٢٢/١١/١٩٨٨.
"يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة و تحقق معه الاجهزة الامنية و ينفذ حكم الاعدام بمن يتجاوز عمره (۱٥) سنة داخل صعودا الى عمر(۷۰) سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته و اعلامنا. "
الفقرة (٥) من كتاب مكتب تنظيم الشمال المرقم ٤٠٠٨ في ۲۰/ ٦ / ۱٩۸۷ .
أصدر المجيد كتابين لكيفية تعامل الدولة مع القرى المحذورة أمنيا وكانا الأساس الذي أعتمد لتنفيذ مهمة حسم نشاط المخربين، صدر الأول بعد أن تمت المرحلة الأولى من مهمة تجميع القرى و صدر الثاني وهو الأهم مباشرة بعد أن تمت المرحلة الثانية من تلك المهمة.
نص الكتاب الأول لقيادة مكتب تنظيم الشمال المرقم ٢٨/٣٦٥٠ في ٣/٦/١٩٨٧
على " ١. يمنع منعا باتا وصول اية مادة غذائية أو بشرية أو ألية الى القرى المحذورة أمنيا المشمولة بالمرحلة الثانية من تجميع القرى ويسمح للعودة الى الصف الوطني من يرغب منهم ولايسمح الأتصال بهم من أقربائهم نهائيا ألا بعلم الأجهزة الأمنية.
٢. يمنع التواجد منعا "باتا" بالمناطق المرحلة من القرى المحذورة "أمنيا" والمشمولة بالمرحلة الأولى ولغاية ٢١/٦/١٩٨٧ للمنطقة المشمولة بالمرحلة الثانية.
٣. بعد اكمال الموسم الشتوي والذي يجب أن ينتهي قبل يوم ١٥ تموز بالنسبة الى الحصاد ولايجوز استمرار الزراعة فيه للموسمين الشتوي والصيفي لهذا الموسم أيضا.
٤.يحرم كذلك رعي المواشي ضمن هذه المناطق.
٥. على القوة العسكرية كل ضمن قاطعه قتل أي انسان أو حيوان يتواجد
ضمن هذه المناطق وتعتبر محرمة تحريما "كاملا".
٦. يبلغ المشمولين بترحيلهم الى المجمعات بهذا القرار ويتحملون مسؤولية مخالفتهم له"..
أما الكتاب الثاني لقيادة مكتب تنظيم الشمال فهو الكتاب المرقم ٤۰۰۸ في۲۰ / ٦ / ۱٩۸۷ فقد نص على" بالنظر لانتهاء الفترة المعلنة رسميا لتجميع هذه القرى و التي سينتهي موعدها يوم ۲۰ حزيران۱٩۸۷ قررنا العمل ابتداء من يوم ۲۲ حزيران ۱٩۸۷ صعودا
" بما يلي
( ۱ ) تعتبر جميع القرى المحذورة امنيا و التي لم تزل لحد الان اماكن لتواجد المخربين عملاء ايران و سليلي الخيانة و امثالهم من خونة العراق.
( ۲) يحرم التواجد البشري و الحيواني فيها نهائيا“ و تعتبر منطقة عمليات محرمة و يكون الرمي فيها حرا “ غير مقيدا“ باية تعليمات مالم تصدر من مقرنا .
( ۳ ) يحرم السفر منها و اليها او لزراعة والاستثمار الزراعي او الصناعي او الحيواني و على جميع الاجهزة المختصة متابعة هذا الموضوع بجدية كل ضمن اختصاصه.
( ٤ ) تعد قيادات الفيالق ضربات خاصة بين فترة واخرى بالمدفعية و السمتيات و الطائرات لقتل اكبرعدد ممكن يتواجد ضمن هذا المحرمات وخلال جميع الاوقات ليلا و“ نهارا“ و اعلامنا.
( ٥ ) يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة و تحقق معه الاجهزة الامنية و ينفذ حكم الاعدام بمن يتجاوز عمره ( ۱٥) سنة داخل صعودا الى عمر( ۷۰ ) سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته و اعلامنا .
( ٦ ) تقوم الاجهزة المختصة بالتحقيق مع من يسلم نفسه الى الاجهزة الحكومية او الحزبية لمدة اقصاها ثلاثة ايام و اذا ستوجب التحقيق اكثر من هذه المدة عليهم اخذ موافقتنا هاتفيا او برقيا و عن طريق الرفيق طاهر العاني .
