.
٤. نرجو تزويدنا بقائمة تتضمن احداثيات القرى الموثرة وغير الموثرة والتي لم تتم ازالتها حتى ألان وتقديم احتياجاتكم من الجهد الهندسي اللازم لمساعدتكم في ازالتها".
كما أشرنا سابقاً شرع المجيد عمليات نهب القرى من قبل جحافل الدفاع الوطني في الفقرة السابعة من الكتاب ٤٠٠٨ ثم عاد واصدر قراراً بجمع حاصلاتهم الزراعية كما ورد في كتاب مديرية أمن البلدة المرقم ٩٩١٤ في ٢٣/٧/١٩٨٨ نسب الرفيق المناضل أمين سر مكتب تنظيم الشمال المحترم بتاريخ ١٨/٧/ ١٩٨٨ ما يلي جمع الحاصلات الزراعية من أهالي القرى المرحلين من قبلنا ممن قاموا بزراعتها قبل ترحيلهم.
ازالة مظاهر الحياة من القرى المحذورة أمنياً تطلب اضافة الى هدم القرية ونهبها وحجز أو قتل سكانها ، تطلب أيضاً حرق الأراضي الزراعية لمنع عودة الحياة اليها كما تنسب في بكتاب قيادة مكتب تنظيم الشمال المرقم ٣٨٢١ في ٣/٧/١٩٨٨
"١ ) تعزل المناطق المحرمة بواسطة الحراثة وتحرق.
٢ ) تتولى امرية قاطع اربيل وبأشراف الفيلق الخامس تنفيذ الأمر والوارد في (١ ) أعلاه.
٣) اخبارنا حال انتهاء عملية الحرق وستخضع القواطع للتفتيش بعد المهمة من قبلنا. "
وكالعمليات السابقة تم التفتيش عن العوائل التي هربت من مناطق القتال وارسلت الى مديريات الأمن كما ورد في كتاب معاونية أمن الصديق العدد ١١٨٥ في ١٦/٦/١٩٨٨ "١. خلال عملية الأنفال الخامسة قامت المفرزة بالقاء القبض على أحد عشر منهم من المشاركين باحداث الشغب في راوندوز والتنظيمات الداخلية
كما ساهمت بازالة دور المخربين في قصبة راوندوز وعددها سته وعشرون دار سكنية.
٤. قامت المفرزة بمتابعة العوائل المتسربة من القرى المحذورة أمنياً وتم القبض على عشرة عوائل كانوا يتواجدون في عدة مناطق وتم ايصالهم من قبلنا الى مديرية أمن اربيل".
وكتاب أمن اربيل المرقم ع/ ٩٦٤٨ في ٢٥/٦/١٩٨٨ بعد عملية الأنفال الخامسة البطولية في ٢٤/٥/١٩٨٨ فقد جرى تفتيش مجمعات حرير وراوندوز ومن خلال ذلك تم القبض على ٢٧ عنصر والمرفقة اسمائهم وعناوينهم بالقائمة طياً
في الوقت الذي كانت فيه قوات السلطة تقوم بتنفيذ عمليات الأنفال كانت الأجهزة الأمنية مستمرة بتطبيق العقوبات بحق ذوي المخربين من سكنة المدن والتي تطرقنا اليها سابقاً كمهمة ترحيل ذوي المخربين من المدن الى القرى التي لاتزال خارجة عن سيطرة السلطة كما ورد في كتاب مديرية أمن شقلاوة العدد ١٠٨٦١ في ٧/١٩٨٨ "اوعزت محافظة اربيل لجنة مكافحة النشاط المعادي في قضائكم بتنشيط عمل اللجنة وعقد اجتماعات متواصلة ودورية بصدد وضع خطط للتعاون مع الأجهزة ذات العلاقة وتنفيذ اجراءات الحجز والترحيل لذوي المخربين".
فرق الترحيل قبل بدء الأنفال عن بعد بدئها أن من يرحل بعد بدئها سيواجه خطر الموت نتيجة لتلك العمليات أو سيعدم استناداً للفقرة الخامسة من الكتاب ٤٠٠٨ لتواجده في تلك القرى.
كذلك تم طلب التشديد على اجراءات الحصار الأقتصادي والتي عرضناها سابقاً كما ورد في كتاب قيادة مكتب تنظيم الشمال المرقم ٤٠٤١ في ١٤/٨/١٩٨٨
" تنسب التشديد على تطبيق ضوابط الحصار الأقتصادي..لاتخاذ ما يلزم وتطبيق نظام البطاقات بشكل جيد.. "
في نهاية تموز من عام ١٩٨٨ وبعد اعلان ايران قبولها بقرار مجلس الأمن الخاص بوقف أطلاق النار بين البلدين اضطر مقاتلي البيشمركه من حزب ألاتحاد الوطني الكردستاني الى ألانسحاب من معقلهم الأخير في كردستان لتتفرغ أجهزة السلطة لمحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والقرى الخاضعة لسيطرته.
خاتمة الأنفال بدأت تلك العملية يوم ٢٥ أب من عام ١٩٨٨ وانتهت في ٦ أيلول من نفس العام ووقعت في منطقة شمال مدينة دهوك ومحاذية للحدود التركية (أنظر الخريطة المرفقة).
أشار كتاب مكتب رئيس أركان الجيش المرقم ر ا ج/ 1122 بتاريخ 21/8/1988 الى نية قصف التجمعات السكانية في تلك المنطقة بالعتاد الكيمياوي " الخاص" حيث ورد فيه " الى قائد الفيلق الاول والفيلق الخامس اللقاء الذي جرى معكم في مقر الفيلق الاول في كركوك يوم 20 آب 88 بحضور معاون رئيس أركان الجيش للعمليات ومدراء الحركات العسكرية وطيران الجيش لمناقشة خطط عمليات الأنفال المقبلة نسبنا ما يلي
يجري تحديد التجمعات السكانية في قطع فل 5 وتعالج بالضربات الخاصة المكثفة قبل الشروع بالتنفيذ ب 48 ساعة لخلق حالة الذعر في صفوفهم ومنعهم من التعاون مع المخربين مع متابعة تنقلهم ضمن المنطقة مع ضرورة الحذر الشديد من ضرب القرى السكانية المتاخمة للحدود العراقية-التركية".
وعلى ضوء ما ورد في ذلك الكتاب ابتدا الهجوم كعمليات الأنفال الأخرى بقصف بالسلاح الكيمياوي تركز كما يبدو من الخارطة المرفقة في منطقتين الأولى تقع في الشرق حيث تقع قرى جبل كارة كسوارى، سبيندار، باواركه، ميركيتي ، كووزى و والمنطقة الاخرى تقع الى الغرب حيث طال القصف القرى المطلة على نهر الخابور كقرى برجيني ، توكا ، ارمله وبليجانة. بعد ذلك القصف الكيمياوي المكثف هاجمت القوات تلك المنطقة من عدة محاور وبقيادة العميد محمد يونس الذرب.
في الوقت الذي كانت فيه الأرتال تتقدم للسيطرة على تلك المنطقة كانت الغالبية من سكان تلك المنطقة تهرب باتجاه الحدود التركية وقلة منهم هربت الى الحدود الأيرانية لذلك ,عدا ضعف المقاومة ,كانت نسبة كبيرة من القرى التي دخل اليها الجيش مهجورة كما يشير الى ذلك مثلاً كتاب أمن الصديق المرقم ١٦١٠ في ٢٨/٨/١٩٨٨ " في الساعة الرابعة من صباح هذا اليوم بدأت عملية (خاتمة الأنفال) في قاطعنا وكما يلي
١- بدأت قيادة قوات طلحة (٤٥) من منطقة شيروان مازن باتجاه نهر شميدنان وتقدمت الأرتال لتنفيذ الواجب وقد لاقت مقاومة وتم معالجتها ولازالت الأرتال متقدمة.
٢- بدأت قيادة قوات ٣٧ بعملية تطهير وادي باليسان ووصلت الأرتال الى قرية بناري ولازلت متقدمة.
٣- علمنا من مصادرنا السرية بأن جميع المخربين والمتواجدين في وادي باليسان قد تركوا المنطقة وهربوا الى الحدود الأيرانية والى جبل قنديل خوفاً من التقدم العسكري ".
نفذت تلك القوات مهمة الأنفال الأخرى وهي تهديم أو حرق القرى بغض النظر عن وجود "المخربين" فيها أم لا كما ورد في كتاب أمن الصديق المرقم ١٦٨٥ في ٢/٦/١٩٨٨ "أما بقية الأرتال استمرت عمليات تهديم القرى والتفتيش عن مقرات واوكار المخربين وتم العثور على كميات من المواد الغذائية وقد خرجت قوة من كتيبة دبابات أحفاد الكرار لتفتيش حوض النهر أمام الراقم ١٣٢٤ وتمكنت القوة من حرق ثلاثة قرى أمام الراقم أعلاه.
٢-تم تطهير الرواقم ١٣٣٤ و ١٧٦٧ من قبل المغاوير وذلك في الساعة ٢٤٠٠ وطهرت بالكامل وحرق قرية أودله.
٣- لواء مشاة ٤٢٠ في الساعة ١٣٠٠ تم تفتيش قرية هورت وعثر على مواد غذائية وتم حرقها. وفي الساعة ١٥٠٠ خرجت قوة من فوج ٢٠٤ د.و. لتفتيش قرية سره درشت ولم تعثر على شيء وتم حرق القرية".
حسب كتاب المنظمة Genocide in Iraq بلغ عدد من ألقي القبض عليهم من منطقة عمليات خاتمة الأنفال ١٣٣٩٥ , كان عدد "المخربين" منهم ٧٧١ والباقي كانوا من المدنيين نساء واطفال ورجال. من ألقي القبض عليهم من النساء والاطفال ، فقد احتجزوا في قلعة نزاركي في محافظة دهوك ثم رحلوا الى الموصل.
كما لاحظنا من عمليات الأنفال السابقة قام الجيش بعد القبض على العوائل بارسالها الى الجهات الامنية التي قامت بتنفيذ مهمة الأعدام بهم بعد حين، لكن توجد حالة استثنائية كما يبدو وهي قيام الجيش بتنفيذ مهمة الأعدام الفوري بهم
حال القاء القبض عليهم وحصلت في قرية كوريمي حيث أعدم ٢٧ رجلاً بعد ألقاء القبض عليهم ونجا من الأعدام ستة رجال. من الصعب تقديم تفسير لذلك الحدث الأستثنائي في تلك القرية وهو تنفيذ الأعدام الفوري بالرجال فقد اختلف عن ما حدث لسكان قرى الأنفال الأخرى من الرجال .
فرضت القوات المهاجمة سيطرتها على تلك المنطقة بعد أيام قليلة لكن عدداً كبيراً قدر بعشرات الألوف من السكان المدنيين عبر الى الجانب التركي قبل سيطرة الجيش على الحدود . وضع اللاجئين الماساوي وظروفهم الصعبة واستخدام السلاح الكيمياوي ضدهم كان محط أهتماما عالميا وصحفيا في تلك الفترة .
أنكرت السلطة الأتهامات التي وجهت ضدها ومنها استخدام السلاح الكيمياوي وذلك على لسان مسؤولين عدة كان منهم وزير الدفاع عدنان خير الله فقال في مؤتمر صحفي عقد انذاك متحدثا عن عملية خاتمة الأنفال
“شرعت العمليات يوم ٢٧ من الشهر الماضي وانتهت يوم الرابع من الشهر الحالي أو على وجه الدقة يوم الخامس من الشهر الحالي ... في اليوم السادس من هذا الشهر أي بعد يوم من انتهاء العمليات أعلنت الدولة العفو العام واكثر الأسباب الضاغطة علينا في اعلان العفو العام أن أربعة أخماس المجاميع التي عبرت الحدود هم من الناس الذين ليس لهم دخل في التمرد وانما غادروا المنطقة خوفا مما قد يصيبهم من جراء العمليات العسكرية”..
واضاف ”لحد صباح هذا اليوم الذين عادوا لنا أكثر من عشرين ألفا من المواطنين الأكراد اصحاء موجودين بأستطاعتكم أن تروهم في المنطقة الشمالية”..
لكنه لم ينكر عملية ترحيل سكان القرى ولكنه أشار الى ترحيل سكان القرى الحدودية فقط ولم يشير الى اخلاء قرى كانت بعيدة عن الحدود كذلك تعجب الأهتمام العالمي بما حصل فقال“ اذا كان الأكراد عراقيين والحدث داخلي ماهو دخل الأمم المتحدة في الموضوع جدلا (فقط من باب الأطلاق) أنا أريد أن اتصرف بجزء من شعبي بطريقة معينة لاسباب أجدها مبررة جدلا يعني ليس كاستخدام الغازات انما بغرض ترحيلهم من مكان الى أخر في الداخل”..
وقال أيضاً” أرجو أن تساعدني في كتابتك للتوضيح للرأي العام العالمي عندما الغي قرية في المكان (أ) لا تتوفر فيه مستلزمات الحد الأدنى للحياة المدنية بسبب الظرف الذي شرحته وانقله الى مجمع بديل به الماء والكهرباء ووسائل العيش اللائقة أرجوك أن تجيبني هل هذه هي الابادة أو تقع ضمن مفهوم الأبادة ..الأبادة أن تقتل البشر وتهدم عليهم بيوتهم..”
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الرابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء السا د س
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن

الأحد، 5 يوليو 2009

القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن

" في المناقشات التي جرت في اللجنة العليا لشؤون الشمال، وكان بعض الرفاق من أعضاء القيادة حاضرين، خلال استعراض العمليات القتالية وجهنا سؤالا هو :
(أين تكمن حتى ألان اعظم انتصاراتنا؟
البعض قال: أن أعظم انتصارهو في عبور مضيق كلي علي بك وفق الخطة المعروفة. ولكننا قلنا: لا، انما أعظم انتصار هو أنه حتى ألان لم يطلق جندي واحد الرصاص على فرد من الخندق المقابل حينما ينفد عتاده ويرفع بندقيته للتسليم، وأعظم انتصار حتى ألان لم ينتهك عرض أمرأة خلال العمليات القتالية, واعظم انتصار هو أنه لم تكرر حوادث النهب التي كانت تجري في السابق، واعظم انتصار هو أنه رغم الدماء فان من يسلم نفسه بعد نفاد عتاده يأتي ليأكل مع الجندي في اناء واحد وكأن شيئا لم يحدث"……..صدام حسين....خندق واحد أم خندقان..


كما قلنا في جزء سابق من هذه السلسلة ,بعد أن دمرت المرحلتين الأولى والثانية القرى التي كانت قريبة من سيطرة الدولة في عام ١٩٨٧ , كان لابد من وضع خطة هدفها اكمال مهمة حسم نشاط المخربين والتي اساسها كما قلنا سابقا اخلاء مساحات شاسعة من أراضي كردستان من البشر وتحريم العيش فيها لكونها اعتبرت عصب الحياة للحركة الكردية المسلحة، اكمال تلك المهمة تطلب ازالة ما تبقى من القرى المحذورة أمنيا والتي كانت في ذلك الوقت تحت سيطرة الحزبين الكرديين.تلك الخطة كانت هي عمليات الأنفال التي كانت مهمتها الأولى مهمة عسكرية وهي القضاء على وجود الحزبين الكرديين ومن ألتحق بهم من المعارضين والهاربين من الخدمة العسكرية والمهمة الثانية هي ما يمكن اعتباره على أنه كان المرحلة الثالثة لتجميع القرى ، أي تدمير وازالة ما تبقى من القرى المحذورة أمنيا, أما مصير سكان تلك القرى من المدنيين فقد اختلف مصيرهم عن سكان المرحلتين السباقتين لتجميع القرى, فقد قتل قسم منهم أثناء العمليات العسكرية وقسم أخر حجز ليتم اعدامه بعد فترة من الحجز وقسم أخر أطلق سراحه فيما بعد. من أطلق سراحه الزم أيضا كالمرحلين في مرحلتي تجميع القرى بالسكن في المجمعات السكنية.

