الانتفاضة الشعبانية...اذار ١٩٩١/ صفحة الغدر والخيانة قمع الانتفاضة في العمارة... ٨
رد عليه كرار بسلاطة لسانه المعهودة:
يُنسونك اسم جدك!."
"وصلت قذائف مدفعية الحرس الجمهوري البعيدة المدى إلى وسط المدينة، وسقطت إحداها في الساحة الترابية خلف مبنى الأسواق المركزية في الجانب الغربي للمدينة..ودب التفكك في جبهة القوى الشعبية المنتفضة، ولم يعد بوسع المظاهرات التي كانت تتجه كل يوم من مختلف أحياء المدينة إلى مركز المدينة..لتحتشد في السوق الكبير باتجاه سوق النجارين، حيث يتمركز الشيخ احمد العبادي..
ولأول مرة تردد على شفاه بعض المشاركين بالانتفاضة سؤال ميداني حيوي:
ما العمل؟
والذي جر إلى استفهام استنجادي قاطع لا يدركه إلا أولئك الذين على وشك الوقوع في فخ العدو: من المسؤول عن قيادة الانتفاضة وإنقاذ المشاركين فيها من الفناء؟
آنذاك تفاقم الاضطراب بين صفوف المنتفضين، مع تصاعد القصف المدفعي، وظهور طائرة عمودية للحرس الجمهوري لأول مرة في سماء المدينة..بدأ بعض الأشخاص يبادرون إلى طمأنة المترددين، وطفحت بعض وجوه المشككين إلى سطح التجمعات الشعبية "الذين استبدلوا اللباس الزيتوني بالعصابات السوداء على الجباه أيام الانتفاضة..وتغلغلوا في أحشائها ، وامسكوا بعنقها "
السيد على الحدود..وراح يوصل بعد ساعات!
أشاع الخبر بعض الهدوء في صفوف مجموعة من المنتظرين عند مدخل السوق الكبير..لكن مجموعة تقف على امتداد سوق البزازين كانت تصغي لرجل أشيب يتحدث بصوت مبحوح ، وغير مكترث بما يجري في الجانب الآخر من الحشد:
المهم الآن هو إيقاف تقدم الحرس الجمهوري على جبهة "الطريق السريع" بالدبيسات..وقرب المعهد على طريق الكحلاء..
ومع تصاعد القصف المدفعي وتزايد طلعات الطائرات العمودية وهي تطلق قذائفها على أحياء المدينة تفكك الحشد وتحول إلى مجموعات صغيرة متناثرة..تبدد قسم منها في "الدرابين الضيقة" والقسم الآخر انتظم بفرق اتجهت إلى محيط المدينة الشمالي والجنوبي..وخلفهم ومعهم نسوة يحملن السلاح والعتاد..
على عنق جسر الماجدية كانت ثلة من النساء المؤتزرات بعبآتهن يحرسن مدخل الجسر المؤدي إلى وسط المدينة ومؤسساتها الحكومية الرئيسية..
كان الدعاة إلى انتظار "السيد" القادم ومعه آلاف المقاتلين لنجدة الانتفاضة ، يواصلون طمأنة الناس المتفرقين إلى ملاذات مجهولة ، لكنهم ..كانوا يستبدلون لهم المكان المحتمل لدخوله المدينة..كان آخر وعد تردد بين الناس:
السيد جاي عن طريق البصرة!
واستباحت دبابات الحرس الجمهوري احياء المدينة، ومشطت الشوارع بالرشاشات الثقيلة وقاذفات الار بي جي سفن، فيما كانت مكبرات الصوت التي تنطلق من الطائرات العمودية تحذر السكان من البقاء في المدينة، وتنذرهم بمغادرتها إلى العراء خارج المدينة فورا. وخلفت تلك القوات مجازر على الجسور ومفترقات الطرق، وطمرت عوائل تحت منازلها..
عندما خرجنا من المدينة في اليوم الثاني لاقتحام الحرس الجمهوري لها..