( ۷ ) يعتبر كل ما يحصل عليه مستشارو افواج الدفاع الوطني او مقاتلوهم يؤول اليهم مجانا “ ماعدا الاسلحة الثقيلة و الساندة و المتوسطة اما الاسلحة الخفيفة فتبقى لديهم و يتم اعلامنا باعداد هذه الاسلحة فقط و على قيادة الجحافل ان تنشط لتبليغ جميع المستشارين و امراء السرايا و المفارز و اعلامنا بالتفصيل عن نشاطاتهم ضمن افواج الدفاع الوطني" .
عدا القسوة المفرطة ,يمكن ملاحظة الأتي من كلا الكتابين:
(١) مهمة حسم نشاط المخربين تطلبت التغلب على العامل الرئيسي لقدرة الاحزاب الكردية على الصمود ومقارعة سلطة الرئيس مقارنة بقدرة احزاب المعارضة الأخرى على الصمود بوجها , وكان ذلك العامل هو جغرافية المنطقة ووعورتها ومعرفة سكانها بها. منهج الدولة وخطتها للتغلب على ذلك العامل يوضحها كلا الكتابين ، ازالة وتدمير مظاهر الحياة من مناطق شاسعة من كردستان ، الحرص على عدم أمكانية عودة الحياة لتلك المناطق مهما كانت سواء بشرية أم حيوانية أم زراعية , نقل سكان تلك القرى "لمجمعات" قريبة من قدرة الدولة على الوصول لها واخضاع سكان تلك المجمعات لمراقبة الدولة الصارمة. أي عقبة عرقلت تحقيق ذلك الغرض تم سحقها.
(٢) الأطلاق في الأحكام فمفردات كجميع القرى ،اية مادة غذائية، بشرية، الية , قتل أي انسان أو حيوان, أعدام جميع من يلقى القبض عليه، محرمة كاملا , كانت هي الطاغية على الكتابين، والاستثناء كان معدوما. وكنتيجة لذلك تم اعتبار جميع سكان تلك القرى من المخربين فشمل ذلك الأطفال والنساء والشيوخ من دون محاولة لمعرفة ولاء السكان أو اتجاههم السياسي الفعلي. ومنحت القطعات العسكرية صلاحية قتلهم بكافة الأسلحة ومن دون تحقيق أو محاكمة.
(٣)استحداث عقوبة الأعدام لمجرد التواجد الجسدي لمن يلقي القبض عليه في تلك المناطق وحكم الأعدام كان جماعيا، ففي الكتاب ٤٠٠٨ لم تسعى الدولة للتمييز بين المخرب الحقيقي " من حمل السلاح ضد الدولة وتعاون مع الأجنبي" وبين المدني ولم يمنح من ألقي القبض عليه فرصة ليدافع عن وطنيته أو موقفه تجاه الدولة فحكم الأعدام نفذ فيه بعد معلومات أغلبها غير مهمة. كانت الفقرة الخامسة من الكتاب ٤٠٠٨ هي المستند القانوني لتنفيذ حكم الأعدام بحق الكثير من الأفراد كما وردت في وثائق السلطة واستمرت صلاحية تلك الفقرة لفترة حتى بعد انتهاء عمليات الأنفال.
(٤) بعد أن كانت الدولة تقوم هي بعملية المصادرة ويذهب ريع الأموال الى الدولة قامت في تلك الحالة بتشجيع أفراد ميليشيا الجحافل الوطني على النهب بتشريعها كما ورد ذلك في الكتاب ٤٠٠٨. كانت تلك الفقرة من الكتاب هي الفقرة التي استند عليها كنعان مكية ومن ثم منظمة مراقبة حقوق الأنسان ، استنادا لتفسير مكية، لمغزى تسمية العمليات باسم الأنفال وسنتطرق لذلك لاحقا.
تنفيذ مهمة ازالة القرى وترحيل سكانها في المرحلتين الأولى والثانية من تجميع القرى تطلب التنسيق بين جهات عديدة كان عليها أولا عزل أهالي القرى أن كانوا لا يزالون فيها ثم تدمير القرية وترحيل ساكنيها الى المجمعات ثم مهمة توثيق وصولهم الى تلك المجمعات والتاكد من أستمرارية سكنهم فيها..
