الأربعاء، 22 أكتوبر 2025

الانتفاضة الشعبانية...اذار ١٩٩١/ صفحة الغدر والخيانة..١٣

 الانتفاضة الشعبانية...اذار ١٩٩١/ صفحة الغدر والخيانة..١٣

قمع الإنتفاضة في النجف



"تم تكليف قوة من مقر القيادة بامرة المقدم الركن محمود بتنفيذ الواجب و قد تمكن من إكماله بعد تنفيذ رمي كثيف بالهاونات والصولة عليه من قبل سرية لواء مدرع ٤٢ حرس جمهوري ‏الذي كان آمرها ملازم أول فاضل وتم بذلك تطهير الصحن بالكامل بالساعة ١٣٢٠ يوم ١٦ آذار ١٩٩١".
من مذكرات العميد الركن معتمد نعمة التكريتي

ذكر وفيق السامرائي في كتابه حطام البوابة الشرقية "بعد أكمال السيطرة على مدينتي كربلاء والحلة اندفعت قوات المحورين، "رتل بقيادة طه الجزراوي قادم من الحلة ورتل بقيادة حسين كامل قادم من كربلاء"، بأتجاه النجف وجرى رشقها بعدة مئات من الصواريخ التعبوية ( لونا) روسية الصنع وانواع أخرى برازيلية. وابرق طه الجزراوي الى صدام قائلاً : "اننا نطبق على النجف وانها فرصة التاريخ لسحق رأس الأفعى".
واثناء تقرب رتلي حسين كامل وطه الجزراوي، بدأ التسابق بينهما. وبينما نستمع للمحادثات عبر الأجهزة اللاسلكية، اذ بحسين كامل يكيل لطه الجزراوي من السب والشتم ما لا يحتمل".
وذكر العميد نجيب الصالحي في كتابه"الزلزالان " طه الجزراوي كان قد تأخر في الوصول إلى النجف بعد تطورات المقاومة في مدينة الحلة وما واجهته من مقاومة عنيفة في طريقه نحو النجف، فقد كثرت الاشتباكات واستمرت على طول الطريق ولقد كان يلاحق الجزراوي شعور بأنه قد تأخر يومين في إنجاز مهمته، فكان يخشى عدم رضا صدام عنه".
عن قمع الإنتفاضة في النجف ‏ذكر محمد الحسناوي في روايته "فندق السلام"، "‏بعد تمركز الجيش في كربلاء، والسيطرة التامة، وأعاده تنظيمه بدأ بالزحف تجاه النجف. كانت مزارع طريق كربلاء مكان انتشار القوات، حيث تمركزت بإعداد وعدة لم يسبق أن تجمعت على مدينة بمثل هذه الأعداد فالمدرعات والدبابات والمدفعية المحملة على الناقلات والراجمات غطت كل طريق كربلاء ومحيط مطحنة النجف، مع تقدم الفرقة الرابعة عن طريق الخط الاستراتيجي، وتسلل اعداد من الاستطلاع العميق والاستخبارات من جهة بحر النجف.
‏ابتدأ الهجوم في ٨:٣٠ مساء بسقوط مئات القذائف على النجف من قبل الجيش واستمر الرمي طوال تلك الليلة وبمشاركة الطائرات السمتية.
‏أجبر القصف المواطنين على الزحف هرباً باتجاه المزارع شمال النجف، وجنوباً باتجاه شواطئها وبساتينها، فغصت الشوارع وكأن النجف قد زحفت برمتها، حيث كانت الشوارع لا تتسع للنازحين، فتراهم يتزاحمون ويتدافعون حفاة للابتعاد عن مديات القصف أو الخروج من المدينة التي أصبحت كالخطوط الأمامية في جبهات القتال، كانت حشود الرجال والنساء تركض وتستغيث، والأطفال تتعلق بأردانها واذيالها وهي تصرخ مع كل قذيفة تسقط أمامهم أو خلفهم، والذي يسقط شهيداً أو جريحاً لا يستطيع أحد الوقوف لانقاذه حتى لو كان من ذويه، والجميع ينادي بصوت عال انه يوم القيامة.
لقد فقدت الكثير من العوائل أطفالها وابنائها، ولم تعرف عنهم شيئا تحت هذا الوابل المستمر من قذائف المدفعية والراجمات وصواريخ الأرض -أرض، التي وجهوا أحدها لإصابة الصحن الشريف، لكنه سقط في نهاية شارع الرسول مخلفاً وراءه دماراً شاملاً لعشرات البيوت، حيث استشهد بين إنقاضها أثنان وثمانون مواطناً. حول بيت السيد محمد تقي الخوئي سقطت العشرات من القذائف التي تسببت في تعطيل سيارة الإسعاف وسيارة الأطفاء اللتين أحضرتا قرب بيت السيد الخوئي للحالات الطارئة. ‏وصل الجيش صباح اليوم الثاني إلى مشارف مقبرة وادي السلام وحي النفط وعلى امتداد الحزام الأخضر زاحفاً باتجاه مركز المدينة، حيث تزحف خلفه فرق الإعدامات والانضباط العسكري والتي تنفذ حكم الإعدام بدون محاكمة لكل من يتخلف عن الرمي 
أو يتراجع أو يهرب، أما أبناء النجف فقد تحصنوا في شوارع النجف وازقتها للدفاع عن مدينتهم.
‏كانت الدبابات تتقدم من محورين باتجاه ساحة ثورة العشرين مع مجاميع من المشاة، المحور الأول كان طريق كوفة -نجف، بعد أن طوق الجيش مستشفى النجف التعليمي بالدبابات واقتحمها بعد قصف طابقها الثالث بالقذائف ليقتل كل من فيها من الجرحى والمرضى الأبرياء ويرمي بعضهم من شبابيك الردهات التي ترتفع سبع طوابق، والمحور الثاني بمحاذاة محطة وقود الكرار حين انقض عليها أكثر من ١٠ منتفضين تسللوا من منطقة الحنانة وأشعلوا النيران في اغلبها مستخدمين القذائف المضادة للدروع.
‏كانت النجف بعد تعزيزات الجيش والقصف المكثف شبه خالية من المواطنين، ولم يبق فيها إلا كبار السن غير القادرين على النزوح، والمقاتلين الشباب الذين صارت تصعب عليهم حتى وجبات الطعام إلا ما ندر
"‏. ‏وذكر"‏ أن قبة الأمام علي تعرضت إلى قصف أحدث في جهتها الشمالية فتحة كبيرة. ‏كان القتال في ساحة ثورة العشرين قتالاً ضارياً سقط خلاله العشرات من الشهداء واستمرت المعارك خمسة أيام بين كر وفر للقوات المعادية وبين ثبات وصمود لم يسبق لمدينة النجف أن تشهد مثله في تاريخها المعاصر..
‏لقد أصبح مركز المدينة محاصراً سواء في الأرض أم في السماء وتتوالى عليه الضربات من كل جانب بمساندة الطائرات التي دمرت المدينة، بالإضافة الى صواريخ أرض -أرض التي أرعبت الناس وحيرت الشباب الذين بدأوا بالانسحاب لقلة اعتادهم، وتمركزوا بمواقع دفاعية، فاسلحتهم أصبحت لا تفي بالغرض مقابل هذا الثقل العسكري المتقدم وقلة الناصر والعتاد.
تقدمت قوات النظام بإعداد كبيرة من المدرعات والدبابات، فانسحب الشباب وأصبح الصحن الشريف محاصراً من كل الجهات عدا باب القبلة وباب الفرج.  ثم تقدمت ثلاثة دبابات واقتحمت الأولى باب الساعة واستباحت حرمة الصحن الطاهر، ثم هجم جنديان من الحرس الجمهوري بالرمان على باب الطوسي، ولم يفلحوا فأقتحمتها أحدى الدبابات وحطمتها.
دخلت قوات الحرس الجمهوري الصحن الشريف بالسلاح الخفيف تساندها دبابتان لتستبيح ضريح الإمام علي وتقتل كل من فيه بلا استثناء، ممن كانوا يلذون بحماه  من المواطنين الذين لم يقاوموا إلا بالدعاء و ولتحطم بطريقة همجية أبواب الصحن الداخلية وجميع أجهزة الطباعة والإستنساخ، وتمزق  بقايا العدد الحادي عشر من جريدة الجمهورية الإسلامية والذي حمل بين طياته أخبار النجف وجهاد أبناءها ضد الطغاة. كان القتل بلا رحمة ولا حرمة للإمام فضلت الجثث متناثرة في كل اروقة الضريح من الشيوخ والنساء والأطفال.
بعد ذلك اتجهت القوات إلى منطقة صافي صفا ومقام زين العابدين لمتابعة الشباب حيث وضعت المتفجرات في جهات مختلفة من مقام زين العابدين لتفجيره.  وتم تفجيره على ثلاث مراحل.
‏في ذات الوقت استمرت الطائرات السمتية بنداءاتها فوق سماء المدينة ودعوتها الشباب المقاتلين والناس الى تسليم أنفسهم الى القوات المتمركزة في الفندق السلام"‏.
وعن ما  حدث في"‏فندق السلام "‏‏ ذكر العميد نجيب الصالحي في كتابه "‏الزلزال"‏، "روى لي مفوض أمن كان ضمن مجموعة الأمن والمخابرات والحرس الخاص والحرس الجمهوري التي نفذت الهجوم المقابل لاستعادة مدينة النجف الأشرف من أيدي الثوار، قائلا: (في مرحلة الاستعداد للهجوم في تلك الأيام، أذعنا نداءات بواسطة مكبرات صوت من الجوامع طلبنا من الشباب "النجفي" التوجه إلى فندق السلام لضمان حياتهم لان قوات الحكومة ستبدأ بتمشيط المدينة بحثا عن الخونة والغوغائيين وقد تجمع في الفندق حوالي أربعمائة شاب استجابة لذلك النداء الذي كنا نعتقد أن فيه نوعا من الإنسانية والفرز العملي بين من شارك في أعمال التخريب وبين من لم يشارك فيها !

ولكن يبدو أن الهدف كان الانتقام العشوائي من كل النجفيين ومن شبابهم خاصة دون تمييز بين من انتفض أو من لم ينتفض! فصدرت الأوامر بقتل الجميع ونقل جثثهم إلى مقابر جماعية أعدت في ضواحي المدينة ! نعم قتلوا جميعا دون تمييز أو حتى تحقيق شكلي".