وبعد أن توقفت آخر جيوب المقاومة ، وعشعشت القوات الخاصة في الأحياء السكنية ..
كانت الجثث ملقاة في الشوارع التي قطعناها..في مقابل مقبرة الانجليز جثتان لرجل وامرأة..وعند "مندى" الصابئة على نهر الكحلاء أربعة جثث لفتيان في مقتبل العمر..ليس بعيدا عن المدفع النمساوي الذي سيطر عليه المنتفضون في اليوم الأول للانتفاضة..
وطفحت بعض الجثث المتفحمة في نهر دجلة قريبا من بستان الجدة..
في المنزل المقابل لجسر الماجدية دارت معركة عنيفة استخدمت فيها مدافع الدبابات..وتحول المنزل إلى ركام ..طمرت تحتها جثث المنتفضين..قال قائلهم :
إن تحت أنقاض المنزل جثث ثلاث فتيات قاومن تقدم القوات الخاصة عبر الجسر باتجاه محلة الماجدية.. حتى استدعاء الدبابات وتدمير المنزل على رؤوسهن..
في المسافة الممتد بين البانزينخانه بالدبيسات ومفرق الطريق السريع بين بغداد والبصرة..كانت هناك خمس أكداس من الجثث بعضها ألقيت عليها حفنات من التراب ، والأخرى مكشوفة تماما..ثلاثة منها كانت لعوائل فلاحية من الرجال والنساء والأطفال.. إلى جوار إحداها سيارة بيك اب محملة بالحشيش الأخضر..
وذكر أيضاً أن "الجثث داست عليها سرفات الدبابات في "أطراف الدبيسات" و"قرب المعهد الفني" و"على جسر الطريق السريع" و"في حي الحسين" و"عند مدخل الفيلق الرابع".
كانت قوات الجيش والحرس قد قامت بقصف مستشفى العمارة وعن ذلك كتب الدكتور طالب الجليلي في أوراق على رصيف الذاكرة "لا ادري لماذا اخترت الذهاب بسيارتي في ذلك اليوم .. تعودت ان اذهب الى المستشفى راجلا طيلة الايام الستة التي مضت ..سمعت نداء يأت من السماء !! للمرة الاولى منذ احتلال الكويت تطل في سماء المدينة طائرة سمتية !! هل استطاع شباب الانتفاضة ان يطيروا؟! لقد احتلوا جناح طيران الفيلق الرابع في اليوم الثاني ولم يتطوع طيار لاستعمال طائرة .. اه لقد فهمت .. انه شوارتسكوف جاء يتجول مزهوا بنصره !! تذكرت .. لقد سمح للمفاوض العراقي المهزوم باستعمال الطائرات ( عديمة الأجنحة) !! قال لهم دونكم الرعاع الحالمين بأخذ كراسيكم ولنا معكم جولة اخرى بعد ان تنضج الكعكة جيدا وتتحمص .. !! عند ذاك سوف نذيقكم الخازوق بحرفية تليق بكم وبنا في حفلة شواء بعد ان نمارس هوايتنا في صيد الثعالب ...!!
كانت الفوضى تعم أرجاء المستشفى ..في تلك الظهيرة جائني ابو محمد مرعوبا وهو يبحث عني .. فلاح عالجته من إصابة بليغة في ذراعه في القادسية الثانية!!
نقلنا كل الجرحى الراقدين في الطوابق العليا الى الطابق الارضي والطابق السفلي ..
أجاب د سالم : ليس فينا جبان وهذه مردودة ولنذهب للقائد ونرى ..
راح رجال الاستخبارات يجمعون الشباب ويشمون ايديهم وملابسهم بحثا عن رائحة البارود ..! قاموا بجمع الشباب من منتسبين وغرباء ..! تعملق الصغار من كتاب التقارير من منتسبي المستشفى وراحوا يهمسون لافراد الاستخبارات وهم يؤشرون على من لم يستطيع الافلات من شباب الانتفاضة .. في المقابل راح د. سالم ينفي انتماء المنتسبين من موظفيه اطباء ومضمدين للانتفاضة !