كذلك كان لابد من القيام بهمة مراقبة المناطق التي تم ترحيلهم منها للتاكد من عدم عودتهم اليها. وشملت المهمة أيضا تحريم الزراعة والرعي فيها.
شاركت جهات عديدة في تلك المهمة وكانت اضافة الى الأجهزة الأمنية ، الجيش، الجهاز الحزبي و جحافل الدفاع الوطني..
يبدو أن مهمة جحافل الدفاع الوطني كانت اقتحام القرى حسب كتاب قيادة الفيلق الأول ٧٠٤ في ٨/٦/١٩٨٧ حيث نص على " تقوم مجاميع المتطوعين وافواج الدفاع الوطني بمهمة اقتحام القرى المنوي ترحيلها وازالتها ".
واحدى مهام الجيش عدا مهمة قتل أكبر عدد في القرى التي لم تتم ازالتها, كانت مهمة اسناد لقوة ألاقتحام حسب نفس الكتاب حيث نص في فقرته الثانية على "تقوم القوة العسكرية (مغاوير،مشاة،دروع، مدفعية) بمهمة اسناد قوة الأقتحام نرجو العمل بموجبه".
ومهمة الجيش الأخرى كانت تنفيذ مهمة الأزالة و ومراقبتها فحسب كتاب قيادة مكتب تنظيم الشمال ٦٢٣٦ في ١٨/١٠/١٩٨٧ "نسب الرفيق علي حسن المجيد مسوول مكتب تنظيم الشمال التأكيد على تنفيذ مضمون أعلاه بحق المخالفين. علما بأنه ستجري أعمال تفتيش بواسطة الطائرات السمتية للتأكد من سلامة التنفيذ وفي حالة وجود أعمال حراثة أو زراعة شتوية ضمن أراضي القرى المحذورة أمنيا فستتحمل اللجنة الأمنية المعنية كامل المسوولية أمام الرفيق مسؤول المكتب وتقوم القطعات العسكرية بتنفيذ الأمر الوارد في الرسالة أعلاه حرفيا". وكما ورد أيضا في برقية مديرية أمن السليمانية المرقمة ٢٥٤٨٤ في ٨/٩/١٩٨٧ والمتضمنة "قيام الجيش بتفتيش القرى وهدم جميع الدور التي بنيت حديثا أو حرقها".
وكانت مهمة اللجان الامنية تزويد مكتب تنظيم الشمال بما تم تنفيذه من كتابه ٤٠٠٨ بتقارير أسبوعية ترسل اليه من المحافظات الشمالية كما ورد في
رسالة اللجنة الأمنية لمحافظة السليمانية ٨٢٤ في ٢٧/٦/١٩٨٧
" بخصوص تنفيذ مضمون برقية قيادة مكتب تنظيم الشمال المرقمة ٤٠٠٨ في ٢٠/٦/١٩٨٧ .يرجى تزويدنا بموقف أسبوعي عما تم تنفيذه على ضوء ما ورد برسالتنا أعلاه على أن يصلنا صباح كل يوم أربعاء بغية أشعار قيادة مكتب تنظيم الشمال بذلك".
أما مهمة الجهاز الحزبي فكانت شرح الأسباب الموجبة لتجميع القرى وترحيل سكانها حسب كتاب قيادة فرقة راوندوز المرقم ١٠٧٤ في ٤/٧/١٩٨٧ "تم شرح أبعاد القرار السياسي للقيادة فيما يخص ازالة القرى المحذورة أمنيا وترحيل العوائل فيها الى مجمعات سكنية تتوفر فيها كل مستلزمات الحياة الكريمة والتي تومن لتلك العوائل ما تمناه الأنسان الشريف من أمان وعز وشرف وكرامة بعيدة عن الظلم والاستغلال والاهانة والاستعباد والذل".
ومهمة الجهاز الحزبي الأخرى ,كانت المساهمة مع اللجان الأمنية في التاكد من أن العوائل التي نقلت من القرى المحذورة أمنيا قد سكنت تلك المجمعات و اعداد جرودات دقيقة وتفصيلية عن العوائل التي نقلت من القرى المحذورة أمنيا ولم تسكن ضمن المجمعات ورد ذلك في كتاب قيادة شعبة صلاح الدين المرقم ١٢٧١ في ٢٥/٥/١٩٨٧ ونصه " قررت قيادة شعبة صلاح الدين باجتماعها المنعقد بتاريخ ١٥/٥/١٩٨٧
١. قيام خلايا الأعضاء واللجان الأمنية بحصر ومتابعة العوائل المنقولة من القرى المحذورة أمنيا واسكانها بالمجمعات السكنية الجديدة وفي حالة رفضها تلزم بالسكن قسرا وتتخذ معها موقف شدة ، تنفيذا للقرارات والتوجيهات الأخيرة.