بعد أن وضعت خطة عملية الانفال الأولى تم الشروع بها في شباط من عام ١٩٨٨ حيث دارت تلك العملية في منطقة في الجهة الشمالية الشرقية من الاراضي العراقية، وبالتحديد دارت في رقعة من الارض تحدها من الشمال بحيرة دوكان ومن الجنوب مدينة السليمانية ومن الغرب وادي جمي ريزان ومن الشرق الحدود الأيرانية (أنظر الخريطة المرفقة).جزء كبير من تلك المنطقة كان خاضعا لسيطرة حزب الأتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني ، حيث قيادة الحزب كانت في قرية ياغ سمر و اذاعته في قرية سركلو أما قرية بركلو فكانت مركزاً أخر لذلك الحزب.
ابتدأ الهجوم بتطويق المنطقة بحزام عسكري من قرية بنكرد شمالا ، وحتى قرية ماوت جنوباً, بعد ذلك بدا القصف التمهيدي بالراجمات والقوة الجوية، أستطاعت القوة المهاجمة , بعد حصار ومقاومة من البيشمركة دامت ثلاثة اسابيع ، من احتلال مقر " التمرد " في سركلو وبركلو في يوم ١٨/٣/١٩٨٨.
ورد في أفتتاحية جريدة الثورة المؤرخة في ١٩/٣/١٩٨٨ عن عملية الانفال الاولى ما يلي” أن قوات جحافل الدفاع الوطني الأول البطل وقوات بدر الباسلة وقوات القعقاع الشجاعة وقوات المعتصم الظافرة وافواج الدفاع الوطني المقتدرة قد نفذت أمس عملية (انفال)، حيث اندفعت قواتنا لمهاجمة مقر التمرد الذي يقوده الخائن جلال الطالباني العميل للنظام الأيراني ، عدو العرب والاكراد ،وذلك في منطقة سركلو وبركلو وزيوه والمناطق الجبلية والوعرة ضمن محافظة السليمانية .. وفي الساعة الواحدة من ظهر أمس تمكنت قواتنا الباسلة من احتلال مقر التمرد والقاء القبض على أعداد من الضالين والخونة بعد أن قتل منهم من قتل وهرب منهم من هرب”.
وابرق قائد الفيلق الأول انذاك اللواء سلطان هاشم أحمد الى الرئيس برقية بتاريخ ١٩/٣/١٩٨٨ ورد فيها“ أزف إليكم انتصار القطعات المشاركة في عملية الأنفال على فلول بعض عملاء ايران حيث تم بعون الله تعالى تدمير مقرات المخربين في المناطق ( سركلو , بركلو , زيوة – مولان – قمر خان – كاني تو – هلدن – جالاو – ياخان – جوخماخ - ياغ سمر – قزلر ) والمناطق والمرتفعات المحيطة بها من قبل رجالك الشجعان أبناء القادسية من القطعات العسكرية والغيارى من أبناء شعبنا الكردي المتمثلة بمنتسبي أفواج الدفاع الوطني الذين آلوا على أنفسهم إلا أن يجتثوا هذه الحثالة التي تعاونت مع الأجنبي لتدنيس أرض الوطن حيث تم قتل أعداد منهم ومطاردة الاخرين الذين لاذوا بالفرار هاربين باتجاه أسيادهم وتم الاستيلاء على أجهزة الاذاعة للعملاء وأعداد من الأسلحة والمعدات والتجهيزات والعجلات .سيدي الرئيس القائد حفظكم الله لقد قاتل جنودكم الأبطال من منتسبي رجال المشاة والدروع والمدفعية وطيران الجيش والهندسة والصنوف الاخرى من منتسبي قيادة قوات جحفل الدفاع الوطني الأول وقيادة قوات بدر وقيادة قوات القعقاع وقيادة قوات المعتصم وبتعاون واسناد تام من قيادة الفيلق الأول البطل وقيادة الفيلق الخامس البطل وبتوجيه مباشر من السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة والسيد رئيس أركان الجيش وأعضاء القيادة العامة للقوات المسلحة ومشاركة التنظيم الحزبي لفرع الرشيد العسكري .وفق الله الجميع لخدمة عراقنا الحبيب بقيادتكم الفذة ونعاهدكم على الاستمرار بالطرق على رؤوس هذه الفئة الضالة حتى تعود الى صوت الحق” .بعد اتمام الجيش المهمة الأولى الموجزة له وهي كما قلنا الحاق الهزيمة بالمقاتلين الأكراد، تم انجاز المهمة الأخرى وهي ازالة أو تدمير قرى تلك المنطقة وكانت منها سركلو ,بركلو ,ياغ سمر, بنكرد، مالومة، هلدن وزيوه.
بعد احتلال مقراتهم أنسحبت بيشمركه الحزب شمالا ، أما سكان تلك القرى من المدنيين فقد استطاع اغلبهم الهرب الى ايران. عدا من قتل في المعارك, يبدو أن عددا قليلا من المدنيين قد فقد في الأنفال الأولى مقارنة بالعمليات اللاحقة , ويعود سبب قلة نسبة المفقودين منهم لهروبهم الى ايران عند بدء العمليات العسكرية.
من فُقد من تلك المنطقة فقد فُقد بعد انتهاء تلك العملية ، حيث ذكر بعض أهالي تلك القرى في كتاب منظمة مراقبة حقوق الأنسان وفي محكمة الأنفال, أن الدولة أعلنت عن عفو لم يكن حقيقياً ، ومن عاد من أهالي تلك القرى ألقي القبض عليه واختفى كالاخرين من ضحايا الأنفال.
بعد انتهاء عملية الانفال الأولى عقد اجتماع للقيادة العامة للقوات المسلحة في 19/3/1988 دارت فيه مناقشة "العبر والدروس من تلك المعركة" وكذلك التخطيط للعمليات القادمة كما ورد في كتاب مكتب أمانة السر للقيادة العامة للقوات المسلحة المرقم آ/13/177 بتاريخ 20/3/1988 "أمر السيد الرئيس القائد العام للقوات المسلحة يوم السبت 19 اذار 1988 بما يلي 1- يجب التفكير منذ الآن بالترتيبات المطلوبة في قاطع عمليات الأنفال عند حلول الصيف ، لكي لا يتكرر تواجد المخربين فيها ، وقد نحتاج الى قطعات اضافية أو بديلة". وكما عرضنا في الجزء السادس من هذه السلسلة كانت فكرة استخدام السلاح الكيمياوي عام 1987 مصدرها الرئيس وعند بدء الأنفال اقترح عليهم كيفية استخدامه كما ورد في نفس الكتاب " في قاطع شرقي دربندخان وفي قاطع عملية الأنفال... يجب الأستمرار بضرب العدو والمخربين بالنار ، مدفعية وقوة جوية ، وعدم اعطاءهم فرصة للاستقرار أو التقاط الأنفاس. يفضل ضرب العتاد الخاص بالمدفعية ليلاً ، أما بشكل مباغت ، أو تطعيم ضربات المدفعية بضربات عتاد خاص".

بعد اقرار الخطط المطلوبة وبعد ثلاثة أيام من اجتماع القيادة العامة للقوات المسلحة ابتدأت عملية الأنفال الثانية في منطقة تقع جنوب منطقة عملية الأنفال الأولى وبالتحديد في منطقة قره داغ والقرى المحيطة بها , وتحد تلك المنطقة من الشمال بجبل كله زرده ومن الجنوب ببحيرة دربنديخان ومن الغرب بسهل كرميان ومن الشرق بطريق دربنديخان -سليمانية. (أنظر الخريطة المرفقة). ابتدأت هذه العملية ليلة ٢٢/٢٣ اذار , بقصف عنيف بالسلاح التقليدي والكيمياوي, أولى القرى التي قصفت بالكيمياوي كانت قرية سيوسينان وهي أكبر القرى في تلك المنطقة وتواجد فيها عناصرحزب الأتحاد الوطني الكردستاني ، وكذلك تواجد فيها أيضا عناصرمن الحزب الشيوعي. بعد ذلك شمل القصف الكيمياوي قرى بلكجار، تكية، جافران , دوكان.
عن قصف بعض من تلك القرى بالسلاح الكيمياوي ورد في كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ق ٣ / قادسية صدام / ٤٠٤ بتاريخ
٢٦/٦ /١٩٨٨ ما يلي "خلال شهر أذار قامت طائراتنا بقصف مقرات زمر التخريب في قريتي سيوان وبلكجار وتوجيه ضربة كيمياوية نتج عنها قتل ٥٠ مخرب وجرح ٢٠ مخرب أخر".
بعد ذلك القصف ابتدأ الهجوم البري من أربعة محاورعلى المنطقة المحصورة بين قره داغ ودربنديخان , بقوات تألفت من الجيش وجحافل الدفاع الوطني وبأمرة اللواء اياد خليل زكي.
لم تلقَ تلك القوات مقاومة كالتي لاقتها عملية الأنفال الأولى لقلة عدد مقاتلي البيشمركة وذلك لتوجه اعداداً منهم الى قرى سركلو وبركلو للمساهمة في القتال في عملية الأنفال الأولى فانتهت الأنفال الثانية بعد أسبوع من بدايتها وكان ذلك في يوم ١ نيسان من عام ١٩٨٨.
وكعملية الأنفال الأولى فقد تم تدمير قرى المنطقة بعد نهبها ، كقرى سيوسنان ، قره داغ، دوكان ، كوشك، تكية ، جافران، بلكجار، عمر قلعه.
هرب من نجا من سكان تلك القرى باتجاهين ، مجموعة اتجهت شمالاً نحو مدينة السليمانية والمجمعات القريبة، ومجموعة أخرى اتجهت جنوباً نحومنطقة كرميان. اختفت نسبة كبيرة من المجموعة التي اتجهت جنوبا ، أما المجموعة التي اتجهت نحو السليمانية فقد سمحت لها السلطة بالذهاب اليها. لكن ذلك الحال لم يدم طويلاً حيث صدرت تعليمات من مكتب تنظيم الشمال بالقبض على العوائل التي تنزح من القرى المحذورة أمنيا ًكما ورد في برقية مكتب تنظيم الشمال المرقمة ٤١٣ في ١٠/٤/١٩٨٨ ونصها "١-تحجز جميع العوائل التي تأتي الى المدن والمجمعات والتي تنزح من القرى المحذورة أمنياً.
٢- تنشط جميع الأجهزة الأمنية والحزبية والعسكرية واعلامنا باسمائهم فوراً وتتولى مديرية الأمن حجزهم. "
فالمجيد ، كما رأينا من كتاب مكتب تنظيم الشمال المرقم ٤٠٠٨ ، قد اعتبر كافة سكان تلك القرى المحذورة أمنياً والتي جرت فيها عمليات الأنفال من المخربين وحسب هذا المنطق كان لابد من القاء القبض على الجميع حتى النساء والاطفال , كتاب فرقة راوندوز المرقم ٥٢/٤٦١ بتاريخ ١٩/٤/١٩٨٨ يشير الى ذلك بوضوح حيث يتم " ١. التعامل مع العوائل التي وصلت من مناطق المخربين معاملة المخرب وتقوم المنظمات الحزبية بالتفتيش وجمع المعلومات واخبار الجهات الأمنية بذلك أن وجدت عوائل.
٢. الجهاز الحزبي مسؤول عن نظافة الرقعة الجغرافية التي يعمل فيها حول العوائل المشار اليها في الفقرة (١). "
ويشرع الكتاب عقوبة الحجز والهدم والاعدام فقد ورد فيه" يتم تبليغ المختارين بان أي عائلة تسكن في منطقته ولم يخبر عنها يحجز هو وعائلته وتهدم داره واذا كان لم يعلم بذلك يحجز لمدة ثلاثة أيام.
٣. اذا وجدت خمسة عوائل فأكثر في محلة المختار المسؤول عنها يعدم مختار المحلة.
٤.يمنع منعاً باتاً تسليم أي مخرب الى أفواج الدفاع الوطني ويسلم فقط الى الأمن".
وهنا نلاحظ الفرق في المعاملة مابين العوائل التي تسربت الى المدن في المرحلتين الأولى والثانية لتجميع القرى المحذورة أمنياً , و مابين معاملة العوائل التي تسربت اليها بعد بدء الأنفال ففي الحالة الأولى كان المطلوب من الجهاز الحزبي العثور على تلك العوائل لاجبارها على السكن في المجمعات أما في الحالة الثانية فقد تم اعتبار كافة تلك العوائل من المخربين ولذلك كان المطلوب من الجهاز الحزبي التفتيش عليهم وتسليمهم لجهاز الأمن.
بعد صدور تلك التعليمات ابتدت ظاهرة اختفاء سكان القرى ألمحذورة أمنياً من الذين ألقي القبض عليهم ,لكن نسبة المفقودين كانت مختلفة من منطقة عملية انفال الى منطقة أخرى، كذلك اختلفت نسبة النساء والاطفال المفقودين عن نسبة الرجال المفقودين في مناطق عمليات الأنفال.
عملية الأنفال الثالثة ابتدأت بتاريخ ٧/٤/١٩٨٨ وانتهت في ٢٠/٤/١٩٨٨ , ودارت في منطقة تقع الى الشرق من منطقة عمليات الأنفال الثانية وبالتحديد تحد تلك المنطقة بطريق كركوك - طوز خرماتو شرقاً ، وبجبال قره داغ غرباً ، وبطريق كركوك جم جمال شمالاً وتحد جنوباً بكفري ،كلار وبيباز (أنظر الخريطة المرفقة).