كيف وصل اسم د. فيصل لضابط الاستخبارات الذي اصر على معرفة مكانه ؟!. يبدو ان الجيش قد وصل جامع النجارين ! برز من استضافهم د. سالم ، من الجنود، وهم يرتدون دشاديشا مقلمة البسها لهم الشيخ احمد العبادي لدى استضافته لهم ! ولكن هذه المرة كشروا عن انيابهم وفاء لمن احتموا بهم بالامس وراحوا يمارسون مهنة التعذيب التي أدمنوها بحق كل من عرفوهم من شباب الانتفاضة ومنتسبي المستشفى رفسا وصفعا واستذلالاً ..!
اعتذر الآمر من الاطباء والمدير معزيا ذلك لمقتل ضابط بالرصاص المنطلق من المستشفى ..كان للرفيق خزعل غليم الدور الكبير بنفي تضامننا مع الانتفاضة وحمايتنا من التنكيل ! بل كان قد نفى انتماء الكثير ممن كانوا في المستشفى من شباب الانتفاضة لها رغم معرفته بهم جيدا وفاء لما قدموه له ! لكن ذلك لم يشفع لاخرين من خيرة الشباب المنتفض كالشهيد السيد مناف ورفاقه الذين لم يعثر على جثثهم بعد ان سحقت الانتفاضة .. اقتحم الجيش بقيادة عزة الدوري وهشام صباح الفخري من ثلاثة محاور .. واجه الشباب المنتفض الجيش بضراوة منقطعة النضير قبل واثناء اقتحام المدينة .. صبت المدفعية حممها ليوم وليلة وبصورة عشوائية على المدينة مدمرة البيوت ومن فيها .. تم اعدام عشرات الشباب ورميهم في نهر دجلة .. منع الاهل من رفع جثث من قتلوا في الشوارع لعشرة ايام تأكل فيهم الكلاب والقطط ..!! راح مدير عام الصحة الدكتور سالم الساعدي يحذر هشام الفخري من حدوث الطاعون بسبب تلك الجثث فتم جمعها في حاويات الازبال ودفنت بصورة جماعية خارج المدينة .. لن تغيب عن ذاكرتي لحد هذه اللحظة صورة جثة ذلك الشاب بسرواله الكاوبوي الازرق وهو ملقى على الرصيف قرب مركز شرطة الماجدية ( التسفيرات) وكانت مجموعة من القطط تنهش من وجهه وتتعارك فيما بينها حين مررت بقربها في اليوم الرابع من اقتحام الجيش للمدينة ...!!!".
فكان الرد على تلك التساؤلات يأتي واضحاً، بأن المئات من الشباب كانوا يحملون بأرتال من السيارات من مركز المحافظة وهم مكبلون وتحت الحراسة المشددة ومعهم قوائم تضم أسمائهم (مؤشر على بعضها) بما يدل على أن قرار الحكم أُعد مسبقا وينفذ في مثل هؤلاء الإعدام فورا، أما الآخرون فانهم يخضعون للتعذيب والتحقيق وبعدها يقرر إعدامهم أو ترحيلهم إلى بغداد أو وضعهم في السجن المخصص لأمن الفيلق، وكان ضباط أمن الفيلق يعملون كأعضاء في هيئة التحقيق، وقد سمعت همساً كثيراً حول هذه الهيئة سيئة الصيت إذ كان الضباط يتحدثون بألم كبير عن مجمل الأحداث المأساوية. "
وبذلك تألفت هذه القيادة من:
أولاً. الفريق الركن هشام صباح الفخري...القائد
ثانياً. العميد الركن ماجد عبد الحميد عبد اللطيف ضابط ركن
ثالثاً. عشرة مراتب من ا.س.ع.ع مع ثلاث عجلات
رابعاً. عدد من المتطوعين المنسوبين الى وحدات مختلفة ( بحدود ٥٠ شخصاً)
وعن القطعات التي شاركت في معارك ميسان ورد في نفس التقرير" تتألف القطعات العاملة بأمرة قيادة رتل العمارة من فق ٣٩ وفق مش ٤٠ و ق.ق المصطفى ح. ج ( كانت كل فرقة لا تتعدى لواء مشاة ومستويات واطئه) اضافة الى وضع فل ٤ وفل ٦ بأمرتها أيضاً بعد تحرير العمارة وقلعة صالح. أما الأسناد المدفعي المتيسر لهذه القطعات فكان متمثلاً ببطرية مدفعية ميدان واحدة فقط."