٢. تقوم قيادات الفرق الحزبية باعداد جرودات دقيقة وتفصيلية كل ضمن رقعتها الجغرافية عن العوائل التي نقلت من القرى المحذورة أمنيا ولم تسكن ضمن المجمعات السكنية المخصصة لها بغية التعرف على سكنها الحالي بشكل واضح والزامها بالسكن في المجمعات السكنية المخصصة لها".
لا يوجد احصاء دقيق عن أعداد القرى التي شملتها مرحلة تدمير القرى أو مرحلة تجميع القرى حسب الوثائق الرسمية لكن هناك عدة كتب تتناول هذا الموضوع تعطي لمحة عن حجم الدمار الذي حصل أنذاك.
فقد ورد في برقية مركز استخبارات كلارالمرقمة ٢٢٦٨ في ١/٦/١٩٨٧
" بالساعة ١٠٠٠ من يوم ١/٦ تم هدم القرى التالية بواسطة دبابات ك دب الحكم و ٢ بط مدفعية وبدلالة مرصد جوي دهنك كوره، كاني زد، بوه، دو خران ، زرين، زرده ، محمود قادر ، تلكه الصغرى ، فرج ويسه، يقدر عدد عوائل القرى أعلاه ٩٦ عائلة التحقت الى جانب المخربين" وكتاب مركز استخبارات السليمانية المرقم ١٠٩٧ في ٩/٦/١٩٨٧ تضمن" قائمة باسماء القرى المرحلة والمزالة " وعددها ٣٨ ,وكذلك كتاب مركز استخبارات دربندخان المرقم ٣٦٣ في ١٠/٦/١٩٨٧ تضمن "قائمة باسماء القرى المهدمة" بلغ عددها ١٨ قرية.
وورد أيضا في كتاب منظومة استخبارات الشرقية المرقم ٣٦٣ في ١٠/٦/١٩٨٧ "قائمة باسماء القرى المهدمة" بلغ عددها ثمانية عشر قرية.
وفي كتاب منظومة الأستخبارات الشرقية المرقم ٣٨٤ في ٢/١١/١٩٨٧ "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا منذ ١٥/١٠/١٩٨٧ ولغاية ٣١/١٠/١٩٨٧ " بلغ عددها تسعة قرى.
وكتاب منظومة استخبارات الشرقية المرقم ١٣٤٦ في ١/٧/١٩٨٧ "قوائم القرى التي تم ازالتها ضمن قاطع منظومتنا للفترة من ١٦ الى ٣٠ حزيران ١٩٨٧" بلغ عددها ٣٨.
وايضا كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٤٨٧ في ١٧/٧/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١ تموز ولغاية ١٥/١٩٨٧ " بلغ عددها خمسة قرى. و كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٥٩٨ في ٣٠/٧/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١٥ تموز ولغاية ٣٠ منه" و عددها ١٤ قرية.
و كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٧٤٥ في ١٧/٨/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١/٨/١٩٨٧ ولغاية ١٥/٨ /١٩٨٧" وبلغ عددها ٢١ قرية.
وكتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٨٦٣ في ٣١/٨/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١٥/٨/١٩٨٧ ولغاية ٣٠/٨ /١٩٨٧" وبلغ عددها ٩ قرى.
وكتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ٢٠٢٢ في ١٨/٩/١٩٨٧ " قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١ أيلول ١٩٨٧ ولغاية ١٥ منه" وبلغ عددها ستة قرى.
وكتاب مكتب تنظيم الشمال -السكرتارية ٥٩٤٤ في ٢٦/٩/١٩٨٧
"حصلت الموافقة على هدم ناحية ومجمع خورمال وترحيلهم الى مجمعي النصر والسلام وتقدير ممتلكاتهم الغير منقولة".
في كتاب منظمة حقوق الأنسان ورد أن عدد القرى التي ازيلت في تلك الفترة كان ٧٠٣ وذكر مكية في كتابه القسوة والصمت أن بحوزته دفتر من أمن السليمانية يتضمن احداثيات واسماء القرى المزالة في تلك المنطقة في عام ١٩٨٧ فقط وعددها ٣٩٩.