هاجمت القوات قرى تلك المنطقة السهلية التي تعرف بكرميان من ثمان محاور على الأقل , محور أتى من طوز خرماتو من جنوبي غرب تلك المنطقة وتفرع بثلاثة اتجهات. لم تواجه القوات التي قامت بحرق القرى التي وقعت في طريقها ,سوى مقاومة خفيفة تم التغلب عليها بسهولة..محور أخر أتى من كركوك -جم جمال وتوجه الى قرية قادر كرم في وسط ذلك السهل ومحور أتى من سنكاو ودمر القرى التي تقع شرق هذا ألسهل وغطت المنطقة الجنوبية من السهل أيضا محاور أتت من كفري وكلار وبيباز هدفها كالمحاور الأخرى هدم القرى وحرق الدور وانهاء جميع مظاهر الحياة.
كان مكتب قيادة تنظيم الشمال مشغولاً ليس فقط بفعل هدم القرى، فقد كان مشغولاً أيضا باللغة المستعملة في مراسلات أجهزة الدولة لوصف فعل هدم القرى فنسب
بكتابه المرقم ١٤٦٣ في ١٦/٤/١٩٨٨ " عدم ذكر كلمة القرى المهدمة ويستعاض عنها بكلمة القرى المزالة ".
تم جعل نقاط لتجميع المدنيين من الذين ألقي القبض عليهم أو سلموا أنفسهم في قرى تلك المنطقة قبل ارسالهم الى مقرات الأمن كأمن التأميم كما ورد مثلاً في كتاب قيادة قوات حماية النفط المرقم ٢٨٩ في ١١/٤/١٩٨٨ "الى مديرية أمن التأميم نرسل لكم العوائل المدرجة اسمائهم في القائمة في المرفقة والذين سلموا أنفسهم لقطعاتنا العسكرية يوم ١١ نيسان ١٩٨٨ نرجوا اتخاذ ما يلزم بصددهم حسب توجيهات مكتب تنظيم الشمال
واعلامنا الاستلام ".
كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١١٠٢٩ في ٧/٤/١٩٨٨ الذي تقترح فيه "أطلاق سراح عدد من المخربين والهاربين المحجوزين في المعسكرات وبعض العوائل وحسب قناعة اللجنة التحقيقية في كل ناحية وكل قضاء لتشجيع بقية المخربين للعودة والذين لهم الرغبة يلتجأ اغلبهم في الغابات وينتظرون نتيجة المحجوزين" يشير أيضاً الى وجود عوائل محجوزة لدى السلطة في معسكراتها.
في الوقت الذي كانت فيه عوائل القرى المحذورة أمنياً تستسلم فيه للقطعات العسكرية نشرت جريدة الثورة في عددها الصادر يوم ١٧/٤/١٩٨٨ ما يشير الى مصير مظلم ينتظر هؤلاء حيث جاء فيها " استمراراً في تنفيذ عمليتي الأنفال الأولى والثانية وبعد أن شددت قواتنا المسلحة الباسلة والمقاتلون الأبطال من أبناء شعبنا الكردي من قبضتها على مناطق تواجد المخربين وسدت بوجهوهم منافذ الهروب فقد سلمت الى قواتنا الباسلة أعداد من هولاء الذين باعوا أنفسهم
وضمائرهم للعدو الأجنبي الطامع بثمن بخس وارتضوا مسلك الخيانة لصالح النظام الأيراني الصهيوني المعتدي المتخلف عدو شعبنا العراقي بعربه واكراده. ولطالما ارتضى هولاء لانفسهم أن يكونوا جواسيس للعدو وادلاءه في ظروف الحرب المفروضة على بلادنا ولم يترددوا عن ارتكاب الجرائم بحق مواطنينا وفي مقدمتهم أبناء شعبنا الكردي . أن الخونة الشقاة قد تنكروا لارض العراق الطاهرة ولمائه ولاهدافه العظيمة ولمنجزات ثورته ، ولاسيما تجربة الحكم الذاتي الفريدة من نوعها والبناء الشامخ الذي أرست ثورتنا المعطاء دعائمه في شمال الوطن الحبيب وفي شتى مناطق العراق. ومرة أخرى وكما سقطت بقية الرهانات للنظام الأيراني المجرم فأن رهانهم على الجيب العميل يسقط هو الأخر وترتد نصال الغدر الى اصحابها ".
" نصال الغدر" ارتدت الى من أرسل الى أمن التاميم والذي قام بمهمة حجز العوائل في معسكر طوب زاوة ثم عزل النساء والاطفال عن الرجال قبل تنفيذ اعدامهم لاحقاً. ومنهم عائلة جندي مكلف احتياط عائد من الاسر حيث كتب الى الرئيس طلبا يستفسر فيه عن مصير عائلته ونص طلبه كان
"السيد الرئيس القائد المهيب الركن صدام حسين المحترم (حفظه الله)- رئيس الجمهورية ورئيس مجلس قيادة الثورة
المحترم أحييكم تحية الرفاق المناضلين واقدم لكم نفسي بأني أحد المواطنين المخلصين. أناشدكم باسم عدالة البعثيين قضاء حاجتي التي أقضت مضجعي ليل نهار فخيبت امالي ولما لم أجد سواكم ملجأ عرضت عليكم مشكلتي هذه علها تحضى باهتمامكم. سيدي أني الموقع أدناه عاصي مصطفى أحمد العائد من الاسر في ٢٤/٩/١٩٩٠ جندي احتياط من مواليد ١٩٥٥ ساهمت في معركة قادسية صدام المجيدة في قاطع الشوش فوقعت في الأسر في ٢٧/٣/١٩٨٢ وبقيت في الأسر الى يوم صدور القرار بتبادل الأسرى فرجعت الى أرض الوطن وقبلت تراب الوطن الحبيب وركعت أمام صورة السيد الرئيس القائد المظفر صدام حسين. وكان في قلبي الشوق الطاغي للوصول الى أسرتي ويفرحون بلقائي وافرح بلقائهم في فرحة غامرة لاتوصف.ألا أنه يا لخيبتي فقد وجدت الدار خاوية فلم أجد زوجتي واولادي.فيا للكارثة ويا للهول فقد أخبروني بان الأسرة كافة وقعت في يد قوات الأنفال في عملية الأنفال التي جرت في المنطقة الشمالية بقيادة الرفيق علي حسن المجيد ولا أعلم عن مصيرهم شيئا وهم ١- عزيمة علي أحمد تولد ١٩٥٥ زوجتي
٢-جرو عاصي مصطفى تولد ١٩٧٩ بنتي
٣- فريدون عاصي مصطفى تولد ١٩٨١ ابني
٤- روخوش عاصي مصطفى تولد ١٩٨٢ ابني
عليه جئتكم بعريضتي هذه راجيا التفضل بالعطف علي واعلامي عن مصيرهمالمستدعي العائد من الأسر ج. احتياط / عاصي مصطفى أحمد بلا سكن ولا مأوى في السليمانية/ قضاء جم جمال محلة بيكس/ مسجد حاجي ابراهيم."
رد ديوان الرئاسة الموقع من قبل سعدون علوان مصلح بكتابه المرقم ش. ع/ ب/٤/١٦٥٦٥ بتاريخ ٢٩/١٠/١٩٩٠ ورد فيه " طلبك في ٤/١٠/١٩٩٠ أن زوجتك واولادك فقدوا أثناء عمليات الأنفال التي جرت في المنطقة الشمالية عام ١٩٨٨".
ومن ضحايا الأنفال الثالثة أيضا عائلة تيمور عبد الله احمد وهو أحد الناجين من عملية اعدام نفذت ضد العوائل حيث أعتقل في البداية مع عدد كبير من افراد عائلته في معسكر طوب زاوه. وكان انذاك صبيا يبلغ من العمر ١٢ سنة حين اعتقل مع النساء والاطفال في ظروف اعتقال سيئة للغاية حرموا خلالها من الاكل وعوملوا بقسوة.بعد ذلك نقلوا بواسطة سيارات الى مكان معزول ثم وضعوا في حفر واطلق النارعليهم واصيب هو باطلاقة في الكتف وتظاهربالموت ورأى والدته تقتل بطلقة في رأسها وشقيقاته الثلاث وخالته وعددا اخر من اقربائه وهم قتلى داخل الحفرة. بعد ذلك خرج من المكان وعالجته عائلة عربية وبقي لاكثر من سنتين عند الرجل الذي انقذه متنقلا بين القرية والمدينة بعد ذلك طلب منهم العودة الى منطقته حيث يوجد عدد من اقربائه في شمال العراق.
حجز واعدام سكان تلك القرى, الذين اعتبروا جميعاً من المخربين حسب كتاب قيادة مكتب تنظيم الشمال ٤٠٠٨ والذي عرضناه سابقاً ، تم على الأغلب استناداً الى الفقرة الخامسة من نفس الكتاب والتي نصت على" يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة و تحقق معه الاجهزة الامنية و ينفذ حكم الاعدام بمن يتجاوز عمره ( ۱٥) سنة داخل صعودا الى عمر( ۷۰ ) سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته واعلامنا".

عبارة "نرجوا اتخاذ ما يلزم بصددهم حسب توجيهات مكتب تنظيم الشمال" بخصوص العوائل التي ارسلت الى أمن التأميم والتي وردت في كتاب قيادة قوات حماية النفط المرقم ٢٨٩ في ١١/٤/١٩٨٨ والذي عرضناه أعلاه قد تعني تطبيق الفقرة الخامسة بحقهم أي اعدامهم فتلك كانت ”توجيهات مكتب تنظيم الشمال”.
قرى منطقة عملية الأنفال الثالثة كانت من أكثر القرى تضرراً بعمليات الأنفال فقد اختفت منها أعلى نسبة من النساء والاطفال مقارنة بمناطق الأنفال الأخرى وسنعود لمناقشة هذه الملاحظة فيما بعد.

القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الرابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء السا د س
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع
القسوة لدى صدام حسين....الجزء الأخير عن "عمليات الأنفال البطولية "

السبت، 6 يونيو 2009

القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع


" تعد قيادات الفيالق ضربات خاصة بين فترة واخرى بالمدفعية و السمتيات و الطائرات لقتل اكبرعدد ممكن يتواجد ضمن هذا المحرمات وخلال جميع الاوقات ليلا و“ نهارا“ و اعلامنا. "
الفقرة (٤) من كتاب مكتب تنظيم الشمال المرقم ٤٠٠٨ في ۲۰/ ٦ / ۱٩۸۷


كما عرضنا في الجزء السابق من هذه السلسلة ، عملية استخدام السلاح الكيمياوي ضد القرى ألمحذورة أمنياً ابتدأت في نيسان من عام ١٩٨٧ لكن أشهر استخدام له كان ضد مدينة حلبجة في اذار من عام ١٩٨٨ والتي وقدر عدد سكانها بحوالي ٤٠٠٠٠ - ٦٠٠٠٠ نسمة في ذلك العام .
من الجدير بالذكرأنه قد ازيل أو "قلع من المدينة " محلة كاني عشقان" في عام ١٩٨٧ كما ورد في برقية أمن حلبجة ٢٨٥٨ في ١٤/٥/١٩٨٧ التي ورد فيها " أمر السيد قائد الفيلق الأول بايعاز من الرفيق علي حسن المجيد اعدام الجرحى المدنيين بعد التأكد من المنظمة الحزبية ودائرة الأمن والشرطة ومركز الأستخبارات مناوئتهم للسلطة والاستفادة من الشفلات والبلدوزرات لقلع محلة كاني عشقان. ومعالجة أي تجمع من قبل جهاز الأمن والشرطة والجيش.ومنع التجول من ألان وحتى أشعار أخر. وتدمير أي دار بالدبابات والبلدوزرات تصدر منها نار".
هاجمت القوات الأيرانية قاطع حلبجة في ١٦/٣/١٩٨٨ واستطاعت الدخول اليها بمساعدة من قوات البيشمركة من حزب الأتحاد الكردستاني ومن بيشمركة الحركة الأسلامية في كردستان ولقد ورد في كتاب " الحرب العراقية الإيرانية : دراسة سياسية عسكرية " لنزار البوسعيد والذي دخل مدينة حلبجة بعد يوم من قصفها بالكيمياوي سرداً لما حدث حيث ذكر " في ليلة ١٦/٣/١٩٨٨ وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل بدأ الهجوم على كل القاطع ودارت معارك خفيفة تم بعدها السيطرة على كل الخط الدفاعي الأمامي ولم تكن خسائر الطرفين كبيرة..
وتدفق الايرانيون عبر الجسر الوحيد المقام في شمال قاطع العمليات باتجاه الأراضي العراقية واستمرت المعارك عبر السهل حتى وصلت القوات الأيرانية الى منطقة سيد صادق أما في الوسط فقد استطاعت القوات الأيرانية وعلى راسها قوات بدر الدخول مع الصباح الى مدينة حلبجة بعد أن قضت على قوة الهجوم المقابل التي كانت تتالف من ستة مدرعات اصيبت احداها وفر الباقون.
ولقد خرج أهالي مدينة حلبجة مرحبين بالقوات الداخلة خاصة وان أغلبها من العراقيين بل أن الأهالي تجمعوا في الساحات مرددين شعارات الترحيب منددين بالنظام العراقي.
لم تستطع القوات الداخلة أستصحاب أي سلاح ضد الجو ولم تكن تملك حتى صواريخ ستريلا المحمولة على الكتف وكعادة الايرانين في المعارك السابقة فقد استولوا على الأسلحة الموجودة حيث كانت كل فرقة تضع شارتها الخاصة على كل سلاح تستولي عليه ثم تسحبه الى الخلف وكانت أسلحة مقاومة الطائرات ضمن الأسلحة التي سحبت وعند الضحى بدأت الطائرات العراقية غاراتها على المدينة ولقد حلقت أربعة تشكيلات من الطائرات تضم كل تشكيلة أربعة طائرات وضربت المدينة بالقنابل الأعتيادية. كان الضرب عشوائياً ولعدم وجود دفاع جوي فقد صدرت الأوامر الى الجنود الذين دخلوا المدينة باخلائها فوراً والصعود نحو الجبال الشرقية.
بعد ساعة من القصف بدأت طائرات أخرى بالقصف وتصاعد دخان أبيض كثيف بعد الأنفجار... كانت القنابل هذه المرة تحوي مواد كيماوية قاتلة وقد سقطت في معظم أنحاء المدينة. خرج الأهالي مذعورين ومن أستطاع تسلق الجبل فقد نجا من الموت لفترة أما الأخرون فقد ماتوا في أماكنهم وقد استولى الذعر القاتل على الأهالي كانت المناظر المأساوية التي لا يستطيع الأنسان تحملها في كل مكان... وكنت ترى الأمهات يحملن أطفالهن الذين عميت أعينهم واخرين لا يستطيعون أن يجدوا طريقهم بسبب العمى واولئك لم يكونوا في مركز القصف بل كانوا في أطراف المدينة.
وبدات القرى المجاورة بالهرب ولم يكن هناك ألا طريق عبر السلسلة الجبلية ينحدر الى نهر سيروان الذي تم نصب جسر فوقه.
عاودت الطائرات ضربها بالكيماوي مرة أخرى على امتداد الطريق الذي استخدمه الأهالي للهرب وكذلك الطرق الأخرى خارج المدينة وهكذا همدت المدينة تماماً. في اليوم التالي ذهبت الى داخل حلبجة لارى ما حدث وقد وضعت قناعاً على وجهي يؤمن حماية نسبية وعلى طول الطريق المؤدي من قرية عنب -حلبجة شاهدت مئات الجثث ملقاة على الطريق ولا يوجد من يحملها أو يزيحها حتى أن العجلات العسكرية كانت خلال ألليل تدوس على هذه الجثث.
كان كل شيء قد فقد الحياة.. الناس والحيوانات وحتى الطيور.. في قرية عنب شاهدت رجلاً في السبعين من عمره وهو ينوح سألته عن بقية اهالي القرية قال أنه كان خارج القرية يحتطب في الجبل عندما بدأ القصف ولما عاد الى القرية شاهد كل عائلته وقد قتلهم الغاز السام وتأثر هو أيضاً من بقايا الغاز وفقد البصر وعندما دخلنا الى حلبجة كانت كالمدينة الأسطورية التي كان أجدادنا يحدثونا عنها والتي سحرت وبقي أهلها على حالتهم التي كانوا عليها، شاهدت عائلات تجمعت حول مائدة الطعام وماتوا على هيئتهم واصحاب الدكاكين لازال صندوق النقود مفتوحاً والمشتري لازال يمسك بضاعته. كان أشد مايؤلم مشاهدة الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة كان احدهم لا يزال يرضع من ثدي أمه وقد مات الأثنان".


كتب ثلاثة من كبار الضباط العراقيين عن قصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي ,الضابط الأول هو العميد الطيار جودت النقيب وذلك في مقال عنوانه" القوة الجوية العراقية والجرائم ضد الأنسانية" في مجلة الحقوقي العدد الرابع منها في حزيران من عام ٢٠٠١ حيث ورد فيه "أعطى صدام (أوامره الشفهية) باستخدام الأسلحة الكيمياوية لضرب مدينة حلبجة التي احتلها الأيرانيون بعد الفاو. وقد شاركت ستون طائرة في عمليات القصف. وكل طائرة كانت تحمل اطنانا من المواد الكيمياوية وكانت كل أربع طائرات تقوم بالاغارة بالتتابع على المدينة نفسها. وكان صدام يعرف تماما أن المدينة مأهولة بالمدنيين".
الضابط الثاني الذي كتب عن قصف حلبجة من قبل الجيش العراقي فهواللواء الركن وفيق السامرائي حيث ورد في كتابه "حطام البوابة الشرقية" ما يلي "استمرت المعارك هنا وهناك حتى يوم ١١ مارس /اذار ، حين شرعت القوات الأيرانية في الهجوم في قاطع حلبجة شرق السليمانية . وتطور القتال الى احتلال هذه القصبة فقامت ٥٠ طائرة هجوم أرضي وكل طائرة منها محملة باربع قنابل زنة ٥٠٠ كلغ كيماوية بالهجوم على حلبجة يوم ١٦/٣/١٩٨٨ وابيد من المدنيين خمسة الألف شخص".
أما الضابط الثالث , الفريق الركن رعد مجيد الحمداني في كتابه "قبل أن يغادرنا التاريخ" ,فهو يسرد رواية مغايرة للروايتين السابقتين حيث يقول "تمكنت الفرقة ٨٤ الأيرانية من التوغل في مدينة حلبجة زائد اللواء المظلي الأيراني بهدف مهاجمة مرتفعات شميران المشرفة على مدينة حلبجة ثم الأندفاع نحو السليمانية عبر مفرق سيد صادق . فقاد المشرف على الحرس الجمهوري اللواء حسين كامل من خلال مقر مسيطر فيه على عدد من الضباط الاختصاصيين كأمري المدفعية (العميد س) ، والصنف الكيمياوي (العقيد الركن ح) لقوات الحرس الجمهوري قوة مدفعية خاصة تتألف من ست كتائب مدفعية منها كتيبة راجمات صواريخ ١٣٤ محملة بصواريخ ذات رؤوس كيمياوية نوع صقر ١٨ أمرها المقدم ر.م.، فضربت الفرقة الأيرانية بالاف المقذوفات و٧٢٠ صاروخا فتكبدت خسائر كبيرة جداً، مما اضطرها الى اخلاء المنطقة ، والانسحاب الى داخل ايران".
وهو وان لم يذكر حلبجة على أنها كانت هي المقصودة بالهجوم يكمل مقللاً من فداحة ما حصل ويلمح الى أن اهالي حلبجة يتحملون جزء مما حصل لعدم مغادرتهم لها فيقول " ألا أنه مع الأسف وقعت خسائر تقدر باكثر من ١٥٠ ضحية في صفوف المواطنين الأكراد الذين لم يغادروا أماكن سكنهم هناك فقتلوا عرضاً ، في الوقت الذي كان فيه معظم سكان حلبجة قد غادروها منذ بدء العمليات".
توجد وثيقة تشير الى استخدام العتاد الخاص من قبل الجيش ضد مدينة حلبجة وتلك الوثيقة هي جزء من تقرير منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ش ٣/ق ١ بتاريخ ٢/٤/١٩٨٨ حيث ورد في الصفحة السابعة عشر منه " سابعا -في اليوم التالي لقيام قطعاتنا بضرب حلبجة بالعتاد الخاص وصل اليها المدعو مير حسين موسوي (رئيس وزراء النظام الفارسي) وبصحبته المجرم ملا علي المسؤول العسكري للحركة الأسلامية في كردستان ومعه صحفيين من فرنسا وايطاليا وعاد الجميع بعد زيارة المنطقة الى باوه الأيرانية".
تطبعت سلطة الرئيس بصفاته نتيجة لسيطرته المطلقة على الحكم ، لذلك من الممكن القول أن استنتاج صفاته الشخصية يمكن الوصول اليها من خلال افعاله عندما كان في السلطة. من هذا الفعل بالذات ، قصف حلبجة بالكيمياوي ، يمكن أن نفهم معنى قوله بحوالي عشرة سنوات سابقة لهذا الفعل بله القدرة على قطع رؤوس من يقف ضد الثورة مهما كان عددهم ، فسكان حلبجة بنظره كانوا خونة يستحقون العقاب لوقوفهم أما مع الايرانيين أو على الأقل لعدم مجابهتهم لهم عند دخولهم المدينة وهي تهمة كافية في نظره لاعدامهم جميعاً , مهما كان عددهم . وإن كان الدافع لقصف حلبجة بالكيمياوي هو لايقاف الهجوم الأيراني بأي ثمن حتى لو كان وقوع خسائر هائلة بالمدنيين, نتيجة لاستخدام هذا السلاح , فهنا ممكن القول بتجسد سمة أخرى عدا القسوة وهي عدم اكتراث لقتل ولعذاب الألاف من البشر حيث كانوا مجرد تفاصيل لأجل تحقيق هدف يسعى له .وسنعود لهذه النقطة مرة أخرى فيما بعد.
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني

الأحد، 3 مايو 2009

القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء السا د س

" أگوللهم من هينه اللي يجي أهلا وسهلا....اللي ما يجي راح نضربكم نوبتين أخرى بالكيمياوي القاضي...ما أگوللهم بالكيمياوي ...أگوللهم بالسلاح الجديد اللي يقضي عليكم انشاء الله..هذاك الساع.... كل سيارات الله ما تگدر تشيلهم....أني متوقع انشاء الله...يعني والله وتالله وبالله... مثل ما أشوفكم ألان…."علي حسن المجيد ...

استخدام السلاح الكيمياوي..