ثانياً. تم إعادة المتسربين واتخاذ إجراءات صارمة لمكافحة التسرب وإشاعة روح الانضباط بين القطعات.
رابعاً تم إيجاز نائب القائد العام للقوات المسلحة بتفاصيل المهمة وتوزيع الواجبات بحضور قائد الفيلق الأول.
خامساً بالساعة ٠٤٤٥ يوم ٧ آذار تحرك مقر قيادة رتل العمارة من مدينة الكوت باتجاه ضواحي مدينة العمارة وباشرت القطعات بالحركة لتنفيذ واجباتهم طبقا للمهمة المحددة.
ب. الغوغاء.
تركزت استحضار الغوغاء في تحصين المباني والدور والدوائر الحكومية التي استولوا عليها وتخزين العتاد والمؤن الإدارية فيها، إضافة إلى تمسكهم بالأهداف الحيوية كالجسور وبخاصة الجسر اليوغسلافي في مدخل مدينة العمارة ومستشفى صدام المسيطر على هذا الجسر وموقع العمارة والمستشفى العسكري وغيرها من الاهداف المهمة التي تؤمن لهم الصمود في المدن وصد تعرضنا."
" أن التصميم الأساسي لمعركة تحرير مدينة العمارة والمدن الأخرى التابعة لمحافظة ميسان كان يتلخص في النقاط التالية
ا. تثبيت القطعات الأمامية التي كانت تقاتل الغوغاء في منطقة العمارة قبل تنفيذ خطة تحريرها في خطة صمود يمتد بين نقطة سيطرة الطيب بعمق خمسة كيلومتر باتجاه طريق الطيب -الشارع العام.
ب. تطويق مدينة العمارة وقطع الامدادات والتعزيزات التي كانت تأتي عن طريق المشرح.
ج. الوصول إلى مقر فيلق ٤ في الميمونة والامتداد باتجاه قلعة صالح لفتح طريق البصرة وإدارة التماس مع قطعات الحرس الجمهوري التي كانت تتقدم من هذا المحور."
" أولا. اشتملت خطة تعرض قطعات رتل العمارة لتحرير مدينة العمارة وبقية مدن محافظة ميسان وتطهيرها من الغوغاء على قيام ثلاثة أرتال بتنفيذ المهمة وكما يلي:
١. يندفع الرتل الأيمن المؤلف من فرقة مشاة ٣٩ بالساعة ٧٠٠ ، ٧ آذار ١٩٩١ باتجاه السدة الشرقية لنهر دجلة لإستعادة الجسر اليوغوسلافي من سيطرة الغوغاء ثم يندفع إلى مقر الفيلق ٤ في الميمونة ويطهره.
٢. يندفع الرتل الوسطي المؤلف من قيادة قوات المصطفى حرس جمهوري بالساعة (س) اعلاه على الطريق العام (العمارة- البصرة) نحو موقع العمارة لتحريره من الغوغاء ثم يندفع لتطهير مركز المدينة.
٣. يندفع الرتل الأيسر المؤلف من فرقة مشاة ٤٠ بالساعة (س) أعلاه لإحاطة المدينة من الشرق، متجهاً نحو سيطرة الكحلاء ثم يومن الارتباط مع قيادة قوات المصطفى حرس جمهوري.
ثانياً. تم تحديد ساعة (س) بالساعة ٧٠٠ يوم ٧ آذار للاعتبارات التالية:
١. اعطاء فترة كافية لقطعاتنا لاستكمال مستلزمات تنفيذ المهمة.