لايوجد كذلك احصاء دقيقا عن الذين تم ترحيلهم في مرحلة "تجميع القرى"
لكن كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٥٥٧٧ في ٢٢/٥/١٩٨٧
يعطي لمحة أيضا عن عدد العوائل التي رحلت في فترة عشرة أيام فقط حيث ورد فيه "عدد العوائل المرحلة من تاريخ ١٢/٥ ولحد ألان ١٥٠٠ عائلة .قسم من هذه العوائل التحقت الى جانب مخربي عملاء ايران يقدر عددها ب ٤٥٠ عائلة...والقسم الأخر والذي يقدر عددها ب ١٠٥٠ عائلة تم اسكانهم مع اقربائهم في المدن والقرى غير المحذورة أمنيا.تم تخصيص مجمع سكني للعوائل المرحلة في قضاء كلار بالقرب من قرية شاكل واطلق عليه أسم حي الصمود حيث تم توزيع قطع أراضي لهم فيه"..
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء السا د س( ۱ ) تعتبر جميع القرى المحذورة امنيا و التي لم تزل لحد الان اماكن لتواجد المخربين عملاء ايران و سليلي الخيانة و امثالهم من خونة العراق.
( ۲) يحرم التواجد البشري و الحيواني فيها نهائيا“ و تعتبر منطقة عمليات محرمة و يكون الرمي فيها حرا “ غير مقيدا“ باية تعليمات مالم تصدر من مقرنا .
( ۳ ) يحرم السفر منها و اليها او لزراعة والاستثمار الزراعي او الصناعي او الحيواني و على جميع الاجهزة المختصة متابعة هذا الموضوع بجدية كل ضمن اختصاصه.
( ٤ ) تعد قيادات الفيالق ضربات خاصة بين فترة واخرى بالمدفعية و السمتيات و الطائرات لقتل اكبرعدد ممكن يتواجد ضمن هذا المحرمات وخلال جميع الاوقات ليلا و“ نهارا“ و اعلامنا.
( ٥ ) يحجز جميع من يلقى عليه القبض لتواجده ضمن قرى هذه المنطقة و تحقق معه الاجهزة الامنية و ينفذ حكم الاعدام بمن يتجاوز عمره ( ۱٥) سنة داخل صعودا الى عمر( ۷۰ ) سنة داخل بعد الاستفادة من معلوماته و اعلامنا .
( ٦ ) تقوم الاجهزة المختصة بالتحقيق مع من يسلم نفسه الى الاجهزة الحكومية او الحزبية لمدة اقصاها ثلاثة ايام و اذا ستوجب التحقيق اكثر من هذه المدة عليهم اخذ موافقتنا هاتفيا او برقيا و عن طريق الرفيق طاهر العاني .
( ۷ ) يعتبر كل ما يحصل عليه مستشارو افواج الدفاع الوطني او مقاتلوهم يؤول اليهم مجانا “ ماعدا الاسلحة الثقيلة و الساندة و المتوسطة اما الاسلحة الخفيفة فتبقى لديهم و يتم اعلامنا باعداد هذه الاسلحة فقط و على قيادة الجحافل ان تنشط لتبليغ جميع المستشارين و امراء السرايا و المفارز و اعلامنا بالتفصيل عن نشاطاتهم ضمن افواج الدفاع الوطني" .
عدا القسوة المفرطة ,يمكن ملاحظة الأتي من كلا الكتابين:
(١) مهمة حسم نشاط المخربين تطلبت التغلب على العامل الرئيسي لقدرة الاحزاب الكردية على الصمود ومقارعة سلطة الرئيس مقارنة بقدرة احزاب المعارضة الأخرى على الصمود بوجها , وكان ذلك العامل هو جغرافية المنطقة ووعورتها ومعرفة سكانها بها. منهج الدولة وخطتها للتغلب على ذلك العامل يوضحها كلا الكتابين ، ازالة وتدمير مظاهر الحياة من مناطق شاسعة من كردستان ، الحرص على عدم أمكانية عودة الحياة لتلك المناطق مهما كانت سواء بشرية أم حيوانية أم زراعية , نقل سكان تلك القرى "لمجمعات" قريبة من قدرة الدولة على الوصول لها واخضاع سكان تلك المجمعات لمراقبة الدولة الصارمة. أي عقبة عرقلت تحقيق ذلك الغرض تم سحقها.
