في سبعينيات القرن الماضي كانت علاقة العراق مع منظمة التحرير الفلسطينية متوترة ، ففي عام ١٩٧٠ وعلى الرغم من تواجد القطعات العسكرية العراقية في الأردن
فقد وقفت بموقف المتفرج ولم تستجيب للنداءات الفلسطينية للتدخل لوقف هجوم القوات
الأردنية ضدها فيما عرف بأحداث ايلول الأسود.ودار العراق ظهره لمنظمة التحرير بانشائه جبهة التحرير العربية التي
قادها فلسطينيون يوالونه.
ودعمت بغداد صبري البنا أو أبو نضال والذي كان في البدء ممثلاً لفتح في العراق
فتحول الى صلة الوصل الوحيدة بين الفلسطينين المقيمين في العراق والسلطة انذاك
وحولوا لحسابه ماكانوا تعهدوه ل "فتح " من معونات واعطوه مزرعة واغدوا عليه أموالاً
أخرى سمحت له أن يتحول الى التجارة والأستثمار. في البداية كانت وظيفة صبري البنا
أن يسهل انكار العراق لما حصل في الأردن بل يسر انتقال الحكم العراقي من موقع
المتهم الى موقع المدعي ، حيث بدأ يهاجم من بغداد منظمة التحرير لتفريطها وجبنها في
المعارك مع الجيش الأردني ,ثم تحول البنا الى بندقية استخدمها النظام ضد فتح.
ورعت بغداد محمد العباس المعروف حركياً ب أبو العباس والذي اشتهر بعملية سفينة اكيلي لارو الأيطالية في عام ١٩٨٥ ، والذي انشق مبكراًعن الجبهة الشعبية - القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وتأسيسه جبهة تحرير فلسطين.
ودعمت بغداد جورج حبش الذي أسس جبهة الرفض المناهضة لعرفات وسورية عام
١٩٧٤ وذلك في مؤتمر صحفي عقد في بغداد. وفي تعهدها التصدي للعمليات "الأستسلامية والتصفوية" قامت جبهة الرفض بهجمات تولاها وديع حداد وكذلك صبري البنا .
وأغلق النظام مكاتب فتح في العراق ونكل بأعضائها واستملك الورشات الصغيرة التي كانت فتح تستعملها لصنع الذخيرة ولغيرها من الإحتياجات.
كان النظام في العراق يدعم وينسق ويكتل "جبهة الرفض". وينسق مع صحف وأجهزة اعلام يدعمها ويغذيها بالمال. وكان يوصل الخيوط مع القوى المعادية للمقاومة في لبنان إبان الحرب الأهلية ويحوّل موقعه من بيروت الغربية الى بيروت الشرقية ـ الى جونيا، التي كانت تصلها اسلحة عراقية، مثلما كانت تصل الى "جبهة الرفض" لتواجه "جبهة القبول" وتواجه الجيش السوري الذي لعب دوراً هاما في التشكيلة المتناقضة للبنان إبّان تلك الحرب. في هذا الجو المتوتر الذي أحست فيه فتح بضربات نظام البعث العراقي وخاصة بعد اغتيال عدد من كوادرها مثل عزالدين قلق وسعيد حمامي وعلي ناصر ياسين وعدنان حماد ومهاجمة مكاتبها في باكستان، قامت عبر مجلتها المركزية "فلسطين الثورة" بحملة فضح لمواقف العراق المعادية للثورة الفلسطينية".
وكنتيجة لذلك ولتأديب الغيرة سزز "ياسرعرفات" كما ذكر حسن العلوي عن لسان صدام
حسين قامت أجهزة المخابرات العراقية باغتيال العراقي عادل وصفي نائب سكرتير
تحرير مجلة فلسطين الثورة والذي كان كغيره من المثقفين العراقيين من كتاب وشعراء ورفاق عانوا
وتعذبوا بعد أن التحقوا بصفوف فتح.
لكن فتح ،وبما اعتبر بمثابة طعنة خنجر في ظهر العراقيين الذين
التحقوا بها، قامت بتسليم قتلة عادل وصفي بعد أن ألقت القبض عليهم الى النظام العراقي وعادت العلاقات مع فتح
وعاد دعم العراق لها.
وربما كاعتراف بالجميل لدعم العراق لفتح انكفأ ياسر عرفات ليزيل سجادة من أمام صدام حسين ليمكنه من المرور أو الجلوس عند زيارته
للحرم الشريف أثناء انعقاد المؤتمرالأسلامي في السعودية عام ١٩٨١.