٢. تسهيل عملية السيطرة على الأرتال في ضوء النهار وردع أي محاولة للتسرب أو التراجع من قبل قطعاتنا."تحرك مقر قيادة رتل العمارة مع الرتل الوسطي متقدماً صوب معمل (البلاستيك) الذي جابهت فيه قطعاتنا مقاومة شديدة، وبعد تدمير قوة الغوغاء الموجودة فيه وتطهيره وأثناء حركة المقر على الطريق العام لغرض إكمال تنفيذ بقية المهمة سقطت عدة قذاف هاون على المقر واستشهد على اثرها مرافق قائد فيلق ١ (النقيب ماجد) الذي كان يرافق قائد الرتل مع اصابة ٨ جنود من قوة الحماية بجراح شديدة.
٢. بالساعة ١٦٠٠ يوم ٧ آذار ١٩٩١ وبعد قتال عنيف من منزل إلى منزل ومن شارع إلى آخر تم الوصول إلى الجسر اليوغسلافي الكائن على مدخل مدينة العمارة حيث تمت السيطرة عليه بعد معركة عنيفة جرى خلالها قصف مستشفى صدام بالصواريخ وفي نقاط منتخبة للحيلولة دون تعرضها للدمار وإجبار الغوغاء المتحصنين فيه على الانسحاب منها وحرمان قوة الجسر من إسنادهم. وفي هذه الأثناء حضر السيد نائب القائد العام للقوات المسلحة الى مقر قيادة الرتل المنفتح قرب الجسر اليوغسلافي وأعرب عن ابتهاجه للسرعة التي تحقق فيها نجاح الاندفاع الأولي، وطلب الإسراع في إنجاز بقية الواجب وزف بشرى تحرير العمارة خلال يوم ٨ آذار حتما، وذلك بسبب الظروف التي يمر بها البلد من جهة ،و لأهمية موقع مدينة العمارة ولخصوصيتها بالنسبة للوضع الراهن في المنطقة الجنوبية بشكل عام، وترابطها مع الحدود الإيرانية بصورة خاصة.
٣. بالساعة ١٨٠٠ يوم ٧ آذار ٩٩١ وبعد استكمال تطهير الجسر اليوغسلافي، أندفعت الارتال لتنفيذ واجباتها كما يلي:
ا. اندفع الرتل الأيمن فق مشاة ٣٩ نحو مستشفى صدام لتطهيره، ثم واصل التقدم نحو فيلق ٤ أربعة الذي وصله بالساعة ٢١٠٠.
ب. اندفع الرتل الوسطي قيادة قوات المصطفى حرس جمهوري نحو موقع العمارة والجسر الموصل إلى مقر المحافظة، واكمل واجبه بالساعة ٢١٠٠.
ج. قام الرتل الأيسر فرقة مشاه ٤٠ بحركة الإحاطة الواسعة طبقاً للخطة المرسومة ووصل إلى المستشفى العسكري وفرض سيطرته عليه بالساعة ٢١٠٠.
٤. شهد يوم ٨ آذار ١٩٩١ اندفاعاً وحماساً عالين من قبل الجميع لإنجاز تطهير مقر المحافظة ورفع العلم العراقي عليه وإكمال تنفيذ بقية المهمة واندفعت الارتال بالساعة ٧٠٠ لتطهير المقاومات والجيوب وتحرير أهدافها كما يلي
ا. بالساعة ٨٠٠ وصل مقر قيادة الرتل الى شرقي مدينة العمارة أمام جسر المشرح للاشراف مع مقر فق مش ٤٠ على معركة تطهير القسم الشرقي للمدينة وادامة التماس مع قوات الحرس الجمهوري المندفعة صوب العمارة من الجنوب حيث تحقق التماس بالساعة ١٥٠٠.