(٢) الأطلاق في الأحكام فمفردات كجميع القرى ،اية مادة غذائية، بشرية، الية , قتل أي انسان أو حيوان, أعدام جميع من يلقى القبض عليه، محرمة كاملا , كانت هي الطاغية على الكتابين، والاستثناء كان معدوما. وكنتيجة لذلك تم اعتبار جميع سكان تلك القرى من المخربين فشمل ذلك الأطفال والنساء والشيوخ من دون محاولة لمعرفة ولاء السكان أو اتجاههم السياسي الفعلي. ومنحت القطعات العسكرية صلاحية قتلهم بكافة الأسلحة ومن دون تحقيق أو محاكمة.
(٣)استحداث عقوبة الأعدام لمجرد التواجد الجسدي لمن يلقي القبض عليه في تلك المناطق وحكم الأعدام كان جماعيا، ففي الكتاب ٤٠٠٨ لم تسعى الدولة للتمييز بين المخرب الحقيقي " من حمل السلاح ضد الدولة وتعاون مع الأجنبي" وبين المدني ولم يمنح من ألقي القبض عليه فرصة ليدافع عن وطنيته أو موقفه تجاه الدولة فحكم الأعدام نفذ فيه بعد معلومات أغلبها غير مهمة. كانت الفقرة الخامسة من الكتاب ٤٠٠٨ هي المستند القانوني لتنفيذ حكم الأعدام بحق الكثير من الأفراد كما وردت في وثائق السلطة واستمرت صلاحية تلك الفقرة لفترة حتى بعد انتهاء عمليات الأنفال.
(٤) بعد أن كانت الدولة تقوم هي بعملية المصادرة ويذهب ريع الأموال الى الدولة قامت في تلك الحالة بتشجيع أفراد ميليشيا الجحافل الوطني على النهب بتشريعها كما ورد ذلك في الكتاب ٤٠٠٨. كانت تلك الفقرة من الكتاب هي الفقرة التي استند عليها كنعان مكية ومن ثم منظمة مراقبة حقوق الأنسان ، استنادا لتفسير مكية، لمغزى تسمية العمليات باسم الأنفال وسنتطرق لذلك لاحقا.
تنفيذ مهمة ازالة القرى وترحيل سكانها في المرحلتين الأولى والثانية من تجميع القرى تطلب التنسيق بين جهات عديدة كان عليها أولا عزل أهالي القرى أن كانوا لا يزالون فيها ثم تدمير القرية وترحيل ساكنيها الى المجمعات ثم مهمة توثيق وصولهم الى تلك المجمعات والتاكد من أستمرارية سكنهم فيها..
كذلك كان لابد من القيام بهمة مراقبة المناطق التي تم ترحيلهم منها للتاكد من عدم عودتهم اليها. وشملت المهمة أيضا تحريم الزراعة والرعي فيها.
شاركت جهات عديدة في تلك المهمة وكانت اضافة الى الأجهزة الأمنية ، الجيش، الجهاز الحزبي و جحافل الدفاع الوطني..
يبدو أن مهمة جحافل الدفاع الوطني كانت اقتحام القرى حسب كتاب قيادة الفيلق الأول ٧٠٤ في ٨/٦/١٩٨٧ حيث نص على " تقوم مجاميع المتطوعين وافواج الدفاع الوطني بمهمة اقتحام القرى المنوي ترحيلها وازالتها ".
واحدى مهام الجيش عدا مهمة قتل أكبر عدد في القرى التي لم تتم ازالتها, كانت مهمة اسناد لقوة ألاقتحام حسب نفس الكتاب حيث نص في فقرته الثانية على "تقوم القوة العسكرية (مغاوير،مشاة،دروع، مدفعية) بمهمة اسناد قوة الأقتحام نرجو العمل بموجبه".