لاحظنا من الأجزاء السابقة من هذه السلسلة أن الاجراءات التي استخدمتها السلطة لمواجهة كلا الحزبين الكرديين كانت تصاعدية في شدتها ,فشل اجراء يؤدي الى ابتكار اجراء أشد قسوة من الأجراء السابق , كذلك توسع تعريف من يقع عليه ثقل الاجراء فبدلا من أن يكون محصورا بمن أرتكب الفعل "التمرد والتعاون مع الأجنبي أثناء الحرب" امتد ليشمل محيط أولئك الأفراد أي عوائلهم ثم توسع ليشمل قرى باكملها وجميع سكانها.
وكنتيجة لامتداد التعريف خولت الدولة اجهزتها العسكرية والامنية قتل من تواجد في تلك القرى وتدميرها بكافة الأسلحة البعيدة المدى أي الطيران والمدفعية.. لكن كما قلنا سابقا قدرة الدولة على ايقاع الهزيمة بالمخربين باستخدام الأسلحة التقليدية كانت كما يبدو محدودة.. وكأي اجراء اداري أخر, فشل أداة قتل في تحقيق الهدف , أدى الى استخدام أداة قتل غيرها, لذلك , وتقريبا في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين علي حسن المجيد كحاكم مطلق لكردستان ، كانت الدولة ويبدو هنا الرئيس نفسه تفكرباستخدام السلاح الكيمياوي كسلاح جديد مضاف للاسلحة الأخرى لمجابهة وقتل "المخربين"..
ورد ذلك في كتاب رئاسة الجمهورية وبتوقيع السكرتير حامد يوسف حمادي انذاك, المرقم ٧ / ج٢ / ٨٠٨ / ك وبتاريخ ١٢/٣/١٩٨٧ ونصه " أمر السيد الرئيس القائد بأن تدرس مديريتكم مع الأختصاصيين توجيه ضربة مباغتة (لقواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني ) بالعتاد الخاص وامكانية تنفيذها بأي من الوسائل التالية( القوة الجوية ، طيران الجيش ،المدفعية ) "
بعث معاون مدير الأستخبارات العسكرية كتابا الى مدير الشعبة الثالثة وليد نايف شبيب بتاريخ ١٣/اذار/١٩٨٧ يورد فيه ملحوظاته بكيفية وتوقيت تنفيذ الضربة وكانت "١ . أرى ان تكون الضربة بالقوة الجوية للأسباب :
آ . اكثر تأثير ودقة .
ب . تحقيق مباغتة عالية .. إذ ان حركة المدفعية لنفس الغرض قد يمثل كشفا مسبقا لنوايانا .
ج . لاشك ان البعض من الأهداف خارج مدى المدفعية والسمتيات .
٢ . ظروف ومتطلبات الضربة الجوية (الخاصة ) لغرض احداث التأثير المطلوب وجعلها شديدة التأثير :
آ . معلومات دقيقة عن الأهداف وتزويد القوة الجوية بها .
ب . من الضروري التفكير بايجاز الطيارين استنادا لمعلوماتنا عن الأهداف واي وصف لها .. والاستفادة من الصور الجوية للأيجاز .
ج . تنفيذ الضربة وقت الضياء الأول أو بعده بقليل .
د . تخصيص جهد فائق (اكثر من طائرة .. لكل هدف ) وكذ التفكير بتكرار الضربة بطائرات متعاقبة .. او جعل الضربة مركبة ( عتاد خاص وقنابل انفجار عالي وصورايخ جو/أرض ) بالتداخل أو بالتعاقب .
ه .ضرب جميع الأهداف بوقت واحد وبأقصى جهد ممكن تخصيصه .
٣. يمكن التفكير باستخدام المدفعية بعد فترة مناسبة (ايام ) لضرب الأهداف الكائنة ضمن المدى" ..
رد الاستخبارات العسكرية على أمر الرئيس وبتوقيع صابر الدوري مديرها انذاك , كان أقتراحا بدراسة ضرب مقرات حزب جلال الطالباني "عملاء ايران" المتواجدة في محافظة السليمانية وان يتم تأجيل ضرب مقرات حزب مسعود البارزاني "سليلي الخيانة" المتواجدة في محافظة دهوك ورد ذلك في في كتابها المرقم م١ / ش٣ / ق٢ / ٦٤١٤ بتاريخ ١٨/٣/١٩٨٧ حول موضوع استخدام العتاد الخاص "١. مايلي الامكانيات المتيسرة لدينا لاستخدام العتاد الخاص تجاه قواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني :-
أ . لاتساعد الظروف الجوية على استخدام عامل (الزارين ) في الوقت الحاضر نظرا لتغطية منطقة الأهداف المعنية بالثلوج التي تؤدي الى تحليل العامل وتحويله الى مادة غير سامة وتنطبق هذه الحالة على عامل (التابون) ايضا .
ب . تتيسر لدينا كميات جيدة من عامل (الخردل ) الا ان تأثيراته المتوقعة تعتبر (معجّزة ) الا في حالة استلام جرعة مركزة منه اضافة الى انه بطئ التبخر في المناطق الثلجية .
ج . يمكن استخدام القوة الجوية والقاذفات الأنبوبية وكذلك السمتيات ليلا لهذا الغرض .
٢ . نقترح مايلي :
أ . ارجاء تنفيذ الضربة على قواعد حرس خميني ضمن مقرات زمرة البارزاني حتى شهر حزيران المقبل لوقوع الأهداف في منطقة الشريط الحدودي العراقي - التركي يفضل اختيار الأهداف الواقعة خارج التأثير المحتمل على القطعات الحدودية التركية او القرى التركية .
ب . المباشرة بالتخطيط لتنفيذ عمليات محددة بأتجاه مقرات عملاء ايران" .
أعلم حامد يوسف حمادي سكرتير رئيس الجمهورية مديرية الأستخبارات العسكرية العامة بعد يوم واحد من اصدار كتابها السابق بحصول الموافقة على مقترحاتها ورد ذلك في كتاب رئاسة الجمهورية المرقم ٧/ ج٢ / ٨٧٧ / ك وبتاريخ ١٩/٣/١٩٨٧ " مديرية الاستخبارات العسكرية العامة . م/ استخدام العتاد الخاص نشيركم للفقرة (٢-أ وب ) من كتابكم المرقم م١ / ش٣ / ق٢ / ٦٤١٤ في ١٨/٣/١٩٨٧. حصلت الموافقة على المقترحين الواردين فيها. لاتخاذ ما يقتضي " .
بعد حوالي أسبوع من ذلك قدمت الأستخبارات الى رئاسة الجمهورية دراستها عن الأهداف التي تقترح ضربها من مقرات جلال الطالباني وكذلك العوامل الكيمياوية التي تقترح استخدامها في الضربة ورد ذلك في الكتاب ش٣ /ق٢ / ٦٨٨٥ في ٢٥/٣/١٩٨٧ الموقع من قبل صابر الدوري أيضا " الى رئاسة الجمهورية - السكرتير . الموضوع - استخدام العتاد الخاص . كتابكم السري للغاية والشخصي وعلى الفور ٧/ ج٢ / ٨٧٧ / ك وبتاريخ ١٩/٣/١٩٨٧
١. تمت دراسة اماكن تواجد مقرات عملاء ايران وانتخاب الأهداف أدناه إستنادا الى حجم التواجد المعادي فيها وتأثير هذا التواجد على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية بما يتلائم والأمكانيات المتيسرة من العتاد الخاص ووسائل الأطلاق :-
أ. مقرات عملاء ايران في منطقة حوض باليسان (قرى باليسان ، توتمة ، ختي وشيخ وسان ) الكائنة قرب الطريق العام جوارقرنة - خليفان …
ب . مقرات عملاء ايران في حوض قرى (تكية ، بلكجار وسيوسنان ) التابعة لناحية قره داغ …
٢ . الأهداف المشار اليها اعلاه من المقرات المهمة لعملاء ايران وأفراد العدو الأيراني وان حجم التواجد المعادي فيها يؤثر على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية وهي بعيدة بعدا كافيا (كأهداف للعتاد الخاص) عن مواقع قطعاتنا وتعتبر ملائمة اكثر من غيرها لأستخدام هذا العتاد لوقوعها في مناطق منخفضة تساعد على ركود ابخرة العامل الكيمياوي وبالأمكان معالجتها بالوسائل المتيسرة (القوة الجوية / القاذفات الأنبوبية والسمتيات ليلا)…
٣. لمحدودية الكمية المتيسرة من العتاد الخاص في الوقت الحاضر يفضل العمل بأحد البديلين ادناه :-
أ .البديل الأول :- توجيه الضربة للهدفين المنتخبة خلال هذه الفترة باستخدام ثلثي المتيسر من العتاد الخاص (عامل الزارين ) إضافة الى ثلث المتيسر من العتاد الخاص (عامل الخردل ) والأحتفاظ بالمتبقي للحالات الطارئة في قواطع العمليات …
ب . البديل الثاني تأجيل تنفيذ الضربة الى منتصف شهر نيسان ١٩٨٧ ولحين تيسر الكميات الكافية من العتاد الخاص وتحسن موقف الأنتاج …
٤. نؤيد العمل بالبديل الأول … يرجى التفضل بالأطلاع وما ترونه مناسبا واعلامنا … "
بعد أربعة أيام من ذلك وافقت الرئاسة على توجيه الضربة باستخدام العتاد الكيمياوي" الخاص" بالكتاب ٩٥٣ / ٩٦٥ / ك بتاريخ ٢٩/٣/١٩٨٧ والموجه الى مديرية الأستخبارات العسكرية العامة والموقع أيضا من حامد يوسف حمادي " م / استخدام العتاد الخاص . كتابكم المرقم ش٣ /ق٢ / ٦٨٨٥ في ٢٥/٣/١٩٨٧. حصلت الموافقة على توجيه الضربة على ان يتم استثمار النتيجة … حيث ان القصد ليس ايذاء المخربين فحسب . لأتخاذ ما يقتضي وبالتنسيق مع الفيلق المعني ، واعلامنا قبل المباشرة بالضربة ".
كان هامش صابر الدوري على كتاب السكرتير " نعم..وارى أن يجري التنسيق مع رئاسة أركان الجيش باعتبارها الدائرة المسؤولة".
ولذلك نسقت مديرية الاستخبارات العسكرية العامة مع الدائرة المسؤولة أي رئاسة اركان الجيش حول موضوع استخدام العتاد الخاص بكتابها المرقم ٧٣٧١ ٣١/اذار/١٩٨٧ ونصه : "١. امر السيد الرئيس القائد (حفظه الله ) بأن تدرس مديريتنا مع الأختصاصيين توجيه ضربة مباغتة (لقواعد حرس خميني ضمن مقرات مخربي الفرع الأول لزمرة البارزاني ) بالعتاد الخاص وامكانية تنفيذها باي من الوسائل التالية (القوة الجوية - طيران الجيش - المدفعية ) .٢. تم دراسة امر السيد الرئيس القائد (حفظه الله ) مع الأختصاصيين واقترحنا ما يلي :-
آ . ارجاء تنفيذ الضربة على قواعد حرس خميني ضمن مقرات زمرة البارزاني حتى شهر حزيران المقبل لوقوع الأهداف في منطقة الشريط الحدودي العراقي - التركي يفضل اختيار الأهداف خارج التأثير المحتمل على القطعات الحدودية التركية او القرى التركية .
ب . المباشرة بالتخطيط لتنفيذ عمليات محددة مماثلة باتجاه مقرات عملاء ايران .
٣ . حصلت الموافقة على المقترحين في(٢) اعلاه وقامت مديريتنا بدراسة اماكن تواجد مقرات عملاء ايران وانتخاب الأهداف ادناه استنادا الى حجم التواجد المعادي فيها وتأثير هذا التواجد على الأمن الداخلي في المنطقة الشمالية بما يتلائم والأمكانيات المتيسرة من العتاد الخاص ووسائل الأطلاق :-
آ . مقرات عملاء ايران في منطقة حوض باليسان ( قرى باليسان ، توتمة ، ختي ، شيخ وسان ) الكائنة قرب الطريق العام جوارقرنة - خليفان .
ب . مقرات عملاء ايران في حوض قرى (تكية- بلكجار - سيوسنان ) التابعة لناحية قره داغ .
٤ . ان الأهداف المشار اليها في (آ-ب ) من المادة (٣ ) اعلاه من المقرات المهمة لعملاء ايران وافراد العدو الايراني وهي بعيدة بعدا كافيا (كأهداف للعتاد الخاص ) عن مواقع قطعاتنا وتعتبر ملائمة اكثر من غيرها لاستخدام هذا العتاد لوقوعها في مناطق منخفضة تساعد على ركود ابخرة العامل الكيمياوي وبالأمكان معالجتها بالوسائل المتيسرة (القوة الجوية - القاذفات الأنبوبية والسمتيات ليلا ).
٥ . اقترحت مديريتنا توجيه الضربة للهدفين المشار اليهما في (٣) اعلاه خلال هذه الفترة وباستخدام ثلثي المتيسر من العتاد الخاص (عامل الزارين ) اضافة الى ثلث المتيسر من العتاد الخاص (عامل الخردل ) والأحتفاظ بالمتبقي للحالات الطارئة في قواطع العمليات" .