ب. بالساعة ١٣٠٠ توجه مقر قيادة الرتل نحو الجسر الصغير المؤدي الى مبنى المحافظة وبعد استطلاع الموقف تم اصدار الأوامر الى قائد فق مش ٣٩ بعد إستدعائه لاسلكياً وطلب منه تهيئة لواء مشاة أو فوج في الأقل حيث كانت القوة القتالية للقطاعات الموجودة في المنطقة ضعيفة من حيث الأسلحة والاليات والاشخاص وبالساعة ١٦٠٠ وبعد أن تمت تهيئة فوج ولخطورة الموقف ووجوب تنفيذ أوامر القيادة ، تولى قائد الرتل قيادة الصولة بنفسه رغم قلة عناصر القتال لديه والتي كانت تتكون من قوة الحماية وقائد فل١ ول، أظهر وعم ر مجد وثلاثة ضباط من م.. ا.س.س. ع.ع. وفي صولة عزومة الى مسافة ١٨٠٠ م تم اقتحام الجسر وصوت قائد الرتل يجلجل عالياً ( طاب الموت وغنى) والمرور قفالاً في طريق طويل مكتظ بالغوغاء الى أن تم وبالساعة ١٧٠٠ تحرير مبنى المحافظة وابلاغ البشرى الى القيادة.
كما شارك في الصولة اضافة الى المقاتلين أعلاه عدد من الرفاق الحزبيين ومدير شرطة العمارة السابق. وكانت الصولة من القوة والعزم بحيث أجبرت الغوغاء على ترك اسلحتهم وتجهيزاتهم وهم يفرون عبر الشوارع والازقة الفرعية تاركين الكثير
من جرحاهم وجثث قتلاهم ، فيما كان جنودنا وضباطنا يندفعون بشكل عفوي ورائع وهم ينشدون ويهزجون مبتهجين للنصر."
"تم يوم ٩ آذار ١٩٩١ تطهير مدينة العمارة باكملها بعد قتال متواصل ليلاً ونهاراً ومن شارع الى شارع. وبالساعة ١٢٠٠ التقى قائد رتل العمارة بالسيد نائب القائد العام للقوات المسلحة في مسكن محافظ العمارة حيث تم خلالها ايجاز قائد رتل العمارة بخصوص واجبات اليوم التالي التي تتضمن تطبيق خطة آمن العمارة كأسبقية أولى ثم تطهير ( كميت، علي الشرقي، علي الغربي، المشرح) كأسبقية ثانية ولغرض تنفيذ ذلك قام قائد رتل العمارة بما يلي، بعد انتقال مقره الى مقر فل ٤ في الميمونة ا. تحرير ق.ق المصطفى لتنفيذ الواجب أعلاه.٢٦. بالساعة ٨٠٠ يوم ١٠ آذار ١٩٩١ باشرت قيادة قوات المصطفى حرس جمهوري واجبها في تطهير مدينة المشرح التي دارت فيها معركة استمرت طيلة النهار، فر الغوغاء على اثرها صوب الحدود مستقلين الزوارق والعجلات، بعد تكبيدهم خسائر كبيرة وأسر أعداد منهم أفادوا بأنهم ينتسبون إلى فيلق ٦ بدر ومالك مالك الأشتر. واستمرت عملية المطاردة حتى خط الحدود في منطقة الشيب. وفي غضون ذلك فتشت القطاعات مدينة المشرح والمناطق المحيطة بها وتركت قوة سرية في مركز المدينة لتأمينها.
٢٩. بالساعة ٨٠٠ يوم ١١ آذار ١٩٩١ تحرك مقر قيادة رتل العمارة نحو مفرق (الشيب -الحلفآية) وحيث كلف قيادة قوات المصطفى بتطهير المنطقة. وأثناء تنفيذ هذه العملية تم الإصطدام بثلاث مقاومات جرى خلالها أسر وقتل ١٥٠ شخصاً من الغوغاء. وفي هذا اليوم أنيطت مسؤولية قيادة قوات حرس جمهوري المتمثلة في المنطقة محصورة (القرنة -جسر القائد) بالفيلق السادس.