ومهمة الجيش الأخرى كانت تنفيذ مهمة الأزالة و ومراقبتها فحسب كتاب قيادة مكتب تنظيم الشمال ٦٢٣٦ في ١٨/١٠/١٩٨٧ "نسب الرفيق علي حسن المجيد مسوول مكتب تنظيم الشمال التأكيد على تنفيذ مضمون أعلاه بحق المخالفين. علما بأنه ستجري أعمال تفتيش بواسطة الطائرات السمتية للتأكد من سلامة التنفيذ وفي حالة وجود أعمال حراثة أو زراعة شتوية ضمن أراضي القرى المحذورة أمنيا فستتحمل اللجنة الأمنية المعنية كامل المسوولية أمام الرفيق مسؤول المكتب وتقوم القطعات العسكرية بتنفيذ الأمر الوارد في الرسالة أعلاه حرفيا". وكما ورد أيضا في برقية مديرية أمن السليمانية المرقمة ٢٥٤٨٤ في ٨/٩/١٩٨٧ والمتضمنة "قيام الجيش بتفتيش القرى وهدم جميع الدور التي بنيت حديثا أو حرقها".
وكانت مهمة اللجان الامنية تزويد مكتب تنظيم الشمال بما تم تنفيذه من كتابه ٤٠٠٨ بتقارير أسبوعية ترسل اليه من المحافظات الشمالية كما ورد في
رسالة اللجنة الأمنية لمحافظة السليمانية ٨٢٤ في ٢٧/٦/١٩٨٧
" بخصوص تنفيذ مضمون برقية قيادة مكتب تنظيم الشمال المرقمة ٤٠٠٨ في ٢٠/٦/١٩٨٧ .يرجى تزويدنا بموقف أسبوعي عما تم تنفيذه على ضوء ما ورد برسالتنا أعلاه على أن يصلنا صباح كل يوم أربعاء بغية أشعار قيادة مكتب تنظيم الشمال بذلك".
أما مهمة الجهاز الحزبي فكانت شرح الأسباب الموجبة لتجميع القرى وترحيل سكانها حسب كتاب قيادة فرقة راوندوز المرقم ١٠٧٤ في ٤/٧/١٩٨٧ "تم شرح أبعاد القرار السياسي للقيادة فيما يخص ازالة القرى المحذورة أمنيا وترحيل العوائل فيها الى مجمعات سكنية تتوفر فيها كل مستلزمات الحياة الكريمة والتي تومن لتلك العوائل ما تمناه الأنسان الشريف من أمان وعز وشرف وكرامة بعيدة عن الظلم والاستغلال والاهانة والاستعباد والذل".
ومهمة الجهاز الحزبي الأخرى ,كانت المساهمة مع اللجان الأمنية في التاكد من أن العوائل التي نقلت من القرى المحذورة أمنيا قد سكنت تلك المجمعات و اعداد جرودات دقيقة وتفصيلية عن العوائل التي نقلت من القرى المحذورة أمنيا ولم تسكن ضمن المجمعات ورد ذلك في كتاب قيادة شعبة صلاح الدين المرقم ١٢٧١ في ٢٥/٥/١٩٨٧ ونصه " قررت قيادة شعبة صلاح الدين باجتماعها المنعقد بتاريخ ١٥/٥/١٩٨٧
١. قيام خلايا الأعضاء واللجان الأمنية بحصر ومتابعة العوائل المنقولة من القرى المحذورة أمنيا واسكانها بالمجمعات السكنية الجديدة وفي حالة رفضها تلزم بالسكن قسرا وتتخذ معها موقف شدة ، تنفيذا للقرارات والتوجيهات الأخيرة.
٢. تقوم قيادات الفرق الحزبية باعداد جرودات دقيقة وتفصيلية كل ضمن رقعتها الجغرافية عن العوائل التي نقلت من القرى المحذورة أمنيا ولم تسكن ضمن المجمعات السكنية المخصصة لها بغية التعرف على سكنها الحالي بشكل واضح والزامها بالسكن في المجمعات السكنية المخصصة لها".
لا يوجد احصاء دقيق عن أعداد القرى التي شملتها مرحلة تدمير القرى أو مرحلة تجميع القرى حسب الوثائق الرسمية لكن هناك عدة كتب تتناول هذا الموضوع تعطي لمحة عن حجم الدمار الذي حصل أنذاك.
فقد ورد في برقية مركز استخبارات كلارالمرقمة ٢٢٦٨ في ١/٦/١٩٨٧
" بالساعة ١٠٠٠ من يوم ١/٦ تم هدم القرى التالية بواسطة دبابات ك دب الحكم و ٢ بط مدفعية وبدلالة مرصد جوي دهنك كوره، كاني زد، بوه، دو خران ، زرين، زرده ، محمود قادر ، تلكه الصغرى ، فرج ويسه، يقدر عدد عوائل القرى أعلاه ٩٦ عائلة التحقت الى جانب المخربين" وكتاب مركز استخبارات السليمانية المرقم ١٠٩٧ في ٩/٦/١٩٨٧ تضمن" قائمة باسماء القرى المرحلة والمزالة " وعددها ٣٨ ,وكذلك كتاب مركز استخبارات دربندخان المرقم ٣٦٣ في ١٠/٦/١٩٨٧ تضمن "قائمة باسماء القرى المهدمة" بلغ عددها ١٨ قرية.