أكدت الرئاسة مرة أخرى بتعليقها على كتاب الأستخبارات العسكرية لرئاسة أركان الجيش السابق على أن يتم استثمار نتيجة الضربة وان لا يتم تنفيذ الضربة قبل معرفة كيفية استثمارها كما ورد في كتاب رئاسة الجمهورية الى رئاسة اركان الجيش المرقم ٩٥٣/١٠١٦/ك وتاريخ ٢/٤/١٩٨٧ " اشارة لكتاب مديرية الاستخبارات العسكرية العامة المرقم ٧٣٧١ والمؤرخ في ٣١/اذار/١٩٨٧. لا تنفذ الضربة قبل اعلامنا بكيفية استثمار نتائجها" .
ارسلت نسخة من كتاب الرئاسة السابق الى مديرية الأستخبارات العسكرية "للعلم" ، فكان هامش المدير صابر الدوري الايعاز الى الشعبة الثالثة "لمتابعة وعرض ما يستجد".

أعلم مدير الشعبة الثالثة وليد نايف شبيب معاون مديرية الأستخبارات العسكرية بناء على ايعازها له أن خطة استثمار نتيجة الضربة ستعد من قبل الفيلق ألاول في حوض (تكية ، بلكجار ) وستعد من قبل الفيلق الأول والخامس في حوض (باليسان ) كما ورد في كتابه المورخ ٦/٤/١٩٨٧ " ١ . بمقترح من مديريتنا حصلت موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على توجيه ضربة بالعتاد الخاص الى مقرات عملاء ايران في حوض ( تكية ،بلكجار ) التابعة لناحية قره داغ وحوض (باليسان) على الطريق العام جوارقرنة - خليفان وتنسب عدم تنفيذ الضربة الا بعد اعلام رئاسة الجمهورية - السكرتير بكيفية استثمارها.
٢ . استنادا لأمر الرئاسة اعلاه تنسب بكتاب رئاسة اركان الجيش المرفق والمعنون الى (فل ١ وفل ٥ وصورته الينا) مايلي :- أ. القيام بعمليات ضرب عملاء ايران وحرس خميني في الأماكن المشار اليها في المادة (١) اعلاه بالأستفادة من العتاد الخاص .
ب . يقوم فل١ باعداد بأعداد خطة استثمار الضربة في حوض (تكية ،بلكجار ) وعرضها أمام السيد رئيس أركان الجيش خلال زيارة سيادته لمقر الفيلق يوم ٩ نيسان ٨٧ .
ج . تعد قيادتي فل١ وفل ٥ الخطة المشتركة لضرب مقر عملاء ايران في حوض (باليسان ) وترسل الى رئاسة اركان الجيش للقرار عليها .
د . ترسل زمرة العتاد الخاص الى فل١ يوم ٧ نيسان ٨٧ لتقديم المشورة .
٣ . سنتابع الأجراءات . يرجى التفضل بالأطلاع . "
بعد الأنتهاء من أعداد خطة استثمار نتيجة الضربة تم توجيه أول ضربة بالسلاح الكيمياوي ضد القرى المحذورة أمنياً وكانت لقرى باليسان وبلكجار في نيسان من عام ١٩٨٧.
كانت كلا القريتين من القرى ألمحذورة أمنياً لسيطرة حزب الأتحاد الوطني الكردستاني على وادي باليسان.. حسب كتاب منظمة مراقبة حقوق الأنسان Human Rights Watch كان تاريخ الضربة هو يوم ١٦ نيسان ١٩٨٧ .


بعد تنفيذ الضربة هرب سكان القريتين الى القرى المجاورة ومنها نقلوا الى مستشفى في رانيا . في اليوم التالي تم نقلهم من قبل الجهات الأمنية الى طوارىء مستشفى اربيل وبعد فترة قصيرة من وصولهم الى مستشفى اربيل ألقي القبض على المصابين واودعوا في السجن.... تم أطلاق سراح النساء والاطفال فيما بعد وذلك بقذفهم في العراء في ناحية خليفان.. حسب كتاب المنظمة لا يعرف مصير الرجال بعد ذلك.
تم استثمار الضربة الكيمياوية في اليوم التالي للقصف, تنفيذاً لطلب الرئاسة كما تقدم, حيث هوجمت القريتين من قبل جحافل الدفاع الوطني المدعومة بالجيش وتم تدميرها..
أما بالنسبة للهدف الذي اقترحت الأستخبارات العسكرية تأجيل قصفه ، أي مقر الأتحاد الديمقراطي الكردستاني ,وهو الهدف الأول الذي طلب الرئيس دراسة ضربه بالسلاح الكيمياوي كما رأينا, فقد قصف في حزيران من عام ١٩٨٧
ورد ذلك في كتاب يحمل تاريخ الخامس من حزيران ٨٧ وبتوقيع مدير الشعبة الثالثة ونصه " ملاحظة حول حصول موافقة رئاسة الجمهورية - السكرتير على المقترح الوارد في الفقرة (آ) من المادة (٢ ) من كتابنا المرفق و المتضمن ارجاء الضربة بالعتاد الخاص على قواعد حرس خميني ضمن مقرات الفرع الأول لزمرة البارزاني الى شهر حزيران ٨٧ .
١ . في ٤ حزيران تمت دراسة موضوع توجيه ضربة جدية بالعتاد الخاص الى تلك القواعد والى مقرات الفرع الأول لزمرة البارزاني في (زيوه ، بارزان ، كاني رش ، كلي رش ) وتمت الدراسة في مديرية التخطيط بحضور ممثلين عن ( ضباط مركز البحوث ، التخطيط ، طيران الجيش ، مديريتنا والصنف الكيمياوية .
٢ . تم تأييد ضرب قرية زيوه مع ملاحظة قربها من الأراضي التركية ولم تؤيد ضرب الأهداف ادناه للأسباب المؤشرة ازائها ،
آ .كاني رش - قربها من الأراضي التركية .
ب . كلي رش - قربها من قطعاتنا في جبل كويتا .
ج . بارزان لتوزيع قوة المخربين وحرس خميني على شكل مجموعات صغيرة في عموم قرى حوض بارزان وانهم لا يشكلون هدفا ملائما" .
تاريخ ضرب قرية زيوه ونتائج تلك الضربة ورد في كتاب الأستخبارات العسكرية المرقم ١٢٧٠٣ في ١٠ حزيران ١٩٨٧ والذي ورد فيه " تم توجيه ضربة جوية بالعتاد الخاص الى مقر الفرع الأول لزمرة البارزاني في منطقة زيوه ألكائنة شمال شرق العمادية / محافظة دهوك والتي يتواجد بالقرب منها مقر القاطع الشمالي (قاطع بهدينان) لزمرة الحزب الشيوعي العراقي العميل وكانت الضربة مؤثرة وان خسائرهم ٣١ قتيل و ١٠٠ مصاب.
تعددت الضربات بالسلاح الكيمياوي فشملت كافة مقرات العملاء حسب طلب وزير الدفاع كما ورد في كتاب ديوان وزارة الدفاع المرقم ١٣٧٤ في ١/٥/١٩٨٧ " أطلع السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة على ماجاء برسالة مديرية الأستخبارات العسكرية العامة ونسب ما يلي تضرب كافة مقرات العملاء بسلاح الجو التقليدي والخاص وكل الأسلحة ضمن المدى. "
وربما بناء على ذلك الأمر ورد في كتاب مديرية الأستخبارات العسكرية المرقم ١٩٣٣٠ في ٨/٩/١٩٨٧ "في الساعة ١٦٠٠ يوم ٣ أيلول ١٩٨٧ تم توجيه ضربة مركزة بالمدفعية (استخدام العتاد الخاص) على ثلاث من مقرات زمرة عملاء ايران الكائنة شرق الخط العام دوكان بيره مكرون بضمنها مقر الزمرة المذكورة الذي يتواجد فيه المجرم جلال الطالباني وبعض من قيادة زمرته وكانت خسائرهم قتيلين و ١٢ مصاب من عملاء زمرة ايران فضلاً على عدد من القتلى والجرحى من مخربيهم واهالي القرى المجاورة للمقرات".

نتائج الضربة بالسلاح الكيمياوي تم تدوينه من قبل الأستخبارات أو من قبل أجهزة الأمن فقد وردت نتيجة ضربة قرية بلكجار في برقية الى منظومة استخبارات المنطقة الشرقية بالعدد ١٥٩٦٥ في ٢٥/٥/١٩٨٧ "سقطت أربع قنابر كيمياوية انفجرت واحدة منها فقط وبقيت الثلاثة لحد ألان حيث كانت الاصابات لاربعة من نساء القرية بتدمع أعينهن وتم معالجتهن في مستشفى بلكجار".
ووردت نتائج قصف قرى أخرى بالسلاح الكيمياوي في كتاب مديرية أمن محافظة اربيل العدد ش س ٢ / ٤٩٤٧ بتاريخ ١١/٦/١٩٨٧ حيث "بتاريخ ٢٧/٥/١٩٨٧ قامت طائراتنا بضرب قرى ملكان وتاليتان وكندور ويلي العليا ويلي السفلى التابعة لناحية خليفان التي يتواجد فيها زمر التخريب ونتيجة القصف أصيب بالعمى الربو عمر عبد الله شقيق المجرم مصطفى عبدالله مستشار ف ٨٨ دفاع وطني الذي التحق الى جانب المخربين في الفترة الأخيرة. كما قتل عدد من المخربين كما فقد بحدود ٣٠ شخص بصرهم نتيجة القصف".
كما تبين مما سبق تم استخدام السلاح الكيمياوي قبل البدء بعمليات الأنفال بحوالي سنة , تم ذلك في نفس الوقت الذي نفذت فيه عملية تجميع أو تدمير القرى , واستمر استخدامه خلال تلك العمليات الى أن انتهت بخاتمة الأنفال.


القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الرابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع
القسوة لدى صدام حسين....الجزء الأخير عن "عمليات الأنفال البطولية "