٣٠. بالساعة ١٠٠٠ يوم ١٢ اذار تمت مهاجمة قضاء الميمونة، وأنجز تطهيرها بعد معركة انتهت بالساعة ١١٣٠ ، لم يصمد خلالها الغوغاء أمام اندفاع قطعاتنا التي ارتفعت معنوياتها بعد تحرير مدينة العمارة وجود مقر رتل العمارة خلال كل عملية تطهير على الرغم من رداءة الأحوال الجوية وقلة المواد الإدارية.
٣٢. بالساعة ١٣٠٠ يوم ١٣ آذار ١٩٩١ وصل خبر من قائد قيادة قوات المصطفى حرس جمهوري بسقوط مدينة المشرح بيد الغوغاء المعززين بالمتسللين من إيران أثر انسحاب السرية المكلفة بحمايتها. وتم تحريك أحد الوية قيادة قوات المصطفى إلى المشرح مع دبابتين، حيث دارت معركة قاسية مع الغوغاء تكبدوا خلالها خسائر فادحة، ومع ذلك لم تتمكن قطعاتنا من تحرير المدينة، مما اضطرت معه إلى اتخاذ موضع دفاعي وفي ليلة ١٣-١٤ آذار ٩١, واستمرت قطعاتنا بقصف تواجد الغوغاء الذين كانت قوتهم تقدر بحدود ٤٠٠-٥٠٠ شخصاً بالمدفعية والهاونات. بالساعة ١٩٠٠ من اليوم نفسه عقد مؤتمر مع الأمرين تم توجيههم خلاله الى كيفية الدفاع ليلاً ومن ثم شرح تفاصيل خط الهجوم لليوم التالي، حيث كانت الخطة تقضي بتقسيم القوة المهاجمة إلى ثلاثة آرتال وكما يلي
ا . يتقدم الرتل الأيمن بمحاذاة النهر.
ب. يتقدم الرتل الوسطي على الطريق العام مندفعاً صوب مركز المدينة.
ج. يندفع الرتل الأيسر باتجاه شمال شرقي المدينة والسيطرة على جسر غزيل.
٣٣. بالساعة ٨٠٠ يوم ١٤ آذار ١٩٩١ اندفعت الأرتال الثلاثة لتحرير مدينة المشرح بعد ليلة تبودلت فيها إطلاق النار بين الطرفين، وبالساعة ١٣٠٠ دخلت المدينة بعد معركة ضارية تكبد خلالها الغوغاء خسائر كبيرة. وفي مدخل المدينة تناثرت ١٠ جثث لقتلى معممين يرتدون الملابس السوداء وقد ثبت من هوياتهم بأنهم من الفرقة ٤ بدر ولواء مالك الاشتر. وقد تأكد أيضا من استنطاق الأهالي والأسرى بأن عدد أفراد قوة الغوغاء الذين قاتلوا قطعاتنا كان يزيد على ٥٠٠ فرد.
٣٤. بالساعة ١٠٠٠ يوم ١٦ آذار ٩١ باشرت قطعات المصطفى بإشراف قائد رتل العمارة بتطهير القسم الجنوبي من طريق (العمارة -المشرح) وكان يرافق قائد الرتل قائد الفيلق الرابع."
ألقي القبض عليهم أكثر من ٥٠٠٠ شخص. أما عدد المفقودين خارج المعركة فقد بلغ بحدود ١٠٠٠ شخص. كما بلغ عدد قتلى واسرى الغوغاء خلال معارك تحرير بقية مدن وريف محافظة ميسان وبعض اقضية الكوت والناصرية بحدود ٣٠٠٠ شخص".