وورد أيضا في كتاب منظومة استخبارات الشرقية المرقم ٣٦٣ في ١٠/٦/١٩٨٧ "قائمة باسماء القرى المهدمة" بلغ عددها ثمانية عشر قرية.
وفي كتاب منظومة الأستخبارات الشرقية المرقم ٣٨٤ في ٢/١١/١٩٨٧ "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا منذ ١٥/١٠/١٩٨٧ ولغاية ٣١/١٠/١٩٨٧ " بلغ عددها تسعة قرى.
وكتاب منظومة استخبارات الشرقية المرقم ١٣٤٦ في ١/٧/١٩٨٧ "قوائم القرى التي تم ازالتها ضمن قاطع منظومتنا للفترة من ١٦ الى ٣٠ حزيران ١٩٨٧" بلغ عددها ٣٨.
وايضا كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٤٨٧ في ١٧/٧/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١ تموز ولغاية ١٥/١٩٨٧ " بلغ عددها خمسة قرى. و كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٥٩٨ في ٣٠/٧/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١٥ تموز ولغاية ٣٠ منه" و عددها ١٤ قرية.
و كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٧٤٥ في ١٧/٨/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١/٨/١٩٨٧ ولغاية ١٥/٨ /١٩٨٧" وبلغ عددها ٢١ قرية.
وكتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٨٦٣ في ٣١/٨/١٩٨٧ والمتضمن "قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١٥/٨/١٩٨٧ ولغاية ٣٠/٨ /١٩٨٧" وبلغ عددها ٩ قرى.
وكتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ٢٠٢٢ في ١٨/٩/١٩٨٧ " قائمة خاصة بالقرى التي تمت ازالتها ضمن قاطع منظومتنا من الفترة ١ أيلول ١٩٨٧ ولغاية ١٥ منه" وبلغ عددها ستة قرى.
وكتاب مكتب تنظيم الشمال -السكرتارية ٥٩٤٤ في ٢٦/٩/١٩٨٧
"حصلت الموافقة على هدم ناحية ومجمع خورمال وترحيلهم الى مجمعي النصر والسلام وتقدير ممتلكاتهم الغير منقولة".
في كتاب منظمة حقوق الأنسان ورد أن عدد القرى التي ازيلت في تلك الفترة كان ٧٠٣ وذكر مكية في كتابه القسوة والصمت أن بحوزته دفتر من أمن السليمانية يتضمن احداثيات واسماء القرى المزالة في تلك المنطقة في عام ١٩٨٧ فقط وعددها ٣٩٩.
لايوجد كذلك احصاء دقيقا عن الذين تم ترحيلهم في مرحلة "تجميع القرى"
لكن كتاب منظومة استخبارات المنطقة الشرقية المرقم ١٥٥٧٧ في ٢٢/٥/١٩٨٧
يعطي لمحة أيضا عن عدد العوائل التي رحلت في فترة عشرة أيام فقط حيث ورد فيه "عدد العوائل المرحلة من تاريخ ١٢/٥ ولحد ألان ١٥٠٠ عائلة .قسم من هذه العوائل التحقت الى جانب مخربي عملاء ايران يقدر عددها ب ٤٥٠ عائلة...والقسم الأخر والذي يقدر عددها ب ١٠٥٠ عائلة تم اسكانهم مع اقربائهم في المدن والقرى غير المحذورة أمنيا.تم تخصيص مجمع سكني للعوائل المرحلة في قضاء كلار بالقرب من قرية شاكل واطلق عليه أسم حي الصمود حيث تم توزيع قطع أراضي لهم فيه"..
القسوة لدى صدام حسين .... "عمليات الأنفال البطولية " ..الجزء الأول
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "...الجزء الثاني
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثالث
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الخامس
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية - حلبجة"....الجزء السابع
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزء الثامن
القسوة لدى صدام حسين.... "عمليات الأنفال البطولية "..الجزءالتاسع