‏كانت إحدى مهمات قوات النظام ‏العثور على السيد الخوئي واعتقاله. وعن اعتقال السيد الخوئي ونجله ‏محمد تقي الخوئي ورد في مقاله لحفيده السيد جواد الخوئي "كان الإمام الراحل ومن يلوذ به يسكن في دار أبي محمد تقي الخوئي في تلك الأيام. ولا أنسى المواقف المشرفة للمنتفضين من أهالي المشخاب والرميثة والفاو وبعض من أهالي النجف الذي كانوا مرابطين حول دارنا - مكان إقامة السيد الخوئي - والذي فدوا الإمام الراحل بأنفسهم، حيث مثلوا الشجاعة بأجلى صورها، وقد عرض بعضهم عليه تأمين المغادرة إلى إيران، وأبدوا استعدادهم لإيصاله إليها بسلام، إلا أن سماحته أجابهم بالنفي وأنه لم ولم يغادر مربض الأسود النجف الأشرف إطلاقاً، وأنه يفضل البقاء ومشاركة المؤمنين همومهم وآلامهم قائلاً: بماذا أجيب مولاي وسيدي أميرالمؤمنين عليه‌ السلام وأنا أترك مدينته المقدسة نهباً للأحداث والكوارث؟ وقال لأحد المقربين له حين أبدى قلقه مما سيجري في المستقبل: ألسنا على الحق؟ قال نعم. قال يكفينا هذا، وطلب من الشباب المؤمن مغادرة داره حفاظاً علي أنفسهم، فقد كان (قدس سره) يعلم ما تؤول إليه الأحداث من دخول الجيش إلى مدينة النجف الأشرف وإلقاء‌ القبض عليه، قائلاً لهم: لا تربطوا مصيركم بمصيري بل تفرقوا عسى أن تصلوا إلى أهلكم بسلام، وهو ما يذكرنا بقول الإمام الحسين (عليه ‌السلام) لأصحابه: (هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً) وقد كان ذلك في يوم ٢٩ شعبان ١٤١١، أما المتواجدين في بيت الإمام الراحل فهم إضافة إلى العائلة الكريمة، كل من السيد محمد تقي الخوئي والسيد إبراهيم الخوئي والسيد محمود الميلاني والسيد محمدرضا الخلخالي والسيد عزالدين بحر العلوم والسيد جعفر بحر العلوم والسيد جواد بحر العلوم وثلاثة من الشباب المؤمنين القائمين على خدمة الإمام الراحل. وبعد ذلك بقينا في البيت ثلاثة أيام و كان غذاؤنا خلالها فقط الحليب والبسكويت.
وفي اليوم الثالث من شهر رمضان ١٤١١ وفي الساعة الثانية بعد الظهر طلب مني عمي السيد إبراهيم الخوئي أن أصحبه لزيارة عائلته في حي الاشتراكي والذي لا تفصله عن حي السعد إلا مسافة قريبة جداً، وذلك لأن أخباره قد انقطعت عن أهله وكان عمري آنذاك تقريباً ١٢ سنة ، وهو ما أبعد الأضواء عني نظراً لصغر سني.
و بعد أن أخذت الإذن من المرحوم السيد الوالد خرجت بصحبة عمي السيد إبراهيم متوجهين إلى حي الاشتراكي حيث يسكن، و هنا أشير إلى عدم علم الإمام الراحل بخروجنا من المنزل، وكانت الشوارع مقفرة لا حركة فيها إطلاقاً لأن الرعب والخوف سيطر على الناس فلازموا بيوتهم لا يخرجون منها.
وعندما وصلنا إلي دار عمي السيد إبراهيم غمرت عائلته الفرحة بلقائه والاطمئنان على سلامته وسلامتنا معه، بعد أن كانوا قلقين لمشاهدتهم طائرات الهليكوبتر فوق منزل السيد محمد تقي الخوئي - والذي فيه الإمام الخوئي - و بقينا هناك حوالي النصف ساعة وقد أصروا علينا بالبقاء للإفطار عندهم إلا أن السيد إبراهيم اعتذر لعدم علم الإمام الراحل بخروجه من المنزل وربما سيقلق إذا علم بعدم وجودنا، عندها قالوا إذا كان الأمر كما تقولون فسنأتي نحن أيضاً إلى منزل السيد الخوئي، وعند رجوعنا إلى المنزل طرقنا الباب ففتحه لنا السيد محمود الميلاني و السيد جواد بحر العلوم، وما أن أغلقنا الباب حتى أقبلت ثلاث سيارات عسكرية هبط منها مجموعة من الضباط برتب عالية وهم يحملون أجهزة اللاسلكي ويتكلمون بلهجة أهالي الموصل، إن ما يحيط بيتنا كان ملفتاً للنظر، إذ كانت تقف على مقربة منه سيارة إسعاف وسيارة إطفاء، إضافة على الخنادق المحيطة به والتي كان يتحصن بها المجاهدون من الشباب، وكان الوقت قبل الإفطار وقد انتشر أفراد القوات الخاصة في المنطقة بمنزلنا، وكنت أراقب تحركاتهم من شرفتي في الطابق العلوي من المنزل والتي كانت مطلة على الشارع ورغم هذا الانتشار السريع للقوات الخاصة إلا أنهم لا يعلمون أين يقع منزل الإمام الراحل.
في هذا الجو الملبد بالإرهاب أقبل المرحوم الوالد - السيد محمد تقي الخوئي - على السادة المتواجدين في منزلنا طالباً منهم التهيؤ والاستعداد للمصير المجهول، فتوضئوا ولبسوا عمائمهم وجلسوا في غرفة الاستقبال، منهم من يتلو القرآن الكريم، ومنهم من يسبح وهو غارق في التفكير وكيف آلت الأمور إلى هذه الحالة.
أما أنا فكنت أراقب حركة الجيش المحيط بمنزلنا، فقد حركوا سيارة السيد جعفر بحر العلوم وكانت تحمل صورة الإمام الخوئي، وفي أثناء تحريكهم للسيارة خرج أحد المجاورين لنا من داره فاستوقفوه وسألوه عن دار صاحب الصورة - الإمام الخوئي - فأجابهم بعدم علمه، وسبق لي أن قلت: إن المجاهدين كانوا قد هيئوا بعض الملاجئ قرب منزلنا وعندما غادروا المنطقة وضعوا أسلحتهم في هذا الملاجئ وردموها، وتشاء الصدفة أن يعثر أحد الضباط بحمالة بندقية لم تدفن بصورة كاملة، فما كان منه إلا أن يتراجع و يتوقف ليصدر أوامره إلى أفراد القوات الخاصة بحفر الملاجئ حيث فوجئوا بالأسلحة المدفونة، عندها اتصل بمركز القيادة فجاءت عدة عربات محملة بالقوات الخاصة، إذ وصل عددهم إلى ما يقارب المأتين إضافة إلى جهاز الأمن الخاص والمخابرات، حيث تسلقوا أسطح المنازل وطوقوا المنطقة بصورة كاملة، وقد تسلقوا سطح منزلنا دون أن يعلموا أنه منزل السيد الخوئي، ولكن أحد أفراد القوات الخاصة لاحظ سيارة تحمل رقم (٢ نجف) داخل منزلنا فأخبر أحد الضباط الذي بدوره قال: إن هذا البيت هو بيت السيد الخوئي، فاقتحموا الباب وخلال دقائق معدودة امتلأت ساحة الدار بهم، أما الباب الداخلي فقد أخذوا يرمونه بالرصاص حتى فتحوه، وفي هذا الوقت كان المرحوم السيد الوالد واقفاً خلف الحائط في الغرفة فأخذ الضباط ينادي بأعلى صوته: على من في الدار أن يخرج رافعاً يديه، فقال له السيد الوالد: أنا في البيت، فقال له: من أنت؟ قال: أنا محمد تقي الخوئي، فقال الضابط: نحن نبحث عنك وأنت هنا، أخرج وارفع يديك إلى الأعلى وارم سلاحك، فقال له السيد الوالد: لا يوجد عندي سلاح، عندها أوصلوه إلى سيارة خارج البيت بعد الضرب والإهانة وهناك تفاصيل أخرى لا أحب الخوض فيها.
وأعود إلى ما حدث داخل البيت، فقد كان المرحوم السيد الوالد قد أخبر السيد الخوئي قائلاً: توضأ فإن الجماعة قادمون، فلما جاءوا أخرجوه ووضعوه في سيارة عسكرية – تسمى في العراق دبل قمارة - حيث قال له الضابط: أنا عبد مأمور وعلي تنفيذ الأوامر، وكان بيد الضابط ورقة بأسماء الموجودين في المنزل ويقرأ الأسماء ومن ثم يقبض عليهم، ولما رأى السيد الوالد الإمام الراحل ترجل من السيارة التي وضع فيها، وأتى مهرولاً على الضابط قائلاً له: إن الوالد لا يستطيع الركوب في السيارة لأنها عالية فإذا أمكن خذوه بسيارته وأنتم تولوا قيادة السيارة، فقال له الضابط لا يمكن إلا في سياراتنا، فكان إثنان يسحبان السيد الخوئي واثنان يدفعانه لضيق السيارة إلى أن أركبوه وكان معه السيد عزالدين بحرالعلوم والسيد محمد رضا الخلخالي كما وضعوا السيد جعفر بحرالعلوم والسيد الوالد والسيد إبراهيم الخوئي في سيارة أخرى، والسيد جواد بحرالعلوم والسيد محمود الميلاني في سيارة ثالثة، وكل سيارة عليها ثمانية أفراد من القوات الخاصة وهي تحمل سلاح يسمى بالأحادية.
ولا أنسى أن السيد الخوئي طلب من أحد الضباط إبقاء أحد السادة عند العائلة لأنهم بقوا لوحدهم، فقبل الضابط وقال للإمام الراحل نريد القبض عليك أنت المهم ونجلك السيد محمد تقي، وهنا قال السيد الخوئي للسيد محمدرضا الخلخالي أبقي عند العائلة لكن السيد الخلخالي بدوره رفض وقال كيف أبقى هنا ويقبضوا عليك مصيرنا من مصيرك.
وهكذا بقيت أنا والعائلة والأخوة الثلاثة من الشباب القائمين على خدمة الإمام الخوئي، و كانوا يداهمون البيت كل نصف ساعة للتفتيش، أتذكر في اليوم الآخر جاء شخص يرتدي بدلة مدنية يحمل بيده عصا وعمره ما يقارب الستين - أعتقد أنه كان من المخابرات - و خلفه مجموعة شباب كلهم أفندية أرادوا الذهاب لمكتبة الوالد السيد محمد تقي للتفتيش فقلت له: قبل قليل فتشوا المكتبة فأدار وجهه قائلاً للحماية: صحيح، قالوا: نعم، و حين نزل السلم سألته والدتي: أين الإمام؟ فأجاب: هو بخير نحن عندنا شغل بمحمد تقي ومجيد فسألناه أين سيد مجيد، ابتسم وقال: إنه في صفوان.
والآن أروي لكم ما سمعته من المرحوم السيد الوالد، قال: أخذونا إلي فندق السلام (الواقع في طريق كربلاء) وذلك قبل غروب الشمس فلما حل وقت الأذان لصلاة المغرب و العشاء أخذ السادة بالصلاة وبعد إتمام الصلاة سمعت الحرس الخاص يقولون: جاء السيد الرئيس وقد دهشت هل صحيح أن صدام حسين قد أتى، عندها قال لي أحد أفراد الحرس الخاص: السيد الرئيس بانتظارك، فلما دخلت القاعة رأيت المجرم طه ياسين رمضان جالساً إلى جنب السيد الخوئي و قد هيأوا لي مكاناً خاصاً، جلست فيه، فالتفت الجزراوي لي قائلاً: أنت شجاع تذهب إلي كربلاء خمس مرات، فقلت له: من الواضح أن الانتفاضة قد أثرت في الأجهزة الأمنية لأني خرجت مرة واحدة إلى الحرم الشريف (حضرة أميرالمؤمنين عليه ‌السلام) و ألقيت بيان السيد الخوئي ولم أذهب إلى كربلاء المقدسة، فامتعض و بدا على وجهه الغضب و قال لي: لسانك طويل ينبغي قصه، فقلت له: تسألني أجيبك وإذا لم تسألني فلا أتكلم، جلس الجزراوي خمس دقائق وهو لا يتكلم ثم خرج من القاعة غاضباً.
بعد دقائق معدودة جاء أحد الضابط و قال: أين محمد تقي الخوئي؟ فقلت له: أنا محمد تقي الخوئي، فقال: أنت والسيد الخوئي مطلوبان إلى بغداد، فقلت له: اسمح لي بأن يأتي معنا بعض المساعدين لأن السيد الخوئي لا يتمكن من الحركة بدونهم، فقال لي: لا يوجد مجال فقط أنت والوالد، هذا ما كان بعد ساعة من أدائنا لصلاة المغرب والعشاء تقريباً.
يقول السيد الوالد لما توجهنا إلي فندق السلام أدخلوني مع السيد جعفر بحرالعلوم في قاعة كبيرة ورأيت أمامي في انتهاء القاعة أعمدة خشب فقلت في نفسي: إننا متوجهون إلى الشهادة لا محالة، و قلت للسيد جعفر: يا أبا أحمد هل تشهدت؟ فقال لي: وهل خفت يا صاحبي؟ قلت له: كلا لم أخف ولكن هؤلاء لا مانع عندهم من أن يقتلونا: فأبتسم السيد جعفر وقال لي: أنا منذ زمن تشهدت.
ويستمر المرحوم الوالد في رواية المشهد المؤلم، يقول: ركبنا أنا والسيد الخوئي سيارة عسكرية حيث جلس السيد الخوئي في المقعد الخلفي وأمامنا ضابط  وورائنا سيارة عليها رباعية إضافة إلى أربعة من أفراد الحرس الجمهوري الخاص وأمامنا خمس سيارات و مثلها خلفنا وتوجهنا إلى بغداد والطريق مليء بالدبابات والجيش والحرس الجمهوري و الأمن الخاص.
توجهت السيارة التي تقلنا إلى مقر الأستخبارات العسكرية بعد أن اجتزنا نفقاً طويلاً، وقد سألني السيد الخوئي قائلاً: أين نحن الآن؟ فقلت له: إننا في مقر الأستخبارات، فسمعني الضابط الذي يجلس أمامنا فقال لي: ماذا يقول الشيخ؟ لأن السيد تكلم معي بالفارسية، فقلت له: يسألني عن المكان الذي نحن فيه فقلت له: إنه مقر الأستخبارات، فقال لي: ومن أين تدري أن هذا المكان هو مقر الأستخبارات؟ فقلت له: سبق أن أتيت إلى هنا.
توقفت السيارة وأنزلوني وأخذوني إلى سجن انفرادي بعد أن أخذوا السيد إلى مكان مجهول.
وكان الوقت حينها حوالي الساعة العاشرة ليلاً فجلست بزيّي في زاوية من السجن المظلم الذي لا يرى فيه بصيص ضوء وبدأت الأفكار تتزاحم في رأسي حول المصير الذي ينتظرنا ودار في ذهني إعدام السيد الشهيد الصدر وأخته العلوية بنت ‌الهدى وبينما أنا كذلك وإذا بشخص يقول لي: أنت محمد تقي؟ فقلت له: نعم، فقال لي: أنا جارك في النجف وللجار حق على جاره أطلب مني ما تريد، فقلت له: أولا كيف حال السيد الوالد؟ قال بخير، فقلت له: ثانياً إذا حان وقت صلاة الصبح فاطرق علي الباب، بعد مدة جاء ضابط ففتح الباب وهو يضحك و يستهزيء بي قائلاً: يا محمد تقي هل تريد أن ترى والدك؟ فلم أجبه، فقال: إن الحظ قد حالفك، قم فإن والدك يريدك، وأخذني في دهاليز لا حدود لها إلى أن انتهى إلى غرفة أدخلني فيها فرأيت كبار الضباط جالسين وعلى رأسهم صابر الدوري مدير الاستخبارات والذي أصبح فيما بعد محافظاً لمدينة كربلاء المقدسة وضباط آخرون أمثال وفيق السامرائي وبأيديهم بيان السيد الخوئي الذي أصدره في الإنتفاضة الشعبانية فجلست إلي جنب السيد الوالد سائلاً إياه: هل أعطوك شيئاً؟ فقال: لا، لكنهم يسألوني عن السيد مجيد، وكانوا يتناقلون بيان السيد الخوئي بين موافق ومخالف فبعضهم يقول: إن السيد يدعوا في بيانه إلى عدم الفوضى والتجاوز على حقوق الآخرين وعدم ترك الجثث في الشوارع إلى غير ذلك من الأمور التي نهى عنها الإسلام، في حين يرى آخرون خلاف ذلك، وبدأ التحقيق معي حيث استمر أكثر من ثلاث ساعات ولما انتهى التحقيق أخذونا (أنا والسيد الخوئي) إلى سجن آخر، وهناك حكى لي السيد الوالد أن الضباط كلما جاءوا إليه وشاهدوه في حالة صحية سيئة سألوه عما إذا كان يريد شيئاً، فأجابهم السيد الوالد: أريد ابني السيد محمد تقي وهو الأدرى باحتياجاتي، وقد عانى السيد الوالد كثيراً من الذهاب إلى التواليت نظراً لعدم وجود الماء فيه وصعوبة الوصول إليه، ثم جاءوا و أخذوني إلى التحقيق الذي تكرر فى هذا اليوم خمس مرات مع تفتيشي تفتيشاً دقيقاً، ولما رجعت من التحقيق سألت السيد الوالد: هل تناولت شيئاً، فقال لي: أعطوني عصير البرتقال، فقلت له: لماذا شربت، فقال لي: يا ولدي منذ ثمان وأربعين ساعة وأنا لم أتناول شيئاً فماذا أصنع؟
لقد بقينا لمدة يومين في هذا السجن وأخذونا بعدها وعند الصباح إلى صدام
" 
عرض التلفزيون العراقي في حينها مقابلة السيد الخوئي مع صدام حسين ودار هذا الحوار بينهما:
" الخوئي: اسأل الله تبارك وتعالى أن يسدد خطاك، وأن يحفظك من شر الدنيا والآخرة، وأحمد الله على نعمته، وأرجو أن يديم نعمته عليك، كثير أشكرك، الله يعلم، وأدعو لك ( غير واضح) والشدائد في الدنيا والآخرة إن شاء الله.
صدام: الله يبارك بيك
الخوئي: (غير واضح) المنشور الذي كتبت ومنعت الناس من التعرض (غير واضح) الأموال (غير واضح) حتى أنك سمعت يومها أن كثيراً من الجثث كانت في الجادة وماكان أحدٌ، بلي، يتجرأ أن يدفنهم أو يغسلهم (غير واضح).
صدام: هل يجوز سيد أن يحصل هذا الذي حصل باسم الدين؟
الخوئي: لا، مو بأسم الدين، باسم (غير واضح) عام ، اشلون يصير دين؟ أيّ دين؟ أكو دين ينهب أموال الناس؟
صدام: (غير واضح) بشكل مزيف ولكن يعملوا كل هذه الاعمال باسم الدين. 
الخوئي: أبداً مو باسم الدين، لا ربط لهم بالدين. 
صدام صامت يتأمل...
الخوئي: جئت بخدمتكم أرجو أنه، شكراً لله تعالى أنك تمكنت من إخماد هذه الفتنة ، وأشكرك على ذلك.
صدام: الحمد لله.
الخوئي: الحمد لله
صدام: نهاية الذين اجبروا على حال، الله غفور رحيم.
الخوئي: بلي، بلي، اليوم يطلع يريد مال ويريد حساب وية واحد، يكتلها لأن، طبعاً، اليوم جثث بقي بالجادة لا يتجرأ أحد.صدام: حتى أن يدفنها أو أن يريد (غير واضح
) 
الخوئي: (غير واضح)
صدام: يريد الذهاب (غير واضح)
الخوئي: لقد كلفت جماعة، أخذوا الجنائز وكفنوها ودفنوها، لابد من ذلك.
صدام: فهمت عندك سيارتين مسروقة من سياراتك
الخوئي: بلي ... لا ، كسروه
صدام وكأنه يسخر من لغته: كسروه؟
الخوئي: بلي كسروه شخص بجنب الخوئي ولعله ابنه: (غير واضح) حطموها
صدام: شنو نوع السيارات؟
شخص بجنب الخوئي: مرسيدس (غير واضح)
صدام: اشلون صحتك الآن
الخوئي: كما ترى حالتي، قريب من الموت والموت مني قريب.
صدام: الموت حق، لكن إن شاء الله عمر طويل، أهلاً وسهلاً
الخوئي رافعاً كفيه: اهلاً بكم الخوئي: (غير واضح ) أرغب في زيارتكم لكن في غير هذه الظروف.
صدام: سبحان الله ، اللي يريدو الله هو اللي (غير واضح) ".
ويضيف حفيده
 أن الرئيس صدام "قال للسيد الخوئي هل ترضى بقتل المسلمين؟ فأجابه رحمه الله: ومن يرضى بقتل المسلمين؟ وقال صدام أنت يا سيد محترم – مخاطباً السيد الخوئي- لكن أولادك! – ويقصد السيد عبد المجيد والسيد محمد تقي -.
طلب السيد الخوئي من صدام إطلاق سراح السجناء فتظاهر صدام بعدم معرفته بوجود سجناء و أدار بوجهه إلى صابر الدوري مستفهماً فقال له: نعم سيدي، وقال السيد الخوئي لصدام العفو عند كرام الناس مقبولوا, صدام قائلاً حتى المجرمين؟ السيد الخوئي العفو عند المقدرة. عندها التفت إلى السيد الخوئي قائلاً: عندما ترجع إلى النجف ستجدهم أمامك.
تم إرجاع السيد الخوئي إلى مدينة النجف الأشرف وبسيارات عادية وقد بقي في بيت نجله السيد محمد تقي في حي السعد ما يقارب العشرة أيام حيت انتقل إلى منزله في الكوفة وطيلة هذه الفترة كان يرابض حول البيت اثنا عشر فرداً من الأمن والمخابرات وكان اثنان منهما يصاحباننا عند خروجنا من المنزل علماً أن السيد الوالد كان ممنوعاً من الخروج ".
اعتقلت قوات النظام  المتواجدين في بيت الخوئي وهم السيد إبراهيم الخوئي والسيد محمود الميلاني والسيد محمدرضا الخلخالي والسيد عزالدين بحر العلوم والسيد جعفر بحر العلوم والسيد جواد بحر العلوم.
وجميعهم اعدموا من قبل النظام واعتقد أن العميد نجيب الصالحي كان يشرح مصير هولاء عندما قص هذه الرواية في كتابه "الزلزال"، " كان اللواء الركن صباح إسماعيل فرحان التكريتي، قائد الفيلق الرابع نهاية عام ١٩٩١، يردد مع نفسه ولكن بصوت مسموع عبارة (اتلفوا أضابيرهم) وكررها عدة مرات مع نوع من الحسرة والتأفف البالغين، قلت، ما هو الموضوع؟ هل هي نكتة جديدة في بغداد ؟
قال، لا، إنها مأساة مررت بها ولم تغادر ذاكرتي منذ بداية العام وحتى هذه اللحظة.. وسأحكيها لك.. قال، عندما كنت قائداً للفرقة الرابعة مشاة، كلفت في آذار ١٩٩١ بالهجوم على الحلة والنجف لتطهيرها من "الغوغائيين" وتحت امرة طه الجزراوي وحسين كامل، وفي النجف حيث التقيت طه الجزراوي في مقره وكان "عبد الرحمن الدوري وماهر عبد الرشيد وعناصر من الحرس الخاص والحمايات" جالسين أيضا .. الخ.
دخل علينا أحد المخبرين وقال .. (توجد مجموعة من علماء الدين مجتمعين في أحد البيوت واعطى العنوان والدلالة كاملة .. فاهتم الجزراوي بذلك وصرخ يأمرهم، "كتفوهم واحضروهم فورا"، وبعد مدة تم إحضارهم وكانت تظهر عليهم الهيبة والوقار ويتقدمون باتجاهنا بثقة واطمئنان وتعرف بعضنا على أحدهم وهو ابن السيد الخوئي وكان الخوئي قد أرسل إلى بغداد بناءاً على أوامر من صدام نفسه.
وخاطبهم طه الجزراوي: على من تتآمرون يا خونة ؟
أجابه أحدهم: لا .. نحن لا نتآمر .. هدفنا تهدئة الأمور وقد أوصينا الناس بذلك ونعمل على حفظ الأرواح ونتجنب سفك الدماء ما أمكن، وهنا أومأ الجزراوي إلى ضابط الحماية قائلا: "اتلفوا أضابيرهم!"
وأضاف محدثي "صباح التكريتي" .. فهمت من عبارة "اتلفوا أضابيرهم انه أمر بإعدامهم واقتيد العلمــاء الثمانية إلى مقر قوات النداء حرس جمهوري لتنفيذ الإعدام فيهم رميا بالرصاص .. وتم ذلك بالفعل ..!!
وبعد ذلك اتصل صدام هاتفياً، يريد أن يرى هذه المجموعة من العلماء، ويبدو انهم كانوا موضوع حديث للسيد الخوئي مع صدام، فأصبح الجميع في مأزق ولا بد أن يتدبروا الموضوع ويلبوا طلب صدام، رغم أن هذا الفعل، وهو قتل رجال الدين، لا يعرض أحدا إلى المحاسبة وانما بالعكس في تلك الفترة بالذات يعتبر صفة للولاء والشجاعة!
ماهر عبد الرشيد .. اقترح أن يقولوا أن الغوغاء قتلوهم !
عبد الرحمن الدوري .. اقترح وضعهم داخل عجلات مقلوبة على الطريق فيبدو موتهم وكأنه حادث!
ثم قال صباح: لا اعلم كيف تم تدبير الموضوع!
ولكن كان يبدو عليه تأثر شديد لما حدث دون أن يعلن ذلك صراحة وكان يردد بين الحين والحين ساخرا من عبارة "اتلفوا أضابيرهم"، وعند وصولنا الناصرية ولقائنا بالمحافظ اللواء الركن عبد الإله العناز .. أعاد صباح سرد الحكاية نفسها وبذات التفاصيل والأسلوب ودون أي تحفظ أيضا!
بقيت هذه القصة تتردد في ذاكرتي أنا أيضا وكنت أحاول تكملة جوانبها الأخرى وبدأت ابحث عن رواية أخرى اكثر صدقا ! وكيف تم تنفيذ حكم الإعدام بمجموعة علماء الدين ومتى ومن هو المسؤول .. الخ ؟ وبعد عام، التقيت بأحد الضباط في مقر قوات النداء حينذاك .. وقلت له سمعت كذا وكذا (رويت له ما سمعت) ما هو رأيك هل في الكلام مبالغة ؟ فقال: الكلام صحيح، ولكن القصة ناقصة وسأروي لك الفصل الثاني منها والذي بقي غامضا، قلت: ما هو ؟ قال: جيء بهؤلاء العلماء إلى مقر قوات النداء.. حيث كان القائد العميد الركن "معتمد التكريتي" واخبروه بان هؤلاء محكوم عليهم بالإعدام وعليك إعدامهم خلال (٣٠) دقيقة وإخبار "طه الجزراوي" بذلك ..
قال معتمد مع نفسه وسمعه قريبون منه، "هاي ورطة جديدة ! ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟" وبدأ يماطل في تنفيذ الإعدام وكان كل نصف ساعة تقريبا يأتي إلى مقر القيادة مسؤول حماية الجزراوي ليتأكد من تنفيذ الإعدام، ويعطيه معتمد عذرا ليصرفه بعض الوقت عسى أن تنجلي بعض الأمور ولكن طه الجزراوي كان يلح في موضوع الإعدام كثيراً ومعتمد يدعو الله سبحانه على تخليصه من هذه الشدة وكان ينتظر وصول حسين كامل عله يؤثر عليه ويمنع تنفيذ الإعدام وخلال ذلك الوقت الحرج جاء مرافق الجزراوي ليخبر معتمد قائلا ..
الرفيق طه يقول، أمامك ثلاثون دقيقة فقط لتنفيذ حكم الإعدام بهؤلاء الخونة وإلا سأخبر صدام وأقول له انك متخاذل أو ... الخ ..
وصل حسين كامل الذي استقبله معتمد على الفور شارحا له الموقف وأجابه حسين أمام عدد من الضباط لماذا يعدمون، انهم لم يفعلوا شيئا وأبدى تعاطفه الظاهري معهم، ولكنه لم يصمد أمام إصرار الجزراوي على إعدامهم والذي هدد ثانية بإخبار صدام بهذا التردد والتخاذل، ( فما كان أمام قائد قوات النداء إلا أن ينفذ حكم الإعدام برجال الدين الثمانية على مضض منه).
 

بالنسبة للسيد محمد محمد باقر الصدر فقد ورد في كتاب السيد اليعقوبي الصدر الثاني كما عرفته "لما شعر بعض زعماء المجاهدين ان الثورة بدأت تضمحل وتتميع في ظل هذه القيادة الدينية وقد جُردوا من الصلاحيات كما انهم لم يروا أي تفكير في توسيع الثورة الى بقية المحافظات والزحف نحو بغداد وتدعيمها أحسّوا بالحاجة الى قيادة (حركية) جديدة تجتمع فيها صفات الوعي والشجاعة والحزم والرصيد الاجتماعي فوجدوها متمثلة في شخص السيد الشهيد الصدر (قدس سره) ولا ادري ان كان ذلك باشعار من الأخ زيد البغدادي الذي كان معهم او غيره، المهم انهم التفتوا الى السيد (قدس سره) وعرضوا عليه الأمر فوافق عليه.
هذا وقد بدأت قوات الحرس الجمهوري بالزحف نحو مدينة النجف وبدأ قصف مدفعي بعيد يطول احياناً البيوت المتطرفة في شمال شرق المدينة (باتجاه مثلث الحدود بين النجف والحلة وكربلاء حيث عبرت القوات نهر الفرات جنوبي مدينة الكفل) كان ذلك بعد ظهر يوم الثلاثاء ١٩٩١/٣/١٢ وفي يوم الاربعاء التالي وكانت اصوات قذائف المدفعية والدبابات تُسمع في ارجاء المدينة لكن من دون ان يطالها والشارع العام يتحدث عن معارك بالاسلحة الثقيلة وتراجع قوات الحرس الجمهوري الزاحف على النجف، أقول في ذلك اليوم صليت الظهر والعصر خلف سماحة السيد (قدس سره) في جامع الهندي وبعد انتهاء الصلاة أحيط بحماية مكثفة ورجال مسلحين وصيحات التكبير والتهليل والصلاة على النبي وآله تشايعه حتى الحرم الشريف ومذيع الانتفاضة يطلق كلمات الترحيب واستقبال الزعيم المجاهد سماحة آية الله السيد محمد الصدر وكنت ضمن المجموعة التي رافقته بعد أن صليت خلفه ولكن من دون ان اعلم بسر هذا التغيير الذي حصل اليوم رغم انه كان يخرج من المسجد يومياً بشكل اعتيادي من دون هذه الهالة والضجيج ومن غير حماية مسلحة.
وصعد السيد على سطح (الكشوانية) المواجهة لباب القبل والناس تجتمع في الصحن الشريف وهم يقابلونه بالهتافات والقى كلمة ارتجالية مختصرة حث فيها على نصرة الثورة الاسلامية المباركة ودعمها والمشاركة فيها لعل الله سبحانه يرحم هذا المجتمع وينشر لواء الاسلام في ربوع هذا البلد المقدس
".
ثم نزل السيد وركب سيارة شوفرليت -جي أم سي وصعدت معه وشخص آخر عرفني عليه السيد هو عبد الرسول الكرمي واكتظت السيارة بالمسلحين وأوصلنا السيد الى داره. اشتدت أصوات القصف ودخل الجيش مدينة النجف من جهة شمال الشرق يوم الخميس ٣/١٤ واسترجع المراكز الرئيسية على شارع الكوفة ووصل إلى جامعة النجف الدينية حيث كان السيد وعائلته مع السيد محمد كلانتر وعائلته وبعض طلبة الجامعة يختفون في السرداب تحاشياً للقصف واعتقلوا جميعا وسيقوا الى منطقة الرضوانية في الضواحي الشمالية الغربية لبغداد حيث خصصت لاحتواء المعارضة وكان وفد السيد ومن معه أول الداخلين الى المعسكر".
من جهة السلطة فقد ورد في مذكرات الفريق حازم عبد الرزاق الأيوبي قائد سلاح الصواريخ عن قصف مدينة النجف ‏في آذار ١٩٩١، "تم تنفيذ ضرب الأهداف في قاطع النجف يوم ٣/١٢ واستمرت لغاية ١٦ /٣ وبلغ مجموع ما تم رميه:٤ صواريخ لونا، ٥٠ صاروخ أس أس ٦٠، ٢٤٥ أس أس ٣٠ ، ٥٥ صاروخ أبابيل".

‏كذلك ورد من جهة السلطة وفي تحليل لقيادة قوات النداء الحرس الجمهوري عن معركة أعمال الشغب في القاطعين الشمالي والجنوبي عن قاطع النجف،
"المهمة:  تهجم قيادة قوات النداء حرس جمهوري والقطعات الملحقة بها بالساعة ٧٣٠ يوم ١٩٩١/٣/١٣ على العدو المتواجد في مدينة النجف وتدميره وتطهير المدينة من المخربين.

التنفيذ: يجري التنفيذ بصفحة واحدة وكما يلي:


ا. يهجم لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري بالساعة ٧٣٠ يوم ١٣ اذار ٩١ على العدو الكائن على طريق كربلاء- النجف وتدميره وتطويق مدينة النجف من جهة الغرب وادامة الأتصال مع لواء مشاة ٤.
ب. لواء مشاة ٢٧ حرس جمهوري يعقب لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري لتطهير المناطق التي احتلها لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري
"

وعن التنفيذ ‏ورد في مذكرات قائد قوات النداء حرس جمهوري ‏العميد الركن معتمد نعمة التكريتي عن تطهير مدينة النجف :‏ بتاريخ ١١ آذار ١٩٩١  صدرت الأوامر لي بترك لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري في مدينة كربلاء بأمرة قيادة قوات القدس حرس جمهوري وتحرك مقر القيادة لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري باتجاه مدينة النجف سالكاً طريق الخط الاستراتيجي.

١٧٠٠ يوم ١٢ آذار ١٩٩١ ‏تحرك مقر القيادة ولواء مدرع ٤١ حرس جمهوري ناقص ‏كتيبة دبابات ٧٣ إلى مدينة النجف على طريق الخط الاستراتيجي.

بالساعة ٧٠٠ يوم ١٣ آذار ١٩٩١ شرع لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري والوحدات المتجحفلة معه بالتقدم باتجاه النجف وتم توجيه اللواء بضرورة إدامه التماس والتنسيق من الجانب الأيسر مع فرقة ٤ ‏التي عبرت من اتجاه ناحية الكفل إلى مدينة النجف ‏وهي حالياً تقوم بتطهير الأحياء السكنية في ضواحي المدينة الشمالية وتم التأكيد على آمر اللواء بأن يكون محور لوائه غرب الطريق العام  ‏أي أن الطريق العام كربلاء- النجف خارج مسؤوليته. ‏وقد تمكن اللواء من تطهير بعض الأحياء ‏السكنية ‏وإزاحة بعض المقاومات الموجودة في منطقة المقبرة. 

‏وبالساعة ١٤٠٠ من نفس اليوم حضر قائد فرقة‏ أربعة العميد الركن صباح اسماعيل الفرحان إلى مقري للتنسيق بصدد تطهير المدينة. ‏وقد اتفقنا مبدئيا على استمرار تطهير الأحياء السكنية القريبة هذا اليوم والتهيئة لتطهير المدينة يوم غد.

‏وفي المساء حضرت إلى مؤتمر مسائي ينعقد بصدد تطهير مدينة النجف وكان الحضور هم السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ طه ياسين رمضان والسيد الفريق الركن حسين كامل ‏والفريق الركن المتقاعد ماهر عبد الرشيد الذي كان يشغل منصب قائد الفيلق السابع سابقا و المكلف حاليا من قبل السيد الرئيس القائد حفظه الله بمرافقة فرقة أربعة في هذا الواجب ‏كمستشار عسكري للسيد النائب الأول وقائد فرقة أربعة ‏العميد الركن صباح اسماعيل فرحان والمسؤول الحزبي لهذه الفرقة.


‏وكان مكان الاجتماع حافلة نقل الأشخاص نوع كوستر وبعد شرح الموقف من قبل قائد فرقة أربعة وأنا طلب السيد النائب الأول ‏ منا نحن القادة بيان الخطة التي سوف ‏نقوم بتنفيذها في اليوم التالي.

‏وعلى خريطة عسكرية بمقياس واحد/ ١٠٠٬٠٠٠ قام ‏العميد قائد فرقة أربعة بشرح مفصل لمجمل ‏خطة كان قد وضعها بنفسه قبل حضور هذا المؤتمر. ‏وقد لاحظت أن الخطة التي وضعها قائد فرقة أربعة معقدة وصعبة التنفيذ واحتمال ‏أن يكون هناك خطأ من قبل بعض الوحدات خلال تنفيذ العملية بما قد يؤدي إلى فشل الخطة ‏ووقوع خسائر ‏لكثرة النيران الصديقة. وبعد أنهى قائد فرقة ٤ ‏من شرح ‏خطته طلب ‏مني السيد النائب الأول بيان تصوراتي حول خطة قائد فرقة أربعة وقد بينت له مساوي هذه الخطة وصعوبة تنفيذها من قبل القطاعات وعرضت عليه خطة مبنية على أساس بقاء فرقة أربعة في الأماكن التي وصلتها وتكون قاعدة  أمينة لانطلاق قيادة قوات النداء حرس جمهوري ‏باتجاه المدينة من جهة الشمال وتطهير كافة الأحياء السكنية غرب وشمال الطريق العام الذي يربط كربلاء مدينة النجف وحتى الوصول إلى ساحة ثورة العشرين والطريق الذي يربط النجف بمدينة الكوفة الملاصقة تماما لها وبعد أنهيت شرح خطتي لتنفيذ الواجب وافق الجميع عليها وتم تحديد ساعة س لذلك وهي الساعة ٧:٠٠  صباح يوم ١٤ آذار ١٩٩١.

‏بالساعة ٨٠٠ يوم ١٤ آذار ١٩٩١ تمكنت وحدات لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري من تطويق المدينة من ناحية الغرب ومنطقة بحر النجف بعد اخترقت ‏قسم من وحدات هذا اللواء منطقة المقبرة باتجاه غرب المدينة. ‏أما بقية الوحدات فهي مستمرة بالتقدم باتجاه أهدافها وقد  صادفتها بعض المقاومات المتوسطة في بعض المحاور حيث كانت ‏زمر الخيانة تستفاد من الأبنية والمنشآت الحكومية ‏في تخفيها وفتح النار على القطعات.  وبحلول ‏منتصف النهار تمكنت كافة الوحدات من الوصول إلى أهدافها وكانت الخسائر طفيفة جدا والمقاومات ضعيفة ‏إذا ما قارناها بالذي حدث في مدينة كربلاء.

‏أصدرت أوامري إلى كافة الوحدات بضرورة إكمال النقص ‏والتعويض فورا ‏والاستفادة من بقية النهار في تطهير وتفتيش الاحياء السكنية وفتح السيطرات في التقاطعات المهمة ‏للسيطرة على حركة المدنيين الذين طلبنا منهم مغادرة الأحياء التي تقع تحتها سيطرة زمر الخيانة والغدر وتقديم المساعدة لهم وخاصة الجرحى منهم حيث وجدنا الكثير من الأهالي أطفال وكبار جرحى بسبب إطلاق النار عليهم من قبل زمر الخيانة ‏لمنعهم من مغادرة دورهم ومحاولة الاستفادة منهم في التخفي والهروب بواسطتهم بعد إجبارهم بذلك تحت تهديد السلاح. وفي المساء تم عقد المؤتمر المسائي مع السيد النائب الأول وتم شرح الموقف من قبلي للحاضرين وقد أثنوا جميعا على كفاءة القيادة مما حققته في هذا اليوم وبعد ذلك قمت بعرض الخطة التي وضعتها بنفسي قبل الحضور إلى ‏المؤتمر وقد وافق الجميع عليها وكان مجمل الخطة ‏هو أن تقوم قيادة قوات النداء حرس جمهوري بإكمال تطويق مدينة النجف من جهة الغرب والجنوب وتطهير القسم الأكبر من أحياء السكانية والأهم من ذلك هو تطهير العتبات المقدسة من زمر الخيانة والغدر. وتقوم فرقة ٤ بالتقدم باتجاه مدينة الكوفة وتطهيرها حيث يوجد في هذه المدينة ضريح مسلم بن عقيل.

‏بالساعة ٧٠٠ يوم ١٥ آذار ١٩٩١ باشرت قيادتنا بإكمال تطهير مدينة النجف وكانت المقاومات ضعيفة ما عدا منطقة العتبات المقدسة إذ يوجد ضريح الإمام علي كرم الله وجه ومنطقة الأسواق المحيطة به حيث ‏انسحب ‏معظم الخونة ‏إلى هذه المنطقة ‏وقاموا بترتيب دفاع قوي ‏في منطقة الصحن. ‏وكانت الخطة تقضي بقيام الفوج الأول الحرس الخاص بالهجوم على منطقة الأسواق وتطهير الصحن ولم يتمكن الفوج من أكمال واجبه في هذا اليوم لشدة المقاومة وطلبنا منه بضرورة تسديد الخناق عليهم تمهيدا لطردهم نهائيا. أما بقية وحدات القيادة فقد أكملت واجبها وباشرت بسد النقص والتعويض وتفتيش الدور والأحياء السكنية والقاء القبض على الخونة والهاربين من العسكريين. ‏وفي صباح اليوم التالي وبالساعة  ٨٠٠  يوم ١٦ آذار ١٩٩١ باشر الفوج الأول الحرس الخاص بالهجوم على منطقة الصحن وقد تمكن من تطهير منطقة الأسواق وفي هذه الأثناء استشهد آمر الفوج لشدة المقاومة مما أدى إلى ‏ ‏توقف وحدات الفوج على إكمال ‏الواجب. ‏وبعد ذلك تم تكليف قوة من مقر القيادة بامرة المقدم الركن محمود  بتنفيذ الواجب و قد تمكن من إكماله بعد تنفيذ رمي  كثيف بالهاونات والصولة عليه من قبل سرية لواء مدرع ٤٢ حرس جمهوري ‏الذي كان آمرها ملازم أول فاضل  وتم بذلك تطهير الصحن بالكامل بالساعة ١٣٢٠ يوم ١٦ آذار ١٩٩١.
‏وبالساعة ١٦٣٠ من يوم ١٦ آذار ١٩٩١ تم أخبار السيد الوزير بالموقف وقد تم إرسال الموقف إلى السيد الرئيس القائد حفظه الله بإكمال الواجب وتطهير مدينة النجف نهائيا وبنفس الوقت أخبرنا السيد الوزير بالتحضير للتنقل باتجاه مدينة الديوانية.
 ورد في نفس التقرير"بالساعة ٧٠٠ يوم ١٣/ ٣ /١٩٩١ شرع اللواء مدرع ٤١ حرس جمهوري بالتقدم باتجاه مدينة النجف وتم توجيه اللواء بالتنسيق فرقة ٤ التي عبرت من اتجاه ناحية الكفل. وبالساعة ١٤٠٠ حضر السيد قائد فرقة ٤ الى مقر القيادة للتنسيق بصدد تطهير المدينة وتضمنت الخطة أن تكون مسؤولية تطويق المدينة وتطهير القسم الأكبر من مسؤولية قيادتنا وكانت مسؤولية فرقة ٤ التقدم اتجاه الكوفة لتطهيرها.
بالساعة ٨٠٠ يوم ١٤/ ٣ /١٩٩١ تمكنت وحدات لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري من تطويق المدينة من ناحية الغرب ومنطقة بحر النجف ووصول بقية الوحدات إلى ساحة ثورة العشرين. وفي اليوم التالي ١٥/ ٣ /١٩٩١  صدرت الأوامر بقيام الفوج الأول حرس جمهوري بالهجوم على الصحن وتطهيره ولم يتمكن الفوج من تنفيذ الواجب نتيجة لاستشهاد آمر الفوج  العميد الركن مصطفى مما أدى إلى تخصيص قوة من مقر القيادة بأمره المقدم الركن محمود  بتنفيذ الواجب وتم إكمال الواجب بعد تنفيذ رمي مكثف بالهاونات والصولة عليه من قبل سرية لواء مدرع ٤٢ حرس جمهوري والذي  كان آمرها ملازم أول فاضل  وتطهير الصحن بالكامل بالساعة ١٣٢٠ يوم ١٦/ ٣ /١٩٩١" .
عندما عثرت قوات النظام على مكان السيد الخوئي أرسل أبو ‏نادية ( طه ياسين رمضان) برقية إلى أبو فراس ( الفريق صابر عبد العزيز الدوري) ‏ونصها:"رسالتكم ٣٣٧ في ٣/١٩ تم العثور عليهم في مسكنهم في حي السعد في مدينة النجف حيث تمت مداهمته البارحة وفتحت النيران بقوة مما دعانا لسحب القوة واعادة الكرة اليوم".

ثم بعث أبو نادية ( طه ياسين رمضان) برقية إلى أبو فراس ( الفريق صابر عبد العزيز الدوري) يبلغه أن قد أعدم ستة، واعتقد أن هولاء هم من كانوا بصحبة السيد الخوئي، وسيرسل السيد الخوئي وابنه الى بغداد. ونص البرقية كان:
"رسالتكم ٣٥١ في ٣/٢٠ . كما ذكرت لكم في رسالتنا ١٠٢ في ٣/١٩ مساء البارحة أن الستة تمت محاكمتهم واعدامهم في حينها وارسل الأثنين ( يقصد السيد الخوئي وابنه) لكم... وسنأتي حسب التوجيه الى بغداد وسنصل بعد ساعتين للعلم".

وكما ذكر وفيق السامرائي كان هناك تنافساً ما بين حسين كامل وطه ياسين رمضان في تنفيذ عملية قمع انتفاضة النجف تجسدها هذه البرقية التي بعثها بتاريخ ١٩٩١/٣/٢٠
 أبو علي ( حسين كامل) إلى أبو فراس (الفريق صابر عبد العزيز الدوري) "نرجو تبليغ أبو نادية ( طه ياسين رمضان) لعدم تدخله في عملنا وعدم استدعاء القادة من قبله إننا وضعنا خططا ونسير بموجبها. لا حاجة للتوجيهات التي صدرت منه لأنها ‏لا تتماشى مع خطننا وبكل الأحوال لم تكن من مسؤوليته هذه التدخلات"

الأحد، 19 أكتوبر 2025

تسجيلات صدام حسين السرية...٤ لقاء مع شيوخ مدينة صدام بعد انتفاضة ٩١، اذبحوا البريكية، وسبب غزو الكويت



هذا اللقاء تم بعد فترة قصيرة من انتفاضة ١٩٩١. في هذا التسجيل يتضح أن الانتفاضة، كما ذكر الصالحي في كتابه "الزلزال" وصلت لبغداد في حي الشعلة ومدينة الثورة (صدام) وكانت عبارة عن مظاهرة ضد مقرات الحزب. وصف أحد الحضور من شارك بالتظاهرة بأنهم بريكية ومطيرجية. والبريكي ، وهي مشتقة من Break dance ظهرت في الثمانينات، عندما كان الشباب يقلدون الرقصة ولهم تسريحة شعر معينة، أما المطيرجية، فهم شباب يربون الطيور، وبالأخص، الحمام من أسطح دورهم. نظرة المجتمع لهولاء أعتقد تختلف حسب عمر الأشخاص المنتقدين لهم، والرئيس ومن جيله كانوا ينظرون لهم بازدراء ‏إن لم يكن باحتقار. وبوصفهم بالبريكية والمطيرجية يبغي الواصف أن يبلغ الرئيس أن هولاء كانوا حقراء لا قيمة لهم في المجتمع. زاد الرئيس على ذلك بانهم كانوا، أبن فلانة، أي لا اباء لهم، وكانها مسبة، والانتقاد ممكن أن يوجه له ليتمه ولالاف الأيتام الذين فقدوا ابائهم في حروبه. في هذا اللقاء خلط الرئيس ما بين البريكية ومتشبهي النساء، والبريكية لا علاقة لهم بمتشبهي النساء، وقال للحضور أن يذبحوا البريكية من دون أن يكون عليهم مسوولية قانونية بقوله " بركبتي" أي برقبتي" ومو جريمة. وهو مثال لازدرائه بحكم القانون وبطلبه بان يتحول المواطن من مخبر كما كان يطلب من المواطنين العاديين لكشف أعداء الثورة والحزب الى مشارك في عمليات القتل. أعتقد أهم ما ورد في هذا اللقاء ما ذكره الرئيس عن سبب غزوه للكويت. كانت سلطة الرئيس عندما اجتاحت قواته الكويت قد قدمت أسباب مختلفة للغزو، ففي البدء، كان السبب قبل الغزو استيلاء الكويتيون على نفط العراق بالحفر المائل وتلاعبهم باسعار النفط، وبعد الغزو كان السبب حصول الثورة في الكويت وطلب الثوار مساعدة القوات العراقية وبعد أن فشلت هذه الأسباب في اقناع أحد قرر أن يضم الكويت لاعتقاده بعراقية الكويت، وأخيراً وهو ما قاله في هذا اللقاء وحتى أثناء محاكمته، وهو أن الكويتيين اهانوا المرأة العراقية بقولهم أنهم سيجعلون ثمن العراقية بعشر دنانير، ولا أعتقد أن أحداً من الكويتيين، في ذلك الوقت كان ممكن أن يجرو أن يقول ذلك. السبب الرئيسي لمن حلل سبب غزو الكويت أن سبب الغزو كان سبباً اقتصادياً، لوضع العراق المالي الصعب في تلك الفترة، أي الاستيلاء على ثروات الكويت لكن سلطة الرئيس وهو لم يذكروا هذا كسبب للغزو. وهنا لأول مرة يوضح أن سبب الغزو كان سبباً اقتصادياً، لانه كان يريد "الجيب اللي بي خمسة يصير عشرة فوراً، مستعجلين عليكم نملى جيوبكم، حتى نحط بعبوب العراقيين. سريع، الجوعان نشبعوا والشبعان نزيدوا ما رهمت". وهو قول لم أسمعه يقوله في أي اجتماع أخر.
وهنا تصرف قولاً وفعلاً كأجداده يغزون ويستولون على أموال غيرهم. كان أسيراً لتلك البيئة الريفية التي نشأ فيها ولم يستطيع أن يخرج منها.

الأحد، 12 أكتوبر 2025

تسجيلات صدام حسين السرية..٣ وزراء صدام وقرار ضم الكويت



تأريخ هذا التسجيل هو ١٩٩٠/٨/٧، أي قبل يوم من اعلان ضم الكويت الى العراق أو عودة الفرع الى الأصل كما اسمتها سلطة الرئيس صدام في حينها.
يبدا التسجيل بأن يوجه الرئيس وزرائه بأن يقدموا المساعدة لمن يطلبها أن كانت من قبل أخيه، رئيس مخابراته، وصهره، وزير الصناعة والتصنيع العسكري، وابن عمه، حاكم الكويت. ثم يخبرهم بان القيادة، وهو هرمها، بانها قد قررت بأن يعود الجزء الى أصله وقررت القيادة بأن تكون الحالة أندماجية كاملة وانه المنهج الصحيح لعودة الفرع الى الأصل. ثم يسألهم كيف يرى مجلس الوزراء شكل هذه العلاقة ، هل هي أندماجية أو أتحادية أو أي شكل آخر ثم يطلب منهم واحد بعد أخر بان يقولوا رأيهم.
لم يعطي الرئيس لوزرائه الفرصة في أن يبدوا رأيهم الحقيقي في الموضوع نفسه وهو ضم الكويت عندما قال لهم أن القيادة قد قررت ضم الكويت وبوحدة أندماجية. فمن سيجرؤ على الأعتراض على القرار نفسه؟
فقد شهد بعضهم مناسبات سابقة طال الموت فيها رفاقاً لهم عندما أفصحوا بأرائهم . هل من الممكن أن يكونوا غير رجال ال "نعم" لقرار القيادة؟ بالطبع لا.
واحد بعد الأخر أثنى على قرار القيادة أي قراره بعودة الفرع الى الأصل.القرار الكارثي الذي أدى الى سقوط حكمه في النهاية واحتلال العراق.

الجمعة، 10 أكتوبر 2025

تسجيلات صدام حسين السرية...٢

اجتماع مع قادة عسكريين تحدثوا عن انتفاضة ١٩٩١...




في حوزتي مجموعة من تسجيلات صدام السرية كانت موجودة في مركز توثيق الصراع قبل أن يغلق أبوابه وهي الان محفوظة في معهد هوفر في جامعة ستانفورد.
أبرز المتحدثين في هذا التسجيل هما صابر الدوري وحسين كامل.
ذكر صابر الدوري رئيس دائرة الإستخبارات العسكرية، للرئيس ما كنا نتوقعه، وهو أن الرجال المحيطين به لم ينقلوا له ما كان يحصل في الشارع أو في هذه الحالة معنويات الجيش وهروب افراده قبل مواجهة الأميركان خوفاً أو رياء.
وذكر صابر الدوري أنه في الجيش كنا نبوك "نسرق" ونستغل جنود وناخذ رشاوي وصغرنا بعين الناس. ولهذا محد يحترمنا ويطيعنا بهذه الظروف. وكذلك بالجانب المدني يركضون وره المادة أو الفساد. ولما الناس يروا المسؤول يركض وراء الصغائر محد يحترمه ولهذا منتوقع الناس تقف معنا في مثل هذا الظرف.
وحسب رأي صابر يجب أن يكون تعيين قادة الجيش استنادا الى ولائهم المحسوم للرئيس.
وفي هذا التسجيل اشاد الرئيس بدور صابر الدوري وتماسكه خلال الحرب واثنى على دوره ودور الحكم قائد طيران الجيش وتعاونهما أثناء الانتفاضة " أحداث الشغب".
أبرز ما ذكره حسين كامل هو كيف أن الناس من المسيب جنوباً كانت وجوهها كالحة ولم يرحبوا بوجوده كممثل للنظام، والنقطة الأخرى قوله رغم أنه لا يعرف كربلاء جيداً وصفها بعرقها الفارسي المتأصل. وهي صفة رغم أن النظام لم يقلها في العلن لكنها كانت متداولة بين العراقيين السنة.
وذكر حسين كامل أيضاً ان فرق الحرس الجمهوري التي شكلت بعد غزو الكويت النداء والعابد هي التي قمعت الانتفاضة في كربلاء.
وان أشد مقاومة واجهها النظام، من كافة المحافظات المنتفضة، كانت في كربلاء ثم النجف.

الأربعاء، 1 أكتوبر 2025

الانتفاضة الشعبانية...اذار ١٩٩١/ صفحة الغدر والخيانة..١٢


 الانتفاضة الشعبانية...اذار ١٩٩١/ صفحة الغدر والخيانة..١٢

قمع انتفاضة كربلاء

"بخصوص المنشور الذي أعده سيادتك بيدك وذبيناه على المحافظات وقلنا لهم اتركوا المدن، لانه نحن سوف نضربها بالسلاح الكيمياوي، وكان بودنا أن نضرب المحافظات التي سقطت بالقنبلة النووية وليس بالكيمياوي، ولكن سيادتكم ما ردت وما كنت تقبل بغير المنشور." 

الفريق صابر الدوري مداخلة له في اجتماع عقد بعد القضاء على الانتفاضة.


عن قمع الانتفاضة في كربلاء ورد في كتاب " من مذابح الطاغية" لعباس ناظم "ظهرت صباح اليوم الرابع من الانتفاضة طائرة سمتية في الأجواء العالية، حلقت فوق الروضة العباسية واختفت بين البساتين. ثم عادت تحلق فوق الروضة العباسية قليلاً واختفت مرة أخرى.
ظهرت مرة أخرى بعد ساعتين القت أشبه بأكياس الحلوى التي اعتادت أن ترميها الطائرات العراقية في أعياد تموز وميلاده الميمون!
ثم اتضح أنها "مناشير" أخذتها الرياح بعيداً عن المنطقة. ثم اختفت بين البساتين ظهرت بعد نصف ساعة دراجة هوائية منطلقة بأقصى سرعتها نحو صاحبنا (‏مؤلف الكتاب) واهله وجيرانه.
توقف قائدها أمام الجمع وهو يلهث.

كان أحد أبناء الجيران وعمره يقارب الخامسة عشرة، وقال بخوف:
-الحرس الجمهوري سيلقي على المدينة أسلحة كيميائية. المناشير تهدد السكان!
حلقت الطائرة مرة أخرى. ألقت مناشيرها. طلب صاحبنا من أخيه أن يحصل على منشور مهما كلف الأمر. غاب الأخ الأصغر دقائق، ثم عاد بمنشور مقطوع نصفين فاز هو بنصفه الأعلى بعد تجاذب مع شاب فاز بنصفه الأسفل.
اجتمع الناس حول الأخ وهو يقرأ بصوت متقطع:
" أيها الكربلائيون، أن جيشكم البطل...ذلك الجيش الذي عرفتموه في كل معاركنا المصيرية قوياً شهماً..يخرج اليوم منتصراً من أقسى معركة فرضتها عليه الدول الكبرى حيث  غمار حرب ضروس شاركت فيها ثلاثون دولة...لم تثبط عزيمته أو تهين قدراته،  وانتم ترفعون السلاح بوجهه... انما ترفعون السلاح بوجوهكم...سلموا أنفسكم لجيشكم....و..."

عادت التساولات مرة أخرى: للآن عنده جيش يهدد به....وبالكيميائي أيضاً!؟ 

وهل يفعلها القائد الرمز، القائد الضرورة، الأب الروحي للعراقيين، صاحب القلب الكبير، قائد الأمة العربية، المجاهد الأكبر، عبدالله المنتصر، مفجر ثورة تموز الأنسانية، بطل التحرير القومي، بطل القادسية، بطل أم المعارك، رسول الحرية، نبي الانعتاق من العبودية؟ هل يفعلها ويقصف بالكيميائي بعد كل هذه المسميات الرنانة!؟

الواقع يقول : نعم...فما زالت في الأذهان كل مذابحه ومجازره وقسوته! والخيال يقول : لا، لانه تعلم من درس حلبجة ومن درس ايران ومن درس الكويت ومن درس الدروس...أم المعارك.
اختفت الطائرة بعد أن ألقت مناشيرها. وجاء الخبر المؤكد عن معدن آل العوجة. قطعوا الماء عن المدينة. سيطروا على مجرى نهر الحسينية الذي يمر بشمالها. اغلقوه من محابسه عند نهر الفرات. وعانت المدينة أزمة مياه خانقة للايام التالية.
كانت المعارك على أطراف المدينة طاحنة ضارية. الجيش اشتبك مع الثوار بكل ثقله وقوته ووحشيته... رجال الانتفاضة يقاومون في أماكنهم حتى الموت، سلاحهم الرشاشات والقنابل اليدوية والسلاح الأبيض والالات الجارحة. 
لم تزحف قوات السلطة على المدينة من حدودها الشمالية عند قرية الوند لكثافة بساتينها وعنف المقاومة، القت بثقلها في جبهتين عريضتين: الكمالية في الشمال الغربي والرزازة في الغرب الجنوبي، وصبت جام غضبها وحممها على المناطق القريبة منها، وهي أحياء الحر والقادسية والمعملجي والبعث والعامل والعسكري والعروبة. دخلت بعض القطعات العسكرية تقاتل الثوار في بساتين الكمالية وهي تتقدم ببطء. لكنها ردت على اعقابها متحملة خسائر فادحة في المعدات والافراد.
بساتين كربلاء كانت كثيفة تتصل ببعضها حتى الروضتين، لقد دارت بين نخيلها معارك ضارية...شتت الثوار فيها وحدات عسكرية كبيرة...وقادت ضباطها أسرى الى الروضة العباسية.
اندفع الحرس الجمهوري داخل هذه البساتين في أحيان كثيرة. سيطر على أحد أحياء القادسية والمعملجي والتعليب والعلماء والجمعية والسعدية.
ثم يظهر لهم الثوار من بساتين السعدية يأسرون كل هذه الوحدات المتقدمة وضباطها العمداء والعقداء، ويستولون على اسلحتهم ومعداتهم. كانت بيانات الانتفاضة توجه الثوار الى مكامن الخطر المندفع في كل الجبهات، تطلب منهم الحضور الى الروضة العباسية للاطلاع على قطع سلاح سيطروا عليها ويجهلون استعمالها.
كانت معركة كربلاء بحق أهم معارك الحرس الجمهوري والثوار بين معارك المحافظات.
كان اليوم الخامس من الانتفاضة حداً فاصلاً بين كربلاء والموت. قرر حسين كامل أن ينقض على المدينة، وهي بلا ماء ولا كهرباء ولا أدوية وفي قلة من السلاح والذخائر وهو في أحسن عتاده وكامل قوته وسبق تصميمه. 
أستيقظ الكربلائيون على صوت طائرة سمتية تحلق على علو منخفض لأن مدافع الكربلائيين نفذت ذخائرها. ينطلق صوت ستيريو من الطائرة يحذر السكان:
- يا أهالي كوربولاء!
للوهلة الاولى، تعتقد أن الجيش الذي يقصفك عراقياً!
لكنك تغير رأيك عندما تسمع عراقياً ينطق أسم أشهر مدينة في العالم الأسلامي بلهجة أهل الأمازون أو ناس التبت. أو أفواه الزولو!
- يا أهالي كوربولاء!
وتقف لتفكر من أين جاء الطاغية ‏بهؤلاء الذين يقتلون ويستبيحون حرم مواطنيهم..ويهددون المراقد المقدسة؟!
من الجبال. من الأهوار. من البوادي! لم نر هولاء الناس أبداً.
-يا أهالي كوربولاء!
وعادت الطائرة بصوت عراقي يتكلم بالاوندي، ويرطن بالسواحلية...مهدداً...متوعداً بالويل والثبور!
- يا أهالي كوربلاء!
القوا بأسلحتكم...
اخرجوا من المدينة...
ومن لم يلق....
ومن لم يخرج...
كانت الساعة تشير الى الثامنة صباحاً.
صاحبنا "يدردش" أمام منزله مع بعض اصدقائه. مضت ساعة، وهم "يدردشون". أصوات القذائف تسمع من بعيد...
رفع رأسه نحو الأفق..الى حيث الساحات العريضة والاجواء المكشوفة أمام منزله...وتحجر في مكانه!
رأى مئات الناس: رجالاً ونساء واطفالاً وشيوخاً يتراكضون باتجاه المدينة والبساتين هرباً من مناطقهم في أحياء البعث والعامل والحر والعروبة والعسكري...
وقف احدهم يحمل طفلاً على كتفه ويجر الأخر جراً عنيفاً ليلحقه..صرخ باكياً:
- الحرس الجمهوري يذبح الناس...الحرس الجمهوري يذبح الناس!
صاح آخر تسير وراءه امراة تلطم خديها:
-الحرس الجمهوري دخل المدينة...الحرس الجمهوري هدم بيوتنا...
ثم يسكت قليلاً. يستجمع أنفاسه المتقطعة:
-اهربوا ....اهربوا... الحرس الجمهوري وراءنا!
ما ظنه الناس منطقة آمنة تهاوت امام الحرس الجمهوري فانسحب الثوار الى البيوت الواقعة خلفها وقاتلوا الحرس الجمهوري من بيت الى بيت ، كانت البيوت تتساقط من جراء القصف العنيف والبيت الذي يسلم من القصف يذبح أهله.
نقل الناجون بشاعة الذبح.
قصصهم المرعبة، على طول خطوط فرارهم، حفزت الآخرين على الفرار.
الثوار ذاهبون ليموتوا، هم يعلمون أنهم سيموتون اندفعوا بحماسة منقطعة النظير يردون الحرس الجمهوري عن مدينتهم.  وقف شقيق صاحبنا برشاشته مع زملائه بعضهم يحمل عصياً وسكاكين وقالوا:
-والله لا ندعهم يمرون ونحن أحياء...
انطلقت تعزيزات الثوار نحو الجبهات تحارب الحرس الجمهوري. بيانات الثوار من اذاعة الروضة العباسية تلهب شعور الجماهير للقتال والمقاومة والدفاع عن الشرف والعرض. استمر تدافع الناس نحو المدينة
لا أحد يثنيهم عن عزمهم المميت. قرر البعض اللوذ بحماية الامامين الحسين والعباس!
كان صاحبنا متردد في اتخاذ قرار الرحيل عن بيته.
وفجأة!
قرر حسين كامل حسم المعركة بطريقته الخاصة!
أعطى لصاحبنا حينذاك فرصة لقطع التردد والقبول بالامر الواقع.
شرع حسين كامل بقتل كربلاء بالجملة!
أخذت القذائف تتساقط على جميع الأحياء، خصوصاً القريبة من الرضوتين المطهرتين.
لم يستثن أي حي أو منطقة، وأي شارع. كل شيء يدمر. الكل يهدم. كان القصف العشوائي مكثفاً ماحقاً. أعمى. يوماً من قيامة صغيرة. نافذة من مبتكرات الطاغية تطل منها على جهنم. بل هي السعير بعينه.
صاحبنا لايدري ماذا يفعل.
جيرانه لا يعلمون ماذا يفعلون.
الشارع كله حائر.
الكل ينتظر الموت!

المنازل المجاورة تساقطت كأوراق الخريف. تراها أمام أم عينك. تنهار وتحتها مواطنون يحملون جنسية حسين كامل. العائلات تموت في الأزقة والشوارع متناثرة الأشلاء.
تطوع احد مالكي شاحنة بايصال العائلات الى جهات اكثر امنا ، لم يكن هناك متسع لا لبطانية ولا لزجاجة ماء ، فقط بشر مكدسون في صندوق الشاحنة وقوفا ، وعندما امتلأت الشاحنة عن آخرها ، وجد صاحبنا نفسه وأخاه على الارض ، لم يتبق لهما متسع ، حاول ان يهدأ من بكاء زوجته، لوّح لها بيده قائلا : سألحقكم ، وهو لا يدري اصلا الى اين هم ذاهبون، آخر ما التقطت عيناه من مشهد الشاحنة وهي تبتعد ، صورة امراة كبيرة في السن ترفع ابنته الصغيرة عاليا بيديها كي لا تختنق من زحام الاجساد المتراصة .
ابتدأ صاحبنا واخاه والعديد من سكان الاحياء رحلة نزوح كبيرة سماها العراقيون ( الشردة) ، قطعوها بلا ماء ولا زاد ولا اغطية في ايام البرد، وصلوا الى منطقة بها العديد من الحفر الكبيره بين حيي الشهداء وسيف سعد ، جلسا صاحبنا واخاه داخل حفرة ، واحتلت مئات العائلات الحفر المجاورة ، لم تعد صرخات البكاء والعويل مشاهد تستوقف احدا ، الحرس الجمهوري وصل الى مقربة منهم واصبحت القذائف تنزل مباشرة على الحفر بين الاطفال والنساء والشيوخ ، خرج من حفرته ومشى فيمن مشوا ليجدوا انفسهم في صحراء تمتد الى الجنوب حتى الحدود السعودية . ارض مكشوفة وصحراء عارية وناس بالالاف وما زالت القذائف تنهمر عليهم ، وفي منطقة المقالع كانت هناك عشرات الحفر المستطيلة التي تشبه الخنادق ، اصبحت الملاذ لمئات الاسر للأيام القادمة ، كل حفرة احتلتها عدة عائلات ، منهم من يضمد الجراح بقطع من ملابسه واخرون متحلقون حول جثث من سقط من احبائهم ، وبعد جهد وبحث وجد صاحبنا اخاه الاكبر وعائلته داخل احدى الحفر .
ظلام وبرد وجوع وعقارب صفراء قاتلة استثارتها النيران التي اشعلوها طلبا للتدفئة .
بقيت معركة وسط المدينة محيرة ومجهولة من ساكني الحفر ، جاءت اخبار من قادمين جدد للحفر بان الروضتان الحسينية والعباسية تضررتا بشكل كبير جراء القصف ، وان الجيش الذي يذبح الكربلائيين هم فرق خاصة تتألف من اليزيديين ، ولغاية تلك اللحظة لم يكن صاحبنا ولا أي من مثقفي كربلاء قد اختلطوا يوما مع اليزيديين ولا يعلمون ان كان هؤلاء يكرهون الشيعة ام لا . اذن كان عبارة يا اهالي كوربولاء هي لهجتهم وهذا الاسراف في الذبح اسرافهم وهذا القتال الشرس المتوحش قتالهم .
لكن كيف تدبر ساكنو الحفر متطلباتهم اليومية ؟ المشكلة الاكبر كانت في عدم توفر مياه الشرب ، البدو سكان الصحراء وحدهم كانت لديهم براميل طافحة بالمياه العذبة ، وخيامهم كانت مملوءة بما نهبوه وسلبوه من مخازن المدينة ، كان اربعة رجال ضخام مسلحين بالرشاشات يحرسون خيمهم ،وحيواناتهم تسرح بالقرب منهم ترتوي من المياه العذبة كلما عطشت ، في الوقت الذي كانوا فيه يشهرون السلاح في وجه أي من ساكني الحفر اذا ما استنجدوا بهم يطلبون الماء ، لم ترق قلوبهم حتى للامهات اللاتي كن يتوسلن لإرواء اطفالهن ، مما اضطر ساكني الحفر للاستيلاء بالقوة على براميل المياه تحت جنح الظلام ، موهمين البدو انهم مسلحين .
 ‏عن معركة المستشفى الحسيني ذكر ‏المؤلف "هي معركة في الأعراف العسكرية غير متكافئة، لسبب بسيط هو أن الحرس الجمهوري واجه رجالاً لا يحملون أي أسلحة أو نوايا عدوانية. فقط رايات بيضاء. الحرس الجمهوري لا يرحم حامليها. حامل الراية البيضاء، وحامل الرشاشة، مذنب يجب أن يلقى جزاءه.
كانت المستشفى الحسيني أملاً للجرحى في أن يعيشوا. وصارت تنظم طوابير دفنهم وهيئة التمريض لا تملك بديلاً آخر يجعل مستشفاها معبراً للحياة.
كانت تفتقر الى الماء والكهرباء والطعام والادوية والضمادات والتخدير، وعمليات الجراحة، والمعدات الصالحة للعمل.
كان واجب الأطباء الأنساني يحتم عليهم أن يبقوا، وهروبهم الى بيوتهم في تلك الظروف عار عليهم، لا يقدرون على تحمل جريرته..
لاحظت الكوادر الطبية اقتراب طلائع الجيش من المستشفى فرفعت الرايات البيضاء على جميع نوافذها وشرفاتها وادوارها...البنايات المجاورة لها كانت تطلق النار على الحرس الجمهوري، ولكن لم تطلق رصاصة واحدة من المستشفى...أراد الثوار نصب عدد من راجمات الصواريخ فوق الدور الرابع لارتفاعه ألا أن الهيئة الطبية اقنعتهم بالأ يفعلوا ذلك، لم يدخل الثوار بعدها المستشفى بأستثناء المكلفين بنقل الجرحى من رفاقهم...
ومذبحة المستشفى ليس ما يسوغها. لم تكن ضرورة سوقية لاحتلال كربلاء. لم ترتبط بمعركة الروضتين الدموية. ليس لها علاقة بقوة الغوغاء الخونة.
لم يسيطر رجال الانتفاضة على المستشفى أدارياً، وظلت الهيئة الطبية حيادية في معالجة الجميع.
حاصر الحرس الجمهوري المستشفى. دخلته وحدات خاصة. بدأت من الطابق الأرضي، تقبض على الأطباء والممرضين.
ذبحوا الذين في الطابق  الأرضي وتذكروا الهيئة الطبية أيضاً، ثم صعدوا الى الدور الثاني والثالث. وبعد أن ملوا الذبح رموا الجرحى من الأدوار العليا.
كانت المستشفى الحسيني بعد ساعتين ترفرف حولها ملائكة الرحمة، تحمل الأرواح الخالدة الى بارئها.
المهزلة الكبرى في هذه المذبحة، باستدعاء رجال الاعلام العراقيين من  الصحف المحلية ليلتقطوا صوراً للمذبحة تثبت للعالم أفعال الغوغاء المجرمين الآثمين الآتين من خارج الحدود.
والمهزلة الأكبر أن متحف الصمود والتحدي الذي أمر الطاغية بإنشائه تخليداً لقتلى حزب البعث في الروضة العباسية ضم زاوية لمذبحة المستشفى الحسيني...‏رؤوس مقطوعة...اشلاء أطفال متناثرة في الأروقة، جثث ممزقة بالرصاص ومحترقة في الأجنحة...نساء مفتوحة البطون...أطباء وممرضون بملابسهم الطبية مثل بجثثهم أبشع تمثيل...
ثم ذكر‏المؤلف أنه شاهد كربلاء وهي تقصف بصواريخ أرض- أرض.  ‏فقد شعر أن الأرض زلزلت تحتهم.. ‏فأعتقدوا " في البداية، أن هذا الأنفجار الكبير وقع قربهم. لكنهم انجذبوا الى دخان يتصاعد من وسط المدينة. كان كثيفاً أسوداً غطاها كلها. لم يكن عادياً.. وصاحبنا ألف مشاهدة انهيار العمارات والابنية نتيجة القصف، وهو يشاهد الآن غبار ٥٠ أو ٧٠ عمارة تسقط مرة واحدة"
 قرر ‏المؤلف العودة الى كربلاء ‏بعد بدا ‏له أن معركة  صواريخ أرض أرض انتهت. وفي طريق ‏عودته الى داره في كربلاء ذكر انه شاهد "أول جثة، وهو ذاهب الى منزله مع أخيه في الحي الحسيني، كانت ملقاة على وجهها. ظهرت له جثة أخرى. تلتها أخرى واخرى... أرض كربلاء مزروعة بالجثث، حدث صاحبنا نفسه قائلاً:
- هذا يوم الجثث!
كرنفال من شتى الأعمال، واجساد تفننت صواريخ الطاغية في تشويهها، جثث مستلقية على الظهور، واخرى منكبة على الوجوه، ثالثة مستريحة على الأجناب. رجالاً ونساء وأطفالاً وشيوخاً، الحصاد الأكبر في الأيام الكبرى، بحور من الجثث، في الشوارع والازقة والطرقات، فوق الكثبان الرملية الصغيرة، أمام المنازل، بجانب الجدران، تحت مولدات الكهرباء، في البرك الآسنة، فوق أكوام القمامة، داخل حاويات القمامة!
والسيارات المحترقة...تحت...في...على...بجانب...فوق...مع...جثث، جثث، جثث...
هنا جثة وهناك جثة، تلك جثة، هذه جثة، عندنا جثة، امامنا جثة، عندكم جثة، امامكم جثة، عندهم جثة، فقدنا جثة، فقدت جثة فقدوا جثة!
الكلاب السائبة تأكل الجثث بهدوء ورضى. الكلاب تنهش...والاحياء يتفرجون صاغرين!
تضرب حجراً على كلب. يتحول ‏عن الجثة ويزمجر غضباً نحوك. تتركه لوجبته وتمضي! 
العائلات الكربلائية العائدة الى منازلها، واجهت مشكلة...وجدت أمام كل منزل جثة أو جثتين أو ربما أربع أو سبع، منع الجيش دفن الجثث غير المعروفة، وخطرت لهذه العوائل فكرة دفنها في أماكن رقوده مخالفة بذلك أوامر الجيش... وهي ما اسماها الكربلائيون بعد ذلك أمانة لدى الأرض ‏مؤقتا تأخذ العائلة التي دفنت الجثة هوية صاحبها أن وجدت أو اوصافها واوصاف ملابسها ثم تدفنها، أكثر هذه الجثث لم يظهر أقاربها، تكفل الأهالي باستخراجها ودفنها في مقابر جماعية، كان أهالي المفقودين يفتشون بين المناطق عن ذويهم، يستخرجون جثة ويدفنون أخرى...
والذي يريد دفن جثة لأحد أقاربه في المقبرة الحديثة عليه أن يقوم بسلسلة اجراءات معقدة قبل دفنها...
يجب أن يثبت أولاً صاحب الجثة ليس غوغائياً، وأنه ليس خائناً عبر الحدود، تشكلت لجنة خاصة في كربلاء برئاسة الحاكم العسكري الذي عينه الطاغية.
وكان حاكم كربلاء العسكري هو محافظها السابق غازي محمد علي الديراوي. ويستغرق استخراج تصريح دفن جثة ثلاثة أو أربعة أيام، أخذ الناس بالدفن من دون تصريح تنبهت السلطة لذلك، ارسلت ازلامها الى المقبرة لتنفيذ القانون، وخاف الكربلائي أصلاً من السير في الشارع بجثة من دون تصريح، لأن القانون الواجب التطبيق آنذاك اختفاء الجثة وحاملها!
بعد أن وصل صاحبنا واخيه الأصغر الى منزلهما، لحق بهم أخيه الأكبر وصديقه. واثناء وجودهم في المنزل  ‏سمع الصراخ في الشارع. أبواب تضرب رفساً بالأحذية العسكرية، اصوات طلقات نارية قريبة التفت صاحبنا صوب الباب الذي أخذ الجنود يرفسونه بأحذيتهم. أسرع صاحبنا وفتح الباب. وجد امامه كوكبة من جنود الحرس الجمهوري يتجاوز عددهم ٣٠ عسكري شاهرين اسلحتهم بوجهه، ٥ منهم تسلقوا سيارة جاره. صرخ في وجهه مقدم في الحرس الجمهوري:
-اخرج يا كلب!
كان المقدم يمسك ‏مسدساً.. دخل ثلة من الجنود وراح أفرادها يحطمون الزجاج والصحون والثلاجة.‏ انهالوا على جماعته بالضرب بعقاب رشاشتهم. أخرجوهم من المنزل. أوقفوهم أمام الحائط إلى جانب رجال وشباب. كانوا الشبان والرجال يخرجون من بيوتهم، مرتجفين . قاد الضباط والجنود شباب ورجال شارع صاحبنا والشوارع المجاورة. بلغ عددهم ٤٠ فرداً. أوقفوهم أمام جدار مدرسة ابتدائية. فتشوا جيوبهم أخذوا هوياتهم. جاءوا بشاب مدمى كان يضربونه بعقاب رشاشاتهم. صار مجموعة العصاة ٨٠ رجلاً وشاباًامروهم بالسير تحت حراسة مشددة. وفي طريقهم، كانت الجنود ياخذون الشبان والصبيان الذين خرجوا الشوارع مطمئنين إن الأوضاع عادت إلى  طبيعتها. ‏وصاحبنا لا ينسى منظر صبي لا يتجاوز عمره ١٥ عاما. جاء يتمختر. يسحب نعاله سحباً مثيراً حوله الغبار. ولما وصل إلى الضباط الجنود سلم عليهم فصاح به المقدم؛ 
‏وين رايح؟
أجابه الصبي بلا  اكتراث: 
-‏ ذاهب إلى بيتنا ذاك..
‏قال له الضابط:
-‏صف مع الجماعة!
قال الصبي ضاحكا
-صار سيدي..
عبروا شارعاً. نظر صاحبنا إلى جانبيه، كان ‏معرضا لجثث رتبت بعناية على الرصيفين. ثمة سيارات محترقة على الجانبين، شاحنة كبيرة تحمل الفحم تقف بعيداً عن الجثث. ‏ لمح صاحبنا من بعيد ملعب الإدارة المحلية الرياضي. خطوات تسرع بهم نحو حتوفهم. مستقرهم هناك حيث ينتظرهم ملاك الموت، أمتار قليلة بينهما وبين الجدار الطويل للملعب. مجموعة من ضباط الحرس الجمهوري الكبار ذو الرتب العالية تقف متفرجة عليهم. رجل قصير يقف أمامهم يعتبر غترة حمراء، شاهده صاحبنا لكنه لم يصدق ما رآه، صديقه النقيب لكز بساعده يلفت نظره الى الواقف. همس في إذنه 
-حسين كامل!
التفت صاحبنا الى الرجل الواقف.. المتسلح برشاشة ومسدس وحربة ليتأكد من مما شاهده وليثبت همس صديقه. كان حسين كامل بلحمه وشحمه. وصورته التلفازية المعهودةتجاوز الموكب مجموعة الضباط الكبار وحسين كامل. التفت صاحبنا إليهم. رآهم قد عادوا مرة أخرى يجلسون على الرصيف انتظاراً للخطوه القادمة. ، صفّت القرابين امام الجدار الطويل. اخذ العسكر يفتشونه مرة اخرى ، كان التفتيش دقيقاً وشاملاً يرافقه الضرب والشتائم.
‏شاب يحمل حقيبة. يقف بينه وبين صاحبنا ستة شباب، فتحوا حقيبته ثلاث مرات منذ القبض عليه. أدوات طبية في حقيبته. حملها من منزله خوف السرقة. في كل مرة يفتحوها لهم، يذكرهم بأنه طالب في السنة الأخيرة من كلية  طب جامعة البصرة، يقف صاحبنا أمام الجدار بين اخويه الاصغر والاكبر . صديقه النقيب على يمينه بجانب شقيقه. 
كانت الاشاعات منتشرة بين الكربلائيين بعد دخول الحرس الجمهوري ‏أطراف المدينة ان حسين كامل يقوم باعدام الثوار بمسدسه!  لكن الاشاعات لم تؤكد اعدامه للمدنيين .
حددت الثوار وحدهم تخصيصاً والواقفون هنا أمام  جدار ‏الملعب الرياضي قسمان : متهم وبريء ، ثائر وغير ثائر ، والثوار صنفان : ثائر فرضت عليه الاحداث وركب الموجة من دون ان يقترف أثماً ، وثائر قتل ونهب واعتدى ، والثوار القتلة صنفان: عسكري يجب ان يحال الى المحاكم العسكرية ومدني يجب ان تهتم المحاكم المدنية بقضيته .
انهمك افراد الحرس الجمهوري بشد العصائب الخضراء حول عيون الواقفين ، وصاحبنا يفكر:  لماذا اللون الاخضر قبل الموت ؟  اجل هذا شعار ثورتهم. فليكن اذن شعار... موتهم .
‏يصير هؤلاء الواقفون أمام حسين كامل أصحاب تهمة ليتساوى عنده المذنب والبريء.
أنها جندي شد عيني أخي صاحبنا الأكبر. جاء دور صاحبنا. اوثقه بشدة... احس لحظتها أن الجندي يريد شطره نصفين.
‏سمع صاحبنا بعد قليل طقطقات خفيفة،  طقطقة بعد طقطقة! 
اخذت أصواتها تقترب منه ، لحظات معدودة بين الواحدة والأخرى، طق... طق... صم....  ثم تتحول الى نغمات اكثر حدة .... انها طلقات مسدس!  
  اقتربت منه كثيرا... وراح يسمعها في رأسه... وقف شخص امام صاحبنا ... شم رائحة الصابون المنبعثة منه ، لابد ان حماماً ساخناً انعشه لتوه....... كانت له دائما فسحة من الوقت بين طقطقاته واستراحاته! صاحبنا وهذه القرابين المتسخة تستطيع أن تميز ‏رائحة أجسادها عن رائحة الصابون الأجنبية العبقة...
‏تجاوز الشخص صاحبنا.... مضى يطقطق بعد أن تجاوز شقيق صاحبنا الأصغر انتهت الطقطقات. سمع صاحبنا وقع أقدام مرت أمامه إلى بداية الصف.... ثم أصوات محركات شاحنات اقتربت منهم... وأصوات جنود يتصارخون. قبضت يد قوية على ذراع صاحبنا. قادته إلى أحد الشاحنات وأمرته بالصعود. صعد جندي يجمع الشرائط الخضراء منهم.
 فتح صاحبنا عينيه.. شاهد أخاه الأصغر يجلس في مقدمة ‏الشاحنة... وعلى قريبة يجلس صديقه النقيب، كان هناك قماش سميك يغطي الشاحنة. اتاح لصاحبنا مشاهدة جدار الملعب والاطلاع على مخلفات الطقطقات كان طالب الطب منكباً على حقيبته ودمه الطازج لوث الشريط الأخضر وسار فوق سطح الحقيبة، ثم سال على الأرض. 
تحركت الشاحنة. شاهد صاحبنا بقية أصحاب الشرائط الخضراء الممددين عبر الفراغ الضيق، بين جثة وآخرى مسافة قصيرة، كان الشخص صاحب المسدس يعد الواقفين على الجدار بين طلقة وأخرى. ربما أربعة أو خمسة. فهو قد تجاوز صاحبنا بعد أن قتل أخاه الأكبر... ثم تجاوز أخاه الأصغر والنقيب صديقه وشاباً من الجيران يجاور النقيب، ثم قتل شاباً آخر يقف بجانبه فهي يمنح الحياة لأربعة ويسلبها من  الخامس في كل مرة. انطلقت الشاحنات تقطع الصحراء و ركابها لا يعرفون وجهتها. السائقون وحدهم يعلمون أنها متوجه إلى معمل الثورستون لصناعة الأسمنت، مقر فيلق الحرس الجمهوري الذي ذبح كربلاء. نزل ركاب الشاحنات لينضموا إلى آخرين. وصار المجموع أكثر من ٥٠٠ شاب ورجل جمعوا من مناطق سيف سعد والحي الحسيني والإسكان والبناء الجاهز والملحق وحي الأسرة، كانت وجبتان قد اختفتا  قبلهم جمعتا من أحيان النصر والعسكري  والبعث والعامل والحر. جلسوا في العراق على أرض رملية يحيطهم الجيش وآلياته. وصلت عشرات الشاحنات العسكرية عند منتصف الليل تقريباً. أمروهم أن يركبوا وتحركت الشاحنات تطوي شوارعاً لا يعرفونها ‏متجهة إلى سجن الرضوانية"
وعن الروضتين الحسينية والعباسية ذكر المؤلف انه "عندما تساقطت القنابل على المدينة، من مدافع الجيش ‏وطائراته، نزح الكربلائيون إلى البساتين والصحارى. بعضهم رأى إن خير الحامين واعظم الحافظين، هما أبو عبدالله الحسين بن علي وأبو الفضل العباس بن علي، فتوجهوا يلوذون بهما مع أطفالهم ونسائهم وعجزتهم. استبعدوا أن يجرؤ الحرس الجمهوري على قصف الروضتين. لا يعرف أحد عدد العائلات التي التجأت إلى الروضتين. القادر على العد، في تلك الظروف، هو الذي أخرج الجثث من الروضتين بعد احتلالهما، وحده الذي وضع سجلاً بين يديه وعدهم قبل دفنهم. فعل ذلك من باب الإحصاء لا غير. وتظل الأرقام سرية. 
لكن الكربلائيين عرفوا معلومات مؤكدة، من بعض الحزبيين، أن كل روضة أخرجوا منها ٣٠٠٠ جثة لنساء وأطفال وشيوخ.  موقع الروضتين هدف سهل و مكشوف لطائرات الحرس الجمهوري، الثوار يعلمون ذلك، فاوضوا حسين كامل لإخراج المدنيين من الروضتين. لكنه رفض... طلب منهم الاستسلام بلا قيد ولا شرط، كانت العائلات التي تفر من أبواب الروضتين تحصدها الدبابات، واستمر حصار الجيش للروضتين أياماً القنابل تتساقط فوق رؤوس العائلات من الأعلى... من الطائرات السمتية! اخترقت الغرف والقاعات والأواوين... قنابل أخرى اخترقت القبتين الذهبيتين وانفجرت داخل الضريحين الشريفين، ومحي ضريحا إبراهيم المجاب وحبيب بن مظاهر الاسدي، وانفجرت القذائف قرب ضريح الإمام الحسين بن علي وحطمت شباكه، ثم اقتحمت وحدات الحرس الجمهوري الضريحين بالدبابات... واحترقت أكثر الأبواب التاريخية المذهبة وقبضوا على شبان وشابات أعدموا جميعاً. 
ودخل الفاتح الأوحد حسين كامل الروضة الحسينية بيده مسدس، قفز من فوق آلاف الجثث... وصل إلى ضريح الإمام الحسين، وفرغ مسدسه باتجاه الجسد الطاهر، حيث قال مقولته المشهورة التي يحفظها كل العراقيين.
 أنا حسين... وانت حسين... ‏منو اللي ما يسوى فلسين!
وابتداءا من ١٩٩١/٣/١٦ تاريخ استكمال احتلال المدينة وحتى ١٩٩١/٣/٢١ تاريخ ارجاعها ، استبيحت المدينة اسبوعا ، ووضعت تحت الاحكام ‏العرفية، وأنيطت ادارتها بالاجهزة الامنية التي اعطيت لها صلاحيات واسعة بالقاء القبض والتعذيب والاعدام والتفتيش والترحيل القسري والنهب والسلب والتهديم ، استحوذوا على ممتلكات الروضتين ، بيعت ثريات الكرستال والسجاد الفاخر والمعدات الكهربائية في تكريت و الفلوجة والرمادي والموصل .
المحافظ السابق لكربلاء غازي محمد علي الديراوي الذي توقع الجميع اعدامه من قبل السلطات بعد فراره عقب الثورة ،عاد الى كربلاء بصفته الحاكم العسكري لها ، واول ما قام به هو استدعاء جميع موظفي الدولة في المحافظة الى فندق كربلاء السياحي ، وقبل ان يعيدهم الى وظائفهم القى فيهم خطبة عصماء ارتعدت لها فرائصهم ، قال انه سيعاقب البريء بالمذنب والظاعن بالمقيم والقاعد بالقائم .
تعاون الديراوي مع الاجهزة الخاصة تعاونا شرسا ، سيق الآلاف الى الفندق وعذبوا واعدموا ودفنوا بلا علم ذويهم ، واصبح فندق كربلاء السياحي المعلم الحضاري الذي استقبل الملوك ورؤساء الجمهوريات والامراء وكبار الزوار ، اصبح رمزا للتعذيب .لم تنته مأساة كربلاء عند هذا الحد ، فقد بدأت عمليات الهدم في المدينة ، هدم العمارات والاسواق والمنازل ومؤسسات عديدة ، كانت الاوامر تقضي بـ ( كل جدار ، كل باب ، كل سطح ، كل شارع ، كل شرفه انطلقت منها رصاصة نحونا ، امسحوها بالارض) .دخلت آليات وحفارات يملكها (آل خربيط) الى ‏المدينة ، وهؤلاء عائلة ثرية جدا منهم مقاولون وتجار واصحاب عقارات واسطول نقل ضخم ، اعطيت لهم مقاولة غريبة من نوعها ، تهديم جوامع كربلاء وحسينياتها وقطع بساتينها . كان الحرس الجمهوري يهدم وسط المدينة وآل خريبط كانوا يهدمون الجوامع والحسينيات ، ثم سأل صدام رجاله : ما اجمل معالم كربلاء ؟ أجابوه : بساتينها ، قال لهم : اذن اقطعوها .
كان الكربلائيون يشعرون بالفخر وهم يتجولون في اسواق خضار العاصمة بغداد ، يسمعون الباعة يروجون لفواكههم ويهتفون : تفاح كربلاء ، بطيخ كربلاء ، برتقال كربلاء ، مشمش كربلاء . جاء الرئيس عبد الكريم قاسم وسمع هتافاتهم ، فقرر انشاء اكبر مصنع للفواكه المعلبة في الشرق الاوسط بمساعدة حلفائه الروس .
يروي المؤلف حكاية احد اثرياء المدينة العصاميين ويدعى محمد علي سعدون الهر ، وكيف استطاع ان يصبح من اصحاب الاملاك وكانت بساتينه هي كل حياته بها بنى دارا فخمه واسس حقل دواجن ومنحلا ، وحفر فيها آبارا وجداول ، وعندما وصلت عملية قطع البساتين الى جيرانه جن جنونه ، بعث بالعديد من الرسائل الى ديوان الرئاسة ومجلس الوزراء ووزارة الزراعة والى سعدون حمادي ابن مدينة كربلاء ، مذكرا بما قدمه للدولة من تبرعات بمئات الآلاف من الدنانير للقادسية وانه لم يشترك في اعمال الغوغاء والخيانه ، مناشدا اياهم بان لا يقطعوا بستانه .
وعندما دخلت معدات آل خربيط الى بستانه وقف عند احدى نخلات بستانه صائحا فيهم : انا و ‏النخلة . وصدرت الاوامر اليهم بقطعه مع بستانه ، وانشطر محمد علي الهر الى نصفين ، نصف تدحرج مع النخلة ونصفه الآخر وقع في ساقية قريبة ليكون عبرة لبقية اصحاب البساتين . 
أربعة وثلاثون من كبار السن قضوا بالسكتة القلبية او بجلطات المخ ، بعد قطع بساتينهم ، اخذ بعضهم يغرق بستانه بالماء معطلا عمل آلات القطع لكن ذلك لم يمنع التقطيع بهمة عاليه مئات البساتين بل الآلاف تمت ازالتها .
استلم سعدون حمادي رئاسة الوزراء فذهب الكربلائيون يتوسلون اليه ، اقترح عليهم تشكيل وفد من وجهاء المدينة لمقابلة صدام حسين ، رفض الاخير طلبهم مقابلته لثلاث مرات وفي المرة الرابعه جاءت الموافقة ، دخلوا عليه وكاميرات التلفزيون تصور اللقاء ، اعتذروا عما بدر من ابنائهم ، وحصلوا منه على وعد بايقاف التهديم وقطع البساتين ، ولاحقا اصدر امرا بتعويض اصحاب البساتين المقطوعة بـ (١٠٠) دينار عن كل ‏نخلة و (٥٠) دينارا عن كل شجرة .
وصلت تعليمات جديدة الى آل خربيط بالابقاء على الضريحين فقط وتهديم الابنية المقدسة الاخرى وتحويلها الى دورات مياه . وتحت ضغط من علماء الهند والباكستان الشيعه تقرر ترميم العتبات المقدسة وصيانتها بسرعة فائقة وبصورة رديئة .يختتم المؤلف عباس ناظم كتابه بمقولة لعجائز العراق اللاتي كن يرددن ان هذا الزمان – زمان الطاغية- هو الزمان الذي سيستمر الى المرحلة التي اذا رميت ( برتقالة ) من الموصل ستظل تتدحرج بلا عوائق حتى تصل جنوبا الى البصرة، لا زرع ولا ضرع ولا حرث ولا نسل ولا بناء ولا حضارة".
قام أخوين بتصوير فيلم للأيام الأخيرة لانتفاضة محافظة كربلاء وربما هو الفلم الوحيد عن أحداث الانتفاضة في المحافظات الجنوبية صوره المنتفضون ومن ثم هرب الفلم للخارج.  في هذا الفيلم نرى مجاميع من النساء والأطفال والرجال في حضرتي العباس والحسين وهم في حالة من الخوف الهستيري يطلبون العون من الشيعة والسنة والعون من ايران لنجدتهم. وفي مقطع آخر من الفلم نرى جرحى الانتفاضة  في مشفى داخل الصحن العباسي. في أحدى مقاطع الفلم إحدى النساء وهي ممرضة أو طبيبة تقول "ميدرون ميدرون شدا يجرى علينا ميدرون ميدرون شدا يجرى علينا ..ميسمعونه...حضرة العباس أنضربت..حضرة الحسين انضربت..كله..كله انضرب... الناس.. الأهالي.. شامي..عامي يضربونه..كيمياوي أنضربنه..كل الأسلحة.. ديبيدوه الشعب.. ديبيدوه الشعب..ابادة...ابادة... منلحك..يجبون البني آدم مفلش يمنه". 
علق صحفي أسترالي شاهد الفلم أن الغالبية من مجاميع النساء والرجال في الفلم من المتواجدين في الحضرتين ، وكما ذكر عباس ناظم، تم اعدامهم وذكر أن أحد الأخوين من مصوري الفلم قد قتل.
وكما ذكرنا سابقاً،  فأن أهالي كربلاء ذكروا، كما في الفلم، أنهم  قصفوا بالسلاح الكيمياوي وكذلك ذكر وفيق السامرائي في كتابه " حطام البوابة الشرقية" " أنه بالفعل تم أطلاق عوامل كيمياوية مخففة على مركز المدينة".
وكما عرضنا سابقاً ، كانت أحدى مهمات الأمريكان، بعد سقوط النظام، البحث عن الاسلحة الكيمياوية لتبرير الحرب فاصدروا تقرير عن نتائج بحثهم. وفي صفحة من صفحات التقرير المكون من ثلاثة اجزاء، وردت تفاصيل عن استخدام السلاح الكيمياوي في الانتفاضة وبالتحديد استخدامه في كربلاء حيث ورد في التقرير " في صباح يوم ٧ /٣ /١٩٩١ طلب مسؤول عراقي لم يتسنى للتقرير معرفته استخدام السوائل ضد المتمردين في داخل وحوالي مدينة النجف. كانت قوى النظام تنوي استخدامه كجزء من هجوم كبير لهزيمة القوى المتخندقة في تلك المنطقة .
أمر حسين كامل، مدير التصنيع العسكري في حينها، من مسؤولي برنامج الأسلحة الكيمياوية تجهيز السلاح الكيمياوي لاستخدامه ضد التمرد. كان أمره في البدء استخدام سلاح VX. ولما تم ابلاغه عدم توفر سلاح VX، أمر باستخدام غاز الخردل. ولكن لخاصية غاز الخدرل من أستمرارية اكتشافه تم استبعاد أستعماله واختير السارين محله.
في حوالي يوم ٧ /٣ /١٩٩١ ، تم تحضير قنابل R400 الجوية في قاعدة تموز للاستخدام. قام تقنين من منشاة المثنى العامة بخلط مكونين من غاز الأعصاب المزدوج داخل قنابل R400. تم تحميل هذه القنابل بعبوة متفجرة وتم تجميع الأسلحة على مدرج الطائرات. 
تم تحميل طائرات 
هليكوبتر أتت من قواعد قريبة لقاعدة تموز بقنابل R-400 المحملة بالسارين  وذخائر تقليدية أخرى. تم تنفيذ العديد من الهجمات ضد المتمردين الشيعة في كربلاء والمناطق المحيطة. يقدر مسؤول متقدم في برنامج الأسلحة الكيميائية أنه تم استخدام ١٠-٢٠ قنبلة R-400. تشير تقارير أخرى الى أنه ربما تم القاء

 ما يصل الى ٣٢ قنبلة R-400.

بعد الهجمات الأولية بواسطة طائرات الهليكوبتر، تلقى المسؤول العام عن برنامج الأسلحة الكيميائية المشرف على العملية مكالمة غاضبة من من مكتب حسين كامل. قال أن الهجمات لم تكن ناجحة وأنه يلزم اتخاذ تدابير اضافية.

كانت قنابل R-400 مصممة لكي تلقى بسرعة من ارتفاع عالي ومن المرجح أنها لم تتفاعل عندما القيت من طائرة هليكوبتر تتحرك ببطء.

كبديل لقنابل R-400, بدأت مؤسسة المثنى في تعبئة الغاز المسيل للدموع CS في قنابل جوية كبيرة. خلال الأسبوعين التاليين، غادرت طائرات الهليكوبتر قاعدة تموز محملة بقنابل مليئة بالغاز المسيل للدموع. قدر أحد المشاركين أنه تم استخدام أكثر من ٢٠٠ قنبلة جوية مملوءة بالغاز المسيل للدموع على أهداف المتمردين في وحول كربلاء والنجف.

من جهة السلطة فقد ورد في تحليل لقيادة قوات النداء الحرس الجمهوري عن معركة أعمال الشغب في القاطعين الشمالي والجنوبي عن قاطع كربلاء :

‏ "‏الطرق والمقتربات

١. طريق بغداد -المسيب -كربلاء طريق معبد ذو ممرين صالح لسير الآليات يجتاز نهر الفرات على جسر حديدي في منطقة المسيب ويتفرع قبل وصوله إلى مدينة كربلاء وبعد اجتياز إمام عون إلى فرعين الأول باتجاه مركز المدينة والثاني يجتاز المدينة من الشمال الغربي ويتجه إلى منطقة الرزازة.

٢. ‏طريق كربلاء -النجف- الشامية - الديوانية طريق معبد ذو ممرين حتى مدينة النجف يجتاز نهر الفرات جنوب غرب قضاء الهندية بعدها يصبح ذو ممر واحد يتجه نحو الشامية منتهياً في مدينة الديوانية صالح لسير الآليات.

٣. طريق مفرق الرزازة (الطريق الاستراتيجي) النجف طريق معبد محاذي للأنبوب الاستراتيجي يلتقي بطريق كربلاء -نجف في منطقة خان الربع صالح لسير الآليات في كافة مواسم السنة.

المهمة- تهجم قيادة قوات النداء حرس جمهوري والقطعات الملتحقة بها بالساعة ٧٣٠ يوم ٦ آذار على العدو المتواجد على طريق أمام عون - ناحية الحر 
  وتدمير كافة القوات المعادية وتطويق مدينة كربلاء من الغرب والشمال وتأمين الأتصال  مع قيادة عمليات الجهاد في الرزازة.
التنفيذ- يجري الهجوم بصفحة واحدة كما يلي
ا-  لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري يهجم بالساعة ٧٣٠ يوم  ٨ آذار على العدو الكائن على طريق أمام عون- ناحية الحر وتدميره وتطويق مدينة كربلاء من جهة الغرب وادامة الأتصال مع قيادة عمليات الجهاد في  الرزازة.
ب- لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري يشاغل العدو من جهة الشمال على طريق المسيب كربلاء بالساعة ٧٣٠ يوم ٨ آذار ٩١ وتدمير مفارز العدو المتواجدة يمين ويسار  الطريق ‏حتى أمام العباس.

‏لواء مشاة ٣٠ حرس جمهوري احتياط في المكان وتأمين حماية الطريق.  

‏فرقة مشاة آلي ٢٦ ‏احتياط في المكان وتأمين حماية الطريق.

‏فرقة مشاة ١٠ حرس جمهوري احتياط في المكان وتأمين حماية الطريق.

 بدء معركة تحرير كربلاء

اصطدمت كتيبة الدبابات الثالثة والسبعون التابعة للفرقة المدرعة الحادية والأربعين من الحرس الجمهوري مع المخربين في حي العباس على مشارف كربلاء.حضر السيد وزير الصناعة والتصنيع العسكري والسيد مدير مكتب شؤون الحرس الجمهوري الى المقر الجوال وتم اخباره بشكل شفوي عن الموقف وطلب الأسراع بازالة المقاومة مهما كانت التضحيات.
١١:٣٠- ٦ آذار: تم دفع كتيبة الدبابات الحادية والسبعون واللواء الثلاثون مشاة من الحرس الجمهوري للانفصال عن الكتيبة الثالثة والسبعين وتدمير المقاومة. وتوقفت القوة لعدم تيسر المساحة الكافية لعمل القطعات المدرعة ولقوة المقاومة وكثافة البساتين.
١٢:٠٠ -  ٦ آذار:  تم اتخاذ منطقة ماوى بالقرب من  الإمام عون كمقر قيادة مؤقتًا حتى يتم وضع الخطة المفصلة.
٢٠:٠٠ – ٦ آذار: تم عقد مؤتمر أوامر لامري التشكيلات والوحدات المتجحفلة في مقر القيادة الجوال، وتم ترشيح الخطة لتنفيذ الواجب المقبل و كما يلي: لواء مشاة آلي  ٤٣ حرس جمهوري وبأمر سرية من كتيبة  دبابات ٧٣ ، يقود التقدم باتجاه مفرق الرزازة.
لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري سترسل سرية مشاة آلي لمسك طريق الحُسينية.
كتيبة مشاة من اللواء ٣٩ مشاة آلية من الحرس الجمهوري سيتم إلحاقها بقيادة اللواء ٤٣ مشاة آلية من الحرس الجمهوري.
‏تفتح المنطقة الإدارية بالقرب من الإمام عون وتؤمن الحماية الجيدة لها.
التأكيد على  الأتصالات بين آمري التشكيلات  والسيد القائد.
٢٠٣٠ – ٦ آذار: تم الاتصال بمكتب شؤون الحرس الجمهوري لتأمين طائرة سمتية لغرض الاستطلاع لدعم المدفعية.

٠٩٠٠ – ٧ آذار :حضر السيد الوزير مقر القيادة الجوال في المدرسة قرب الإمام "عون"، وطلب حضور آمري التشكيلات، وتم توجيههم بضرورة الإندفاع والأسراع بتنفيذ الواجب، وخصوصاً اللواء ٤٣ مشاة آلي حرس جمهوري.
٠٩٤٥ – ٧ آذار: وردت معلومات تفيد بأن المخربين أقاموا سيطرة على طريق مفرق امام عون - الرزازة.
١٠٠٠ – ٧ آذار: أوعز السيد القائد بتحريك ضابط عمليات من الدرجة الثالثة، وستكون القيادة بيد قائد اللواء ٤٣ مشاة آلية من الحرس الجمهوري، واستصحاب قوة رعيل دبابات وفصيل مشاة وقد تم التنفيذ.والوصول لمسافة  كيلومترين على طريق مفرق إمام عون- رزازة.
١٦٠٠ يوم ٧ آذار: تم أخبارنا وجود عجلات مدنية كانت تقل عوائل وقد تبين وجود أسلحة واعتدة في تلك العجلات ينوي المخربين استخدامها في التخريب مستترة بالنساء والأطفالتم طلب تفتيش العجلات بشكل دقيق من قبل التشكيلات.  
١٦٢٥ يوم ٧  آذار: تم طلب حضور آمري التشكيلات الى مؤتمر الأوامر بالساعة ١٩:٠٠  يوم ٧ آذار. 
 ١٧٥٥ يوم ٧  آذار : تم أخبار مقر القيادة من قبل فوج المشاة الآلي السادس والعشرون 
 بأن المخربين فتحوا النار  على شكل مجموعات صغيرة.
١٩٠٠ يوم  ٧ آذار : أصدر السيد القائد الى آمري التشكيلات والمدفعية بتنفيذ الخطة كما يلي: - يهجم لواء المشاة الآلي الثالث والأربعون الآلي حرس جمهوري بالساعة ٠٧:٣٠ يوم  ٨ آذار، ويبقى لواء المدرعات الحادي والأربعون حرس جمهوري لحماية الطريق بقرب مفرق الإمام عون، ولواء المشاة الثلاثون حرس جمهوري احتياط.
٠٧:٣٠ يوم  ٨ آذار: أخبر لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بالشروع بالحركة..
 ٠٧:٣٥ يوم  ٨ آذار : تم الإيعاز الى لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري من قبل السيد القائد بضرورة الأقتصاد بالعتاد ورمي نيران  في مواقع معروفة بالقرب من الطريق وبساتين النخيل.
٠٧:٣٥ يوم  ٨ آذار: طلب السيد القائد من لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري من قبل بملاحظة المدرعات المحروقة على الطريق،وضروروة استخدام الأسلحة  من قبل  الجميع، والتقدم بحذر، وترجل المشاة في البساتين القريبة.
 ٧٥٧ يوم ٨  آذار :  الإيعاز من قبل مقر القيادة الى المدفعية بقصف مدخل المدينة.
 يوم ٨  آذار: أخبرنا لواء المشاة الآلي الثالث والأربعون حرس جمهوري بوجود قاذفات  (RPG) الى اليسار، سيتم معالجتها بواساطة أسلحة فصيل مشاة.
يوم ٨  آذار : تم اخبارنا من قبل لواء المدرعات الحادي والأربعون حرس جمهوري بتدمير عجلتين وفيها مجموعات من المخربين، وتم أسر قسم منهم..
 يوم ٨ آذار : تم اخبارنا من قبل لواء المدرعات الحادي والأربعون حرس جمهوري بوجود مقاومة من الجناح الأيسر، ولا يزال الاشتباك مستمراً. 
 يوم ٨ آذار: طلب السيد القائد الموقف من لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري. 
 يوم ٨ آذار: أخبرنا لواء المدرعات الحادي والأربعون حرس جمهوري بأنه تقدم  كيلومتر واحد ، وهناك مقاومات من اليمين واليسار.
 يوم ٨ آذار: أخبرنا لواء المشاة الآلي الثالث والأربعون  حرس جمهوري بوجود مقاومات.
وطلب السيد القائد  أماكنها؛ وأجاب اللواء بأنها قبل ناحية الحر ١٠ كيلومترات . وبنفس الوقت طلب السيد القائد بالرمي على مدخل المدينة واستخدام كافة الأسلحة.
 يوم ٨ آذار:طلب السيد القائد الموقف من لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري. واجاب اللواء بأنه تم الدخول في بداية البستان. طلب السيد القائد الرمي المكثف على البستان ومدخل المدينة، ونشر فصيلة دبابات عند الخروج من البستان في المفرق، واستمرار المدفعية بالرمي
 يوم ٨ آذار: طلب السيد القائد الموقف من لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري.  واجاب اللواء بأنه في بداية البستان. طلب السيد القائد مسك البستان بالمشاة.
يوم ٨ آذار:  تم مناداة لواء المدرعات الحادي والأربعين حرس جمهوري ولم يجيبتم التربط مع اللواء لواء المشاة الثلاثين ولم يجب أيضاً..
 يوم ٨ آذار: أخبرنا مقر لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري باستشهاد آمر اللواء العقيد الركن علي محمد نجره،وجرح آمر المدفعية العقيد عبد الغفار الدوري. وتم إخلاؤهما بالعجلة الجوالة  لآمر اللواء.بنفس الوقت أوعز السيد القائد الى العقيد فاضل باستلام مهمة بقيادة اللواء.
يوم ٨ آذار: أخبرنا مقر لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بالوصول الى المفرق، ووجهه السيد القائد بأكمال  التقدم ومعالجة المقاومة.
يوم ٨ آذار: استفسر السيد القائد عن الموقف من لواء المشاة الآلي الثالث والأربعين حرس جمهوري. فأجابه العقيد الركن فاضل بأن القوة ما زالت تتقدم والرمي يمين ويسار الطريق في البستان.
يوم ٨ آذار: أكد السيد القائد على لواء الثالث والأربعون حرس جمهوري لأستمرار التقدم وأسر عناصر المخربين.
يوم ٨ آذار:طلب لواء المشاة الآلي الثالث والأربعون حرس جمهوري من مقر القيادة تعزيزه برعيل دبابات، ويوكد  على وجود مقاومة شديدة.
يوم ٨ آذار: أخبرنا مقر اللواء المشاة الآلي  الثالث والأربعين حرس جمهوري بوجود مقاومة مفرق في الرزازة.
يوم ٨ آذار: طلب  السيد القائد من اللواء المشاة الآلي  الثالث والأربعين حرس جمهوري بتقليل صرفيات الأعتدة.
يوم ٨ آذار: أوعز السيد القائد الى نقيب عبد العزيز بالذهاب إلى رئيس الأركان في معسكر طارق لأرسال ما يلي: سرية انضباط ، وكتيبة مشاة آلي خمسة وعشرون، وكتيبة دبابات الحادية والسبعون من اللواء المدرع الحادي والأربعين حرس جمهوري، وسرية قوات خاصة للواء المدرع الثاني والأربعين حرس جمهوري .
١٢١١- يوم ٨ آذار: أخبرنا  لواء مشاة آلي الثالث  والأربعين حرس جمهوري بأن الفوجين الأول والثاني باشر التقدم وتوجد مقاومة في مفرق الرزازةطلب السيد القائد نوع المقاومة؛ واجاب اللواء هاونات وقاذفات واسلحة خفيفة ومكانها ناحية الحر. وقد طلب السيد القائد ايقاف الرمي حتى تنتهي الطائرات السمتية من واجبها.
 ١٢١٥- يوم ٨ آذار : طلب السيد القائد من لواء مشاة ٤٣ آلي حرس جمهوري التنسيق مع قيادة قوات الجهاد.
 ١٢٣٠- يوم ٨ آذار : حضر السيد الوزير الى مقر القيادة الجوال.
 ١٣٠٥ - يوم ٨ آذار: طلب مقر القيادة من التشكيلات بأكمال الأمور الأدارية والتهيؤ للواجب.
 ١٢٣٢ يوم ٨ آذار:  للواء المشاة الآلي  الثالث والأربعين حرس جمهوري بتأمين الاتصال مع قيادة قوات الجهاد.
 ١٤١٥يوم ٨ آذار: تم أخبار لواء مشاة ٤٣ آلي حرس جمهوري من قبل القيادة بضرورة اكمال العتاد والأرزاق والتيهو لتنفيد الواجب.وفي نفس الوقت زار السيد الوزير والسيد القائد مقر لواء مشاة ٤٣ آلي حرس جمهوري.
 ١٨٣٥ يوم ٨ آذار: أخبرنا مقر لواء مشاة ٤٣ آلي حرس جمهوري بوجود دبابة وعدة افراد داخل المدينة، وسيتم معالجتهم من قبل اللواء.
 ٠٨٢٥يوم ٩ آذار : أوعز  السيد القائد الى لواء مشاة ٤٣ آلي حرس جمهوري بالمباشرة بالتقدم والانتشار باتجاه اليمين بالنسبة للمدينة.
  ٠٨٣٠ يوم ٩ آذار: أوعز  السيد القائد الى لواء مشاة ٤٣ آلي حرس جمهوري سحب المدنيين الى الخارج وعدم إيذائهم عند التقدم نحو المدينة.
 ١٠٠٧  يوم ٩ آذار: أوعز  السيد القائد الى لواء مشاة ٢٥ حرس جمهوري بالانفتاح والأسراع بالتقدم  والاحتماء بالمباني.
 ١٠١٣ يوم ٩ آذار: طلب السيد  القائد الأسراع بالدخول الى المدينة  من الفوج الثالث لواء مشاة  آلي  ٣٩ حرس جمهوري.
 ١٠١٨ - يوم  ٩ آذار: طلب السيد  القائد معرفة الفوج ماسك الطريق. وطلب مشاغلة البساتين وتطهيرها واعطاء موقف في النهاية..
 ١٠٤ - يوم ٩ آذار: أخبرنا  لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بالمباشرة بالتطهيروطلب السيد  القائد الحذر عند دخول المدينة.
 ١٠٤ - يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي الثالث  والأربعين حرس جمهوري بأن الكتيبة ٧٣ دبابات وصلت إلى المنطقة المحددة، والأفواج الأخرى باشرت بالتطهير  وأن الفوج الأول أيضاً باشر بالتطهير.
 ١٠٤ - يوم ٩ آذار: طلب آمر مشاة  آلي  ٣٩ حرس جمهوري من القيادة تعزيزات أخرى لأن الحي عريضفاجابه السيد القائد بأن المقاومة ضعيفة ولا تحتاج إلى قوة أكبر وبلغه بالإقتصاد بصرف الأعتدة.
 ١٠٥  - يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بخروج عوائل بأعداد كبيرة من المدينة.
 ١٠٥ - يوم ٩ آذار: طلب لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري من لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بالتنسيق معه ووضع الدلالات في الأحياء السكنية فأجاب لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بأنه تم تطهير أكثر من نصف حي الحر.
١٢٢ - يوم ٩ آذار: طلب  السيد القائد من لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بالتنسيق مع لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري لدخول حي العروبة.
 ١٢ - يوم ٩ آذار: طلب مقر القيادة  من  لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري برفع الأعلام على الأجنحة لأغراض الدلالة.
 ١٣ - يوم ٩ آذار: طلب مقر القيادة  موقف كتيبة دبابات ٧٣؛ فأجاب مقر قيادة لواء مشاة آلي الثالث والأربعين أطلقت القوات النار على الأهداف ودمرتها. طلب  السيد القائد بسرعة السيطرة على الأهداف والتقاطعات الرئيسية.
١٣٢١ - يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بأنها بدأت بتطهير الحي الثاني في المدينة.
 ١٣٤٨ - يوم ٩ آذار: طلب  السيد القائد من آمر لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بدمج الفوج الثالث مع مجموعة إبراهيم (كتيبة دبابات ٧٣).
 ١٣٥٠ - وم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بدخوله حي البعث لمسافة ٢٠٠ متر. أوعز القائد بإرسال مستطلع لتحديد موقع مقر اللواء.
١٤٣٠ - يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بأنه وصل اهدافه. وطلب  السيد القائد آمر اللواء عبر الجهاز واستفسر منه عن وجود مقاومة. فاجاب بأنه لا توجد مقاومة وتم الاستيلاء على أجهزة لاسلكية (١٠٥) وعتاد . وطلب  السيد القائد التنسيق مع العقيد الركن فاضل (آمر لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري).
 ١٤٥٥ - يوم ٩ آذار: طلب  السيد القائد موقف الفوج الأول من لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري وما إذا كان قد طهر منطقة النخيل ومنطقة الحر. فأجاب بانه أنجز واجباته وأمنت طريق إمداد على طول الجانب الغربي ويرمي في العمق وقد سيطر تماماً على الموقف..
 ١٥١٠ - يوم ٩ آذار: طلب  السيد القائد تبليغ آمر الواء مشاة ٣٩ حرس جمهوري بعدم السماح للمدنيين بالرجوع الى المدينة.تبليغ آمر الفوج الأول من لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بالحيطة و الحذر.
 ١٥٣٠ -يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بأن الموقف جيدوقد وجه السيد القائد بالحيطة والحذر.
    ١٥٤  - ٩ آذار : طلب  السيد القائد  من لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بتبليغ آمر كتيبة الدبابات ٧٣  بسرعة الحركة والاستفادة من ضوء النهار.
 ١٥٤  - يوم ٩ آذار:  طلب  السيد القائد  من لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري  بتمركز الفوج الثالث على الجانب الأيمن من كتيبة الدبابات ٧٣، وتمسك سطوح المنازل من قبل المساحة ويكونون حذرين.
 ١٥ - ٩ آذار: أوعز مقر القيادة  الى لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بالتأكد من العمارات السكنية والحكوميةواجاب اللواء بأن وحدة هاون تقوم بإطلاق النار على وحدات اللواء.
١٦  - ٩ يوم آذار: أخبر السيد القائد آمر لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بانضمام فوج من قيادة قوات العابد حرس جمهوري إليهم. وشدد على أهمية توصيل أجهزة الاتصال اللاسلكي، وأمر بأن يُنسب الفوج إلى اللواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري
 ١٦  -يوم ٩ آذار: طلب السيد القائد آمر لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري  المناطق التي تم تطهيرها لإرسالها  إلى الجهات المختصة. وأجاب بأنه تم اجتياز العمارات السكنية والتقدم مستمر، وأن كتيبة الدبابات ٧٣  أسفل الخزان الكبير. وطلب منهم وقف القصف المدفعي في المنطقة القريبة من مرقد الإمام الحسين.
 ١٦  -يوم ٩ آذار: أخبرنا آمر لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري أن “عبد الصاحب” من قيادة قوات الجهاد، طلب الذهاب إلى المدينة لإخلاء منزله.
 ١٦  -يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بأن المخربين يرمون على الطائرات السمتية بمدافع ٥٧ مضادة للطائرات.
 ١٧١٧-يوم ٩ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بأنه تم استعادة الملعب والوصول الى المستشفى العسكري. وطلب السيد القائد بتفتيش المستشفى لوجود قسم من جماعتنا.
 ١٩٠٠-يوم ٩ آذار:
 تحرك مقر القيادة الى معمل الثرموستون 
 ٠٨٠٠- يوم ١٠ آذار:
 تم الإيعاز من مقر القيادة  الى لواء المدرعات الحادي والأربعين حرس جمهوري    بالحركة من مكانه في إمام عون باتجاه مقر القيادة على الطريق الاستراتيجي،  وترك المسؤولية الى وحدات قوات العابد حرس جمهوري.
 ٠٨١٤ - يوم ١٠ آذار: طلب مقر القيادة من لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوري بالتنسيق مع قيادة قوات العابد حرس جمهوري واخذ الشبكات اللاسلكية.
 ٠٨٢١- يوم ١٠ آذار:
طلب السيد القائد موقف وحدات لواء مشاة آلي الثالث والأربعين حرس جمهوريواجاب بأنهم يقومون بتفتيش المناطق وأن العديد من المخربين البارزين قد تم اعتقالهم ويوجد رمي هاونات تجاه قطعاتناأكد السيد القائد على  معرفة مكان الفوج الثاني لواء مشاة ٣٩ حرس جمهوري.
 ٠٨٣ - يوم  ١٠ آذار: تم تأمين الاتصال مع قوات القدس التابعة للحرس الجمهوري.
 ٠٩٠٠ - يوم ١٠ آذار: طلب السيد القائد آمر لواء ٣٥ مشاة حرس جمهوري واخبره بأن العقيد جبار (أبو تيسير) يطلب التنفيذ بأسرع وقت ممكن. واجاب آمر اللواء بأنه باشر بالتنفيذ.
 ٠٩:١٠- يوم ١٠ آذار: طلب السيد القائد من قائد قوات القدس حرس جمهوري مكانها لأن السيد الوزير سوف يتوجه اليهفأجاب بأن مكانه في الغابة على طريق الرزازة.
 ٠٩:٢٤- يوم ١٠ آذار: طلب السيد القائد من العقيد فاضل المقاومة التي واجهها الفوج الثاني من اللواء ٣٩ مشاة آلي، وطلب منه مراقبة رمي المدفعية وهل هي دقيقة.
١٠٠٠ - يوم ١٠ آذار: طلب السيد القائد من العقيد فاضل موقف الفوج الثالث  لواء مشاة ٣٩   لأن السيد الوزير قد طلبها.فأجاب فاضل بأن "جمال" سوف يتم انفتاحه، وامامه مقاومات، و "زكي" بدأ بالضغط باتجاه العباس. وصلت الكتيبة ٧٣ دبابات و"زكي" إلى الحافة الأمامية وسوف يندفع مع الفوج الأول جماعة "فايق" باتجاه الأماموالمقاومة بالمستشفى الحسيني
١٠٣١- يوم ١٠ آذار: طلب السيد القائد موقف  كتيبة ٧٣ دبابات والفوج الثالث. فأجاب العقيد ركن  فاضل بأن لديهم أسرى وبدأ المخربين بتسليم أنفسهم. وطلب السيد القائد معرفة المسافة إلى منطقة المعارض ،ويجب الأسراع بالعمل.
 ١٠٤٠- يوم ١٠ آذار: أخبر السيد القائد العقيد ركن فاضل بأنه تم أرسال ادلاء من الأمن ليكونوا مع الآمرين، واخبره أن السيد  الوزير يسلم عليه ويطلب باسراع العمل.  
 ١٠٥٢- يوم  ١٠ آذار: استفسر مقر القيادة من  لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري عن الوصول إلى المستشفى الحسينيأجابه تم أرسال قوة لتفتش المستشفى. 
يوم  ١٠ آذار: تم أخبار لواء مشاة ٣٥  حرس جمهوري بالأسراع بالدخول الى المدينة  ، وان لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري تتجه الآن نحو المقبرة بفارق خمسة كيلومترات، ولا توجد مقاومة.
 يوم  ١٠ آذار: طلب السيد القائد من العقيد ركن فاضل بالإسراع، وأبلغه بأن السيد الوزير لن لا يقبل التاخير وأمر بإندفاع الشباب إلى امام.
 يوم  ١٠ آذار: تم الإستفسار من  لواء مدرع ٤١ حرس جمهوري باستلام مقر القاطع من قبل  قيادة قوات العابد حرس جمهوري، فاجاب اللواء نعم وسوف أباشر بالحركة.
 يوم  ١٠ آذار: أخبرنا  لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري بأنه تم السيطرة على المقبرة وسوف يندفعون الى الأمام العباس.
  يوم  ١٠ آذار : أخبرنا  لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري بأنهم اجتازوا المقبرة ووصلوا إلى التقاطع المؤدي إلى الإمام العباس والإمام الحسين وهم يتحركون على شكل قفزات.
  يوم  ١٠ آذار: أخبرنا مقر قيادة قوات القدس حرس جمهوري بأن لواء المشاة ٣٧ حرس جمهوري وصل إلى مديرية الإقامة، وأن لواء المشاة ٣٦ من الحرس الجمهوري تقوم بإزالة المقاومة باتجاه شارع يبعد من الصحن ٧٥٠ متراً .
  يوم  ١٠ آذار:  أخبرنا لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بأن مكانها قرب المستشفى تقاطع نجف- ديوانية
يوم  ١٠ آذار : أخبرنا العقيد فاضل بأن لواء مشاة ٣٥ متأخر عنهم ويجب تفتيش الدور من  قبلهم.
١٢٣١ - يوم ١٠ آذار: أخبرنا العقيد فاضل أن الكتيبة  ٧٣ دبابات تبعد ٧٠٠ متر عن الضريح وتحتاج إلى مشاة. أمر القائد بالتحرك بشكل جماعي وليس فردي.
 ١٢٢٦-يوم ١٠ آذار :
طلب السيد القائد من اللواء ٣٥ مشاة آلي حرس جمهوري التحرك بسرعة وتحقيق النتائج خلال ١٥ دقيقة.
 ١٤١٥ -يوم ١٠ آذار: أستفسر السيد القائد من العقيد فاضل عن الموقف، فأجاب أنه سيطهر المنطقة، وأن أحد الأفواج وصل إلى اتحاد نقابات العمال في طريقه إلى الضريح.
 ١٤٤٦- يوم ١٠ آذار: أبلغنا اللواء ٤١ مدرع حرس الجمهوري أنه وصل إلى المكان وطلب معلومات إضافية. كانت المقاومة قليلة وكان عليهم فقط التوزع.
 ١٤٥٦ - يوم ١٠ آذار: من قيادة قوات القدس حرس جمهوري إلى قيادة قوات النداء حرس جمهوري: نحن في تقاطع ديوانية - نجف - الحلة. هناك مقاومة في البساتين والمنازل وهم يتعاملون معها.
 ١٥٠٠ - يوم ١٠ آذار:  استفسر السيد القائد من العقيد فاضل إذا كان بحاجة إلى مدفعية فأجاب لا، مجموعتنا تبعد ٦٠٠ متر من الصحن.
 ١٥٣٠ - ١٠ يوم آذار: من قيادة قوات القدس حرس الجمهوري إلى قيادة قوات النداء حرس الجمهوري: نحن على بعد حوالي ٥٠٠ متر من الضريح بين الحسين والعباس.
 ١٥٥٥ -يوم ١٠  آذار: أخبرنا العقيد فاضل أن هناك نيراناً كثيفة باتجاه وحداته قادمة من الصحن.
١٥٥٨ –يوم ١٠  آذار:من قيادة قوات القدس حرس الجمهوري إلى قيادة قوات النداء لحرس الجمهوري: "نحن على بعد ٣٠٠ متر من الصحن".أجاب مقر قيادة النداء بأن  السيد الوزير يسلم عليهم ويطلب معالجة المقاومة فوراً.
١٦٠٠ –يوم ١٠  آذار: استفسر السيد القائد من العقيد الركن فاضل عمّا إذا كان الوضع قد تغيّر. كانت إجابته إيجابية وأن التغير حدث بمقدار ٥٠٠ متر تقريبًا، وأن المنطقة تحت مسؤوليته. أبلغه بأن الوزير يتجه إلى مقر قيادة اللواء.
١٦١٠ –يوم ١٠  آذار: من قيادة قوات النداء حرس جمهوري إلى قيادة قوات القدس حرس جمهوري: “النيران قادمة من يسار الصحن؛ هل هي من جماعتكم؟”كانت الإجابة بالنفي، وقال أن جماعته لا تطلق النار.وقد أمر السيد القائد لواء مشاة مدرع حرس جمهوري بوقف إطلاق النار والتحقيق في مصدر النيران المعادية.
١٦٣١ –يوم ١٠   آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي ٤٣  حرس جمهوري بأن المدفعية تؤثر على الوحدات، والرمي عشوائي (يقصد مدفعيتنا).
١٦٣٥ –يوم ١٠ آذار: طلب آمر لواء مشاة ٣٥ حرس جمهوري بأن تساند الدبابات بالتقدم معه، وهو  قرب الإمام الحسين .
١٦٥٠ –يوم ١٠ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري بأنه يوجد رمي من رفوف السطوح.أخبره مقر القيادة بايقاف الرمي  حتى تأتيك جماعة القدس  حرس جمهوري.
١٧٠٨ – يوم ١٠ آذار: الموقف من لواء مشاة آلي ٤٣  حرس جمهوري أنها وجدت مقاومة جديدة، ورمي كثيف باتجاه كتيبة دبابات ٧٣.أخبره السيد القائد بإحراق جميع البنايات ووقف مصادر النيران المعادية.
١٧١٦ –يوم  ١٠ آذار:طلب السيد القائد من العقيد الركن فاضل بأن يرتب الدفاع قبل حلول الظلام في مكانه الحالي.
١٧٢١ -يوم ١٠ آذار: طلب السيد القائد من [غير مقروء: رقم وحدة مدرعة] حرس جمهوري أن تتحرك بسرعة وتنزل باتجاه المقبرة الواقعة على طريق نجف – شارع كربلاء، وأن تفتح النار قبل وصولهم.
١٧٢٥ - يوم ١٠ آذار: أخبرنا العقيد الركن فاضل أن أحد أفواجه، جناحه مكشوف ويبعد ١٠٠ متر عن الصحن، وطلب من جماعة القدس حرس جمهوري أن تساعده.
١٧٤٠ -يوم ١٠ آذار: تم إبلاغ العقيد الركن فاضل من مقر القيادة أن السيد الوزير قد توجه إليهم.
١٨١٥ - يوم ١٠ آذار: أخبرنا العقيد الركن فاضل أن بعض أفراد لواء ٣٥ مشاة حرس جمهوري قد تسللوا، وأن إحدى دبابات كتيبة الدبابات ٧٣ قد احترقت أمام الصحن. أمره القائد أن يبقى في مكانه مؤقتاً، واخبره أيضاً بعدم التكدس من قبل كتيبة دبابات ٧٣، بل أن ينتشروا بدلاً من ذلك.
١٩٠٠ - يوم ١٠ آذار: أبلغ العقيد الركن فاضل مقر القيادة أن المدفعية فتحت النار، ويجب على ضباط الاستطلاع أن يشاركوا بدورهم في هذا الأمر.
١٩٠٠ - يوم ١٠ آذار: أخبرنا عقيد ركن عاصي بأنه وصل إلى المقبرة وتم الأتجاه الى شارع النجف..١٩١٥ - يوم  ١٠ آذار: طلب السيد القائد من آمر لواء المدرع ٤١  حرس جمهوري بأن يثبت في مكانه ويمنع الدخول والخروج الى المدينة.
٢٢١٥ - يوم  ١٠ آذار: تم استدعاء التشكيلات للاستفسار عن وضعهم. أجابوا بأنه لا يوجد شيء جديد.
٠٣٢٥-١١ آذار: تم الأتصال بالتشكيلات؛ وأفادوا بأن الوضع هادئ تمامًا.
٠٧٠٤- يوم ١١ آذار: تم أخبار العقيد الركن فاضل بأن رئيس أركان فرقة القيادة وضابط برتبة رائد سيتوجهان إليه لإطلاعه على المستجدات، وطلبوا دليلاً ليرشدهم إلى مقر قيادتهم.
٠٧٢٠- يوم ١١ آذار:من قيادة قوات قدس حرس جمهوري إلى قيادة قوات النداء حرس جمهوري: نطلب رمي المدفعية على أهداف يوم أمس.
٠٧٢٥-  يوم ١١ آذار:طلب السيد القائد من العقيد الركن فاضل تبليغ كتيبة دبابات ٧٣ بالرمي على العجلات التي تسير في شارع النجف.
٠٨٣٥- يوم ١١ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري بأنه يرمي الصحن حالياً وحي العباس، ويحاولون معالجة النقص في ذخيرة القوات.
٠٨٤١- يوم ١١ آذار: من قيادة قوات النداء  حرس جمهوري إلى قيادة قوات القدس حرس جمهوري: السيد الوزير قد توجه  إليكم.
٠٨٤٧يوم ١١ آذار: استفسر السيد القائد من العقيد الركن فاضل عن المساعد  مع آمر  كتيبة الدبابات ٧٣بانه رائد مهدي.أمره بأن يسحب حامد إلى مقر اللواء ويعين مهدي كقائد للكتيبة.
٠٨٤٨يوم ١١ آذار:اتصل السيد القائد مباشرة بكتيبة الدبابات ٧٣ وقال له :"حامد، احنى ما راضين عنك،والبارحة نبهناك بوجود تكدس كبير بالدباباتهذا تحذيرك الأخير ويجب أن تنتشر."
٠٨٥٨يوم ١١ آذار: أخبرنا لواء مشاة آلي ٤٣ حرس جمهوري. تم  مسك  أمرأة معها بندقية خلف المقبرة على طريق النجف.٠٨٦٠يوم ١١ آذار: أخبرنا العقيد الركن فاضل بان المقبرة الجديدة بها عدد كبير من الأهالي يرسلون الأسلحة الى المخربين على ما يبدو..
٠٨٦٢يوم ١١ آذار: أستفسر السيد القائد من العقيد الركن عاصي هل سمعت كلام فاضل (نعم)، وقال له: "عليك جمعهم والشباب يكونون بجانب، والنساء والأطفال بجانب آخر، وتفتيش المنطقة."
٠٩٤٢ يوم ١١ آذار:طلب السيد القائد من آمر لواء ٣٥ مشاة حرس جمهوري الموقففأجاب بأنه نفذ التوجيهات وهو بالقرب من لواء ٤٣ مشاة آلي حرس جمهوري التابع للفيلق الثالث. وأستفسر  السيد القائد عن تأمين الطريق الخلفي فأجاب بانه يوجد فيه أحد الأفواج.
٠٩٤٧ – يوم ١١ آذار: استفسر السيد القائد من العقيد الركن فاضل عن عن أسلوب توزيع القوة. فأجاب أن كتيبة الدبابات ٧٣ سيطرت على الشارع  وادام التماس مع الفيلق الثالث وفوج زكي في المقبرة.
استفسر السيد القائد من العقيد الركن فاضل هل لديه قوات كافية للتطويق ، فاجاب بأنه يحتاج إلى مشاة.
أجاب السيد القائد بأن سرية مغاوير تم ارسالها اليكم ، يكون المشاة في المباني، وستقوم سرية المغاوير بالتفتيش  نهارًا وحماية مقر اللواء ليلًا.
١٠٠٤ – يوم ١١ آذار:
أخبر السيد القائد العقيد الركن فاضل بأن قائد قوات القدس حرس جمهوري والسيد الوزير قد توجهوا اليه.، طلب أن تقوم الدبابات  الدبابات باسناد جماعة  القدس.وطلب أن يذهب آمر الوحدة المعني مع قائد قوات القدس ويستطلع ويستطلع ويستقصي معه من واحد من ادلاء المشاة و ايصال الدبابات الى المكان المطلوب.
١٠١٠ – يوم ١١ آذار: أبلغ السيد القائد مقر اللواء ٤٣ مشاة آلي حرس جمهوري أن خالد، عامر، وحسين متوجهين لهم، وينفذون التوجيهات التي معهم.
١٠٣٥ –يوم ١١ آذار: أخبرنا لواء ٤١ مدرع حرس جمهوري بأنهم استولوا على رباعية مع عجلة وشاحنات كبيرة محملة بالعتاد ومستمرون بالتفتيش.
١٠٥٩ - يوم ١١ آذار:تم أخبار لواء ٤٣ مشاة آلي حرس جمهوري بأن قائد قوات القدس  حرس جمهوري سيأخذ منهم ٢ سرية؛ واحدة من كتيبة الدبابات ٧٣ والاخرى سرية مشاة آلية من الفيلق الثالث. وطلب منهم أيضًا توزيع الدبابات.
١١٠٧ -يوم ١١ آذار: طلب  السيد القائد من قائد قوات القدس حرس جمهوري إخباره قبل الشروع لغرض رفع النيران..
١٢١٤ - يوم ١١ آذار: من القدس حرس جمهوري إلى النداء حرس جمهوري: القصف التمهيدي سيكون من الساعة ١٢:١٥ إلى ١٢:٣٠. طلبنا الانتظار لوجود السيد الوزير، الحرس الخاص سوف يدخلون من محور آخر.
١٢١٨ - يوم ١١ آذار: من النداء حرس جمهوري إلى القدس حرس الجمهوري: أبلغنا أبو علي بالشروع فورًا، وفي حالة عدم تمكنهم  من القيام بشيء سوف نباشر نحن..
١٢٣٠ - يوم ١١ آذار: القدس  حرس جمهوري شرعت بالتقدم.
١٢٣٦ - يوم ١١ آذار: أخبرنا العقيد الركن فاضل بان جماعة الحرس الخاص (مجموعة فيحان) قد وصلوا اليهم.
١٣٠٤ - يوم ١١ آذار: أبلغنا العقيد الركن عاصي أنهم استولوا على أربع مدافع، ويحتاجون إلى ساحبات لإخلائها.
١٣٢  - يوم ١١ آذار:تبليغ العقيد الركن فاضل بأستمرار التفتيش في المناطق السكنية واخلاء الغنائم إلى مقر اللواء.
١٣٢  - يوم ١١ آذار: من النداء إلى القدس حرس جمهوري: خالد، أريدك قطع النار لأن جماعة (فيحان) وسط الصحن.
١٣٤٥ - يوم ١١ آذار: تبليغ العقيد الركن فاضل بالعودة إلى مقره فوراً.
١٤٤٥ -يوم ١١ آذار: من العميد الركن عامر إلى العقيد الركن فاضل: سنقوم بتغيير رموز الاتصال تحت قيادة العقيد الركن فاضل، من أجل إعادة تشكيل المجموعة.
١٤٤٨ - ١١ آذار:
تم إبلاغ العقيد الركن فاضل بأن جماعة الحرس الخاص قد احتلوا الصحن وتقوم الآن بتطهير المناطق السكنية، ولامانع من انسحاب كتيبة الدبابات ٧٣".
وكما ذكر المولف عباس ناظم عرض برنامج الملف لقاء تحدث فيه أحد رجال السلطة عن المستشفى الحسيني ذكر فيه " جثث القتلى حالياً من الأبرياء الموجودين في المستشفى من الأطفال الرضع ..أطفال رضع مذبوحين كانوا بالمستشفى..نساء مفتوحة بطونهم بسبب الهمجية اللي تعرضولها من قبل هولاء المجرمين..المرضى الأخرين اللي ذبوهم من على القريولات ورفعوا الاسرة من تحتهم وأخذوها تركوهم للموت". واتهم رجل السلطة المنتفضون بالقيام بهذه الأعمال التي ذكر عباس ناظم وآخرين أن الجيش هو من قتل المرضى في المستشفى. 
وفي تسجيل سري ذكر حسين كامل عن القتال في كربلاء "  أن أهل كربلاء قاتلونا قتال يعني ..وحش. أربع الوية أنطينه...وعدد كبير من الضباط..أكثر معركة شفنا مقاومة هي كربلاء وبعدها سيدي رحنا للنجف...النجف بدرجة كبيرة أخف من كربلاء..لكن النجف لو ناخذها أباقي المحافظات..لا يعني قتال".