كانت قوات أخرى للحرس الجمهوري تزحف من البصرة باتجاه جنوب محافظة ميسان كما ورد في وثيقة عن فعاليات الحرس الجمهوري في مكافحة أعمال الشغب " بالساعة ١٠٣٠ يوم ٥ /٣ /١٩٩١ تحرك قائد قوات الحرس الجمهوري وقيادة قوات المدينة المنورة باتجاه قلعة صالح (قاطع فيلق ٦) سالكة طريق جسر الكرمة الميداني الدير- منطقة طلحة ولسوء الأحوال الجوية وعدم تمكن القطعات من العبور من الجسر الميداني في منطقة طلحة توقفت القطعات فيها حيث تمكن قائد قوات الحرس الجمهوري وقسم من هيئة الركن وقائد قوات توكلنا على الله والذي كان بأمرته ل مغ/ ١٠ حرس جمهوري وقائد قيادة المدينة المنورة والمتبقي من قيادته حيث تمكنت هذه القيادة من إعادة النظام إلى المنطقة العزير ومقر فيلق ٦ في قلعة صالح وبنفس الليلة ونتيجة تواجد قطعات قيادة قوات الحرس الجمهوري ومقر قيادة قوات الحرس الجمهوري تعرض قسم من المخربين على قطعات قيادة قوات الحرس الجمهوري وتمكنت القيادة من تدمير القوة المعادية وباشرت في صباح اليوم التالي بعد تحسن أحوال الجوية وتعديل الطريق من قبل أمرية الهندسة العسكرية بالعبور من منطقة طلحة والوصول إلى منطقة قلعة صالح.
تاسعا بالساعة ٩٠٠ من يوم ٣/٧ /١٩٩١ باشرت كلا من قيادة قوات المدينة المنورة حرس جمهوري وقيادة قوات توكلنا على الله حرس جمهوري بواجب مكافحة أعمال الشغب في قاطع فيلق ٦ قلعة صالح وكما يلي
١. قيادة قوات المدينة المنورة حرس جمهوري تطهير الطريق العام -قلعة صالح- جسر حطين الكحلاء- ميسان حيث تم بالساعة ١٠٠٠ يوم ٨/ ٣/ ١٩٩١ الوصول إلى مفرق الكحلاء- ميسان وبالساعة ١٥٠٠ يوم ٨/ ٣ تم تأمين الاتصال مع لمش ٤٤٢ المتقدم من الشمال لتطهير مدينة ميسان.
٢. قيادة قوات توكلنا على الله حرس جمهوري قامت بتطهير منطقة قلعة وقد تم ذلك بالساعة ١٠٠٠ يوم ١٩٩١/٣/٧ .
أحد عشر. يوم ١٩٩١/٣/٩ تم تطبيق مدينة المجر من قبل قطعات قيادة قوات المدينة المنورة حرس جمهوري وتم تطهيرها مع قطعات فيلق ٦.
أثنى عشر بالساعة ١١١٠ يوم ١٩٩١/٣/٩ باشرت قيادة قوات توكلنا على الله حرس جمهوري زائد اللواء المدرع العاشر بتطويق مدينة الكحلاء من الجناح الأيسر وتم فك أسر ٢٤ ضابط من أيدي المخربين وبالساعة ٩٠٠ يوم ١٩٩١/٣/١٠ تم تطهيرها بالكامل واندفع لواء مشاة ١٤ من الجناح الشمالي بأمرة قيادة قوات المدينة المنورة وتم الإلتقاء مع السيد نائب القائد العام السيد عزت إبراهيم في منطقة الكحلاء.
ثلاث عشر. ١٨٠٠ يوم ١٩٩١/٣/١٠ صدر توجيه بنقل مقر قيادتنا وقيادة قوات المدينة المنورة حرس جمهوري وقيادة قوات توكلنا على الله حرس جمهوري إلى محافظة القادسية وتم ذهاب السيد القائد وعودته عند عودته حصلت الموافقة على الغاء هذا التوجيه وتجري الحركة إلى الصويرة.
أربعة عشر. بالساعة ٩٠٠ يوم ١٩٩١/٣/١١ باشرت قيادة قوات توكلنا على الله و ل مغ/ ١٠ حرس جمهوري بتطهير مدينة المشرح وطمع الألتقاء ب ل مش/٣٣ حرس جمهوري وقيادة قوات المصطفى حرس جمهوري اكتمل والتي كان تعمل بأمرة الرتل الشمالي وتم أسر عدد كبير من المخربين وعناصر الشغب وبعض العناصر القيادية والاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة و ألأعتدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق